وفي الفعالية عبر وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ضيف الله الشامي، عن الفخر والاعتزاز بإحياء سنوية الشهيد لتذكر مآثر الشهداء وبطولاتهم وتضحياتهم التي أثمرت أمن وحرية وكرامة.

وأشار إلى أن الشهداء هم صناع النصر في كل زمان وقادة الانتصارات ورووا بدمائهم شجرة العزة والكرامة.. وقال "الشهداء لم يكونوا من كوكب أو جنس آخر، هم أبنائنا وإخواننا وآبائنا وأصدقائنا وأقربائنا عرفناهم وهم يحملون الروح الجهادية والتضحية والبذل والعطاء، عرفناهم في واقع حياتهم وهم أكثر الناس تضحية وإيثاراً، تثقفوا بثقافة الإيمان وروحية القرآن".

وأكد الوزير الشامي على أهمية إحياء هذه الذكرى لمعرفة أن ثقافة الشهادة والاستشهاد تعزّز من القيم والمبادئ في النفوس .. متسائلاً "أين واقعنا بالأمس وكيف أصبحنا اليوم، ونتذكر ما حدث بالسنوات السابقة ومنها ما يتعلق بالقوات المسلحة عندما جمع أمريكيون صواريخنا ودفاعاتنا الجوية وقاموا بتفجيرها بحضور من هم معنيون بالأمن القومي لليمن".

وقال "عندما قدم الشهداء أرواحهم في سبيل الله والدفاع عن الأمة وديننا وهويتنا وقيمنا وحضارتنا، أصبح واقعنا اليوم يهدد الطغاة والمستكبرين في العالم".

وأضاف "قبل 22 عاماً أطلق الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي من مدرسة الإمام الهادي شعار الصرخة من رحم الاستضعاف وواقع الشعور بالمسؤولية والحرية ومن الانتماء لثقافة القرآن الكريم، لتصبح اليوم تلك الصرخات طائرات مسيرة وصواريخ باليستية ومروحيات تقتاد السفن الإسرائيلية".

ولفت وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال إلى أن الصرخة موقف تجلّى ثماره اليوم رغم جهل الكثير بدور الشعار وأهميته على الواقع.

وأفاد بأن ثقافة الشهادة وعظمة الاستشهاد والارتباط بثقافة القرآن الكريم، تبني أجيالاً عظيمة على أعلى المستويات من العزة والكرامة والشموخ والانتصار. وأكد أن اعتزاز اليمنيين بدينهم وقيمهم وهويتهم وتوحدهم خلف منهج وقيادة واحدة، مكنهم من مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار، وإعلان الحرب صراحة على الكيان الصهيوني، نصرة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة والأقصى الشريف.

وتطرق الشامي إلى تخاذل معظم الأنظمة العربية والإسلامية والمطبعّة مع الشعب الفلسطيني.. وقال "بينما كان قادة الأنظمة العربية يصافحون ما يسمى رئيس الكيان الصهيوني أمس بقمة المناخ في دبي، كانت طائرات الاحتلال تشن غاراتها على غزة وتقتل الأطفال والنساء والمدنيين".

واعتبر ذلك التوقيت رسالة للعالم ولمن لا يزال في قلوبهم حمية وعروبة وإباء وشهامة وانتماء للإسلام أن هؤلاء لا يمثلون الشعوب وأنه ليس لهم لا حول ولا قوة وأنهم أدوات يتحكم بهم الأعداء.. لافتا إلى أن الشعوب ستقول كلمتها ومن يملكون الحرية وروحية وعزة الإسلام لن يكون أمامهم أي عائق.

وأضاف "لقد حاولوا قتلنا في اليمن وطمس هويتنا وتحالف كل المجرمين في العالم لإبادتنا، لكن الله أراد للأمة اليمنية التي حُوربت سياسياً وعسكرياً واجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وإعلامياً وعلى كل المستويات أن يكون لها موقف، وأصبح ذكر اليمن والضربات اليمنية تتردد على ألسن الأحرار والمستضعفين في العالم".

وتابع وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال "موقفنا بإعلان الحرب والدخول في المعركة مع الكيان الصهيوني ألجم ألسنة الأعداء، ومنهم من كانوا يعدّون الحشود وكذا زيارة قادة المرتزقة ولقائهم بقيادات أمريكية ومخططهم بعد ضرباتنا لإسرائيل التحرك لإشعال الحرب على اليمن نتيجة موقفنا المناصر للشعب والمقاومة الفلسطينية".

وقال "وصلت تهديدات أمريكا للقيادة الثورية والعسكرية والسياسية بأنهم سيفتحون حرباً شعواء على اليمن إن لم نتوقف عن ضرب العدو الصهيوني، وكان رد قيادتنا "سيصلهم ردنا قولاً وعملاً قبل أن يصلهم قولاً"، فأطلقت العملية الثالثة من الصواريخ والطائرات المسيرة وأُعلن عنها عسكرياً باسم اليمن وقواته المسلحة، وخرج اليمنيون مباركين للعمليات، لتكبح جماح العدو، وأصبح من تم تحريكهم يخجلون من واقعهم، وإن تحركوا، فإنما سيتحركون جنوداً لإسرائيل".

