أثببت كونها واقعاً في الموقف والميدان مظلة القدس الإقليمية خاضت أولى معاركها في طوفان الأقصى
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
العلامة مفتاح: معادلة حماية القدس توضحت ومحور المقاومة أضحى قوة إقليمية وعالمية السفياني: اليمن أربك حسابات الإسرائيلي والأمريكي وكل الغرب المنافق والمساند للعدو شرف: في طوفان الأقصى تجسدت المعادلة عملياً في وحدة الساحات موقفاً وفي التحام الجبهات عسكرياً الكبسي: محور المقاومة نجح في أول اختبار له بوجه العدو وأثبت أن المقاومة الفلسطينية ليست وحدها عبد العظيم: المساس بالقدس واستمرار الانتهاكات بحق الأقصى لم يعد سهلاً أمام الصهاينة
الثورة /لقاء / إبراهيم الوادعي
في مايو 2021 م وضع سماحة السيد حسن نصر الله – أمين عام حزب الله – معادلة الحرب الإقليمية دفاعا عن القدس بوجه المساس بها أو تغيير هويتها من قبل العدو الإسرائيلي، اليمن كانت أول المستجيبين إلى المعادلة على لسان السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي، مؤكدا حضور اليمن بقوة ضمنها لحماية القدس .
وحين وقعت عملية السابع من أكتوبر 2023م، بتوقيع الفصائل الفلسطينية المقاومة في غزة، وحملت اسم طوفان الأقصى، وحضرت الإدارة الأمريكية بكبار القوم فيها من الرئيس بايدن إلى كل وزرائه وتواصلا إلى مسؤولي الغرب أجمعهم، وحضرت الأساطيل الأمريكية والبريطانية والفرنسية وأموالها وأساطيلها إلى المنطقة لردع من تسول له نفسه حركة حماس والجهاد الإسلامي في غزة، حضرت المعادلة تباعا لتشكل مظلة إقليمية مساندة من جنوب لبنان، حيث شن حزب الله عمليات نوعية وقوية وذكية على العدو شمال فلسطين المحتلة إلى العراق، فاليمن الذي دخل بقوة وشكل مفاجأة طوفان الأقصى الكبرى بصواريخ باليستية ومجنحات ومسيّرات أنهت النطاق الأمن جنوبي الكيان المحتل، وتوجت بإغلاق البحر الأحمر في وجه الملاحة الإسرائيلية والسيطرة على إحدى سفنه، فيما شنت القوى العراقية المقاومة عمليات مستمرة بالصواريخ والمسيّرات على مناطق الكيان المحاذية للأردن والقواعد الأمريكية في العراق وسوريا .
ووفقا لمتابعين سيغدو من الصعوبة بمكان على الإسرائيلي الاستفراد بالقدس أو المساس بالأقصى بعدما رأى المظلة الإقليمية الحامية للقدس واقعا وتخوض معاركها ضمن طوفان الأقصى الفلسطيني، وهي لم تبرز بعد كل مفاجآتها.
• وحدة الساحات
العلامة محمد مفتاح – رئيس اللجنة العليا للحملة الوطنية لمناصرة الأقصى الشريف:
«منذ عملية وحدة الساحات تبينت مؤشرات الصراع مع العدو الصهيوني بشكل دقيق وواضح، فوحدة الساحات ثبتت معادلة واضحة أن العمليات مع العدو الصهيوني لم تعد منفردة أو جرائم يرتكبها ولا يجد من يرد عليه.
وجد الآن من يرد على الكيان الصهيوني ردا مزلزلا وموجعا، فالعميات التي أراد الكيان الصهيوني أن ينفرد من خلالها بالكيان الصهيوني بقطاع غزة، لكنه وجد ردا من الضفة الغربية عسكرية قوية في الضفة الغربية وردا أكبر من جنوب لبنان عمليات عسكرية نوعية، وعمليات أخرى من العراق وعمليات كبيرة ونوعية قوية جدا من جهة اليمن.
فاليوم تبينت المعادلة وقد تدخل أطراف عديدة وكلها تبشر بقرب زوال هذا الكيان الغاصب المتوحش.
