يفني الإنسان حياته في تعلم حرفة ما أو صناعة قد تساهم في بناء مستقبله وتكفل له بعد الله تأمين مصدر دخل مالي ثابت له يضمن من خلاله بناء أسرة سعيدة ومقعداً في استمرارية سنة الكون وهي الديمومة في تكاثر الجنس البشري، ويكون إسهام كذلك في نماء وبناء هذا المجتمع ورد جزء بسيط من جميل هذه الأرض الطيبة علينا ويكون التعلم إما علمياً ودراسياً، ويتقن ذلك من خلال الممارسات اليومية أو الوظيفية حتى يصل لمرحلة الإتقان، ويصبح متخصص في مجال ما، وقد يسلك الإنسان منحنى آخر، وهو اكتساب المعرفة والخبرة في مجال من مجالات الحياة يتوائم مع المهارات الفطرية والإدراكية التي تولد مع ذلك الشخص وليس هواء شخصي يختار من خلاله ذلك التخصص لمجرد أنه يريد الاختيار أو التغيير أو نيل وظيفة تساعده في بناء حياته.
ولعلى مهنة الإعلام هي من المهن التي لها دلالات وصفات يجب أن يتحلى بها الشخص وتعتبر من المهن الحساسة والتي قد تنهي تاريخ طويل من رحلة كفاح وتعلم، إذا أخطا الشخص في كيفية التعامل مع تلك المهنة لاسيما في عصر المعلوماتية وظهور منصات التواصل الاجتماعي التي قد تكون إما سبب في بروز ذلك الشخص أو قتله مهنياً.
ومن الصفات التي يجب أن يتحلى بها أي إعلامي او محب لهذه المهنة هي الصدق والأمانة فالمزيف لا يمكن أن يكون إعلامياً؛ لأنه لم يكن أميناً على المعلومة التي يملكها، ولم يكن صادقاً في إيصال تلك المعلومة لمن ينتظرها وإنما يعتبر (الكذاب)، والخائن مقتاتاً على الإعلام حتى لو كان يتقن ذلك للوصول لأهداف شخصية دنيوية أو مالية فالإعلام أمانة ووسيلة يتم تسخيره لخدمة هذا الدين ومن ثم الوطن وقيادته حفظهم الله.
بالإضافة إلى صفة الصدق والأمانة يجب أن يتحلى الإعلامي بالفضول والبحث المستمر عن الحقيقة والمعلومة فالإعلامي يعيش حياة مليئة بالقلق المستمر نتيجة معايشته للأحداث اليومية التي يعيشها العالم ويحاول نقلها بشكل مبسط ومباشر للمتلقي وتقديم رسالة يضع من خلالها بصمة له أو أثر.
الإعلامي شعوره ليس كالجميع فهو يحس بمسؤولية تجاه كل ما يحدث ويحس بانتماء لكل نجاح ويحس بنفور من كل سلوك مشين وليس المفترض أن يكون الإعلامي جزء من تلك التصرفات المسيئة.
الإعلام ليس دولة يتم اللجوء إليها وقت الكوارث أو الحروب أو الإخفاقات الوظيفية في مجالات أخرى، كما يراها البعض، فالإعلام مهنة ينتمي إليها أناس يضمون نخبة الفكر والخلق لاسيما وأنها مهنة نبيلة تساهم في رقي المجتمع ويحارب التطرف والابتداع وهدم المجتمعات الإعلام رسالة نستمد منها الأمل والحياة .
نظرة بعض الأشخاص على أن الإعلام وظيفة مالا وظيفة له هي نظرة خاطئة البعض يولد إعلامياً والبعض الآخر يكتسب هذه المعرفة وتساعده سلوكياته وطموحه في تعلمها ولكن البعض يراها منبراً للوصول للنجاحات الشخصية دون النظر لسمو تلك الرسالة ولا قيمتها.
في هذه الحياة تم كسر الحواجز وأصبح الكل ينتمي لمجال ليس مؤهلاً له ولا تتناسب صفاته وسلوكه مع تلك المجالات رغم حرصهم الدائم والمستمر على أن يكونوا جزء من منظومة العمل الإعلامي سواء كصناع محتوى أو معدين أو كتاب رأي أو متحدثين لقطاعات حكومية أو خاصة قد تكون عوامل اقتصادية أو مرحلة زمنية اقتضت تواجدهم في ذلك المكان لعدم وجود كفاءة فالكفاءة الإعلامية اليوم هي عملة نادرة لاتقدر بثمن والبحث عنها أصبح كالبحث عن كنوز قارون التي أخفتها معالم الزمن والتضاريس.
