العلاج السلوكي المعرفي للقلق.. ما هو وكيف نطبقه (فهم وتقنيات)
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
يعاني العديد منا من مشكلات القلق في حياتنا اليومية، ومن بين العلاجات النفسية الفعّالة لمواجهة هذه المشكلة يأتي "العلاج السلوكي المعرفي" (CBT) كأحد الخيارات المثلى. دعونا نلقي نظرة على فهم العلاج والتقنيات المستخدمة في مواجهة القلق.
الهدف الرئيسي للعلاج السلوكي المعرفي هو مساعدة الأفراد على تحديد وتغيير أنماط الفكر السلبي والتصرفات غير الصحية.
إعادة البناء الإدراكي (Cognitive Restructuring)
في هذه الخطوة، يعمل المعالج على مساعدة الفرد في تحليل وتحديد الأفكار السلبية، وتغييرها بأفكار أكثر توازنًا وإيجابية. على سبيل المثال، إذا كان الفرد يفكر بشكل مستمر في الفشل، يتم تحويل هذه الأفكار إلى فهم أن الفشل يمكن أن يكون فرصة للتعلم والتطوير.
يتعلم الفرد كيفية تحدي الأفكار السلبية المتكررة والتي تثير القلق. عندما يتم تحديد فكرة سلبية، يتم تقييمها بناءً على الأدلة المؤيدة والمعارضة، مما يساعد على تحديد مدى صحتها وتوجيه الانتباه نحو وجهة نظر أكثر إيجابية.
تركّز هذه التقنية على تشجيع الأفراد على المشاركة في الأنشطة الإيجابية والتحرك نحو أهدافهم. يتم تحديد الأنشطة المحددة وتضمينها في جدول زمني، مما يسهم في تحسين المزاج والتخلص من الشعور بالقلق.
العلاج السلوكي المعرفي للقلق.. ما هو وكيف نطبقه (فهم وتقنيات)كتابة اليوميات (Journaling)
يشجع المعالج الفرد على كتابة مشاعره وأفكاره بشكل يومي. يساعد هذا التمرين على التعبير عن الأحاسيس بشكل أفضل وفهم العوامل المحفّزة للقلق.
تُعد التجارب السلوكية جزءًا أساسيًا من العلاج السلوكي المعرفي. يتمثل هدف هذه التقنية في تحديد المخاوف والتفكيرات السلبية من خلال تجارب عملية. على سبيل المثال، إذا كان الشخص يخشى الاجتماعات الاجتماعية، يُطلب منه كتابة سيناريو لموقف اجتماعي والتنبؤ بالمشاعر والتفكيرات التي قد تظهر. يتم بعد ذلك إجراء التجربة الفعلية، ويتم تحليل الفارق بين التوقعات والواقع. هذا يُظهر للفرد أن تلك المخاوف قد تكون مبالغ فيها وأنه يمكنه التغلب عليها.
تقنيات الاسترخاء (Relaxation Techniques)
تُعتبر تقنيات الاسترخاء جزءًا مهمًا في العلاج السلوكي المعرفي لمواجهة القلق. تتضمن هذه التقنيات:
التنفس العميق: يتمركز على التركيز على التنفس وزيادة الأكسجين في الجسم، مما يخفف التوتر والقلق.
استرخاء العضلات: يتم توجيه الفرد إلى توتير واسترخاء العضلات بشكل تدريجي، مما يقلل من التوتر العضلي ويساعد في تهدئة العقل.
التأمل: يركز على التفكير الإيجابي والهدوء العقلي، مما يقوي القدرة على التحكم في الأفكار والتفكير بوضوح.
مع استمرار الممارسة المنتظمة لهذه التقنيات، يمكن للفرد تحسين استجابته للضغوط اليومية وتعزيز الاستقرار النفسي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: القلق علاج القلق
إقرأ أيضاً:
ما حكم تحديد النسل؟.. أمين الفتوى: عدم الإنجاب نهائيًا جائز شرعًا
قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، فى إجابته عن سؤال “ما حكم الدين في تحديد النسل؟” إن تحديد النسل جائز شرعًا إذا كان قرارًا فرديًا نابعًا من ظروف الإنسان الشخصية أو قدرته على تربية أولاده.
