«كوب 28».. كرنفال ثقافات بكل اللغات
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
سامي عبد الرؤوف (دبي)
يشهد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ «كوب 28»، الكثير من الظواهر والسمات المميزة، أبرزها أن المؤتمر ليس فقط للحديث عن طرق تعزيز الحياد المناخي والتحول إلى الاقتصاد الأخضر، وإنما بمثابة كرنفال ثقافات مستدامة.
وحرص العديد من ضيوف الدول، المشاركين بالمؤتمر على ارتداء ملابس تجسد ثقافات شعوبهم، وتحديد ما يشير إلى الألوان الصديقة للبيئة والمعبرة عنها مثل اللون الأخضر، كما كانت الملابس على هيئة أشجار وبعضها من مواد طبيعية قديمة لتشير إلى الاستدامة، وأيضاً تجسد أهمية النباتات والأشجار في حياتنا.
لكن الغريب والمدهش في نفس الوقت، طبيعة وأشكال ملابس عدد لا بأس به من الضيوف، حيث حرصوا على أن يجعلوا ملابسهم رسالة بيئية، لتعبر عن أفكارهم وآرائهم حول أحد أهم أزمات العصر الحديث، وهي التغير المناخي.
فملابس بعضهم، أخذت أشكالاً طبيعية أو أشجاراً ونباتات وربما بعضها مصنوعة من مواد ومنتجات طبيعية.
واستحوذ اللون الأخضر على معظم الألوان اللافتة بين ضيوف المؤتمر، لأنه لون يعطي مشاعر الحب والسلام، والشعور بالتوازن، ويحافظ على مشاعر الطمأنينة والاسترخاء مع تعزيز من الثقة الذاتية. ولم يقتصر وجود اللون الأخضر على الملابس، بل تعداه ليعم كل المناطق المساحات المخصصة لمؤتمر، سواء قاعات أو طرقات أو أماكن عامة، من خلال تواجد ملحوظ ومميز للأشجار ونباتات الزينة، التي أعطت أريحية ومناظر خلابة للمكان، فكأن المؤتمر عقد في واحة غناء.
ولا يقتصر الهدف من المساحات الخضراء على مجرد تجميل المناطق الحضرية. إذ تُعتبر الأشجار الرئة والكبد والقلب النابض لمدن العالم، وهي أساسية لإنشاء مدن صحية وصالحة للعيش ومستدامة في جميع أنحاء العالم.
وتُعدّ الأشجار وسيلة مهمة للتخفيف من وطأة تغير المناخ وتحسين جودة الهواء، ما يجعل المدن أماكن صحية أكثر للعيش فيها. وهي تُعتبر ضرورية أيضاً للأماكن ذات المناخ الدافئ. وفي الواقع، من شأن التوزيع الاستراتيجي للأشجار في المدن أن يساعد على تبريد الهواء بما يتراوح بين درجتين وثماني درجات مئوية، ما يجعل حرّ المدن الرطب أكثر احتمالًا.
كما أن يافطات التحول البيئي حاضرة بقوة داخل طرقات وردهات الحدث، فاليافطات المعلقة في العديد من جوانب المؤتمر، تدل على الاستدامة. وتؤكد مفاهيم التصالح مع البيئة، والبحث عن مستقبل أفضل للكون، ومن بين العناوين البارزة لليافطات المعلقة «فلسناهم كلنا»، و«العمل يصنع الثقة»، و«لتغير حياة الناس». ومن اللافت للنظر عبر الجولة التي قامت بها «الاتحاد» في ردهات ومناطق المؤتمر، وجود أوراق للشجر متشابكة بخيط، للتأكيد على أهمية النباتات ففي حياتنا ودورها في صناعة مستقبل أفضل للأرض. كما أن بعض القاعات التي تستضيف فعاليات المؤتمر، سميت بأسماء الأشجار ومنها، قاعة الغافات.
وتمثل شجرة الغاف، رمزية ودلالة خاصة بالنسبة لدولة الإمارات بصفة خاصة ودول الخليج بصفة عامة، لأنها شجرة تتحمل الجفاف، ويمكن أن تظل خضراء حتى في البيئات الصحراوية القاسية. وهي من الأشجار المهمة للأنواع الحيوانية والنباتية على حد سواء.
وتعتبر شجرة الغاف الشجرة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة ومن الرموز الثقافية، إذ تمتلك قدرة عجيبة على التأقلم المثالي مع البيئة الصحراوية القاحلة للدولة.
أعلام الدول ترفرف في أكثر من منطقة في الحدث، من بينها منطقة في وسط الحدث وفي أحد المداخل الرئيسة في المنطقة الزرقاء.
كما ضمت مناطق مختلفة في المنطقة الزرقاء بمؤتمر (كوب 28)، رسومات ومجسمات للحياة الطبيعية سواء البرية أو البحرية، مثل مواد البناء في العصر القديم والأحجار، والأسماك، والسفن والبحار.
