"لا احترام لإنسان وحقوقه، ولا رحمة ولا شفقة مع الأطفال والنساء، فماذا سيكون الموقف مع احترام سيادة الدول" .. هكذا هو الوصف الأنسب الذي يمكن أن يقوله أي مراقب للشأن الإسرائيلي، فبعد الجرائم التي قامت بها تل أبيب داخل قطاع غزة من قتل وسفك لدماء الأطفال والنساء، تخطط إسرائيل للسير على خطى الولايات المتحدة الأمريكية، وتنفيذ أكبر عمليات اغتيال لقادة حماس.

وكما قامت واشنطن من قبل بتصميم أوراق كوتشينة تحمل صورا للرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وكبار قادته، قامت تل أبيب اليوم بتوزيع أوراق كوتشينة كاملة – 52 ورقة – تحمل صورا لقادة حماس المطلوب اغتيالهم، وذلك على جنودهم المتواجدين داخل قطاع غزة، والملفت للنظر أن هناك عددا من تلك الصور تعود لقادة حماس المتواجدين في عدد من دول العالم مثل تركيا وقطر، وهو مؤشر لعدم احترام سيادة الدول كما فعلت من قبل وتنفيذها للعديد من عمليات الاغتيال خارج أراضيها.

 

10 آلاف نسخة لأوراق الكوتشينة مع الجنود بغزة

 

وبحسب ما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فقد تلقى جنود الجيش الإسرائيلي في غزة مجموعات من البطاقات عليها 52 صورة لمسؤولين كبار في حماس، وذلك بهدف معرفة الجنود لصور تلك الشخصيات، والعمل على تحفيز الجنود لتوجيه عمليات ضد قادة حماس، وبحسب الصحيفة العبرية، فقد تم توزيع 10.000 مجموعة من البطاقات على جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين يقاتلون في غزة، وتشمل البطاقات 52 صورة مطلوبة لكبار مسؤولي حماس، وعلى رأسهم يحيى السنوار ومحمد داف .

ولم توضح الصحيفة العبرية من المسئول الذي قام بتوزيع تلك البطاقات، وقالت إن تلك الخطوة ليس من الواضح ما إذا كان يقف وراءها مسؤول، ولكن لها عدة تفسيرات ومعانٍ رمزية، أولاً، تُستخدم البطاقات كوسيلة لتحديد هوية الأهداف في الميدان، وثانياً، تضع المجموعة "نهاية نظرية للحرب" - وهي القضاء على أو القبض على جميع كبار قادة حماس الذين يظهرون في الأوراق، وهذه رواية تحدد بوضوح هدف إنهاء الحرب. بالإضافة إلى ذلك، تهدف المبادرة إلى ما وصفته الصحيفة بـ"زعزعة توازن" كبار قيادة حماس، وإظهار مدى تصميم جنود الجيش الإسرائيلي على القبض عليهم.

 


على غرار واشنطن في العربدة 

 

 

ويبدو أن تل أبيب تسير على خطى أمريكا في العربدة، حيث كانت المؤسسة العسكرية الأميركية قد فعلت شيئاً مماثلاً بعد غزو العراق في عام 2003، وذلك عندما وزعت مجموعات من البطاقات التي تحمل صور المطلوبين لنظام الرئيس الراحل صدّام حسين، وقد كانت أيضا تحمل صورا لـ52 من كبار مسؤولي نظام صدام حسين.

وتدعى إسرائيل، أن التخطيط لعملية اغتيال هؤلاء القادة ترافقها تحركات تروج لها إسرائيل، على الساحة القانونية، مثل محاكمتهم في الخارج، وبالنظر إلى الوصر التي تم توزيعها تم ملاحظة أنها تحمل صورا لـ10 قادة لحماس قد تم بالفعل استشهادهم من قبل، وكما فعلت أمريكا بوضع علامة على الشخصية التي يتم اغتيالها، حملت صور الشهداء الـ10 من قادة حماس نفس العلامة التي استخدمتها واشنطن من قبل. 

