بيروت - صفا

أكدّ نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مساء السبت، صالح العاروري أنه لن يتم الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى كتائب القسام في غزة إلا بعد تحرير كامل الأسرى من سجون الاحتلال، مشددًا على أنه لا مفاوضات على صفقة التبادل حتى انتهاء العدوان الاسرائيلي بشكل كامل ونهائي على القطاع.

وقال العاروري خلال مقابلة عبر قناة الجزيرة، وفق متابعة وكالة "صفا"، أنّ الأسرى المتبقين بيد المقاومة هم جنود حاليون وسابقيون، مشدداً على عدم التفاوض في موضوعهم حتى نهاية العداون.

وأوضح أنّ كبار السن من الرجال كلهم كانوا خدموا بالجيش وبعضهم ما زال على قائمة الاحتياط، وهم بالنسبة للمقاومة لهم معايير مختلفة عن ما سبق.

وأشار العاروري إلى أن حركة حماس كانت أعلنت منذ البداية أنها مستعدة لإطلاق سراح الأسرى الأجانب دون مقابل وأنّ الأسرى الأطفال والنساء لن يكونوا هدفاً وسيتم الافراج عنهم، مضيفاً " لا يوجد الآن مفاوضات".

وتابع "قلنا منذ البداية أننا مستعدون لتبادل جثث شهدائنا المحتجزين لدى الاحتلال، ولكننا نحتاج إلى وقت لاستخراج جثامين الأسرى الصهاينة الذين قتلهم الاحتلال في غاراته على شعبنا في غزة".

وبيّن أنّ الدول الداعمة للاحتلال أصبحت مقتنعة أن الأهداف التي أعلنت عنها حكومة الاحتلال حول القضاء على حماس واسترداد أسراهم بالقوة والسيطرة على غزة باتت أهدافا غير قابلة للتحقيق.

وأكدّ العاروري أنّ "كسر المقاومة في غزة والسيطرة على القطاع هي مجرد أوهام وما يفعله الاحتلال الآن هو حرب انتقام ضد الأبرياء والمستشفيات والمساجد والكنائس والمدارس".

وبيّن أنّ الاحتلال هو من رفض استكمال صفقة الإفراج عن الجنود السابقين بمعايير جديدة، مضيفاً "يظن أنه باستئناف استهداف الأطفال والنساء أننا سنرضخ، لكن موقفنا الرسمي هو أن صفقة التبادل سوف نناقشها بعد انتهاء الحرب".

وأكدّ أنّ الاحتلال واهم إذا كان يظن أنه قادر على فرض هيمنته، مشيراً إلى أنّ جولته الأولى بالحرب فشلت فشلاً ذريعاً في ظل أن القوات التي حشدها للهجوم على غزة تكفي لهزيمة دولة كاملة.

وأردف "ومع ذلك، فإنه قرر مهاجمة فقط ثلث مساحة قطاع غزة في الشمال، ولمدة 50 يوم لم ينجح في السيطرة، ولن ينجح أبدا، ونحن واثقون بشكل مطلق أن الاحتلال سيفشل في السيطرة على قطاع غزة".

وأشار إلى أن بعض جولات تبادل الأسرى تمت في وسط مدينة غزة، ما يؤكد فشل الجولة الأولى من الحرب.

وأوضح أنّ الموقف الأمريكي ليس مستقلاً عن الموقف الإسرائيلي، بل يتقدم عليه، في تغطية وتبرير وتنفيذ الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.

وذكر العاروري تصريح وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت حول توقيعه على قرار استئناف العدوان على غزة قبل يومين من انتهاء الهدنة مما يفند أكاذيب الاحتلال بأن حماس خرقت التهدئة.

وأردف "هذا العدو سيجرب هذه الجولة، ليحقق عن الأهداف التي عجز عن تحقيقها في الجولة الماضية، وسوف يفشل أيضا هذه المرة", مؤكداً أنّ الشعب الفلسطيني سيقاوم ولن يستسلم حتى حصوله على حقوقه التاريخية والسياسية.

وأكدّ استعداد المقاومة لكل السيناريوهات سواء الحرب الجوية أو البرية أو الدخول إلى كل الشوارع والأزقة، "لكن رغم ذلك هذا لا يعفي أبناء شعبنا وأمتنا لمساندة شعبنا وأهلنا الذين يذبحون" كما أضاف العاروري.

