وفي كل احتلال تكون هناك ذرائع ومثلاً آخر احتلال للجنوب من قبل بريطانيا بدأ باحتلال مدينة عدن في ١٩ يناير ١٨٣٩م بذريعة نهب سفينة بريطانية « داريا دولت» تتبع شركة الهند الشرقية أغرقت على شواطئها واحتلها الكابتن هنس بعد معركة غير متكافئة مع حامية عسكرية للسلطنة اللحجية ومن ثم جرت مفاوضات مع سلطان لحج الذي وافق على تأجير عدن.

احتلال اليوم من قبل وكلاء الاستعمار القديم الإقليميين ومرتزقته تم بالعديد من الذرائع واستغل المحتلون الجدد ( القضية الجنوبية ) ومن خلال وهم استعادة الدولة الجنوبية تم تجييش أبناء الجنوب وصاروا أدوات بيد الناهب الدولي.

30 نوفمبر.. عنفوان يمني يرفض الوصاية والإحتلال. pic.twitter.com/Gk8zSiPDQA

— سبتمبرنت - اليمن (@26sepnet) December 2, 2023

ومن المفارقات أن الجنوب الذي قام باسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بعد الاستقلال في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م جنوب قادم بفعل رياح حركات التحرر التي اجتاحت العالم بعد الحرب العالمية الثانية وبفعل انتشار حركات التحرر العربية في أكثر من قطر عربي انطلقت ثورة ١٤ اكتوبر ١٩٦٣م بفعل دعم الشمال اليمني وثورة ٢٣ يوليو الناصرية بحكم صراعه مع الاستعمار ، لقد كان الشمال مؤخرة وقاعدة إسناد ودعم مادي وعسكري للمقاتلين.

بينما احتلال اليوم يتميز بكونه احتلالاً مباشراً، بدأ باحتلال العقول خلال العقود الماضية وتغيبها من قبل وكلائه الداخليين الذين حكموا البلد بعد حرب ١٩٩٤م.

فهؤلاء الوكلاء هم من خلقوا القضية الجنوبية وكثيراً من القضايا، وذلك بسبب فساد نظام الحكم المدعوم من قبل قوى الهيمنة العالمية، حيث جرى تزييف الوعي وغزو العقول، ولا أبالغ لو قلت إن تحرير الجنوب اليوم أعقد من تحريره بالأمس ويحتاج إلى جهد شاق ومضاعف ، والجنوب في حقيقة الأمر ليس محتلاً من العام ٢٠١٥م ، بل واقع تحت الاحتلال منذ ٧/٧/١٩٩٤م، لقد احتلته عصابة من وكلاء الاستعمار ومنذ ذلك اليوم المشؤوم أضحى اليمن واقعاً تحت الهيمنة الغربية الاستعمار بشكله الجديد ، التبعية الاقتصادية والسياسية.

وإذا كانت ثورة ٢١ سبتمبر ٢٠١٤م قد حررت مركز القرار من الوصاية والارتهان وتسير سلطة صنعاء في طريق فك التبعية من خلال الانتصار على العدوان، فإنه لن يكتمل تحرير القرار وفك التبعية إلاّ بتحرير الأرض اليمنية كلها من شرقها إلى غربها وحتى جنوبها وتحرير جزره المحتلة.

ومن محاسن طوفان الأقصى أنها أجلت الصورة الحقيقية للصراع ، ولقد أحدث الطوفان عصفاً ذهنياً لكثير من المغرر بهم ، وأخذت الصورة تتضح أكثر فأكثر عن طبيعة الصراع في المنطقة ، وصحيح أن أحدث الطوقان فرزاً حقيقياً وواضحاً في المنطقة ، لكن يمكن الجزم بأن أغلبية الناس داخل الشعوب العربية تناصر غزة والقضية الفلسطينية ، وإن كان هناك عدد من الأنظمة العربية ظهرت خيانتها للقضية الفلسطينية.

وأغلبية شعبنا في الجنوب مع القضية الفلسطينية، بينما قيادات المرتزقة بمختلف مسمياتها ضد القضية الفلسطينية ، ولقد باتت في محل استهجان واحتقار الشارع. إن الخلاص من المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة ستكون له ارتدادات عميقة على صعيد تعافي الوضع في المنطقة برمتها.

 

كتب / سامي عطا

*صحيفة الثورة

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: فی المنطقة من قبل

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي يغادر الرياض بعد المشاركة في اجتماع غير رسمي حول القضية الفلسطينية

غادر الرئيس السيسي العاصمة السعودية الرياض، عائدًا إلى أرض الوطن بعد المشاركة في اجتماع غير رسمي حول القضية الفلسطينية، بمشاركة قادة مصر والسعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين، وفق نبأ عاجل أفادت به قناة «إكسترا نيوز».

مقالات مشابهة

  • أجواء شديدة البرودة وفرصة لهطول ثلجي على المنطقة الجنوبية والوسطى
  • «التهجير الطوعي» مؤامرة إسرائيلية - أمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.. تفاصيل ترويها روان أبو العينين| فيديو
  • الرئيس السيسي يغادر الرياض بعد المشاركة في اجتماع غير رسمي حول القضية الفلسطينية
  • برلماني: زيارة الرئيس السيسي لإسبانيا خطوة جادة لدعم القضية الفلسطينية
  • اندلاع حريق في برج البراجنة بالضاحية الجنوبية لبيروت (شاهد)
  • خبير علاقات دولية: العالم بأكمله يرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
  • اليوم.. الرئيس السيسي يشارك في اجتماع غير رسمي حول القضية الفلسطينية بالرياض
  • الرئيس السيسي يصل الرياض للمشاركة في اجتماع غير رسمي حول القضية الفلسطينية
  • تغيرات في الحياة العاطفية.. حظك اليوم للأبراج الخميس 20 فبراير 2025
  • أحمد موسى: موقف إسبانيا بشأن دعم القضية الفلسطينية ثابت ولن يتغير |فيديو