 

 

السنوار وهنية ومشعل على رأس هؤلاء القادة 

 

 

وفي ظل محاولة رفع الروح المعنوية لجنودها بعد الفشل في تحقيق ما تم إعلانه من قبل بدء الحرب، قرر صاحب الفكرة خفض رتبة بعض كبار قادة حماس مع وضع صورهم لرتب منخفضة داخل الكوتشينة، وذلك بهدف إحراجهم، وعلى سبيل المثال، كان يحيى السنوار أحد أهم قادة حماس التي تسعى لاغتياله، وقد تم وضع صورته على ورقة "ملكة القلب الأحمر" وليس "ملك" أو "آس" أو "جوكر".

فيما كان "الآس" في أوراق اللعب هما القياديان إسماعيل هنية وخالد مشعل، اللذان يقيمان في الدوحة، وكذلك تضمنت الصور مروان عيسى - ممثل الجناح العسكري في المكتب السياسي لحماس، ومحمد، شقيق السنوار، هو "الأمير الأسود"، و"الجوكر" هو بالطبع محمد داف. 

 

 

حملة اغتيالات.. ومخططات في لبنان وتركيا وقطر

 

 

وقد أفادت “وول ستريت جورنال”، بأن إسرائيل تستعد لعملية سرية؛ للقضاء على قادة حماس على مستوى العالم، وأوضحت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أصدر أوامره لأجهزة المخابرات الإسرائيلية، بما في ذلك الموساد، لوضع خطط لاستهداف مسئولي حماس المقيمين في لبنان وتركيا وقطر، وتمثل حملة الاغتيالات المقترحة؛ امتدادًا لممارسة إسرائيل التاريخية المتمثلة في عمليات القتل المستهدف، وتقوم وكالات الاستخبارات بصياغة استراتيجيات لإلقاء القبض على أو تحييد قادة حماس الذين وجدوا مأوى في بلدان مثل لبنان وتركيا وقطر. 

 

وكانت قطر، المعروفة باستضافتها للمكتب السياسي لحركة حماس في الدوحة، لاعباً حاسماً في المفاوضات الجارية بشأن الرهائن، وبينما تحافظ إسرائيل عمومًا على سرية هذه العمليات، أعلن نتنياهو علنًا عن نواياه في 22 (نوفمبر)، قائلاً: "لقد أصدرت تعليماتي للموساد بالعمل ضد قادة حماس أينما كانوا"، كما ردد وزير الدفاع يوآف غالانت نفس حديث نتنياهو، مؤكدا أن زعماء حماس يعيشون في "الوقت الضائع" و"محكوم عليهم بالموت"، وتعكس هذه الملاحقة العالمية لقادة حماس، تصميم إسرائيل على منع الجماعة من تشكيل تهديد مستقبلي، كما تستكشف الحكومة أيضًا إمكانية الطرد القسري لمقاتلي حماس من المستويات الأدنى من غزة لتسريع حل النزاع.

 

 

تحذيرات داخلية بكارثية الخطوة

 

 

وقد أثارت هذه الخطوة جدلا بين مسئولي المخابرات السابقين، حيث انقسمت الآراء حول فعالية وعواقب مثل هذه الحملة الواسعة. ويرى إفرايم هاليفي، مدير الموساد السابق، أن الخطة غير حكيمة، محذرًا من أنها قد تؤدي إلى أعمال انتقامية وتزيد من تطرف أنصار حماس. بل على العكس من ذلك، يزعم الجنرال الإسرائيلي المتقاعد عاموس يادلين أن تقديم كل المسؤولين عن هجوم السابع من أكتوبر إلى العدالة، حتى من خلال القضاء عليهم، أمر مبرر.