اليوم في ظل تحديات التقنية ومع تزايد المنتفعين من الإعلام يجب أن يعي كل واحد مسئوليته والعمل المناط به قبل أن يقوده تفكيره إلى أن يكون ضمن منظومة العمل الإعلامي، فالإعلام لغة وعي وإصلاح للمجتمعات ومعالجة للسلوك البشري المتغير، والذي سيضمن بإذن الله اجيالاً تتمتع بوعي عالي تجاه مسؤوليتها لهذا الوطن ومقدراته.
اليوم وأنا أكتب هذه المقال أدرك بأن حجم المشكلة أكبر من أن يعالجها مقال أو برنامج أو مقالات أو برامج تلفزيونية سواء حوارية أو تقارير لأن الإعلام غيبت هويته وأصبح منصب يتقلد أو مسمى يمنح لمن يستحق ولا يستحق لذلك أصبح الخلل يتفاقم يوماً بعد يوم والحلول أصبحت تكلفتها باهضه الثمن.
تحية إجلال وتقدير لكل من جعل من الإعلام وسيلة ورسالة سامية يحاكي بها هموم الوطن ومقدراته وهموم المجتمع وتطلعاته لكي يصبح وطننا عظيماً كما هو الآن فنحن كإعلاميين جزء من هذه النهضة التي يقودها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد – حفظة الله- ولنا إسهام بالكلمة التي نكتبها أو نلقيها في منصات التواصل الاجتماعي ويكون لها تأثير إيجابي، كما أنه يجب مراعاة ومخافة الله فيما نكتبه أو ننشره أو نتلفظ به في هذه المنابر الإعلامية.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: المستقبل التعلم یجب أن
إقرأ أيضاً:
المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات يطور قدرات فرق الاتصال
اختتم المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات "برنامج التعليم التنفيذي في الاتصال الحكومي"، الذي نظمه بالتعاون مع كلية "لي كوان يو" للسياسة العامة في جامعة سنغافورة الوطنية خلال الفترة من 18 إلى 21 نوفمبر "تشرين الثاني" الجاري، ضمن سلسلة البرامج التي ينظمها بهدف تعزيز قدرات فرق الاتصال الحكومي في مجال تطوير الخطط الاتصالية والحملات والمشاريع الإعلامية الداعمة للمبادرات الوطنية والقرارات والسياسات الحكومية بشكل فعال.
تضمن البرنامج أجندة ثرية، ضمت عدداً من المساقات التدريبية التي يقدمها الخبراء والمتخصصون من كبار الهيئة الأكاديمية في الكلية، إلى جانب مجموعة من الزيارات إلى الوزارات والهيئات المتخصصة في مجال الإعلام والاتصال الحكومي والاجتماع مع خبرائها وفرق العمل فيها للاطلاع على تجاربها وأفضل الممارسات فيها، إضافة إلى تقديم مشروع تطبيقي في نهاية البرنامج. الارتقاء بالمهارات وقالت خديجة حسين، المدير التنفيذي لقطاع الاتصال الحكومي في المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، إن "الارتقاء بمهارات فرق الاتصال الحكومي يتصدر الاهتمامات الدائمة للمكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، لإبقاء فرقنا على إطلاع ومواكبة مستمرة لتطورات الإعلام المتسارعة في المحتوى والتقنيات، ولتمكين الفرق، عبر استراتيجيات وأدوات فاعلة وخبرات جديدة، من خدمة ودعم الأهداف الوطنية بشكل ناجح ومؤثر".وأوضحت أنه تم تنظيم هذا البرنامج بالتعاون مع كلية "لي كوان يو" للسياسة العامة في جامعة سنغافورة الوطنية، لما يربط الإمارات وسنغافورة من تعاون كبير في مجالات التطوير الحكومي، إضافة إلى الخبرات المتقدمة لمختلف الهيئات في سنغافورة في السياسات الحكومية والاتصال الحكومي والرقمي.