محور المقاومة أصبح اليوم قوة إقليمية وعالمية، في الإقليم لكونه القوة الوحيدة الذي يواجه قوى الهيمنة والاستكبار والتوحش والدوائر الاستعمارية، عالميا لكونه يواجه هذا المستوى من الحرب في مقدمها الناتو وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وامتداداتها، وبالتالي فهو قوة مؤثرة عمليا».
• أربعة أمور
وحول الأمور التي تميز بها أداء محور المقاومة ضمن معادلة حماية القدس أضاف:
هناك أربعة أمور تميزت بهما المواجهة الحالية في فلسطين وطوفان الأقصى:
• الصمود الأسطوري للمدنيين الفلسطينيين في غزة
• الصمود والبطولة الأسطورية للمجاهدين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
• العمليات الذكية والنوعية والمتقنة في جنوب لبنان
• ما تم من عمليات من العراق واليمن، وما تم من اليمن هي عمليات متميزة استراتيجية وذكية وتؤسس لمرحلة مهمة وخطيرة من الصراع على المستوى العالمي.
• مفاجأة الطوفان الإقليمية
من جانبه يؤكد احمد حامد مدير مكتب الرئاسة أن اليمن ماض في الدفاع عن فلسطين ولو تخلى عنها كل العالم، بل ولو لم يبق سوى الشعب اليمني لما تخلى عنها، باعتبار ذلك مبدأ قرآنيا وأساسيا وثابتا من الثوابت اليمنية وقال:
نقول لإخواننا رجال المقاومة الفلسطينية قاتلوا بقوة بثبات واستبسال وفاوضوا أيضا بقوة وثبات فنحن إلى جانبكم، ولم تعد المعركة في فلسطين وإنما معركة إقليمية لكل أحرار العالم، لقد استطعتم من خلال هذ العملية البطولية والرائعة في السابع من أكتوبر.
أخرجتم القضية الفلسطينية مرة أخرى إلى العلن بعد أن كان يراد لها أن تدفن، لكنها أصبحت الحاضرة على كل مستوى العالم، أحييتم بعمليتكم الضمير العالمي والضمير الإنساني والإسلامي، واصبح زوال العدو الإسرائيلي اقرب من أي وقت مضى، وفضحتم الأمريكي وفضحتم المطبعين معه، وثقوا أننا معكم وسنبقى إلى جانبكم بمواقف متصاعدة إن شاء الله .
• اليمن رأس حربة المعادلة
من جانبه يرى طه السفياني – مدير مكتب رئيس حكومة تصريف الأعمال – أن معاجلة حماية القدس التي دعا إليها السيد حسن نصر الله أضحت واقعا ملموسا رآه العدو خلال معركة طوفان الأقصى، وقال:
معركة سبعة أكتوبر خاضها الشعب الفلسطيني ومعه إخوة مساندون من دول محور المقاومة، وغدا لن يخوضوا معاركهم منفردين وإنما الكل متوجه لمواجهة العدو وحماية القدس وفلسطين .
اليوم وكما تحدث السيد حسن نصر الله فهي قد صارت حقيقة واقعة، وسجل اليمن حضورا بارزا في المعادلة من خلال عمليات القصف لعمق الكيان العبري وجنوبه، ومن خلال قطع الإمدادات البحرية عنه من جهة البحر الأحمر، وهو تحرك لم يكن يتوقع العدو أن يقدم اليمن عليه، لكنه فعل وأربك حسابات الإسرائيلي بل والأمريكي وكل الغرب المساند والمنافق، ووجد هؤلاء أنفسهم مصعوقين أمام شجاعة القيادة اليمنية واحترافية قواتها البحرية والخاصة التي نفذت عملية احتجاز السفينة الإسرائيلية واقتيادها إلى الحيدة.
•مواقف متصاعدة
وحول المشهد ما بعد طوفان الأقصى أضاف :
لا يمكن للإسرائيلي أن ينفرد بفلسطين لو لم يبق في العالم إلا هذا الشعب اليمني لما انفرد الإسرائيلي بفلسطين ولما تركنا القدس ولما تركنا الأقصى، مواقفنا ثابتة ومبدئيه ومعروفة واليهود والأمريكان يعرفون من هو اليمن ومن هي القيادة اليمنية.