وأكد الوزير الشامي، أن عمليات القوات المسلحة اليمنية وحدت الشعب اليمني في شمال اليمن وجنوبه وشرقه وغربه. وأضاف " لو فتحت الممرات لتحرك الشعب اليمني بجيشه ورجاله دفاعاً عن مقدساتنا ونصرة فلسطين، وهو المبدأ الذي يتحرك فيه اليمنيون، ولم يتحرك الشعب اليمني من واقع سياسي أو يريد شهرة، فقد أصبح جيشنا مدرسة لكل أحرار العالم".

وأشار الشامي إلى أهمية الحفاظ على القيم والمبادئ التي ضحى من أجلها الشهداء وأن تبقى ذكرى الشهداء وبطولاتهم وتضحياتهم خالدة في النفوس.. معبرا عن "الاعتزاز بتلك التضحيات لأن دماء الشهداء، هي ما تجعلنا اليوم نعيش حالة النصر والعزة والشموخ التي هي بفضل الله تعالى الذي نصرنا وأيدنا وأنعم علينا بقيادة حكيمة تقودنا للفخر والعزة وجنوداً مجندة للدفاع عن دين الله ونصرة لأخوتنا".

وفي الفعالية التي حضرها مساعد وزير الدفاع للموارد البشرية اللواء الركن علي الكحلاني ومدير الأكاديمية العسكرية العليا اللواء الركن حسين الروحاني، أشار مدير دائرة المعاهد والكليات العقيد حميد العزي، إلى أهمية إحياء ذكرى سنوية الشهيد لاستحضار تضحيات الشهداء في مواصلة الدفاع عن اليمن وسيادته واستقلاله.

وشدد على ضرورة الاهتمام بأسر الشهداء وذويهم والعناية بهم عرفانا بتضحياتهم في مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار. ولفت العقيد العزي إلى أن الشعب اليمني يقدّم التضحيات الجسيمة انطلاقاً من إيمانه بعدالة قضيته وهويته الإيمانية ودفاعه عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية.

تخللت الفعالية التي حضرها مدراء الدوائر والكليات والمعاهد العسكرية، فقرات إنشادية ومسرحية معبرة.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الشعب الیمنی إلى أن

إقرأ أيضاً:

اليمن.. نارُ الكرامة التي لا تنطفئ

يمانيون ـ هاشم عبدالرحمن الوادعي

في زمن الانحناء.. اليمن يقف شامخاً
حين خفتت الأصوات، وتراجعت الهتافات، وركنت الشعوب إلى الصمت والذهول، كان اليمن وحده يعلو على الجراح، يرفع راية الكرامة، ويصرخ في وجه الجبروت الأمريكي والصهيوني، مؤكدًا أن قضايا الأمة لا تُنسى، وأن الدم الفلسطيني لا يُباع في أسواق السياسة.
منذ السابع من أكتوبر 2023م، واليمن يخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، لا في البيانات والمواقف الإعلامية، بل في ميادين الفعل والتضحية، في البر والبحر، وفي مواقف تكتُب للتاريخ صفحة ناصعة لا تقبل المحو.

*حشود لا تهدأ.. وصوت لا يخبو
أكثر من 900 ساحة وشارع وميدان امتلأت بجماهير يمنية لا تعرف الكلل، خرجوا كل أسبوع في مسيرات مليونية بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات، يهتفون بشعارات الموت لأمريكا والموت لإسرائيل، يفضحون الصمت العالمي، ويكشفون تواطؤ أنظمة عربية وإسلامية فقدت الحس والضمير.
هذه الجموع الهادرة لم تخرج لمجرد التضامن، بل خرجت عن قناعة، عن إيمان، عن إدراك أن معركة غزة هي جزء من معركتهم، وأن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن شرف الأمة وكرامتها.

*غزة تُذبح.. والعالم يتفرج
أطفال يُنحرون، عائلات تُباد، أحياء كاملة تُمحى عن الوجود، والعالم صامت كأن لا شيء يحدث. لا مؤتمرات ذات أثر، ولا مواقف ذات وزن، فقط بيانات مكررة وتصريحات باهتة، في مقابل جريمة بشعة تُرتكب كل يوم بحق شعب أعزل.
تُركت غزة وحدها تواجه المجازر، وكأنها ليست جزءًا من الأمة، وكأن الدم الفلسطيني لا يستحق الغضب، ولا الدعاء، ولا حتى التضامن اللفظي.

