حرب الخليج فتحت الطريق: وثائقي يرصد دور دعاة مسلمين في الجيش الامريكي
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
شفق نيوز/ ذكرت صحيفة "آلتون ميرور" الامريكية ان فيلما وثائقيا جديدا عرض يحمل اسم "ثلاثة قساوسة" ويتناول تجارب رجال الدين الإسلامي الذين يخدمون في القوات المسلحة الامريكية، وهي فكرة ظهرت الحاجة إليها منذ حرب الخليج الأولى، وتزايدت أهميتها منذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر على نيويورك وواشنطن، في ظاهرة تساهم في تبديد سوء الفهم والهواجس والتحيز والعنصرية بين الاديان.
وأوضح التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز؛ ان النقيب في الجيش صالحة جابين والرائد رافائيل لانتيجوا جونيور، هما ضمن مجموعة صغيرة من رجال الدين العسكريين المسلمين الذين يمنحون اهتمامهم بأرواح ومعنويات الجنود الأمريكيين من كافة الأديان والمعتقدات غير الدينية، وقد جرى تناولت قصتهما من خلال فيلم جديد يقدم نظرة على عوالمهم تحت اسم "القساوسة الثلاثة".
ولفت التقرير إلى أن من بين واجبات هؤلاء العسكريين الاخرى، القاء محاضرات حول منع الانتحار، وتقديم النصح حول العلاقات، وتقديم المشورة للقادة بشأن مسائل الدين والأخلاق.
ونقل التقرير عن لانتيجوا جونيور قوله "نحن بناة الجسور، ونبذل قصارى جهدنا في ظل هذا التوتر لجعل الجنود يرون انسانية الاخر".
ولفت التقرير إلى أن "القساوسة الثلاثة" عرض مؤخرا على قناة (PBS) الاميركية، واصبح الان متاحا على الانترنت، وهو يتناول أيضا تجربة العقيد في الجيش خالد شاباز. ويتضمن الفيلم الوثائقي مع الشخصيات الثلاثة ويلقون فيها الضوء على كفاح وانتصارات رجال الدين المسلمين وعناصر الخدمة العسكرية في واحدة من أكثر المؤسسات التي تعكس الهوية الأمريكية.
ونقل التقرير عن لانتيجوا جونيور قوله إن معرفته بالإسلام ساعدته على تخطي الفضاء المشحون، المحصور بين شكوك بعض غير المسلمين وهلع بعض المدنيين المسلمين، خاصة فيما يتعلق بحروب الولايات المتحدة في البلدان ذات الأغلبية المسلمة.
وبحسب لانتيجوا جونيور، فإن الاحتكاك والتوتر يتصاعدان في خلال اوقات مثل أحداث هجمات 11 سبتمبر/أيلول، والحروب التي وقعت في أفغانستان والعراق، وبعد حادث إطلاق النار في العام 2009 على قاعدة عسكرية في تكساس على يد طبيب نفسي ينتمي إلى الديانة الإسلامية. ولفت الى ان الاصوات من كلا الجانبين، تثقل على كاهل أعضاء الخدمة العسكرية من المسلمين.
وولد لانتيجوا جونيور من اب من جمهورية الدومينيكان وأم أمريكية من أصل أفريقي، ونشأ كمسيحي قبل ان يعتنق الاسلام، وهو خدم في الجيش منذ نحو 3 عقود بما في ذلك عمليات الانتشار العسكرية في الكويت والعراق وأفغانستان.
وأشار لانتيجوا إلى أنه دائما ما يذكر من لديهم مخاوف بشأن أفراد الخدمة العسكرية المسلمين، بأن هناك ضمانات يؤكد عليها التعديل الأول في الدستور الأمريكي حول الحرية الدينية. اما بالنسبة الى للمسلمين المتخوفين من فكرة دور المسلمين في صفوف الجيش الأمريكي، فيقول إنه يذكرهم بأن دولاً ذات اغلبية مسلمة كانت جزءا من التحالفات العسكرية الى جانب الولايات المتحدة، كما أن لدى الجيش الأمريكي قواعد اشتباك يجب على أفراد الخدمة الالتزام بها، وأن انتهاك هذه القواعد له عواقب.