وقال العاروري إنّ التهجير ما زال حاضرا في أذهان "المشروع الصهيوني"، و كان معداً للضفة الغربية، إلا أنّ معركة طوفان الاقصى التي بدأتها المقاومة نقلت تنفيذ المخطط إلى غزة.

وتابع "مشروع التهجير فشل، وصمود شعبنا واستعداده للموت في دياره على أن يغادرها، والموقف العربي القوي أفشل هذا المشروع".

وفيما يتعلق بالضفة الغربية، لفت العاروري إلى أن الضفة كانت تتصدر مشهد المقاومة وشهدت توتر عالٍ قبل السابع من أكتوبر.

وأشار إلى ارتكاب الاحتلال الجرائم والإعدامات الميدانية في الضفة الغربية بوتيرة واسعة واجرام أكبر خلال عدوانه على غزة، مؤكداً أنّ الشعب الفلسطيني يستعيد مقاومته سريعاً والضفة سرعان ما ستلقي بثقلها في هذه المعركة.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: طوفان الأقصى على غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

غليون لـ عربي21: وقف إطلاق النار في غزة انتصار فلسطيني تاريخي

أكد أستاذ علم الاجتماع بجامعة السوربون الدكتور برهان غليون أن الإعلان عن وقف إطلاق النار اليوم بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال هو انتصار تاريخي للمقاومة وللشعب الفلسطيني وهزيمة للحتلال لها ما بعدها.

وقال غليون في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، تعليقا على الإعلان على وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال: "هذا حدث تاريخي بامتياز، ومنعطف مفصلي في مسيرة معركة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، وقد أثبتت الحرب أن الاحتلال ما كان له أن يصمد طيلة هذه المدة لولا الدعم الأمريكي والغربي".

وأضاف: "صحيح أن الاحتلال قد أثخن في قتل الشعب الفلسطيني في غزة طيلة هذه المدة مستخدما أبشع أنواع الأسلحة، لكنه فشل في تحقيق أهدافه سواء في الإفراج عن أسراه أو في استئصال المقاومة.. والاحتلال اليوم يعيش مأزقا حقيقيا".

وأشار غليون إلى أن "الاحتلال أصبح يشكل خطرا على المنطقة برمتها، فهو لا يعتدي على الشعب الفلسطيني وحده وإنما اليوم يعتدي على الشعب اللبناني والشعب السوري، وعنصر قلق لكافة الدول العربية، وهذا ما يجعل من إمكانية استمرار مسلسل التطبيع مع الدول العربية أمرا مستبعدا".

وأضاف: "لقد أكدت هذه الحرب التي استمرت 15 شهرا أن الاحتلال هو كيان وظيفي لتحقيق مصالح أمريكية وغربية في المنطقة"، على حد تعبيره.

ورسميا، أعلن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، مساء الأربعاء، نجاح الوسطاء في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والعودة للهدوء المستدام وصولا لوقف دائم لإطلاق النار بغزة وانسحاب إسرائيلي من قطاع غزة، لافتا إلى أن الاتفاق سيبدأ تنفيذه الأحد المقبل.

وحال دخول الاتفاق حيز التنفيذ، فإنه ينهي إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلفت حتى مساء الأربعاء نحو 157 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

إقرأ أيضا: "عربي21" تنشر النص الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وبنود التنفيذ (وثائق)

مقالات مشابهة

  • كان : 5 أسرى لن تفرج عنهم إسرائيل بالمرحلة الأولى
  • مصدر فلسطيني يكشف تفاصيل اتفاق تبادل الأسرى بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي
  • الاحتلال الإسرائيلي: أولى العمليات تبادل الأسرى ستتم الأحد عند الـ4 عصراً
  • حماس: تم تجاوز العقبات التي نشأت بسبب عدم التزام الاحتلال في بنود الاتفاق
  • البرغوثي وسعدات.. مصدر يكشف سبب الأزمة التي طرأت في اتفاق غزة
  • مع اقتراب صفقة التبادل.. ما هي الوحدة التي احتفظت بأسرى الاحتلال 15 شهراً؟
  • تعرف على وحدة الظل التي حافظت على أسرى الاحتلال وتفوقت على أقوى أجهزة المخابرات
  • غليون لـ عربي21: وقف إطلاق النار في غزة انتصار فلسطيني تاريخي
  • تعرف على أبرز اتفاقات وقف إطلاق النار في غزة بين المقاومة والاحتلال
  • تعرف على تاريخ اتفاقات وقف إطلاق النار في غزة بين المقاومة والاحتلال