مقدمة تلفزيون "أل بي سي"
لعل الإعلان أن فريق الموساد انسحب من المحادثات في قطر، هو أبلغ دليل على أن الهدنة التي سقطت صباح أمس، لن يكون في الإمكان إحياؤها إلا من النقطة التي وصلت إليها عملية التبادل.
ولكن في ظل انعدام الثقة بين الطرفين, إسرائيل وحماس، فإن عملية التبادل ستكون أصعب، ما يعني طرح السؤال التالي: ما هو مصير مَن تبقى من أسرى؟ وهل تحتمل إسرائيل تصعيد المواجهة في ظل بقاء رهائن لدى حماس.
يبدو الوضع إلى مزيدٍ من التعقيد، في ظل تصاعد الحديث عن السيناريوهات لغزة, والتي تبدو أنها لا تتحقق "على البارد" بل بمزيد من التصعيد، وهذا ما هو حاصل في اليوم الثاني على استئناف الحرب، ما بعد سقوط الهدنة. فاسرائيل أبلغت إلى الولايات المتحدة خطة انشاء منطقة عازلة في القطاع، تبدأ من السياج الحدودي, وتمتد في عمق تحسمه لاحقا العملية العسكرية, ويتوقع الا يتجاوز الكيلومترين.
ومن السيناريوهات المطروحة لغزة ما بعد الحرب, إقتراحُ أن تٌدار السلطة فيها بشكل مؤقت من قبل قوات دولية وتحت اشراف عربي واميركي.
ميدانيًا، كان لافتًا اليوم سقوط اثنين من الحرس الثوري الايراني واثنين سوريين يعملان مع حزب الله في سوريا، بغارة اسرائيلية قرب مقام السيدة زينب.
مقدمة تلفزيون "أم تي في"
جحيم الأرض عاد إلى غزة. بهذه العبارة وصف المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشوؤن الإنسانية الوضع في القطاع. فمنذ انهيار مفاوضات الهدنة صباح الجمعة الفائت سقط اكثر من مئتين وأربعين فلسطينيا، كما اصيب حوالى 700 عبر قصف جوي وبحري وبري تعرضت له مناطق مختلفة من القطاع.
في الأثناء إسرائيل تواصل استعراض القوة، إذ أعلن وزير دفاعها أن حماس لا تفهم سوى القوة، لذلك سيواصل الجيش الإسرائيلي القتال حتى يحقق أهداف الحرب. وكما في غزة كذلك في لبنان. فالوضع في المناطق الحدودية شهد تصعيدا قويا عبر قصف متبادل بين إسرائيل وحزب الله.
سياسيا، لفت اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في دبي، وقد تناول البحث ثلاثة ملفات مترابطة: التمديد لقائد الجيش، تطبيق القرار 1701، ورئاسة الجمهورية. فهل من حلول قريبة، أم أن التأجيل سيد الموقف طالما الكلمة للمدفع؟
مقدمة تلفزيون "الجديد"
تلعب اسرائيل مع الهدنة بالنار/ فمع استدعائها فريق الاستخبارات من قطر نقلت رويترز عن مسؤول إسرائيلي في واشنطن أن إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المحتجزين يمثل أولوية قصوى لدى تل أبيب المستعدة لإعطاء فترات توقف إضافية/ ويمكن التفاوض بينما يتواصل القتال /وهو الموقف الذي نقلته ايضا وول وول ستريت جورنال كاشفة عن مرونة على التفاوض بشأن وقف إطلاق النار والمحتجزين. وبهذه التوجهات تتأرجح اسرائيل على سلم الحرب لتحصيل مكاسب في المفاوضات حول الاسرى والرهائن، منطلقة بقوة دفع أميركية أمنت لها الضوء الاخضر باستئناف اطلاق النار على قطاع غزة/ فوفقا لمصادر سياسية في صحيفة الشرق الاوسط ، أقنع الجيش بلينكن بقراره على الرغم من التحفظات/ ودلت التسريبات من لقاءات الوزير الاميركي بمجلس الحرب الاسرائيلي انه منح موافقته على مواصلة التهديد باستئناف الحرب في سبيل ممارسة ضغوط جديدة على يحيى السنوار/./ وهذه الحبال الاسرائيلية الاميركية من القتال الى التفاوض، تسير جنبا الى جنب مع خطة اسرائيل في إقامة منطقة عازلة بين شمال وجنوب غزة/ لمنع أي تسلل أو هجوم/ وقال أوفير فولك، مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إن الخطة تحمل تفاصيل تقوم على عملية من ثلاثة مستويات للقضاء على حماس/ واستنادا الى نيويورك تايمز نقلا عن مسؤول اسرائيلي، فإن الحرب لن تكون طويلة الامد، وإن الاسابيع المقبلة ستشهد هجمات مكثفة ثم تنخفض حدتها، في وقت توقع موقع اكسيوس استمرار المفاوضات حول الرهائن في هذه المرحلة.هي مجريات تقود الى أن اسرائيل ستفاوض بلغة النار، وقد استطاعت سحب اميركا الى ملعب تأييد القتال مرة جديدة ، وبات سقف مساعي الطرفين الضغط على السنوار . لكن وبقراءة من قلب البيت الاسرائيلي، فإن رئيس الوزراء الاسبق إيهود أولمرت لا يرى في الحكومة الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو ووزائه الا "عصابة من البلطجية". وكتب أولمرت في هآرتس أن نتنياهو وحكومته "المتعطشة للدماء" لا يملكون إجابة عن السؤال الذي يطرحه حلفاء إسرائيل حول ماذا بعد الحرب؟ والجواب الطبيعي لهذا، هو محاكمة مجرمي الحرب كما حوكم اولمرت نفسه بتهم الفساد. والمحاكمة طرقها من اوسع ابوابها اليوم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الذي قام بزيارة الى رام الله والتقى رئيس السلطة الفلسطنية محمود عباس ورئيس حكومته . وفي كلام فاصل وعلى حد السيف اعتبر كريم خان ان فلسطين هي امتحان للمحكمة الجنائية الدولية واختبار للقانون الدولي/ وعدم عقاب إسرائيل في الماضي جعلها تتمادى في الحاضر/والتمادي شهد على اعنف جولة عنف جنوبا بحيث قصفت اسرائيل قرى حدودية ورد حزب الله بسبع عمليات على مواقع واهداف اسرائيلية في مؤشر على تطور سير المعركة وربما الاستعداد لجولات اكثر عنفا . وما خلا الجنوب فإن بقية المحافظات اللبنانية تتنقل احداثها على برودة سياسية , وغادر الموفد الفرنسي جان ايف لودريان حاملا معه وعدا من تكتلات نيابية بالانضمام الى حل التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون . ووفق معلومات الجديد فإن الخماسية التي كادت ان تصبح رباعية بعد جنوح سياسي فرنسي .. اعادت الثقة بباريس التي انضمت بعد جهد وعناء الى اعتماد الخيار الثالث في رئاسة الجمهورية , لكن بند الرئاسة وفق المصادر مؤجل حاليا بانتظار حل ازمة الفراغ في المؤسسة العسكرية اولا.
وتحسم المصادر بان التغطية السياسية لهذا الحل سيؤمنها مجلس النواب وتسجل بان حزب الله يبدي عقلانية ومرونة في مقاربة هذه الملفات وملء الفراغ من العسكر الى الرئاسة .
مقدمة تلفزيون "أن بي أن"
حوالي ستة عشر ألف شهيد وستة وثلاثين ألف جريح وثمانية آلاف مفقود هي الحصيلة التي تتحرك صعودا لحظة بعد لحظة لضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ الثامن من تشرين الأول الماضي.
أما الساعات الأربع والعشرون الممتدة من صباح أمس حتى صباح اليوم فكانت حصيلتها وحدها نحو مئتين وأربعين شهيدا وستمئة وخمسين جريحا. هي الساعات العدوانية التي استأنف فيها جيش الإحتلال عملياته التدميرية في القطاع لليوم الثاني بعد هدنة إستمرت أسبوعا.