بالتأكيد موقف اليمن قوي، رغم البعد الجغرافي لكننا ضربنا بقوة وبكل اقتدار لأن موقفنا ينطلق من مبدأ وموقف قرآني وفي نفس الوقت خوفنا من الله هو ما جعلنا نرى الآخرين صغارا لا يؤبه لهم .
• عواصم المقاومة محمية إقليميا
من جانبه يؤكد حمود شرف – مدير إذاعة سام أف أم، أن وحدة الساحات ومظلة حماية القدس صارت حقيقة عملية وملموسة وفق ما دعا إليها السيد حسن نصر الله، وقال:
ما قامت به وتقوم به المقاومة الفلسطينية منذ السابع من أكتوبر ومعها حركات محور الجهاد والمقاومة، أعطى القدس حماية إقليمية، وليس القدس فقط وإنما أعطى صنعاء حماية إقليمية، أعطى دمشق حماية إقليمية، أعطى بغداد حماية إقليمية، فهل يجرؤ العدو الإسرائيلي أن يمس بالقدس دون أن يلقى ردا إقليميا لا أعتقد، هل سيعتدي على صنعاء أو بيروت أو بغداد أو دمشق بعدما رآه في طوفان الأقصى قطعا لا، وبالتالي فهو مقيد وإن غامر فقد ارتكب حماقة قربته من الزوال المحتوم .
العدو ظن أن وحدة الساحات معادلة إسمية، ولكن في معركة طوفان الأقصى تجسدت هذه المعادلة على أرض الواقع في وحدة الساحات موقفا وفي التحام الجبهات عسكريا، وهذا ما توضح وتبين للعدو وتوضح لكل أبناء الأمة على امتداد الساحة العربية والإسلامية والعالمية، بأنها معادلة قول وفعل.
• بين محورين
وفي السياق يوضح احمد الكبسي – إعلامي – أن طوفان الأقصى حمل توقيع محور المقاومة وأن الطوفان أعاد الوعي عالميا وليس فقط على مستوى الشعوب العربية والإسلامية بقضية فلسطين، وقال:
لا شك أن السابع من أكتوبر سيسجله التاريخ بأنه معركة محور المقاومة بأكمله وليست معركة الفلسطينيين لوحدهم، لأن المحور انتفض من لبنان من العراق من سوريا من اليمن بصواريخه الباليستية وطائراته المسيرة، وأيضا بتحركاته في البحر الأحمر لمنع سفن الكيان الصهيوني من المرور في البحر الأحمر، هذا ما سيسجله التاريخ، كما سيسجل التاريخ أن هناك محورا من التخاذل والتطبيع مع العدو الصهيوني، وسيسجل أن الشعوب انتفضت في وجه هذا العدو من خلال الخروج الكبير لتشكل وعيا بما يرتكبه هذا العدو من جرائم بحق الشعب الفلسطيني وأيضا بمقاطعة منتجاته كمواجهة اقتصادية .
محور المقاومة نجح في أول اختبار له في مواجهة العدو الصهيوني وأن يثبت بأن المقاومة الفلسطينية ليست وحدها وأن الشعب الفلسطيني ليس وحده، وكما يحظى هذا العدو بقية من التطبيع فإن المقاومة والممانعة تحظى بمحور مساند وأنها ليست وحدها .
• جبهات متعددة
ويؤكد بدور المنشد عبد العظيم عز الدين أن العدو سيفكر اليوم مليون مرة أن قرر الاعتداء على الأقصى أو القدس، بعد أن رأى تعدد الجبهات في طوفان الأقصى
طوفان الأقصى وما قام به محور المقاومة ككل فهي حرب إقليمية فعلية وبعدها نعتقد بحصول فرج كبير، ونعتقد أن المساس بالقدس واستمرار الانتهاكات بحق الأقصى من قبل الصهاينة سيغدو أصعب بكثير وسيفكر العدو مليون مرة قبل أي مس بالقدس أو انتهاك للأقصى، فالمعادلة الإقليمية أو المظلة التي أعلن عنها السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله أصبحت حقيقة واقعة.
