الإمام الأكبر يوجه بإعفاء طلاب فلسطين من المصروفات الدراسية واستضافتهم بمدينة البعوث
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
وجه فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بسرعة توفير منح دراسية كاملة لطلاب فلسطين؛ شاملة الإعفاء من المصروفات الدراسية، والسكن داخل مدينة البعوث الإسلامية، إضافة إلى صرف مبلغ مالي شهريًّا لكل طلاب فلسطين الوافدين للدراسة بجامعة الأزهر، ومعاهد البعوث الإسلامية.
الأزهر يولي طلاب فلسطين الدارسين به عناية خاصة
وأكد الإمام الأكبر، أن الأزهر يولي طلاب فلسطين الدارسين به عناية خاصة في ظل ما يتعرض له أهلنا وإخواننا في غزة من عدوان غاشم، مشيرا فضيلته أنه يحرص على متابعة أحوالهم بشكل شخصي، موضحًا أن جميع مكاتب المسئولين في الأزهر مفتوحة لهم دائمًا، داعيًا هؤلاء الطلاب لأن يبذلوا قصارى جهدهم في تحصيل علوم الدين والدنيا، لخدمة وطنهم وأمتهم، وأن يكونوا خير سفراء للأزهر الشريف في مصر وفلسطين الحبيبة.
تأتي توجيهات فضيلة الإمام الأكبر بإعفاء الطلاب الفلسطينيين الدارسين بجامعة الأزهر ومعاهد البعوث الأزهرية من المصروفات الدراسية، والذين يبلغ عددهم(٤٤٤) طالبا وطالبة، إضافة إلى (٧٥) تقدموا للحصول على المنح الدراسية، يأتي هذا في إطار تضامن الأزهر الكامل مع أبناء فلسطين العزيزة، في مواجهة العدوان الصهيوني الغاشم، وحرصًا من الأزهر الشريف وإمامه الأكبر على تهيئة الظروف المناسبة لهؤلاء الطلاب، للتفرغ لتحصيل العلم النافع لوطنهم وأمتهم.
يجدِّد الأزهر عهده فى هذه الذكرى بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، في دفاعه عن قضيته وقضيتنا وقضية أحرار العالم، مطالبًا بتسليط الضوء على وحشية الكيان الصهيوني المحتل، الذي اعتاد على اغتصاب الأرض، وتمرس على البطش بأصحابها الأبرياء، ضاربًا بالقوانين والأنظمة والمواثيق الدولية عُرضَ الحائط، وصامًّا آذانه عن أي صوت يطالب بوقف هذه الأفعال الإجرامية في حق الشعب الفلسطيني.
ويشدِّد الأزهر أنه قد حان الوقت لكل أصحاب الضمائر الحيَّة وأحرار العالم أن يتحدوا لإنهاء أسوأ وأطول احتلال عرفه التاريخ الحديث، وتسخير الجهود من أجل رفع المعاناة عن الفلسطينيين، وقيام دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، موجهًا التحية للشعوب الحرة من اليهود والمسيحيين والمسلمين وغيرهم ممن خرجوا للتعبير عن رفضهم القاطع لممارسات الكيان الصهيوني تجاه الفلسطينيين، وتكثيف الجهود من أجل إنهاء العدوان وفك الحصار، مطالبًا الجميع بزيادة جهود الإغاثة واتخاذ جميع التدابير الكفيلة بحماية الشعب الفلسطيني ودعم صموده المشروع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإمام الأكبر إعفاء طلاب فلسطين المصروفات الدراسية جامعة الأزهر الإمام الأکبر طلاب فلسطین
إقرأ أيضاً:
"جبر بخاطره".. حكاية إنسانية خلف صورة شيخ الأزهر وتلميذ معهد الأقصر
في صباح هادئ مليء بالترقب والحماس، وقف التلاميذ في معهد محمد عطيتو النموذجي لغات بالأقصر، ينتظرون وصول الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. كان اليوم مشحونًا بالمراسم الرسمية والكلمات الترحيبية، والكل يحاول الظهور بأفضل صورة أمام هذه الشخصية التي تحمل في ملامحها هيبة العلم ووقار المكانة.