وبحسب التقرير، فإن الفيلم يتضمن شهادة من ضابطة متقاعدة برتبة مقدم وعن شعورها بالفخر لارتدائها الزي العسكري، لكنها تعبر عن خيبة أملها عندما ظهرت تقارير عن الانتهاكات بحق السجناء في سجن أبو غريب في بغداد بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.
ونقل التقرير عن مخرج الفيلم ديفيد واشبورن، انه وجد ان رجال الدين الثلاثة الذي يتناولهم الوثائقي أنهم "احتلوا مساحة تتقاطع فيها كافة انواع القصص المقنعة: الحرية الدينية، وكراهية الإسلام، والحوار بين الأديان، والتنوع في الجيش اليوم".
وتتحدث النقيب جابين التي ولدت في الهند، عن الفضول الذي يرافقها باعتبار أنها زعيمة دينية مسلمة، مضيفة أنه في بعض الأحيان، تتوالى الاسئلة اثناء الغداء أو المحادثات، حول مكانة المرأة في الإسلام، وهي تروي لهم قصصا عن حياتها وعن نساء مسلمات قويات مثل زوجة النبي محمد، السيدة خديجة، وعن السياسيين المسلمين الأمريكيين وقادة المجتمع في عصرنا الحالي.
واشار التقرير الى ان جندية مسلمة في الجيش طلبت مساعدتها مؤخرا، حيث كانت تشعر بالقلق مما إذا كان سيتم التشكيك بولائها للجيش في حال ظهر عليها حزنها بسبب الحرب في غزة، فقالت لها جابين "انت مصدر فخر لنا جميعا، وانت جزء من هذا الجيش وتنتمي اليه".
وتابع التقرير أنه في ظل الحرب بين اسرائيل وحركة حماس، قالت جابين أنها تواصلت أيضا مع اثنين من أفراد الخدمة العسكرية من الطائفة اليهودية، مضيفا انها اجرت معهما "محادثات جيدة حول كون ان الوضع مؤلم بالفعل وأن الجميع يتألمون".
وذكر التقرير أنه حتى وقت ليس ببعيد، كان العمل كرجل دين عسكري مسلم أمراً مجهولا. ونقل التقرير ان المقدم المتقاعد عبد الرشيد محمد قوله انه اصبح اول من شغل هذا المنصب في التسعينيات، موضحا أن حرب الخليج العام 1991، التي طردت فيها القوات التي تقودها الولايات المتحدة القوات العراقية المحتلة من الكويت، سلطت الضوء على الحاجة إلى الدعوة الاسلامية العسكرية.
ولفت التقرير إلى أنه في البدايات كان المقدم محمد يتلقى اسئلة من القادة والجنود حول كل شيء بدءا من الصلاة والصيام أثناء التدريب وحتى الوجبات الخالية من لحم الخنزير. وتحدث عن المعرفة القليلة بالإسلام بين العسكريين.
وفي اشارة الى سوء الفهم حول الإسلام، نقل التقرير عن المقدم محمد قوله إنه قبل 11 سبتمبر/أيلول، كان الإسلام هو بالنسبة للناس كأنه البوذية والهندوسية، وهو ما يعني أن الناس لا يعرفون سوى القليل عن ثقافته واعياده وواجباته الدينية.
ويستذكر محمد كيف سأله أحد كبار الضباط في ذلك الوقت "لماذا لا تستطيعون جميعا الصلاة يوم الأحد بدلا من يوم الجمعة؟".
وتابع التقرير أن الفضول بمعرفة المزيد حول الإسلام تزايد بعد هجمات 11 سبتمبر/ايلول، كما ان عدم الثقة تزايدت هي ايضا. ونقل التقرير عن محمد قوله إنه "كان ينظر الى الاسلام والمسلمين، الى حد كبير جدا على أنهم العدو"، مشيرا الى ان ذلك تغير الآن.
ونقل التقرير عن محمد قوله إن وجود رجال دين عسكريين مسلمين في ذلك الوقت وحاليا يساعد في التخلص من سوء الفهم والمخاوف والتحيز. واضاف ان "التحيز والعنصرية وكراهية الإسلام، كل تلك الأشياء، بدأت في التلاشي لأنه يتعين عليهم الآن التعامل مع واقع الأمور، وليس ما يتخيلونه".