وأشار الورداني، في تصريح له، إلى أن هناك فرقًا واضحًا بين "تحديد النسل" و"تنظيم النسل"، لأن السؤال يتكرر كثيرًا، لذلك يجب التفريق بين المفهومين لفهم الحكم الشرعي بدقة.
وأوضح: “أن معنى تحديد النسل، ان شخصا يقول أنا قررت أخلف طفلين فقط، فهذا حلال وجائز وليس فيه أى شيء، لأن من حق الإنسان أن يقول ”انا مش هخلف أصلا" لأن الإنجاب من مقاصد الزواج الثانوية، وليست الغاية الوحيدة من الزواج"
ولفت إلى أن من حق الإنسان أن يتخذ هذا القرار طالما أنه يتعلق بحياته الأسرية وقدرته على القيام بالمسؤولية، وبناء على ذلك يجوز تنظيم النسل وتحديده على المستوى الفردى دون حرج شرعي".
تحديد النسل
أما بخصوص تحديد النسل على مستوى الدولة أو الأمة، فنوّه الورداني إلى أن هذا الأمر يحتاج إلى دراسة أشمل، فلو الدولة أو الأمة قررت ان تتجه لتحديد النسل كسياسة عامة، فهذا يحتاج الى نظر أعمق في المقاصد الكلية للشريعة، ونرى هل هذا القرار يحقق مصلحة مجتمعية أم لأ.. وهنا تختلف الفتوى حسب الزمان والمكان والأحوال".
وأكد على أن كلًا من تنظيم النسل وتحديد النسل جائز شرعًا طالما أن الأمر لا يتعارض مع مبادئ الشريعة، ويُراعى فيه المصلحة، والقدرة، والنية الحسنة.
حكم الدين في تحديد النسل ونوع الجنينوقال الشيخ عبد الحميد السيد عضو الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني، إن مِن أَجَلِّ مقاصد الشريعة الإسلامية استمرار النسل وبقاء النوع الإنساني وحفظه؛ ولذلك شرع الله الزواج للتناسل وتحصين النفوس من الوقوع في الحرام، وحث الرسول- صلى الله عليه وسلم- على اختيار الزوجات المنجبات للأولاد.
وعن أنس- رضي الله عنه- أن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهيًا شديدًا، ويقول: «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ؛ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ الْأَنْبِيَاءَ بِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» أخرجه أبو داود.
وجاء رجل إلى النبي- صلى الله عليه وسلم- فقال: «إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ، وَإِنَّهَا لَا تَلِدُ، أَفَأَتَزَوَّجُهَا، قَالَ: «لَا» ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ، ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ، فَقَالَ: «تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ» أخرجه الترمذي.
وأوضح: لهذا وغيره من المقاصد الكبرى التي تثمن الثروة البشرية وتعنى بها الشريعة فلا يجوز تحديد النسل وقطعه بصورة نهائية إلا عند الضرورة وعند وجود عذر يقتضيه كالخوف على حياة الأم ونحوه.
وبين عضو الأمانة المساعدة للدعوة والإعلام الديني: أما تنظيم النسل وطلب الراحة المناسبة بين كل طفل وآخر حتى لا تزدحم على رب الأسرة المسئوليات فهو أمرٌجائز.
وشدد على أن الذي ينصح به هو تنظيم النسل ووضع حد زمني فاصل بين كل طفل وآخر، يُعْتَنَى فيه بالطفل وغذائه وتربيته وتهذيبه، وطالما كانت الظروف تسمح بالإنجاب فهذا من خير ما يقدمه المسلم لنفسه، وقد يرزقه الله بالصالحين الذين يحسنون إليه في حياته ويستغفرون له بعد موته.