أمين عام المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لـ «الاتحاد»: 2023 الأكثر دفئاً.. وارتفاع قياسي لـ «سخونة الأرض»
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
دينا جوني (دبي)
أشاد بيتري تالاس، أمين عام المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بتركيز قيادة الإمارات العربية المتحدة على الاستثمار في حلول الطاقة المتجددة، لافتاً إلى جهودها الواضحة في تحقيق التنوّع في مصادر الطاقة والانتقال المرن فيما بينها.
ووصف في لقاء خاص مع «الاتحاد» ما تنفّذه دولة الإمارات على مستوى الطاقة المستدامة بـ «أدوية التغير المناخي»، ومنها الطاقة الشمسية والهوائية والكهرومائية.
وعن نتائج تقرير حالة المناخ العالمي للعام 2023 الذي تمّ الإعلان عن مسودته خلال مؤتمر صحفي عقد في «كوب 28» في المنطقة الزرقاء في إكسبو، شرح تالاس أن العام الجاري سيكون على الأرجح الأكثر دفئاً، بعد أن سجّلت درجة الحرارة ارتفاعاً بنحو 1.4 درجة مئوية، أعلى من متوسط درجة الحرارة العالمية في فترة ما قبل الثورة الصناعية الأولى من عام 1850، بالإضافة إلى تركيزات قياسية للغازات الدفيئة، وارتفاع مستوى سطح البحر وغاز الميثان. وقال تالاس إن هذا يمثّل رقماً قياسياً جديداً يحل مكان الرقم السابق البالغ 1.2 درجة مئوية.
وأكد تالاس التمسّك بالأمل لتحقيق التغيير المطلوب، لأنه لغاية اليوم لم تصل درجة حرارة الأرض للأسوأ بعد، وفق اتفاق باريس 2015.
ويهدف الاتفاق إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية، والحدّ من زيادة درجة حرارة الأرض إلى درجتين مئويتين، مع السعي إلى الحد من الزيادة إلى 1.5 درجة.
وشدّد على ضرورة عدم تخطي الهدف المتفق عليه، لأن عكس ذلك يعني مواجهة المزيد من التداعيات السلبية على الدول والإنسان، لافتاً إلى ضرورة الالتزام بالتقليل من الوقود الأحفوري والغاز للبقاء ضمن حدود اتفاق 1.5 - 2 درجة مئوية.
ولفت أنه وفقاً لنتائج التقرير، فإن فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية كان حاراً بشكل كبير، خصوصاً في شهر يوليو، مشيراً أن التكلفة الحقيقية في الأرواح والخسائر الاقتصادية لن تكون واضحة إلّا لاحقاً. لكن في الوقت نفسه، أشار إلى أن الأبحاث السابقة تظهر الثمن الباهظ الذي تتحمله ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي بشكل عام، إذ تشير التقديرات إلى أن أكثر من 61 ألف شخص لقوا حتفهم في أوروبا وحدها بسبب موجات الحر في عام 2022. وفي أفريقيا، أدى تغير المناخ إلى المزيد من الجوع والملاريا والحمى والفيضانات.
وأعطى مثالاً آخر لتداعيات التغير المناخي وهو العاصفة القوية التي تسببت في هطول أمطار غزيرة على البحر الأبيض المتوسط، ما أدى إلى انهيار السدود في ليبيا ومقتل الآلاف في مدينة درنة. وفي وقت سابق من هذا العام، ضرب الإعصار الاستوائي «فريدي» جنوب أفريقيا، ووصل إلى موزمبيق وملاوي ليسفر عن مقتل أكثر من 600 شخص، وتشريد أكثر من 600 ألف في ملاوي. وأشار أنه وفقاً لتقرير المنظمة، فإن الحدّ الأقصى لمساحة الجليد في القطب الجنوبي لهذا العام كان أقل بمقدار مليون كيلومتر مربع من المستوى القياسي السابق. كما شهدت الأنهار الجليدية في غرب أميركا الشمالية وجبال الألب الأوروبية موسماً شديداً من الذوبان. وقال إنه بسبب استمرار ارتفاع درجة حرارة المحيطات وذوبان الأنهار والصفائح الجليدية، فقد لوحظ أيضاً ارتفاع قياسي في مستوى سطح البحر.
وتطرّق تالاس إلى التكلفة المادية لتداعيات المناخ، مشيراً إلى ارتفاع معدل التمويل المناخي ليصل إلى 1.3 تريليون دولار للعام الماضي مقارنة بـ 653 مليار دولار عن العام الذي سبقه. وقال إنه لغاية 2030، فإن الحاجة لتمويل تداعيات التغير المناخي تتراوح سنوياً بين 8 و9 تريليون دولار.