العدوان ما بعد الهدنة تميز بقصف جوي ومدفعي عنيف نفذ خلاله جيش العدو حزاما ناريا في المناطق الشرقية والشمالية لخان يونس في جنوبي القطاع. وارتكب مجزرة ذهب ضحيتها حوالي مئة شهيد في غارة معادية على منزل يؤوي عائلات ونازحين في جباليا. لكن الزخم الناري للعدو الإسرائيلي لا يحمل أي أهداف عملانية ما يحول المعركة إلى عض أصابع وتفاوض بالنار.
وإذا كانت إسرائيل تتوحش وتعمق مآسي الغزاويين فإن هؤلاء يسطرون أروع ملاحم الصمود وتخوض مقاومتهم إشتباكات ضارية مع القوات البرية الغازية على غرار ما حصل اليوم في حي الشيخ رضوان وعند محاور التقدم شمال غرب وجنوب غزة وعلى غرار ما سجل ليلا عندما انهالت صليات كثيفة من الصواريخ على مستوطنات الغلاف وصولا إلى تل أبيب ما يعكس أن المقاومة الفلسطينية بخير. علاوة على ذلك فإن الحسم الذي يتطلع إليه العدو أثبتت مجريات الميدان قبل الهدنة وبعدها أنه بعيد المنال.
على أن جديد المشاريع التي يسوق لها العدو هو وضع خطة لإقامة منطقة عازلة على الجانب الفلسطيني من حدود غزة لمنع هجمات مستقبلية. لا شك أن الصهاينة الذي يلوحون بمثل هذه المنطقة العازلة يتذكرون بمرارة تجربة مماثلة في الجنوب اللبناني لم توفر لهم أمنا ولم تحل دون إنسحاب جيشهم ذات أيار 2000 من الشريط المحتل السابق مدحورا تحت ضربات المقاومة.
وعلى ضفاف هذا الشريط المحرر اليوم حافظ الوضع الميداني على سخونته لليوم الثاني بعد هدنة غزة من دون رصد وقائع خارج حدود قواعد الإشتباك إذ واصلت قوات الإحتلال قصف أطراف عدد من القرى اللبنانية فيما تابعت المقاومة إستهداف مواقع العدو وتجمعات قواته.
الإعتداءات الإسرائيلية وخصوصا تلك المستخدمة فيها الأسلحة المحرمة مثل الفوسفور الأبيض أثارها الرئيس نجيب ميقاتي في الكلمة التي ألقاها في مؤتمر المناخ المنعقد في دبي. ولفت رئيس حكومة تصريف الأعمال إلى تسبب هذه الإنتهاكات بإستشهاد مدنيين وإلحاق أضرار بملايين الأمتار المربعة من الأراضي الزراعية والغابات وتهجير عشرات آلاف اللبنانيين. مقدمة تلفزيون "أو تي في"
سقطت الهدنة مرحليا، وجددت اسرائيل عدوانها على غزة، وتجدد التوتر في الجنوب، في وقت بدا واضحا ان المساعي القطرية لم تنجح في اعادة وصل ما انقطع، بدليل استدعاء وفد الموساد المفاوض، وتحرك الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لقيادة وساطة جديدة.
اما المشهد المرجح في المرحلة المقبلة، فجولات متتالية من العنف والتهدئة، في ضوء تقدم مفاوضات تبادل الاسرى او تراجعها، فضلا عن مشاورات الحل السياسي الشامل.
اما محليا، فلا تزال نتائج الزيارة الرابعة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ترخي بظلها الثقيل على المشهد. ففيما شكل التمديد لقائد الجيش احد اهدافها، تكشفت اليوم بشكل اوضح تفاصيل حول الاهداف الاخرى المرتبطة بالقرار 1701، والتي ادت الى هجوم اعلامي عنيف على فرنسا من اعلام 8 آذار.
