الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس: تُواصِل دولة الاحتلال الإسرائيليّ مراقبة ورصد الأوضاع على الجبهة الشماليّة مع (حزب الله) مرجحةً احتمال اندلاع المواجهة بينهما في الصيف الحّار جدًا.  23 عامًا على خطاب النصر، في مدينة بنت جبيل عام 2000، ولا تزال تداعياته وتأثيره قائمين في الوعي الجمعيّ للإسرائيليين.

الخطاب الذي وصف فيه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الكيان الإسرائيلي بأنّه “أوهن من بيت العنكبوت”، حفر، ولا يزال، عميقًا في وعي الإسرائيليين، من أصغر مستوطنٍ الى أعلى مسؤولٍ سياسيٍّ وأمنيٍّ.  وبحسب المصادر الأمنيّة في تل أبيب فقد رجحت التقديرات العسكريّة الإسرائيلية، اشتعال الأوضاع مع حزب الله اللبناني ودخول الشمال في موجة تصعيد ومواجهة عسكرية، في ظلّ عدم اكتفاء الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بالتصريحات بل يقوم بأعمال حقيقية على الأرض.

ونقلاً عن المصادر عينها، أوضحت صحيفة (يديعوت أحرنوت) العبرية، في مقال كتبه محللها العسكري، يوسي يهوشواع، أنّ المسؤولين الإسرائيليين في شعبة الاستخبارات العسكريّة (أمان)، وفي أثناء تقويم الوضع السنوي، زاد لديهم احتمال الحرب، وأحصوا ثلاثة أسباب أساسية: الأول، ما يعد في نظر إيران وحزب الله كضعفٍ أمريكيٍّ في منطقة الشرق الأوسط وانخفاض واضح في مستوى التدخل.

أمّا السبب الثاني، بحسب المصادر، فيتعلّق بالأزمة بين واشنطن وتل أبيب مع التشديد على العلاقات المهزوزة بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فيما أكّدت الصحيفة أنّ السبب الثالث يكمن في الشرخ الداخلي الخطير في دولة الاحتلال، الذي أدخل الجيش الإسرائيلي في دوامة.

علاوةً على ما ذُكِر أعلاه، رأت الصحيفة أنّ تردي العلاقات بين بايدن ونتنياهو، سيؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي الإسرائيليّ، كما أنّه من المتوقّع أنْ تشتد الاحتجاجات ضدّ حكومة نتنياهو خلال أيام قليلة، مع إطلاق نداءات متجددة لعدم الامتثال لخدمة الاحتياط في الجيش.

وأشارت الصحيفة أيضًا إلى أنّ نصر الله هو الشخص الأكثر سعادة من التطورات الحاصلة في دولة الاحتلال، بعد الزعيم الإيراني علي خامنئي.

وشدّدّت المصادر، على ما نقلته الصحيفة العبريّة، على أنّه في الفترة الأخيرة لا يكتفي السيِّد نصر الله بالخطابات، وهذه السنة قام بتغيير كلّ انتشاره في خط الاشتباك مع إسرائيل، لدرجة وضع ينظر فيه رؤساء السلطات في الشمال بعيون تعبة مع تواجد مقاتلي حزب الله مرة أخرى على مسافة ضئيلة.

واتهمت الصحيفة حزب الله بخرق التفاهمات الدولية، وأنّه يقوم باستفزازات ضد المستوطنين في شمال الكيان، وعلى نحوٍ خاصٍّ في منطقة “المطلة” من خلال ضجيج التفجيرات والإشارة بأشعة الليزر، والجرأة المتزايدة في النشاطات التي تدل على تآكل في الردع الإسرائيلي، من التسلل إلى تفجير مجدو في آذار (مارس) الفائت، وإطلاق الصاروخ المضاد للدروع على مركبة عسكرية إسرائيلية قرب مستوطنة (أفيفيم)، ونصب الخيام.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ الحزب طالب الخميس الماضي، إسرائيل بإلغاء الضمّ لقرية الغجر، بما في ذلك إلغاء إمكانية إدخال إسرائيليين بجموعهم للقرية التي أصبحت موقع جذب سياحي، فتهديد حزب الله، إذا كانت إسرائيل تخرق التفاهمات في الغجر، فمن حقه أيضًا أنْ يفعل هذا في (هاردوف) وفي جبهات أخرى.

وأمّا إطلاق الصاروخ المضاد للدروع، هو بحسب الصحيفة “إشارة من حزب الله، (أنتم تعيدون الحاجز في “الغجر” ونحن نسحب الخيام)، مشيرة إلى أنّه من الطبيعي أنْ تعارض تل أبيب ذلك، وعليه فالمداولات في هذه اللحظة تعنى بمسألة “متى وكيف تخلى الخيام؟.. هل نواصل الاتصالات الدبلوماسية أمْ نتجه إلى الإخلاء بالقوة ونخاطر بالمواجهة“.