في السابق كان العدو الإسرائيلي يواجه غزة جبهة مساندة وحيدة للأقصى اليوم يواجه جبهات متعددة إن هو اعتدى على القدس أو اعتدى على الأقصى.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
تحقيقات طوفان الأقصى.. الشاباك في مواجهة نتنياهو
أثار تحقيق جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك"، الذي ركز على الأسباب المباشرة وراء الإخفاق في توقع هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 (طوفان الأقصى)، جدلا واسعا في إسرائيل، تمحور حول تحديد المسؤوليات والخطوات المستقبلية، ورافق ذلك تبادل للاتهامات بين الحكومة من جهة، وبين المعارضة والمؤسسة الأمنية من جهة أخرى.
وجاء إعلان الشاباك عن تحقيقه بعد أيام قليلة من نشر الجيش الإسرائيلي تقريره الخاص، الذي أقر فيه بعدد من الإخفاقات في توقع الهجوم ومنعه أو التعامل معه.
وبينما اعترف الشاباك أيضا بوجود فشل أمني، فقد وُجهت سهام النقد إلى المستوى السياسي بدرجة أكبر، مع انتقادات أقل حدة للمستوى العسكري.
الشاباك ينتقد سياسات الحكومةحمل التقرير لوما جزئيا على الجيش مشددا على ضعف التنسيق الاستخباري بين الشاباك والجيش مما أدى لمنع اتخاذ خطوات استباقية ضد هجوم 7 أكتوبر.
ولكن الانتقاد الأكثر قوة في التقرير كان للمستوى السياسي، حيث أشار إلى أن عددا من سياسات الحكومة الإسرائيلية وعلى رأسها "الانتهاكات في المسجد الأقصى والتضييق على الأسرى الفلسطينيين، وسياسة الهدوء والسماح بتدفق الأموال القطرية إلى غزة إضافة إلى تآكل قوة الردع الإسرائيلي" كانت عوامل رئيسية في تمكن حركة حماس من تعزيز قوتها العسكرية.
إعلانوقد اندلعت حرب كلامية واتهامات متبادلة بعد نشر تسريبات في الصحف الإسرائيلية حول وجود تحذيرات من رئيس الشاباك رونين بار لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حيث كشفت صحيفة يسرائيل هيوم أن جهاز الشاباك قاد رؤية لتصفية قادة حماس وعلى رأسهم يحيى السنوار وطرح مقترحا لذلك في 6 مناسبات على الأقل، ولكن نتنياهو لم يصدق على ذلك.
ووفقا لصحيفة هآرتس، فقد دافع أنصار نتنياهو عنه من خلال سرد حجج مثل "لو أنه تم تنبيهه قبل ليلة من الهجوم، لكان أرسل الجيش كله إلى الميدان، ومنع ما حدث في مستوطنات غلاف غزة، وقواعد الجيش الإسرائيلي".
وتضيف الصحيفة أن "هذا الرد ليس مقنعا لأنه خلال الفترة التي سبقت الحرب، وحتى في الوقت الذي كان نتنياهو يقظا جدا، فإنه لم يطلب من الاستخبارات إعادة فحص تقديراتها، ولم يسألها: ماذا لو كنتم على خطأ، وكان السنوار يضللنا بتهدئة الميدان".
أثارت التقارير الصادرة عن الجيش والشاباك الجدل أيضا حول مسؤولية رئيس الوزراء، إذ كان ملحوظا تحمل كل من رئيس الأركان المستقيل هرتسي هاليفي ورئيس الشاباك رونين بار للمسؤولية عن الإخفاقات بخصوص السابع من أكتوبر، فيما لم يصدر عن نتنياهو أي شكل من أشكال تحمل المسؤولية عن هذا الإخفاق.
وفي هذا السياق، قال هاليفي -في كلمة ألقاها أثناء مراسم تنحيه وتولي خلفه إيال زامير- إنه كان جزءا من الإخفاقات، وقال رونين بار في ملخص تحقيق الشاباك: "بصفتي رئيسا للجهاز، سأحمل هذا العبء الثقيل على كتفي لبقية حياتي".
