يهدد العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة باحتمال اندلاع حرب إقليمية تنخرط فيها إيران بشكل مباشر، ما يستدعي تدخل الجماعات الموالية لها، ولاسيما الحوثيون في اليمن.

ذلك ما خلص إليه نبيل خوري في تحليل بـ"المركز العربي واشنطن دي سي" للدراسات (ACW) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أن الحوثيين شنوا هجمات بصواريخ ومسيّرات على مدينة إيلات الإسرائيلية على البحر الأحمر، وسيطروا على "جلاكسي ليدر"، وهي سفينة شحن مرتبطة بشكل غير مباشر بإسرائيل.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، تخللتها هدنة لمدة 7 أيام، وخلّفت 15 ألفا و207 شهداء فلسطينيين، بينهم ما يزيد عن 6 آلاف طفل، وأكثر من 40 ألفا و652 جريحا، أغلبهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

وقال خوري إنه "خلال الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة، أعرب الحوثيون عن دعمهم المطلق للفلسطينيين، وتعهدوا بتقديم الدعم الكامل لهم. لكن تماشيا مع موقف (جماعة) حزب الله (في لبنان)، اقتصر عمل الحوثيين حتى الآن على خلق مزيد من الجبهات أمام إسرائيل مع تهديد باتخاذ المزيد من الإجراءات إذا استمر هجومها على غزة".

وتابع أنه "استمرت الضربات العسكرية والضربات المضادة في التصاعد بين إسرائيل وحزب الله والجهات الفاعلة الأخرى الموالية لإيران عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية، فقد تندلع حرب إقليمية شاملة".

وأردف: "في مثل هذا السيناريو، من المرجح أن ينجذب الحوثيون إلى المشاركة الكاملة، على الرغم من أن مساهمتهم ستظل على الأرجح مركزة على البعد البحري في البحر الأحمر، والذي من خلاله يمكن أن يشكلوا خطرا جسيما على الشحن المدني والسفن الأخرى".

اقرأ أيضاً

بلومبرج: السعودية تعرض على إيران استثمارات لمنع نشوب حرب إقليمية

انتشار أمريكي إسرائيلي

و"قد نشرت إدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن، التي تعهدت بتقديم الدعم الكامل للحكومة الإسرائيلية في بداية الحرب، مجموعتين من حاملات الطائرات، هي "يو إس إس جيرالد آر فورد" في البحر الأبيض المتوسط، "ويو إس إس دوايت دي أيزنهاور" في البحر الأحمر"، كما أضاف خوري.

وأردف أن "إيران تجنبت التدخل العسكري المباشر. وقد رد الجيش الأمريكي بشكل دفاعي ومتناسب عندما تعرض لهجمات داخل العراق وسوريا (من جماعات موالية لطهران)".

وزاد بأن "متحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاجون) وصف رد الفعل الأمريكي على إطلاق صواريخ من اليمن بأنه دفاعي، ما يشير إلى أن الصواريخ كانت قريبة من الأسطول الأمريكي".

خوري مضى قائلا إنه حتى "قبل حرب غزة، عززت الولايات المتحدة انتشارها البحري لردع التهديدات الإيرانية ضد الشحن الدولي".

وتنفي طهران اتهامات لها بتهديد الشحن الدولي في الممرات الملاحية الإقليمية، وتحمل مسؤولية التوترات لوجود قوات غير إقليمية، في إشارة إلى الانتشار الأمريكي.

ولم يقتصر الانتشار البحري على الولايات المتحدة، فبحسب خوري "ردت إسرائيل على صواريخ الحوثيين بنشر سفن بحرية من إيلات، لكنها لم تتعامل بعد مع الحوثيين بشكل مباشر، وهو الموقف الذي أثار انتقادات من معارضة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو".

اقرأ أيضاً

لماذا يهاجم الحوثيون إسرائيل؟ وما تداعيات ذلك على اليمن؟

انخراط إيراني مباشر

"إن انخراط إيران المباشر في الحرب من شأنه أن يغير قواعد اللعبة، بما في ذلك من خلال احتمال جر الولايات المتحدة (إلى الحرب)"، كما أردف خوري.