واختتمت الصحيفة العبريّة تقريرها بالقول إنّه في قيادة جيش الاحتلال تنطلق المزيد من الأصوات وتقول إنّه لا مفر من مواجهة محدودة في ضوء التطورات على الحدود، وإذا لم تتطور المواجهة إيّاها حول الخيمة فستكون فرصة أخرى لحزب الله كي ينفذ عملاً استفزازيًا سينجح أيضًا، على حدّ تعبيرها.

وفي ذات السياق، أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنّ هناك مَنْ ينذر بقدوم هذه الحرب بعد انتهاء اسرائيل من العملية الاسرائيليّة في جنين، وهي ترفع من حالة التأهب عند الحدود. وأضافت “هناك اعتقاد اسرائيليّ بأنّ المواجهة باتت أقرب من أي وقت مضى، لا سيما أنّ حزب الله لا يرغب بإزالة الخيم، وثمة اعتقاد اسرائيلي بأنّ إيران هي مَنْ تدعم حزب الله في هذه المواجهة التي باتت بحسب المصادر حتمية”. وقالت وسائل الإعلام العبريّة أيضًا: “ناقش الكابينت فشل الوساطة الدولية والأممية في إزالة الخيم، وإسرائيل لا تريد الحرب لكن إنْ فرضت عليها فهي مستعدة لذلك. وهي نشرت في الأيام الأخيرة القبة الحديدية على الحدود الشمالية وفي وسط إسرائيل. لذلك، كل السيناريوهات تنذر بحتمية المواجهات العسكرية”، طبقًا لتقاريرها التي اعتمدت على محافل عسكريّةٍ وأمنيّةٍ في تل أبيب.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: حزب الله نصر الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

الحرب في غزة تدخل شهرها العاشر ومظاهرات إسرائيلية تطالب بصفقة تبادل فورية للرهائن

دخلت الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة الأحد شهرها العاشر مخلفة دمارا واسعا للبنية التحتية في القطاع وأكثر من 38 ألف قتيل جلهم من المدنيين وخلفت أزمة إنسانية كبيرة مع منع إسرائيل دخول المساعدات. وبينما تلوح في الأفق بوادر إيجابية لإنهاء الحرب في المنطقة، تظاهر عدد كبير من الإسرائيليين وأغلقوا الطرق في تل أبيب لليوم الثاني على التوالي، مطالبين الحكومة بإبرام صفقة لتبادل الرهائن مع حماس.

تستمر الغارات الإسرائيلية والقتال العنيف بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين من حركة حماس في قطاع غزة، مع دخول الحرب الأحد شهرها العاشر، وإعادة إطلاق الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن أن الدولة العبرية ستعاود "الأسبوع المقبل" إرسال موفديها إلى الدوحة لإحياء المفاوضات حول وقف للنار في القطاع، لافتا إلى وجود "تباعد بين الجانبين".

وأفادت قناة "القاهرة الإخبارية" المقربة من السلطات مساء السبت نقلا عن مصدر رفيع أن مصر "تستضيف وفودا إسرائيلية وأمريكية للتباحث حول النقاط العالقة في اتفاق التهدئة بقطاع غزة". وبحسب المصدر فإن "هناك لقاءات مصرية مكثفة مع جميع الأطراف خلال الأسبوع الجاري لدفع جهود التوصل لاتفاق تهدئة في قطاع غزة".

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني الأحد مقتل ستة أشخاص، بينهم طفلان يبلغان من العمر ثلاث وأربع سنوات، في غارة إسرائيلية على منزل في الزوايدة وسط القطاع. وقال مسعفون إن ستة أشخاص قتلوا في غارة استهدفت منزلا شمال مدينة غزة. وبحسب الدفاع المدني فإنه تم "انتشال 3 شهداء وعدد من الجرحي وما زال البحث عن مفقودين تحت الأنقاض جراء استهداف طائرة حربية إسرائيلية منزلا" في منطقة الميناء غرب مدينة غزة.