وفيما يلقي تحمل هاليفي وبار للمسؤولية ضغطا على نتنياهو لأخذ موقف مبدئي حول تحمل المسؤولية كونه صانع القرار الأول، فقد ذكر الكاتب ألوف بن في مقال له بصحيفة هآرتس أن رئيس الوزراء لم يقدم روايته للجمهور واكتفى بالتنصل من المسؤولية عن الكارثة وتوجيه التهم للتابعين له، وظل يتلاعب بالرأي العام الإسرائيلي.
View this post on InstagramA post shared by الجزيرة (@aljazeera)
وكان مكتب رئيس الوزراء قد نفى التقارير التي قالت إن نتنياهو رفض توصية جهاز الشاباك بتصفية قادة حركة حماس قبل 7 أكتوبر.
إعلانولم يصبر أنصار نتنياهو سوى دقائق بعد نشر تحقيق الشاباك حتى شن مقربون منه هجمة على الشاباك، معتبرين أن التحقيق لا يجيب عن الأسئلة الرئيسية بشأن الفشل الاستخباري الخطير وأن استنتاجات التحقيق لا تظهر حجم الإخفاق الذي مني به جهاز الشاباك.
وقد شملت الانتقادات رونين بار الذي تفيد تكهنات بأن نتنياهو يسعى لإقالته بعدما أزاله من طاقم المفاوضات هو ورئيس الموساد ديفيد برنيع.
ووفقا لصحف إسرائيلية فقد قال نتنياهو إن "الشاباك لم يقرأ الصورة الاستخبارية وكان أسير تصور معين"، محملا الشاباك الإخفاق الأمني.
وبعد نشر تقرير الشاباك، هاجم نتنياهو رونين بار مرة أخرى قائلا "إن تقديرات الشاباك قبل أيام قليلة من 7 أكتوبر كانت تركز على أن حماس معنية بالحفاظ على الهدوء ولن تفتح معركة" بل إن رونين بار أوصى بتقديم منافع مدنية لحماس مقابل شراء الهدوء وعدم الدخول في جولة قتال أخرى.
المطالبة بتحقيق أشمللم يتورع قادة المؤسسة العسكرية والأمنية عن الإشارة بشكل مباشر وغير مباشر إلى ضرورة تحديد المسؤوليات عبر لجان رسمية مستقلة، فتوازيا مع طلب هاليفي إنشاء لجنة تحقيق رسمية طالب رونين بار بوجود تحقيق أشمل للمساعدة في الفهم الحقيقي للأسباب التي حالت دون وقف هجوم 7 أكتوبر مع ضرورة أن يطال التحقيق دور العناصر الأمنية والسياسية في إسرائيل.
ومن جانب آخر، يعتقد بار أيضا وفقا لما ذكرته الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" أن هناك نظريات مؤامرة ضده وضد شعبة الاستخبارات العسكرية مفادها أن مسؤولين في الشاباك والاستخبارات العسكرية علموا باستعدادات حماس لهجوم 7 أكتوبر ولكنهم تجاهلوا الحديث عنها بسبب الإهمال أو خوفا من كشف مصادر مهمة.
ويرى بار أنه من أجل قطع الطريق على نظريات المؤامرة هذه، فلا بد من تشكيل لجنة تحقيق رسمية وأن عدم القيام بذلك يبقي الأرضية خصبة لانتشار ادعاءات كاذبة.
من ناحية ثانية، تدور معركة أخرى حول تشكيل لجنة التحقيق الرسمية مع المستشارة القضائية للحكومة غالي بهراف ميارا حول مبررات رفض نتنياهو لتشكيل لجنة تحقيق رسمية من خلال الادعاء بأنه "لا يمكن القول إن الحرب انتهت".
إعلانكما انتقدت ميارا عدم تعميم نتنياهو موقف رئيس الشاباك على بقية الوزراء، مما جعله يرد بالقول إنه "موظف.. ما علاقته بهذه القضية؟ وهذا تناقض.. بأي صلاحية يعبر عن موقف دون أن يطالَب بذلك، ومن دون أن يكون هو مرتبطا به أصلا؟".
وكانت الحكومة رفضت سابقا فكرة لجنة التحقيق التي طلبها بار وشهدت الجلسة حينها جدلا واتهامات متبادلة، حيث قالت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية في فبراير/شباط 2025 إن حكومة الاحتلال رفضت طلب رونين بار المشاركة في جلسة خاصة لمناقشة تشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات 7 أكتوبر، وتضمنت الجلسة حينها مناقشات حادة.