وتابع: "وفي حين أن الحوثيين قادرون على عرقلة ممرات الشحن في البحر الأحمر، فإن إيران لديها القدرة على إغلاق مضيق هرمز، وهي خطوة ستكون لها تداعيات عالمية فورية، وبالتالي ستشكل مخاطر جسيمة على المصالح الأمريكية".

ورأى أن "إيران ستتخذ هذه الخطوة في حال تعرضها لهجوم مباشر، ومن المفترض أن مشاركة إيران المباشرة (في الحرب) ستجذب الجهات الفاعلة غير الحكومية المتحالفة معها في المنطقة، بما في ذلك الحوثيين".

وتعتبر كل من طهران وتل أبيب العاصمة الأخرى العدو الأول لها، وتحتل إسرائيل أراضٍ في كل من فلسطين ولبنان وسوريا منذ عقود.

وقال خوري إنه "في الوقت الحالي، تظل الحرب إسرائيلية فلسطينية، حيث يلعب حزب الله والحوثيون دورا داعما من لبنان واليمن".

واستدرك: "لكن عن قصد أو من خلال خطوات تصعيدية تدريجية تخرج عن نطاق السيطرة، يمكن أن يتحول الوضع إلى صراع إقليمي بمشاركة كاملة من الجبهتين اللبنانية واليمنية، ومن المستحيل التنبؤ بمدى تعقيد وتدمير مثل هذه الحرب الإقليمية أو ما قد يؤدي إلى إشعالها".

اقرأ أيضاً

مستشار سابق بالبنتاجون يحذر بايدن: إما وقف حرب غزة أو صراع واسع ومعقد

المصدر | نبيل خوري/ المركز العربي واشنطن دي سي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب إقليمية إيران الحوثيون أمريكا إسرائيل غزة البحر الأحمر حرب إقلیمیة فی البحر

إقرأ أيضاً:

أسوشيتيد برس: تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل يهدد بدفع الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية

ذكرت وكالة أنباء «أسوشيتيد برس» الأمريكية، اليوم الأربعاء، أن إيران أطلقت 180 صاروخًا على الأقل على إسرائيل أمس الثلاثاء في أحدث سلسلة من الهجمات المتصاعدة بسرعة بين إسرائيل وإيران وحلفائها العرب، الأمر الذي يهدد بدفع الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية.

وقالت إيران إن القصف كان ردًا على سلسلة من الضربات المدمرة التي وجهتها إسرائيل في الأسابيع الأخيرة ضد حزب الله المدعوم من إيران في لبنان، والذي ظل يطلق الصواريخ على إسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة، فيما شنت إسرائيل في وقت سابق من أمس الثلاثاء ما قالت إنه توغل بري محدود في جنوب لبنان.

وسارع الإسرائيليون إلى الملاجئ حسبما أبرزت الوكالة في سياق تقرير نشرته صباح اليوم، بينما دوت صفارات الإنذار من الغارات الجوية وتوهج الصواريخ الذي ميز السماء باللون البرتقالي قبل منتصف الليل، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأدميرال البحري دانييل هاجاري إن الدفاعات الجوية اعترضت العديد من الصواريخ الإيرانية القادمة، على الرغم من أن بعضها هبط في وسط وجنوب إسرائيل.

وقالت خدمة الإنقاذ الإسرائيلية إن شخصين أُصيبا بجروح طفيفة بشظايا وفي الضفة الغربية، قال مسئولون فلسطينيون إن رجلاً فلسطينيًا قُتل بصاروخ سقط بالقرب من مدينة أريحا، رغم أنه لم يتضح من أين نشأ الهجوم.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت متأخر من أمس الثلاثاء بالرد على إيران، التي قال إنها ارتكبت خطًأ كبيرًا الليلة وستدفع ثمنه في المقابل حذر رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري من أن إيران سترد على أي عمل ضد أراضيها بضربات على البنية التحتية الإسرائيلية بالكامل «بكثافة مضاعفة».