 

ويستمر القصف الإسرائيلي في مخيم النصيرات وسط القطاع بعد يوم من مقتل 16 شخصا في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تديرها الأمم المتحدة وتؤوي نازحين في وسط قطاع غزة، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف "إرهابيين". ونددت وزارة الصحة التابعة لحماس بـ "مجزرة بشعة"، مشيرة إلى أن القصف أسفر أيضا عن إصابة خمسين شخصا آخرين في هذه المدرسة بمخيم النصيرات نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى.
مظاهرات في إسرائيل للمطالبة باتفاق هدنة في قطاع غزة 
تزامنا، أغلق متظاهرون إسرائيليون الأحد الطرق في تل أبيب لليوم الثاني على التوالي، مطالبين الحكومة بإبرام صفقة لتبادل الرهائن مع حماس مع دخول الحرب في غزة شهرها العاشر. وبدأ "يوم التعطيل" على مستوى البلاد الساعة السادسة والنصف صباحا، وهو نفس التوقيت الذي شنت فيه حماس هجومها المباغت على البلدات الإسرائيلية الجنوبية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وأوقف متظاهرون يحملون العلم الإسرائيلي حركة المرور عند تقاطع طرق رئيسي في تل أبيب، مطالبين الحكومة بإجراء انتخابات وبذل المزيد من الجهود لإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة. ودفعت الشرطة بتعزيزات أمنية حول مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في القدس قبل مظاهرة تمت الدعوة إليها الأحد.

مساء السبت، اشتبك المتظاهرون المناهضون للحكومة الذين أغلقوا طريقًا سريعًا، مع عناصر شرطة كانوا على ظهور الخيل قبل أن تفتح خراطيم المياه لإخلاء الطريق.

وأطلق الوسطاء محادثات هدنة جديدة بين إسرائيل وحماس، وتقول عائلات الرهائن إن لديهم أملًا متجددًا. وقال ساخر مور، أحد أقارب الرهينة عوفر كادرون، والذي كان بين المتظاهرين "للمرة الأولى، نشعر جميعا أننا أقرب من أي وقت مضى إلى استعادة أحبائنا". وأضاف: "هذه فرصة لا يمكن تفويتها".

صواريخ من لبنان
وبعد يوم من مقتل عنصر في حزب الله السبت جراء غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة استهدفت سيارته في شرق لبنان، أعلن حزب الله الأحد إطلاق "عشرات صواريخ الكاتيوشا" على قاعدة عسكرية قرب طبريا شمال إسرائيل، وشنه هجوما على "تجهيزات تجسسية" عند الحدود.

وقال الجيش الإسرائيلي إن رجلا اصيب قرب طبريا. وكان قال السبت إن العنصر من حزب الله لديه "خبرة مهمة في منظومة الدفاع الجوي التابعة لحزب الله"، مضيفا أنه "لعب دورا في تخطيط وتنفيذ اعتداءات إرهابية متنوعة ضد دولة إسرائيل". وذكرت الوكالة الوطنية للاعلام أن الجيش الإسرائيلي نفذ ضربات الأحد في منطقتين بجنوب لبنان.

وتزداد المخاوف من اتخاذ النزاع بعدا إقليميا مع التصعيد الحاصل عند الحدود بين لبنان وإسرائيل. ومنذ بدء الحرب في غزة، يتبادل حزب الله الداعم لحماس والجيش الإسرائيلي القصف بشكل يومي عبر الحدود، وتزداد حدته تبعًا للمواقف أو عند استهداف اسرائيل قياديين ميدانيين.

والأحد، بدأت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، زيارة إلى إسرائيل تستغرق ثلاثة أيام، حسب ما أعلن مكتبها. وأكد البيان أن مناقشاتها مع المسؤولين الإسرائيليين ستركز "على الحاجة لاستعادة الهدوء وإفساح المجال لحلّ دبلوماسي يمكن من خلاله للمدنيين النازحين من الجانبين العودة إلى ديارهم".

مقالات مشابهة

  • سياسي يمني : لهذه الأسباب فشلت مفاوضات مسقط 
  • الحرب في غزة تدخل شهرها العاشر ومظاهرات إسرائيلية تطالب بصفقة تبادل فورية للرهائن
  • خبير: الوصول لإتفاق بوقف إطلاق النار في غزة متوقع.. لهذه الأسباب
  • مظاهرات في تل أبيب ومدن أخرى للمطالبة بتبادل أسرى مع حماس
  • القبّة اللغوية للاحتلال.. كيف تستخدم إسرائيل اللّغة لتسويغ الجرائم المرتكبة‌؟
  • الوفد الإسرائيلي المفاوض يتوجه الاثنين إلى قطر
  • قراءة عسكرية.. كلامٌ لافت من واشنطن عن حزب الله!
  • خاص ليبيا الأحرار: ميتشو لهذه الأسباب سأترك تدريب الفرسان
  • ملامح الحل تتبلور في غزة ولبنان ليس بمنأى عنها.. لقاء قريب بين الحزب وممثلي بكركي
  • حزب الله يعلن إطلاق وابل من الصواريخ.. وإسرائيل ترد بقصف مدفعي