ووفقا للإذاعة، هاجم نتنياهو بار واصفا إياه بأنه موظف لا علاقة له بلجنة التحقيق الحكومية، كما هاجم وزير الاتصالات شلومو كرعي فكرة تشكيل لجنة تحقيق بناء على قرار قضاة المحكمة العليا قائلا إن "هناك حكومة منتخبة في إسرائيل، ولن تضع مصير التحقيق في أيدي شخص يجب التحقيق معه".
ومن زواية أخرى، قالت المستشارة القضائية إن تشكيل لجنة تحقيق رسمية مرتبط بموقف تم تقديمه للمحكمة في لاهاي، وإن هذا أمر لا يمكن التراجع عنه. وقد سألها نتنياهو "من الذي صدق على ذلك؟"، أجابت بهراف ميارا "أنت يا سيدي".
قد تكون إقالة بار الخطوة المقبلة لنتنياهو، ولكن هذا سيكون موضع خلاف كبير، فوفقا لما ذكرته القناة الـ12، فإن بار صرح بأنه لا يخطط للتنحي عن منصبه حتى يتم إعادة جميع الرهائن وتشكيل لجنة حكومية للتحقيق في الإخفاقات المحيطة بهجوم حماس.
وأفادت وسائل إعلام عبرية، بأن نتنياهو كان يبحث في تداعيات إقالة بار، وتكهنت بأن هذه الخطوة قد تحدث في غضون أسابيع.
وعلى غرار ما حصل في رئاسة الأركان، يبحث رئيس الوزراء عن شخص مقرب منه لإدارة الشاباك، ويعتقد وفقًا لما نشرته هيئة البث الإسرائيلية أن نائب رئيس الشاباك السابق الذي عيّنه نتنياهو في طاقم المفاوضات بدلا عن بار قد يكون مرشحه لإدارة الشاباك.
إعلانوقد يكون لدى رئيس الوزراء مرشحون من خارج الجهاز، وهذا من شأنه أن يشعل خشية من تسييس جهاز الشاباك الذي كان ينظر إليه على أنه مؤسسة مهنية ليست داخلة في الخلافات السياسية.
عاجل | القناة 12 الإسرائيلية عن ضباط متقاعدين: إقالة رئيس الشاباك وسط تضارب في المصالح وفي هذا الوقت انتهاك للقانون pic.twitter.com/scqG0lXJ7O
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) February 23, 2025
مواقف الرأي العاموفي هذا السياق، أظهر استطلاع رأي أجرته القناة الـ12 الإسرائيلية نشر يوم 5 مارس/آذار الجاري أن 60% من الإسرائيليين يؤيدون استقالة رئيس الحكومة نتنياهو، كذلك أعرب 64% عن تأييدهم لاستقالة رئيس الشاباك رونين بار.
بالإضافة إلى دعم كبير لإنشاء لجنة تحقيق مستقلة حول أحداث 7 أكتوبر، فقد دعم هذه الفكرة 75% من الإسرائيليين، كما أيد 42% إقالة المستشارة القضائية غالي بهراف ميارا، فيما عارض هذه الخطوة 41% من المستطلعة آراؤهم.
تشير هذه الحالة من الجدل والاتهامات بعد نشر جهات متخصصة لنتائج التحقيق أن تراجعا كبيرا في الثقة تجاه المؤسسات المسؤولة عن توفير الأمن في دولة الاحتلال على كافة المستويات، وهو ما يشكل خطرا داخليا.
وعليه، وفق ما نقله موقع "واينت" الإسرائيلي، فمن المتوقع أن تنضم هيئات أمنية إسرائيلية إلى موقف رئيس الشاباك، الذي يرى أن الطريقة الوحيدة لإعادة تعزيز ثقة الجمهور بالشاباك هي من خلال تشكيل لجنة تحقيق رسمية فقط، وليس لجنة تحقيق حكومية لن تحظى بثقة الجمهور.
فيما سيبقى تعنت نتنياهو حجر عثرة أمام إنشاء هذه اللجنة التي يخشى أن تشكل نتائجها ضربة قاضية لمستقبله السياسي.