من بين الحضور، كان هناك طفل صغير في ثوب أزهري ناصع البياض، يقف في زاوية منزوٍ بها، يحمل بين يديه ورقة صغيرة، مكتوبة عليها قصيدة شعرية. هذا الطفل لم ينم جيدًا الليلة الماضية، فقد كان يحفظ أبياته ويرددها مرارًا وتكرارًا أمام المرآة، يحلم بلحظة وقوفه أمام شيخ الأزهر ليُسمعه صوته الذي كان ينبض بحب واحترام لأهل الصعيد وكرامتهم.
لكن الوقت كان ضيقًا، والإجراءات البروتوكولية كانت كثيرة. أُلغيت فقرة الطفل، وأُعلن أن الوقت لم يعد يسمح بإلقاء القصيدة. عندها، انكمشت ملامح الطفل، واغرورقت عيناه بالدموع التي حاول إخفاءها خلف الورقة التي كانت أمس مصدر فخره، واليوم أصبحت مجرد ذكرى مؤلمة.
اللحظة الفارقةكان الإمام الأكبر شيخ الأزهر يُنهي كلمته حين لمح عيون الطفل الباكية ووقفته التي امتلأت بالحزن. التفت الإمام نحو الطفل، وسأل أحد المرافقين: "لماذا يبكي هذا الصغير؟" جاءه الرد سريعًا: "كانت له فقرة لإلقاء قصيدة، لكن الوقت لم يسمح يا مولانا".
في تلك اللحظة، أشار الإمام الأكبر بيده لوقف المراسم الرسمية، والتفت إلى الطفل قائلًا: "تعال يا بني، أريد أن أسمع قصيدتك".
تقدم الطفل بخطوات مترددة، ثم وقف أمام شيخ الأزهر، وبدأ في إلقاء قصيدته عن أدب أهل الصعيد وشهامتهم. كانت كلماته نقية وصوته يرتجف قليلًا من رهبة الموقف، لكن عيناه كانتا تتألقان بالفخر والسعادة.
ابتسامة ولقطة خالدةبعد أن انتهى الطفل من إلقاء قصيدته، ابتسم شيخ الأزهر وربّت على كتفه قائلًا: "أحسنت يا بني، صوتك جميل وكلماتك أروع. استمر وتعلم أكثر." ثم دعا شيخ الأزهر المصور لالتقاط صورة تذكارية معه، صورة تحمل في تفاصيلها لحظة إنسانية لن تُنسى.
رسالة مهمة من الإمام الأكبرفي كلماته الختامية، شدد الدكتور أحمد الطيب على أمر هام أمام جميع القيادات والمسؤولين قائلًا: "لا تستهينوا أبدًا بمشاعر التلاميذ، هؤلاء الأطفال هم المستقبل. كل طفل يمتلك موهبة تستحق الاهتمام والتشجيع. امنحوهم الفرصة دائمًا للتعبير عن أنفسهم، فهم أمانة في أعناقنا."
عاد الطفل إلى مكانه وسط تصفيق حار من الجميع، بينما كان يحتضن ورقته الصغيرة بفخر، وكأنها أصبحت كنزًا ثمينًا يحمل معه ذكرى لن تُنسى.
إنسانية تتجاوز البروتوكولهذا الموقف لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل كان درسًا في الإنسانية والقيادة الحقيقية. ففي وقت كانت فيه المراسم الرسمية تضغط على الجميع للالتزام بالجدول الزمني، أصر شيخ الأزهر على منح طفل صغير لحظة ستظل محفورة في ذاكرته مدى الحياة.
إنه مشهد يُذكرنا بأن القيادة ليست مجرد أوامر وتوجيهات، بل هي لمسة إنسانية تجعل القلوب تتفتح والأرواح تزدهر.