محللون وخبراء: سيناريوهان خطيران وراء إنذارات الاحتلال لسكان غزة
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
رغم عدم توافقها مع القانون الدولي الإنساني، تتواصل الإنذارات الإسرائيلية لسكان غزة لإخلاء منازلهم فورا والخروج من دون تأخير، إلى مناطق حددها لهم. وقد انتقد خبراء ومحللون هذا الأسلوب المخالف للقانون الدولي.
ووصف الكاتب والمحلل السياسي، إياد القرا أوضاع الناس في قطاع غزة بالصعبة جدا في ظل التحذيرات الإسرائيلية بالإخلاء، حيث اضطر الكثير منهم للنزوح نحو المناطق الوسطى والجنوبية من غزة هربا من القصف الإسرائيلي المتواصل والذي استهدف اليوم أبراجا سكنية بكاملها.
وقال إن الاحتلال يطالب الناس بالنزوح إلى منطقة رفح، وقدّر عدد الذين نزحوا من المناطق الشمالية بحوالي 20% وحوالي 30% من المناطق الشرقية.
وأكد أن النازحين اضطروا للنزوح من 3 إلى 4 مرات، لأنهم لا يستطيعون البقاء في منازلهم التي تتعرض للقصف الإسرائيلي الوحشي، مشيرا إلى أن هؤلاء ترسخت لديهم فكرة أنه لا مكان آمن في غزة، وحتى الذين نزحوا من الشمال تمنوا لو لم يفعلوا ذلك، لأن جيش الاحتلال يلاحقهم في كل مكان.
وبحسب الخبير العسكري اللواء فايز الدويري، فإن الأسلوب الذي تستخدمه إسرائيل مع الفلسطينيين في غزة غير مستخدم في الحروب، وضرب مثالا بالسوريين الذين قال إنهم خرجوا من بلدهم خلال الثورة بإرادتهم ودون إملاءات، وكانت لديهم قناعة مطلقة أن الأزمة ستنتهي وسيعودون إلى بيوتهم.
في حين أن ما تفعله إسرائيل هو اقتلاع الفلسطينيين من الجذور وليس عملية إجلاء من مكان إلى مكان آمن، وفقا للدويري الذي أكد أن لا مكان آمن في غزة، مدللا على ذلك بأن الاحتلال الذي كان يطلب من سكان المناطق الشمالية بالذهاب إلى المناطق الوسطى والجنوبية، هاهو يطلب اليوم من أبناء المناطق الجنوبية الذهاب إلى رفح، فيما يقوم بقصف رفح.
ولم يستبعد الخبير العسكري أن يطلب الاحتلال بعد ذلك من المواطنين الخروج من رفح إلى المنطقة "ج" في صحراء سيناء كما ورد في اتفاقية كامب ديفيد.
وخلص الدويري -الذي كان يتحدث ضمن الوقفة التحليلية اليومية على قناة الجزيرة "غزة.. ماذا بعد؟"- إلى أن الاحتلال يقوم بعملية ممنهجة لإعادة توطين أو تفريغ غزة، وهو إجلاء قسري للسكان الفلسطينيين إلى خارج حدود وطنهم.
التهجير أمر خطيرومن جهته، أشار الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي إلى أن إسرائيل باشرت ما سمّاها عمليات التهجير المرحلية أو المناطقية المحدودة بعد الهدن الإنسانية المؤقتة، وأنها قسمت غزة إلى حوالي 2300 قسم ونشرت الخرائط، وأن جيشها أعلن أنه ستكون هناك نداءات للتخلي عن هذه المناطق، وذلك استجابة فيما يبدو -بحسب مكي- لرغبة أميركية لتجنيب قتل عدد أكبر من المدنيين الفلسطينيين.
وقال إن الولايات المتحدة الأميركية تحدثت عن التهجير القسري وليس التهجير تحت ضغط الحرب أو ضغط الحاجة الإنسانية.