الأشجار
لا يقتصر الهدف من المساحات الخضراء مجرد تجميل المناطق الحضرية. إذ تُعتبر الأشجار القلب النابض لمدن العالم، وهي أساسية لإنشاء مدن صحية وصالحة للعيش ومستدامة في جميع أنحاء العالم.
وتُعدّ الأشجار وسيلة مهمة للتخفيف من وطأة تغير المناخ وتحسين جودة الهواء، ما يجعل المدن أماكن صحية أكثر للعيش فيها. وهي تُعتبر ضرورية أيضاً للأماكن ذات المناخ الدافئ. وفي الواقع، من شأن التوزيع الاستراتيجي للأشجار في المدن أن يساعد على تبريد الهواء بما يتراوح بين درجتين وثماني درجات مئوية، ما يجعل حرّ المدن الرطبة أكثر احتمالاً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كوب 28 الأمم المتحدة المناخ التغير المناخي الاستدامة مؤتمر الأطراف مؤتمر المناخ ما یجعل ت عتبر
إقرأ أيضاً:
مدارس "كينو" تنظم كرنفال "المستقبل والاستدامة" احتفالًا بـ"باليوم العالمي للتعليم".. الأربعاء
مسقط- الرؤية
تحتفل مدارس كينو الخاصة في مسقط، الأربعاء، باليوم العالمي للتعليم، والذي سيقام تحت شعار "المستقبل والاستدامة"، من خلال تنظيم كرنفال تعليمي في الفترة الصباحية بمشاركة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بوزارة التربية والتعليم، وعدد من مدارس القطاع الخاص والمدارس الدولية في محافظة مسقط.
وتتضمن الفترة الصباحية إقامة العديد من الفعاليات كالمسابقات الأكاديميّة والمعرفيّة بين المدارس المشاركة ومن بينها الأجنحة المختلفة التي يتم من خلالها تقديم مسابقات الأجنحة التي تتضمن عروضا علمية، وعروض الذكاء الاصطناعي، ومشاريع الروبوتات، وعروض الدمى، وأنشطة بلغة برايل، والتوعية بلغة الإشارة، إلى جانب الأعمال الفنية التي ستقام تحت عنوان "عقول متمكنة، تعليم ملهم، مستقبل مستدام"، ومسابقة "تمكين صوت المستقبل"، وسيتم تقييم المشاركين من قبل فريق من اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، مع تقديم جوائز نقدية وعينية وميداليات متنوعة للفائزين.
وقال خميس بن عبيد العجمي رئيس مجلس إدارة مدارس كينو: "يأتي تنظيم هذه الفعالية للتّأكيد على أهميّة التّكامل المؤسّسيّ، ولتجسيد وتعميق رؤية مستقبليّة للتّعليم من منظور حداثيّ أصيل متكامل، ويهدف هذا الاحتفال إلى التّأكيد على أهميّة الأنشطة التّفاعليّة في تطوير العمليّة التّعليميّة، وتعزيز الإبداع والابتكار لدى الطّلبة وتطوير مهاراتهم التّعليميّة والقياديّة، وتعزيز روح التّنافس الإيجابيّ بينهم، فضلًا عن تعميق التّفاعل بين المؤسّسات التّعليميّة وفتح باب تبادل الخبرات ومشاركة قصص النّجاح والتّجارب المتميّزة في مجال تطوير التّعليم، وتعزيز مهارات التّواصل والتّفكير الإبداعيّ والعمل الجماعيّ لدى المشاركين، ونشر الثّقافة التّعليميّة بين مختلف فئات المجتمع سواء أكانوا أفرادًا أو مؤسّسات".
وسيُقام في الفترة المسائية ندوة بعنوان "المستقبل والاستدامة" تحت رعاية الشيخ سيف بن هلال الحوسني المدير العام الإقليمي لشركة ميكروسوفت في البحرين وعمان، وستتضمن الندوة تقديم 4 أوراق عمل، حيث يقدم سعيد بن راشد آل عبدالسلام رئيس قسم الجودة بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الباطنة ورقة عمل عن "إعادة صياغة دور المعلم في عصر الذكاء الاصطناعي وفق معايير الجمعية الدولية للتكنولوجيا في التعليم (ISTE)"، وتقدم مريم بنت علي القاسمية المدربة المتخصصة في مجالات تكنولوجيا المعلومات ورقة عمل عن "الذكاء العاطفي الاصطناعي في التعليم"، يليها الخليل بن عبدالله العبدلي المحاضر في تقنية المعلومات ومدرب أدوات الذكاء الاصطناعي بتقديمه ورقة العمل الثالثة عن "التعليم والتعليم في عصر الذكاء الاصطناعي"، وتختتم الندوة بورقة العمل الرابعة عن "قيادة الطريق في الاستدامة" التي يقدمها معتصم الزدجالي المدير التنفيذي لأكاديمية ريال مدريد في سلطنة عمان ، ويدير الندوة الإعلامي الدكتور عبدالعزيز بن حمد العجمي.