وأشار إلى أنه على الرغم من الأرقام القياسية لتداعيات المناخ والتي سجّلتها النتائج الأولية للتقرير، إلا أن الأخبار الجيدة تكمن في تزايد الأبحاث المتعلقة بمصادر الطاقة المتجددة والطاقة الكهرومائية، مشيراً أن هذا يدلّ على أن الدول تمشي ضمن المسار الصحيح إلا أن الأمر يحتاج إلى مزيد من التسريع، لأن الوتيرة الحالية للعمل والانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة تسير ببطء.
ما هو اتفاق 1.5 درجة مئوية؟
عقب المؤتمر الصحفي الذي عقدته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أصبح الرقم «1.5» درجة مئوية الأكثر تداولاً بين الحاضرين والزوار. فما قصة الهدف 1.5 درجة مئوية؟
ارتفعت درجة حرارة الأرض لغاية اليوم 1.2 درجة مئوية مقارنة بما كان عليه الوضع في الفترة التي سبقت عصر ما قبل الثورة الصناعية الأولى. لذلك اتفقت دول العالم خلال مؤتمر باريس 2015، الالتزام بتقييد ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة مئوية لتفادي السيناريوهات البيئية الكارثية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأرصاد الجوي المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الطاقة المتجددة المناخ التغير المناخي كوب 28 مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ الاستدامة درجة حرارة الأرض درجة مئویة
إقرأ أيضاً:
طقس الإسكندرية.. تحسن الأحوال الجوية 4 أيام فرصة مثالية للتنزه
يشهد طقس الإسكندرية تحسنًا ملحوظًا خلال الأيام الأربعة المقبلة، بدءًا من اليوم السبت وحتى الثلاثاء الموافق 18 فبراير، حيث تشير توقعات هيئة الأرصاد الجوية إلى اعتدال درجات الحرارة، مع ارتفاع يتراوح بين درجتين إلى ثلاث درجات مئوية، مما يجعل الأجواء أكثر ملاءمة للخروج والاستمتاع بالأنشطة الخارجية.
انعدام فرص الأمطار على الإسكندريةووفقًا للهيئة، ستكون فرص سقوط الأمطار غائبة تمامًا خلال هذه الفترة، مما يعزز من جودة طقس الإسكندرية ويسهل على السكان والزائرين الاستمتاع بالتنزه في الحدائق العامة وعلى كورنيش الإسكندرية.
معدل ارتفاع الأمواج على شواطئ الإسكندريةكما أشارت الهيئة إلى أن ارتفاع الأمواج سيكون معتدلًا، حيث يتراوح بين متر ونصف إلى مترين، مما يوفر فرصة مثالية لممارسة الأنشطة البحرية بأمان.
درجات الحرارة المتوقعة في الإسكندريةخلال الأيام المقبلة، ستشهد الإسكندرية درجات حرارة معتدلة تتناسب مع الخروج والتنزه، حيث تصل الحرارة العظمى يوم السبت إلى 19 درجة مئوية، بينما تبلغ الصغرى 10 درجات، وفي يوم الأحد، ترتفع الحرارة العظمى إلى 20 درجة مئوية، مع صغرى تبلغ 11 درجة.
أما يوم الاثنين، فستكون الحرارة العظمى 22 درجة مئوية، بينما تظل الصغرى عند 11 درجة. وفي يوم الثلاثاء، ستتراجع الحرارة العظمى قليلاً لتصل إلى 21 درجة مئوية، مع استقرار الصغرى عند 11 درجة.
طقس الإسكندرية المعتدل.. فرصة مثالية للتنزهيعد هذا التحسن في الطقس فرصة مثالية لسكان الإسكندرية والزائرين لقضاء وقت ممتع في الهواء الطلق، حيث يمكن الاستمتاع بالتنزه على كورنيش الإسكندرية، أو زيارة الحدائق العامة مثل حدائق أنطونيادس وستانلي، أو حتى ممارسة الأنشطة البحرية في ظل الأمواج المعتدلة.
نصائح للأهالي والزائرين للإسكندريةونصحت محافظة الإسكندرية مواطنيها بمتابعة التحديثات اليومية للأحوال الجوية للاستفادة القصوى من هذه الأجواء الجميلة.
كما يُوصى بارتداء ملابس مناسبة للطقس المعتدل، خاصة خلال ساعات الصباح الباكر والمساء، حيث تنخفض درجات الحرارة قليلاً.