وأضافت أن تحقيق مستهدفاتنا الوطنية المستقبلية في مجال الاتصال الحكومي يحتاج إلى تطوير مستمر لمنظومات العمل التي تعتمد على كوادرنا الوطنية من فرق الاتصال الحكومي التي يعمل المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات على تمكينها بمختلف الوسائل ودعم قدراتها على تطوير المبادرات الاتصالية لمختلف الجهات في حكومة الإمارات لتعزيز نقل رسائلها إلى الجمهور وإيصال قصص نجاحها للعالم ونوهت إلى أن هذا البرنامج استهدف الارتقاء بمنظومة الاتصال الحكومي إلى مستويات جديدة لتكون أكثر ابتكاراً وتأثيراً في خدمة الأهداف الوطنية ورسالة دولة الإمارات عالمياً. معارف ومهارات وأكدت خديجة حسين أن "الأجندة الثرية لبرنامج التعليم التنفيذي في الاتصال الحكومي وفرت معارف ومهارات جديدة لفرق الاتصال الحكومي، عبر مساقاتها المختلفة وزياراتها الميدانية ومشاريعها التطبيقية، حول صياغة الاستراتيجيات والأهداف، وتصميم المبادرات المبتكرة والمؤثرة والقادرة على إحداث تحولات إيجابية في تحقيق المستهدفات، وتطبيق تدابير ناجحة في التعامل مع التحديات الاتصالية والإعلامية، إضافة إلى المهارات التحليلية المتعلقة بالجمهور وتقييم نجاح الحملات، وجميعها من المهارات التخصصية التي باتت من متطلبات التعامل مع التحولات المتسارعة في البيئات الإعلامية والاتصالية خصوصاً في البيئات الرقمية".
واستهدف البرنامج ضمن مخرجاته، تطوير المنتسبين لمشاريع تطبيقية إعلامية تعرض أمام لجنة تحكيمية بعد انتهاء البرنامج وتضمن زيارات ميدانية وعدداً من الاجتماعات التفاعلية، شملت زيارة إلى وزارة التنمية الرقمية والمعلومات التي تشرف على سياسات الاتصالات والمعلومات الخاصة بحكومة سنغافورة وتنظيم قطاعي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والإعلام، وتم تنظيم لقاء تفاعلي مباشرة مع رئيس الاتصال الحكومي، وهو المسؤول الرئيسي عن تشكيل استراتيجيات الرسائل الوطنية. رؤى مباشرة وحصل المشاركون على رؤى مباشرة حول عمليات صنع القرار التي توجه اتصالات الحكومة، وأفضل الممارسات والتحديات وأهمية توافق الاتصال مع السياسات العامة.
وشمل البرنامج زيارة إلى هيئة التطوير الإعلامي للمعلومات والاتصالات التي تقوم بتطوير وتنظيم قطاعي المعلومات والاتصالات والإعلام لتطوير بيئة ديناميكية تحتوي على فرص للنمو من خلال المواهب والبحث والابتكار والمشاريع إلى جانب الاجتماع مع إدارة "REACH" المعنية بالتواصل مع مواطني سنغافورة والحصول على آرائهم وردود فعلهم على القضايا الرئيسية علاوة على اجتمـــاع مع المكتب المسـؤول عن قانون الحماية من الأخبار الكاذبة والتلاعـب عبـر الإنترنـت "POFMA" المعني بحمايـة الجمهور السنغـافوري من الأذى عـبر الإنترنت من خلال مكافحة انتشار الأخبار الكاذبة إضافة إلى الاجتماع مع فريق "Open Government Products" المسؤول عن بناء التكنولوجيا التجريبية من أجل الصالح العام، بما في ذلك إنشاء تطبيقـات أفضل للمواطنين وأتمتة العمليات الداخلية للوكالات العامة. مساقات تدريبية وتطبيقية وشملت أجندة البرنامج مساقات تدريبية وتطبيقية حول استراتيجيات إنشاء حملات فعالة تشجع التحولات الإيجابية لدى الجمهور وتصميم رسائل تصل إلى الجمهور وتؤدي إلى تغييرات قابلة للقياس، ومساقاً حول وضع أهداف محددة وقابلة للقياس لحملات الاتصال وكيفية توجه مسار الحملة وتقييم نجاحها، إضافة إلى مساقات حول التشريعات والاستراتيجيات المصممة لمواجهة المعلومات المضللة، ودور الحكومة في الحفاظ على نزاهة المعلومات، وتدابير تعزيز المصداقية وثقة الجمهور.
وتضمن البرنامج دراسات حالة حول كيفية تأثير المحفزات العاطفية في التكنولوجيا على السلوك، مما يساعد المشاركين على إنشاء محتوى مؤثر وجذاب، وتجربة تفاعلية لمواجهة قضايا الإعلام الحالية باستجابة آنية لمختلف التحديات الإعلامية مثل الاتصال في الأزمات، وإدارة مشاعر الجمهور، والتعامل مع المعلومات المضللة، من خلال التفكير السريع والقدرة على التكيف.