وتحدث مكي عن سيناريوهين قد يكونان وراء الإنذارات الإسرائيلية لسكان غزة، أولها أن تكون غاية إسرائيل تحت الضغط الدولي وحتى الأميركي وضع مناطق عازلة على حدود غزة مع إسرائيل وتكون عميقة، بحيث يتم حصر الناس في مناطق ضيقة على الشريط الساحلي.
أما السيناريو الثاني وهو الأخطر، وهو التمهيد للذهاب باتجاه ترحيل الناس بعد فتح "معابر إنسانية" يضطرون فيها إلى الهجرة بحثا عن الأمن وعن مقومات الحياة الأساسية، كما قال مكي.
وأشار الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات إلى أن السيناريو الثاني ليس هدفا مخفيا عند الإسرائيليين، وهناك تقرير نشر في مركز دراسات إسرائيلي تحدث عن هذه التفاصيل بشكل دقيق، تحت عنوان "كيف يتم تهجير سكان غزة بالكامل؟"، بالإضافة إلى وثيقة يجري تداولها في الكونغرس الأميركي تتعلق بتوزيع أهل غزة على 4 دول عربية بينها مصر والعراق والأردن. وتربط المساعدات الأميركية -يضيف مكي- للدول العربية الأربع بقبولها الفلسطينيين من غزة.
واعتبر مكي أن تخلي الولايات المتحدة عن وعودها بمنع التهجير سيكلفها علاقاتها مع الدول العربية، ووصف مسألة التهجير بالأمر الخطير وقد يصل إلى الضفة الغربية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال منح صلاحيات لهجمات بغزة حتى لو أدت لقتل عشرات الفلسطينيين
كشفت صحيفة نيويورك تايمز، إن جيش الاحتلال، منح قواته تصريحات، بشن هجمات على قطاع غزة، حتى لو أدت إلى استشهاد عدد كبير من الفلسطينيين المدنيين بعد عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين أول/أكتوبر.
وقالت الصحيفة إن الجيش منح ضباطا من الرتب المتوسطة سلطة ضرب مجموعة واسعة من الأهداف حتى مع وجود ما يصل إلى 20 مدنيا معرضين لخطر القتل.
وأوضحت أن الأمر يعني أن الجيش يمكنه استهداف المقاومين من غير القادة في أثناء وجودهم في المنزل محاطين بالأقارب والجيران، بدلا من استهدافهم فقط عندما يكونون بمفردهم في الخارج.
وقالت إن التقرير استند إلى مقابلات مع أكثر من 100 جندي ومسؤول، من بينهم أكثر من 25 شخصا ساعدوا في اختيار الأهداف والتحقق منها.
وذكرت نيويورك تايمز أن الجيش الإسرائيلي أقر بأن قواعد الاشتباك تغيرت بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وكشفت آخر إحصائية للصحة في قطاع غزة إلى أن عدوان الاحتلال أدى إلى استشهاد أكثر من 45 ألف فلسطيني وإصابة 107 آلاف ونزوح معظم السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة وتدمير غالبية مناطق القطاع.
وبالإضافة إلى رفع عدد الشهداء والمصابين المدنيين الذين يمكن المخاطرة بوقوعه في هجوم واحد، قالت نيويورك تايمز إن الجيش ألغى حدا أقصى على العدد الإجمالي من المدنيين الذين يمكن أن تعرضهم ضرباته للخطر خلال يوم كامل.
وقالت الصحيفة إن القيادة العسكرية العليا وافقت في مناسبات على ضربات كانت تعلم أنها ستعرض حياة ما يصل إلى 100 مدني للخطر.
وذكرت أن الجيش الإسرائيلي "استند في كثير من الأحيان إلى نموذج إحصائي بحت لتقييم خطر إلحاق الأذى بالمدنيين"، ويعتمد بشكل أساسي على معدلات استخدام الهاتف المحمول في المبنى الواحد بدلا من المراقبة المكثفة له.