بوابة الفجر:
2025-02-24@01:07:12 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: " الهزل "الجاد !!

تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT



نعم نحن نحتاج "الهزل" الجاد والتفكير الجاد واللعب الجاد والعمل الجاد – كل شيىء أصبح فى حياتنا "لهوا" لاقيمة له – كل شيىء أصبح فى حياتنا "كوهج" النيران –سريعًا ما تعلوا وسرعان ما تخفت وتنطفىء !!لا يوجد لدينا الإستمرارية فى إهتماماتنا بالأشياء سواء كانت إجتماعية أو رياضية أو حتى السياسية منها !!
نعقد المؤتمرات ونقيم السرادقات "وننبح" فى الندوات ونملأ الفضائيات مناقشات ومحاورات وتبادل أراء – ومعارضة وموالاة –وأشياء غريبة كـأننا مقدمين على ثورة إدارية أو كما قلنا سابقًا الثورة الزراعية –مئات من الشعارات ولكنها كلها جوفاء فارغة – بيضاء – لا لون لها ولا طعم ! نسعى وراء قوانين وكأن هذه القوانين هى نهاية مشاكل حياتنا – ينتظرها الشعب بفارغ الصبر ونختلف عليها فى صفحات الرأى وفى الجرائد المتنوعة –ننقسم فريقين فريق موالى وفريق معارض ونناقش مشروعات القوانين فى الأحزاب ثم فى مجالس الحكومة واللجان – ثم مجلس النواب –ونسمع أطرف التعليقات من بعض أعضاء المجلس.

 
أصحاب الحناجر القوية – وأصحاب اللفتات السحرية التى تثير الشعب وتثير أيضًا الغيظ فى نفوسنا – ثم يسأل الدكتور رئيس المجلس الأغلبية عن الموافقة على ما قدمته الحكومة فيوافق القلة الحاضرة من الأغلبية الغائبة – ويصرخ المستقلون وينسحب أصحاب الذقون –ويأتى القانون إلى الشارع المصرى – وأقرب هذه القوانين وليس حصراَ – قانون المرور – ينزل القانون إلى الشارع ومعه – دبابير ونجوم ونسور – كلها تلمع من إنعكاس الشمس عليها– والعرق يتصبب على الجبين – والحر شديد – والناس قرفانه – والشوارع واقفة والميكروباصات الغبية وسائقيها المتشردون يتلاعبون كالثعابين على الأسفلت !! والخناقة تدور فى المجتمع حول القانون هل هناك حقيبة إسعاف أم لا ؟ هل هناك إحتياج لها ولكل محتوياتها أم لا ؟ ومعلوم أن هذا الكلام غير مفيد، فحينما تقع الواقعة – وتعجن السيارات فى بعضها – وينزف الدم على الأسفلت لا حل إلا بوجود نقل سريع – إلى أحد أقرب منطقة طبية لنقل دماء – وجبر كسور – وتدخلات جراحية.. وكل هذا يتطلب نقل ( لوجستيك واى ) – سيارات مجهزة - طائرات هليكوبتر تنزل فى أقرب مكان لموقع  الحادث –مدربين طبيين– للإسعاف الأولى – هذا هو المطلوب – وليس المطلوب صريخ الناس وطوابيرهم على المحتكرين لبضائع قانون المرور – الذى سينقذ البشرية المصرية – كلام – كلام- كلام فاضى لا معنى له، هزل، هزل  ولكنه غير جاد !!
ومن الهزل أيضًا ما صدر حول واقعة (عدم وضوح أرقام السيارة) تسحب السيارة من صاحبها وأغلبهن سيدات وأنسات  لمدة (6) شهور تسحب السيارة عن خطأ لم يكن مالك السيارة هو الجانى والمتسبب فيه !!
حيث تسلم لافتات السيارات بهذه الصورة السيئة من وحدات المرور(هزل فى هزل )ولكنه غير جاد!!
ولعلنا جميعاَ نتذكر أزمة " رغيف العيش " – والفضائيات والأرضيات الناقلة لعمليات القتل فى طوابير الخبز – ونسمع عن تهريب الدقيق – وتهريب الخبز المخبوز –والنصف مخبوز – وسمعنا نظريات " د.مصيلحى " فى فصل الأنتاج عن التوزيع – ونظريات " أينشتين " فى صناعة " العيش فى عصر النانو تكنولوجى وخبا وهج العيش – وظهر وهج الطاقة، وأخيرًا ما أعلنه نفس سيادة الوزير عن إلغاء الدعم عن خبز الغلابة !! شيىء من الهزل الغير جاد للأسف الشديد.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

الصحافي يحي العوض يكتب عن الجنيد على عمر (2)