مقدمة تلفزيون "المنار"
قتل العدو الهدنة وواصل الهروب الى الامام، ولن يجد امامه الا المزيد من الكمائن الميدانية والضربات الفلسطينية التي تزيد من خسائره وتعمق من مأزقه.
وإن عاود الجولة بوحشيته المعتادة مرتكبا المجازر بحق المدنيين الابرياء، من اطفال وشيوخ ونساء، فإن ضربات المقاومة كانت جلية امام عدسات الكاميرات، موثقة خسائره الفادحة بالعديد والعتاد.
ومع تزايد خوف البيت الابيض على مصير حليفه الاسرائيلي أكدت نائبة الرئيس الاميركي كامالا هاريس عمل ادارتها الجدي لمعاودة تثبيت الهدنة بين غزة وتل ابيب، مع تأييدها المطلق للصهاينة في حربهم الدموية على الفلسطينيين.
وعلى إصرارهم بقي الفلسطينيون متمسكين بارضهم وبحقهم، يردون على العدوانية الصهيونية، ويبعثون برسائلهم الصاروخية التي اصابت تل ابيب وطالت حد الشمال.
والى الشمال، ينظر الصهاينة بكثير من الارتباك.. يتلقون الضربات القاسية من المقاومين اللبنانيين، والانتقادات اللاذعة من المستوطنين المرعوبين.. وكلما تطاولوا بالاعتداء على المناطق اللبنانية وأصابوا المدنيين، كان قصاص المقاومين كما فعلوا اليوم في دوفيف وديشون والمطلة والمنارة وغيرها دعما لغزة وأهلها و ردا على العدوانية التي أصابت بيتا في حولا.. فخرج البيت هذا أما شهيدة نالت كل اوسمة الجهاد، من اسيرة محررة الى جريحة صابرة، فشهيدة محتسبة الى جانب ابنها الشهيد المجاهد.. إنها (نصيفة مزرعاني) وابنها الشهيد على طريق القدس محمد حسين مزرعاني، اللذين تساعدا لبناء حياة كريمة وتعناقا على طريق القدس شهداء.. ومن إم الشهيد وابنها الى وادي أم علي البقاعية، البلدة التي ودعت اليوم شهيدها (وجيه مشيك) بالتأكيد على ان طريق القدس مفتوح امام المجاهدين احياء وشهداء حتى الوصول. وعلى هذه الطريق ستسقط اسرائيل وتهزم بتراكم النقاط ــ كما قال نائب الامين العام لحزب الل الشيخ نعيم قاسم ــ في الذكرى السادسة والعشرين لتأسيس السرايا اللبنانية لمقاومة العدو الصهيوني. سرايا حاضرة على كل طرق الجهاد، كما طريق القدس التي قدمت عليها في هذه الايام العديد من الشهداء العابرين للتمذهب والتخندق ولكل الاصطفافات والحسابات اللبنانية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مقدمة تلفزیون طریق القدس
إقرأ أيضاً:
هل يكون الحل للبنان .. بالـ1701 واتفاقية الهدنة
قبل ساعات قليلة من نهاية ولاية الرئيس جو بايدن، تحدث مسؤولون أميركيون عن قلق متزايد في إدارة الرئيس بايدن بشأن تصاعد الأوضاع في لبنان، وبأن هناك مخاوف متزايدة من تحول ذلك إلى معركة بين إسرائيل وإيران، وحدوث كارثة إنسانية جديدة وجر الولايات المتحدة والدول العربية المجاورة إلى النزاع. وأشار المسؤولون الاميركيون إلى أن المحاولات الأميركية لتحقيق الاستقرار، فنقلت صحيفة نيويورك تايمز أن الوضع "خرج عن السيطرة، وأن بايدن سيضطر على الأرجح لترك هذه الأزمة لخلفه.