ترجمة: وكالة شفق نيوز
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي حرب الخليج الولایات المتحدة الخدمة العسکریة رجال الدین فی الجیش إلى أن
إقرأ أيضاً:
فنيش: نحن دعاة حوار وأصحاب منطق
أقام "حزب الله" الإحتفال التكريمي لـ"الشهيد السعيد على طريق القدس" مجتبى أحمد ناصر "عساكري" في بلدة حاريص الجنوبية، بحضور الوزير السابق محمد فنيش، إلى جانب فعاليات وشخصيات وعوائل شهداء وحشود من البلدة والقرى المجاورة.
وبعد آيات من القرآن الكريم، افتتح الاحتفال الذي تخللته تلاوة للسيرة الحسينية، فيما ألقى فنيش كلمة "حزب الله"، أكد فيها أن "لبنان مقبل على مرحلة نأمل من الحكومة أن تأخذ بعين الاعتبار فيها معالجة اثار العدوان وإعادة الإعمار، إضافة إلى النهوض بالبلد واصلاحه ومعالجة المشاكل وإعطاء فرصة للبنانيين لانتظام الحياة السياسية الدستورية". وقال: "سنكون دائما كما كنا في ساحة المواجهة والنزال -مدافعين عن بلدنا وملتزمين قيمنا ومواجهين لأي اعتداء- كذلك في الداخل، جزء من أي مشروع إصلاحي حقيقي للنهوض بلبنان، كما وسنكون في تعاملنا من خلال تمثيلنا الحكومي والنيابي ايجابيين لكل ما يخدم مصلحة بلدنا ويعيد اعمار هذا البلد".
وتطرق إلى المستجدات الأمنية والاعتداءات الصهيوني، وقال: "من خلال تقديرنا للأوضاع وتشخيصنا للمصلحة نعطي فرصة للجهود السياسية والدبلوماسية، لكن هذا لا يعني أن نسقط خيار المقاومة أو أن نكون غافلين عما يحصل من تطورات، خاصة وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يطرح اليوم تهجير الفلسطينيين من غزة ويقوم بالضغط على الأردن ومصر ويطرح قضية التوطين، وهذه كلها معطيات ينبغي أن تكون حاضرة امام المهتمين بالشأن العام".
أضاف: "الذين لا يرون إلا الإنصياع للضغوطات والخارجية والرغبات الاميركية، ولا يرون من مشكلة سوى في بقاء المقاومة وامتلاكها للقدرات التي تستخدم من أجل حماية لبنان، لا يرون إلا الخلاص من هذه القدرات، فهل يدركون إلى أين يأخذون البلد لو تمكنوا من تحقيق غايتهم؟ وهل يضمنون أن لا يكون لبنان ضحية هذه السياسة الاميركية وضحية المشروع الصهيوني التوسعي إذا تخلت المقاومة عن دورها؟ هم واهمون، ونحن لا نخاطب الذين لا يرون العدو الإسرائيلي في ممارساته ولا يصدر عنهم حتى إدانة أو موقف، بل كل تركيزهم هو على موضوع المقاومة واستمرارها وسلاحها".
وتابع: "نتوجه إلى من يمكن أن يكون من أصحاب العقل، نختلف معه في الرأي ولكن نحن دعاة حوار وأصحاب منطق، منطقنا وحجتنا ودليلنا قوي، ومع ذلك نقول تعالوا لنتحاور ونضع على الطاولة كل هذه المعطيات ولنستشرف كل هذه المخاطر، وندرك حقيقة هذا الكيان الصهيوني الذي كشفت المقاومة بتصديها له طبيعته الإجرامية أمام الملأ وأمام العالم، لم يعد هذا التوصيف للكيان الصهيوني بأنه واحة في صحراء قاحلة، بل بات واضحاً أنه مجرد أداة متوحشة في خدمة مشروع السيطرة الغربية في منطقتنا".
وختم: "نقول لمن يريد مصلحة لبنان، تعالوا إذا أردتهم الحوار أن يكون منطلق الحوار، كيف نستفيد من كل القدرات المتاحة في لبنان، من جهود دبلوماسية وسياسية ومن الجيش اللبناني والمقاومة، فكل هذه الأوراق التي بين أيدينا علينا أن نعرف كيف نستفيد منها ونوائم فيما بينها درءاً للخطر الصهيوني ودفعاً للمخاطر، وحمايةً لبلدنا ومواجهةً لمشاريعِ التهجيرِ والتوطين وتهديد مستقبل ومصير الوطن".