وقصفت الغارات الجوية الإسرائيلية ونيران المدفعية قرى بجنوب لبنان أمس الثلاثاء بينما رد حزب الله بوابل من الصواريخ على إسرائيل. ولم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات.

وقالت الشرطة إنه قبل لحظات من إطلاق إيران صواريخها، أسفر هجوم بإطلاق النار في تل أبيب عن مقتل ستة أشخاص على الأقل، مضيفة أن المشتبه بهما اللذين أطلقا النار على شارع في حي يافا قُتلا أيضًا.

وأكدت الوكالة أن التصعيد الأخير في وتيرة الصراع بين حزب الله وإسرائيل أثار مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط قد تجتذب إيران والولايات المتحدة، التي سارعت إلى إرسال أصول عسكرية إلى المنطقة دعما لإسرائيل، مع الإشارة إلى أن إسرائيل وإيران خاضتا حربًا خفية لسنوات وكان نادرًا ما دخلا في صراع مباشر.

بدوره، قرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عقد اجتماع طارئ صباح اليوم الأربعاء لمعالجة الوضع المتصاعد في الشرق الأوسط.

ووصف مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان الهجوم الصاروخي الإيراني بأنه تصعيد كبير، رغم أنه قال إنه هُزم في النهاية وغير فعال، ويرجع ذلك جزئيًا إلى المساعدة التي قدمها الجيش الأمريكي في إسقاط بعض الصواريخ القادمة.

وقال الرئيس جو بايدن إن إدارته تدعم إسرائيل بشكل كامل وأنه في مناقشة نشطة مع مساعديه حول ما يجب أن يكون الرد المناسب على طهران.

وقالت إيران إنها أطلقت صواريخ الثلاثاء ردا على الهجمات التي قتلت قادة حزب الله وحماس والجيش الإيراني على رأسهم زعيم حزب الله حسن نصر الله والجنرال في الحرس الثوري عباس نيلفوروشان، اللذين قُتلا في غارة جوية إسرائيلية الأسبوع الماضي في بيروت، وكذلك إسماعيل هنية، أحد كبار القادة في حماس الذي اُغتيل في طهران في هجوم إسرائيلي مشتبه به في يوليو.

اقرأ أيضاًإسرائيل تعلن تضرر 100 منزل في تل أبيب جراء القصف الصاروخي الإيراني

وزير الخارجية الإيراني: سنتعامل بقوة مع أي دولة تتدخل لدعم إسرائيل في الرد على هجماتنا

وزير الدفاع الأمريكي يدعو إيران إلى وقف شن أي ضربات صاروخية أخرى ضد إسرائيل

مقالات مشابهة

  • الحوثيون يبثون مشاهد هجومهم على سفينة بريطانية بالبحر الأحمر
  • الحوثيون يوجهون رسائل تهديد لأصحاب السفن عبر البريد الإلكتروني
  • الحوثيون يبعثون رسائل تهديد لأصحاب السفن عبر البريد الإلكتروني
  • بايدن يتحدث حول ضربات إسرائيلية محتملة ضد إيران
  • مشاهد مثيرة لتفجير الحوثيين زورقا مفخخا بناقلة بريطانية (شاهد)
  • بايدن يتحدث عن ضربات إسرائيلية محتملة ضد منشآت نفط إيران
  • خبير: ضرب إسرائيل لمصافي نفط إيران قد يتسبب في اندلاع حرب إقليمية
  • أمين عام مساعد الجامعة العربية: نقترب بشدة من اندلاع حرب إقليمية
  • أسوشيتيد برس: تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل يهدد بدفع الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية
  • مباشر. اليوم الـ362 للحرب: قصف بلا هوادة على الضاحية وإسرائيل تتوعد إيران برد مؤلم والغرب يتدافع لحمايتها