عبد الله علي إبراهيم

هذا مقال بحي العوض، رحمه الله، الثاني عن صحبته للجنيد على عمر، الذي كان في وحشة التخفي عن عيون الأمن، لدور السينما في الستينات الأولى بطلب أخوي من قيادة الحزب الشيوعي. وأصاب الجنيد من ذلك ما هو معروف. وحدس الناس حدساً ما ساقه إلى سكة الصمت اختياراً، في عبارة يحي، ولقي أستاذنا عبد الخالق من لؤم الحدس والظنة ما لقي. في مثل قولهم إنه أراد التخلص منها بالغياب لخوفه من منافسته في القيادة.
ليس صعباً أن تستنتج من حكاية يحي أن الحزب من كان وراء التماسه أن يصطحب الجنيد إلى دور السينما لمحبته لعالم الفيلم. ومن كان يعرف محبة الجنيد للسينما؟ ليس سوى أستاذنا عبد الخالق على التحقيق. فقد كان الجنيد سكن مع أسرة عبد الخالق بمنزلهم بالشهداء. ويذكر محمد محجوب عثمان، شقيق عبد الخالق الأصغر، ما كان يجري من نقاش بينه وبينهما بعد عودته من مشاهدة فيلم ما. وكان حدثني عن ذلك في تسجيل بالتلفون من مقامه في السويد، رحمه الله. ولم أحسن تدوين العبارة من التسجيل، ولكنكم ستجدونها مختلطة كما هي عندي وآمل أن اعود للشريط للتدقيق في نصها. خذوها على البركة على ما بين أستاذنا والجنيد وعن زمالتهما لا في الحزب وحده، ولكن في محبة السينما أيضاً:
"يذكر محمد محجوب عثمان الأستاذ الجنيد وسكناه معهم. كان محمد في أول الوسطى. جاء مرة من مشاهدة فيلم فسأله عبد الخالق عنه. فقال محمد اسمه "الفرسان الثلاثة". فسأل: أليس فيلم Limelight إنجليزياً؟ قال: نعم. قال: وما اسمه بالإنجليزية. وفي مرة أخرى كان الفيلم هو لشابلن. فسألوني، عبد الخالق وجنيد، عنه فقلت "أضواء المسرح" لأن لايم بدت لي كالمادة الجيرية. فصارت نكتة بينهما".
ول limelight هذه حكاية بيني وبين أستاذي في نحو 1970 أحكيها يوماً.
أخذت من مقال يحي ما تعلق بالجنيد وتركت بعضه الأخر الذي توسع فيه عن أستاذنا. وقال إنه سيحدثنا عن لحظة منعطف عن الجنيد في حلقات قادمة لا أعرف إن وفق إليها.

ما قبل الغياب: التوحد مع النسيان والصمت اختياراً
يحيى العوض
العطر رفيق الحياة والموت. كانت عبارة مفضلة للأستاذ الجنيد على عمر في مرحلة كمال الصحو. وعندما نتوجه لمشاهدة فيلم سينمائي سبقه احتفاء إعلامي مثل فيلم " زوربا " الذي شاهدناه معا عن رواية الاديب اليونانى نيكوس كازينتاكس وبطولة انتونى كوين وايرين باباس، كان يقول لي إنه يستحق قبل مشاهدته حلاقة الذقن وتشذيب الشارب وبخات من العطر. ورويت له ذات ليلة ونحن في طريقنا الى سينما " كولزيوم " حكاية صديقه وصديقنا الاستاذ عوض برير، رئيس تحرير صحيفة "الاسبوع " مع شاب يعمل معه في المنزل. كان من مدمنى افلام الكاوبوى التى اشتهرت بها سينما كولزيوم. وتصادف في تلك الامسية أن الأستاذ عوض برير كان يتوقع زيارة بعض الأصدقاء فطلب من الشاب أن يذهب إلى السينما في حفل الدور الثاني وليس الاول ليساعده فى خدمة الضيوف. لكن الشاب رفض بشدة وقال له: لا يا استاذ في الدور الثاني يكون البطل "تعبان". ويقصد أن بطل الفيلم سيصاب بالإرهاق من كثرة المعارك التي يخوضها في حفل الدور الأول. ولعلها مصادفة مؤلمة أن هذا الخلط بين الواقع والخيال هو النذير الصاعق لاقتراب استاذنا الجليل من مشارف برزخ الغياب. وكانت بدايته أثناء مشاهدتنا معا لفيلم "صالة الشاي في قمر اغسطس " للممثل الامريكى جلين فورد. واحبس دموعي وقلمي عن تفصيل تلك الاحداث، حتى نهاية هذه السلسلة من المقالات بقدر ما أستطيع. وما تسمح به ذكرى غالية لصديق عزيز ورمز شامخ "توحد مع النسيان اختياراً وانتسب إلى الصمت طوعاً". وهو من صفوة الصفوة التي لم تنحن أبداً إلا عند احتضان الوطن وقضاياه. ترى هل تبقى من امثال اولئك الرجال في اجيالنا المعاصرة؟

ibrahima@missouri.edu

   

مقالات مشابهة

  • السيارة الطائرة تظهر في شوارع كاليفورنيا
  • صفوت عمارة يكتب: قوة العرب في وحدتهم
  • فتاة تتعرض لحادث أليم وشاب يحاول إخراجها من السيارة في حفر الباطن .. فيديو
  • د. عبدالله درف المحامي يكتب: التعديلات الدستورية المفترى عليها
  • كل ما تود معرفته عن إجراء فحص السيارة عند تجديد الرخصة.. خطوات بسيطة
  • السوداني: أنهينا بالحوار الجاد والمسؤول مهمة التحالف الدولي في العراق
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: الوعي والتجييش
  • برلماني: إعادة إعمار غزة مسؤولية عربية ودولية لدعم صمود الفلسطينيين
  • الصحافي يحي العوض يكتب عن الجنيد على عمر (2)
  • رباح المهدي: آخر كلام في مسألة عبد الرحمن