ومع ذلك اعتبر بعض المسؤولين الأميركيين، وفق الصحيفة أن "العملية الإسرائيلية ضد "حزب الله" توفر "فرصة لإعادة صياغة سياسات بيروت وإقامة حكومة لبنانية أقوى، مع تقليص نفوذ "حزب الله" وممولها إيران". ويقولون أيضا إن جيشاً لبنانياً قوياً بدعم قوي من الحكومة سيكون الوسيلة الوحيدة لمنع "حزب الله" من استعادة مواقعه على امتداد الحدود الجنوبية وتفادي المزيد من العمليات العسكرية الإسرائيلية. وفي الوقت ذاته، يعتبر البعض الآخر هذا السيناريو غير واقعي.
أمام ذلك، من المرتقب ان يتوجه المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى الشرق الاوسط مجدداً الاسبوع المقبل، حيث سيزور تل أبيب استكمالاً لزيارته السابقة التي ناقش خلالها مع رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بنود الاتفاق مع لبنان ، علماً أن المقترحات التي تجري مناقشتها، تتمحور حول تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي تم تبنيه في عام 2006 إلا أن نتنياهو يطلب من الأميركيين ضمانة لتنفيذ القرار 1701.
مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات حسان قطب يشير إلى أنه من خلال مراقبة الاستراتيجية الاسرائيلية التي تقوم على استهداف حزب الله فقط، والبيئة الحاضنة له، وتحييد الجيش ، والمؤسسات الحكومية، والمنشآت العامة، وباقي المكونات اللبنانية.. تحت عنوان أن الحرب هي ضد الحزب حصرا وليس ضد الشعب اللبناني والحكومة والجيش ، يتأكد لنا تحولاً غير مسبوق في طريقة الأداء العدواني الإسرائيلي، لم نشهده من قبل، وهذا يفيد بأن اسرائيل تريد إقناع اللبنانيين بأن لا مشكلة إسرائيلية معهم وأنها تعاني حصراً من حزب الله المدعوم إيرانياً.. لذلك يمكن القول، بحسب القطب إن هدف إسرائيل هو التوصل الى قرار أممي جديد، يتجاوز ما فشل القرار الأممي 1701 في تحقيقه. فحجم العدوان الأسرائيلي على لبنان، والتهجير المنهجي للشعب اللبناني، والتدمير المدروس للقرى والبلدات اللبنانية في الجنوب وخاصةً الحدودية منها، والكلام الإسرائيلي عن أنه لن يُسمح بعودة النازحين إلى هذه القرى وأن القوات الدولية قد فشلت والجيش في تطبيق مندرجات القرار 1701،كل ذلك يشير إلى أن إسرائيل تريد من التصعيد العنيف والإجرام المتمادي أن تصل الأمور إلى مرحلة أن يتم إصدار قرار دولي جديد تحت الفصل السابع يعطي صلاحيات واسعة لهذه القوات لمنع وجود مسلحين وسلاح ليس في جنوب لبنان فحسب بل على كامل الاراضي اللبنانية، وإغلاق المعابر الحدودية ومراقبتها دولياً، مع إشارته إلى أن التصعيد برز من خلال التلميح إلى أن البديل هو أنها قد تطلب صلاحيات مطلقة لقواتها بالتحرك براً وجواً وبحراً لمراقبة التطبيق وإلزام لبنان بتنفيذ القرار الدولي وإلا فإنها ستنفذه بقوة التدخل العسكري الاسرائيلي.
لكن الأكيد، وفق مصدر سياسي، أن إسرائيل لن تحقق ما تصبو إليه، فتطبيق القرارات الدولية عبر الفصل السابع أمر غير ممكن، بفعل الفيتو الروسي والصيني، وحزب الله الذي أعاد تنظيم هيئته العسكرية والسياسية، وأعلن الجاهزية لمواجهة الضربات الإسرائيلية والتصدي لجيش العدو في الميدان وإفشال مخطط نتنياهو، يؤكد أن توازن القوة على الأرض قائم. بالنسبة إلى حزب الله لا يمكن إدخال أي تعديل على القرار الدولي1701 ولا على أليات تنفيذه ولديه ملاحظات وشكوك حول دور القوات الألمانية في الحرب الإسرائيلية على لبنان من إسقاطها طائرة مسيرة شمال غرب مدينة الناقورة، وعدم اعتراض بحريتها الزوارق الحربية الاسرائيلية التي تسللت إلى الشاطئ اللبناني رغم أن لوجودِها مهمة مراقبة الشواطئ اللبنانية.