 

ووفقا لـ"وول ستريت جورنال"، في إن تاريخ إسرائيل الغني بما يزيد عن 2700 عملية مستهدفة، على مدى عقود، يؤكد نيتها في مثل هذه المساعي. وتهدف الحملة القادمة إلى ضمان بقاء حماس غير قادرة على تهديد إسرائيل في المستقبل.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

ما جدوى مقترح إلغاء أوراق نقدية إسرائيلية من أجل محاصرة حماس؟

أثار وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر جدلا واسعا، عقب الإعلان عن مقترح يتضمن إلغاء أوراق نقدية من فئة 200 شيكل، لتشديد الحصار على حركة حماس في قطاع غزة، بزعم أن هذه الفئة تُعد المصدر الرئيسي للسيولة النقدية التي تعتمد عليها الحركة.

وبعث ساعر رسالة إلى محافظ "بنك إسرائيل" أمير يارون، وقال إن الخطوة المقترحة ستشكل ضربة اقتصادية لحركة حماس، وستساهم في تقويض القدرات المالية للحركة دون الحاجة إلى شركاء خارجيين، مدعيا أن ما نسبته 80 بالمئة من السيولة المالية المتوفرة لدى حماس موجودة بهذه الفئة من العملة.

واقترح الوزير الإسرائيلي أن تبدأ الإجراءات بإلغاء التداول القانوني لسلاسل معينة سبق ضخها إلى قطاع غزة في السنوات الماضية، لتجفيف مصادر تمويل حركة حماس.


لكن "بنك إسرائيل" رفض المقترح، مشيرا إلى أن صلاحية إلغاء أي ورقة نقدية تعود حصرياً إلى محافظ البنك، وبموجب ما ينص عليه القانون.

وذكر أن "المقترحات التي تقدمت بها جهات مختلفة لا تفي بالمعايير المهنية المطلوبة، ولا توجد إمكانية واقعية لتنفيذها، كما أنها لم تُعرض على البنك بشكل منظم أو بالتنسيق معه".

من جانبه، عبّر الخبير الاقتصادي الإسرائيلي يارون زيليخا عن تأييده لمقترح ساعر بشأن تغيير لون أوراق فئة 200 شيكل، قائلا: "هذه المرة الوزير جدعون ساعر مُحق".

הפעם גדעון סער צודק. בנק ישראל צריך להחליף במהלך בזק את שטר ה-200 ש״ח בשטר חדש בצבע חדש כאשר ההחלפה לשטר החדש תעשה בסניפי הבנקים בלבד ותחת פיקוח. את השטר הישן שלא הוחלף באמצעות הבנקים להוציא מהמחזור. מהלך מהיר לא יאפשר לחמא״ס וכן לארגוני פשיעה מקומיים ולמלביני הון להיערך. מוטב…

— Prof. Yaron Zelekha פרופ' ירון זליכה (@PZelekha) April 24, 2025
وأضاف زيليخا في تغريدة ترجمتها "عربي21" ونشرتها صحيفة "معاريف": "على بنك إسرائيل الإسراع في استبدال ورقة الـ200 شيكل بورقة جديدة وبلون جديد، على أن يتم استبدال الورقة الجديدة في فروع البنوك فقط وتحت إشرافها".

وتابع قائلا: "يجب سحب الورقة القديمة التي لم يتم استبدالها عبر البنوك من التداول"، معتقدا أن "هذه الخطوة السريعة ستؤدي إلى إضعاف حركة حماس".

وذكر أنه "من الأفضل لبنك إسرائيل الذي ألحق ضررا كبيرا بالاقتصاد الإسرائيلي على مدى العقد والنصف الماضيين، أن يستيقظ".



وأشارت "معاريف" إلى أن فكرة ساعر تم طرحها خلال اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي، ووصف نتنياهو الفكرة بأنها "ممتازة"، وأمر بدراسة إمكانية تنفيذها، إلى جانب دعم الفكرة من قبل وزير المالية سموتيرتيش ووزراء آخرين.

ونوهت الصحيفة إلى أن الاعتقاد متزايد لدى الجيش الإسرائيلي بأن حركة حماس نجحت في تهريب شحنات نقدية، وذلك في ظل الضائقة الاقتصادية التي تعاني منها في قطاع غزة.