*الضمير العربي.. جثة في ثلاجة الصمت
أين الجامعة العربية؟ أين منظمة التعاون الإسلامي؟ أين الأحزاب والنقابات والتيارات الثورية؟ لماذا لم تغضب الشوارع؟ لماذا لم تتحرك الملايين؟ هل ماتت الروح؟ أم أن شعوبًا بأكملها أُخضعت بالتدريج حتى اعتادت الذل والاستسلام؟
إنها أسئلة مُرّة، ولكنها حقيقية، تُسلّط الضوء على واقع عربي مريض، أنهكته التبعية، وأعجزه الخوف، فأصبح عاجزًا عن مجرد الاستنكار.

*اليمن.. نبضٌ إيماني لا يُقهر
في مواجهة كل هذا الركود، جسّد اليمن موقفًا إيمانيًا لا نظير له، حيث انصهرت الإرادة الشعبية في بوتقة الصمود والثبات، وارتفعت رايات العزة في كل ساحة، لترسل للعالم رسالة واحدة: “لسنا محايدين في معركة الكرامة، وفلسطين ليست وحدها”.
التحام الشارع اليمني بالموقف المقاوم لم يكن لحظة عاطفية، بل رؤية استراتيجية وموقف تاريخي، يعبّر عن يقين راسخ بأن معركة فلسطين هي معركة الأمة جمعاء، وأن النصر حليف من لا يساوم، ولا يهادن.
*العدو يتخبط.. وصنعاء تكتب المعادلة
عندما فشل العدو في كسر إرادة اليمن، لجأ إلى استهداف المدنيين والبنى التحتية، ظنًا منه أن القصف يثني العزائم. لكنه فوجئ بصواريخ ومسيرات يمنية تقلب المعادلة في البحرين الأحمر والعربي، وتعري الهيمنة الأمريكية التي بدأت تتصدع تحت ضربات صنعاء.
وهنا يتجلّى الفرق بين من يقاتل إيمانًا، ومن يقاتل لأجل أجندة، بين من يصنع النصر رغم الجراح، ومن يصنع الهزيمة رغم الترسانة.

السيد القائد: الثبات على الحق هو النصر
أكد السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن العدوان الأمريكي إلى زوال، لأنه يستند إلى البغي والاستكبار، بينما يقف اليمن على أرضية إيمانية صلبة، عصية على الانكسار. فالحق لا يُهزم وإن طال ليله، والإيمان هو النور الذي لا يخبو.

*خاتمة: اليمن.. نار الكرامة التي لا تنطفئ
هكذا، يمضي اليمن في طريقٍ لا عودة منه، طريق الحق الذي لا يعرف المساومة، ولا يقبل الحياد.
فهذا الشعب الذي اعتدي عليه، وحاصره الجيران، لم ينكسر ولم يتراجع، بل اختار أن يكون في الصفوف الأولى لمعركة الأمة، مؤمنًا بأن الوقوف إلى جانب فلسطين ليس مجرد تضامن، بل واجب ديني، ومسؤولية تاريخية، وموقف إنساني لا يقبل التردد.
في زمن تُباع فيه المواقف وتُشترى، ويُدار فيه الصمت كسلعة، قرر اليمنيون أن يكونوا صوتًا للحق، ونداءً للضمير، ورايةً عالية لا تنكسر أمام العواصف.
لقد صنعوا من ثباتهم أسطورة، ومن مواقفهم مدرسة، ومن صمت الآخرين وقودًا لغضبهم المشروع.
هنا، في أرض اليمن، يتجلى المعنى الحقيقي للكرامة.. وهنا، يُكتب التاريخ من جديد:
لا حياد في معركة الكرامة.. ولا مكان لأمة لا تقاتل من أجل فلسطين.

مقالات مشابهة

  • الجبهة الشعبية: الشعبان اليمني والفلسطيني يدفعان ضريبة الدفاع عن كرامة الأمة ومقدساتها
  • مجلس الشورى: الإجرام الأمريكي لن يثني الشعب اليمني عن مواصلة موقفه المناصر لغزة
  • بحضور رسمي وشعبي واسع.. كرميان تحيي الذكرى السنوية لفاجعة الأنفال (صور)
  • حكومة التغيير والبناء: العدوان الأمريكي لن يثني الشعب اليمني عن دعم غزة
  • لبنان تُحيي الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية.. تفاصيل
  • اليمن.. نارُ الكرامة التي لا تنطفئ
  • وزير الدفاع اليمني: ''ساعة الحسم اقتربت وقواتنا في أعلى درجات الجاهزية''
  • الشعب اليمني يستأنف خروجه الملاييني بالعاصمة والمحافظات تأكيدا على استمراره في نصرة غزة
  • مسيرات حاشدة بمأرب نصرة لغزة وتحديا للعدوان الأمريكي على اليمن
  • 15 مسيرة حاشدة في مأرب نصرة لغزة وتحديا للعدوان الأمريكي على اليمن