لا يبدو واقعياً الحديث عن سلاح الحزب في ظل الحرب الاسرائيلية على لبنان. فهذا السلاح وفق المصدر السياسي، ليس محل تفاوض في الوقت الراهن، وما أعلنه رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي هو وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان تمهيداً للبحث في السبل الكفيلة بتطبيق القرار 1701 بحرفيته وبكل مندرجاته من دون أي إضافات، فلبنان الرسمي أبلغ الموفدين الدوليين بذلك، وهو لن يسمح بحق الرقابة البرية والبحرية والجوية على لبنان لإسرائيل التي مهما صعدت عسكرياً لن تتمكن من فرض شروطها.
أمام كل ذلك، لا تزال الصورة ضبابية حول اليوم التالي للعدوان الإسرائيلي على لبنان، فالمطروح اليوم لا يزال في إطار المسودات وعملية التفاوض التي سيتحكم بها الميدان والتي سوف تتأثر أيضاً بنتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية فالمرشح الجمهوري للانتخابات الأميركية والرئيس السابق دونالد ترمب، وفي حديثه عن الحرب في لبنان قال إنه "يجب علينا أن ننتهي من هذا الأمر برمته"، في حين ان المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ترى أن وقف إطلاق النار يجب أن يتضمن خطة استدامة طويلة الأمد، تماشياً مع القرار 1701.
الأكيد، أن لبنان لن يوقع أي اتفاق سلام مع إسرائيل أيا يكن الرئيس الأميركي، فما يريده وقف إطلاق النار، وتطبيق القرارات الدولية من جانب إسرائيل، أسوة بالتزامه بهذه القرارات، وانسحاب العدو من الاراضي المحتلة وتثبيت الحدود البري، وقد أكد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن اتفاق الهدنة عام 1949 قد يكون انطلاقة لإنشاء منطقة من الحدود فيها حد من التسلح بين إسرائيل ولبنان، والذي يمكن أن يشكل مدخلاً للحل، واتفاق الطائف يتحدث عن اتفاقية الهدنة عام 1949 وبسط سيادة الدولة الكاملة في لبنان، وهي تنص على توازن السلاح والقوى المسلحة من جهة إسرائيل ولبنان.
فهل يكون هذا الاتفاق مجدداً المرجع لإنهاء العدوانية الإسرائيلية على لبنان؟
ان القرار 1701 أشار إلى وجوب تطبيق القرارين 1559 (2004) و1680 (2006) والأهم التنفيذ الكامل للأحكام ذات الصلة من اتفاق الطائف ، وهذا يعني وفق ما ورد في هذا الاتفاق :
استعادة سلطة الدولة حتى الحدود اللبنانية المعترف بها دولياً والتي تتطلب الآتي:
أ- العمل على تنفيذ القرار 425 وسائر قرارات مجلس الأمن الدولي القاضية بإزالة الاحتلال الإسرائيلي إزالة شاملة.
ب- التمسك باتفاقية الهدنة الموقعة في 23 آذار 1949.
ج ـ اتخـاذ كافـة الإجـراءات اللازمـة لتحریـر جمیـع الأراضـي اللبنانیـة مـن الاحـتلال الإسـرائیلي وبسـط سـیادة الدولـة علـى جمیع أراضیها ونشر الجیش اللبناني في منطقة الحـدود اللبنانیـة المعتـرف بهـا دولیـاً والعمـل علـى تـدعیم وجـود قـوات الطوارئ الدولیة فـي الجنـوب اللبنـاني لتـأمین الانسـحاب الإسـرائیلي ولإتاحـة الفرصـة لعـودة الأمـن والاسـتقرار إلـى منطقـة الحدود
المصدر: خاص "لبنان 24"