فكرة قديمة وغير مجدية
وأمام حالة الجدل الإسرائيلية، ذكر الباحث الاقتصادي الفلسطيني أحمد أبو قمر، أن فكرة تلوين الأوراق النقدية، هي قديمة وقد طُرحت في أيلول/ سبتمبر الماضي، بهدف مكافحة الأموال السوداء وزيادة الإيرادات الضريبية.

ولفت أبو قمر في قراءة تحليلية اطلعت عليها "عربي21" أن "قيمة الأوراق النقدية من فئة 200 شيكل تبلغ 101 مليار شيكل، وهو ما يمثل 75 بالمئة من إجمالي الأموال النقدية التي يملكها الإسرائيليون".

ورأى أن مقترح ساعر غير مجدي، ولو جرى تطبيقه فهو يهدف إلى ابتلاع المزيد من السيولة من أسواق قطاع غزة، وفقدان الثقة بالورقة النقدية الأهم والأكبر، كما حدث مع فئة العشرة شواكل والعملات القديمة.

وأكد أن التقديرات الإسرائيلية بأن حوالي 80 بالمئة من أموال "حماس" تندرج ضمن فئة الـ200 شيكل، ليست نابعة عن معلومة، ولكن من منطلق أن هذه الفئة تمثل 75 بالمئة من قيمة النقد المتواجد في السوق.

وشدد على عدم جدوى المقترح الإسرائيلي، بمجموعة من التساؤلات، قائلا: "هناك أسئلة لم يجب عليها ساعر، هل فعلا هذه الخطوة ستوجه ضربة لحماس التي تعتمد على إدخال الدولار من الخارج، أم هي ضربة للمواطن البسيط واستكمال رحلة القضاء على ما تبقى من قطاع مصرفي في غزة؟".


وتابع متسائلا: "لو كان لدى حماس هذه المبالغ الطائلة من فئة الـ200 شيكل، فلماذا لا يتلقى موظفوها رواتب منذ أكثر من شهرين؟ وماذا بخصوص المدة القانونية لاستبدال العملة في البنوك والمهلة التي يتم منحها لمن يمتلكها في إسرائيل وأسواق الضفة والقدس؟".

واستكمل قائلا: "ماذا بخصوص الثقة بعملة الشيكل، فهذه الخطوة من شأنها أن تصيب الشيكل بهزة كبيرة قد يكون لها تداعيات مستقبلية كبيرة، وهل فعلا يمكن لبنك إسرائيل أن يتخلى عن عملته؟".

وأردف: "كيف سيتم تحديد الرقم التسلسلي للعملة الموجودة بغزة، وخصوصا أن ساعر تحدث عن تهريب كمية من الأموال مع المساعدات خلال شهور الحرب؟".

وختم قائلا: "بعد توقف الحرب، ماذا لو خرجت هذه الأموال من غزة لإسرائيل بطريقة ما، وذهب بها الإسرائيليون أنفسهم إلى بنك إسرائيل، كيف سيتعامل معهم؟".

مقالات مشابهة

  • إذاعة جيش الاحتلال: إسرائيل أبلغت واشنطن بقصف الضاحية الجنوبية لبيروت
  • غزة.. كاميرا جندي من جنود الاحتلال تسقط في الشجاعية وتكشف جرائمه
  • صور حصرية للجزيرة من كاميرا جندي إسرائيلي بالشجاعية تظهر التنكيل بفلسطينيين
  • ما جدوى مقترح إلغاء أوراق نقدية إسرائيلية من أجل محاصرة حماس؟
  • شاهد: القسام تنشر فيديو لعملية إنقاذ أسرى إسرائيليين من قصف نفق في غزة
  • حماس: استخدام نتنياهو سلاح التجويع بغزة يستدعي خطوات دولية للمحاسبة
  • وفد حماس يصل إلى القاهرة لبحث مقترح صفقة شاملة مع إسرائيل
  • الطالب المبتز وصور الذكاء الاصطناعي.. حكاية سقوط ذئب إلكتروني داخل جامعة خاصة
  • إسرائيل على حافة الهاوية: آن أوان عودة الأمريكيين
  • شهداء ومصابون بقصف الاحتلال خيام النازحين بغزة