ويذهب هؤلاء إلى أن أي موقف تتخذه السعودية غير موقفها الحالي سيكون بمثابة مجازفة وتعريض مصالحها للخطر.

ووفقا لهؤلاء، فإن السعودية تدفع المليارات مقابل الحماية الأمنية والعسكرية الأمريكية لها، في حين أن أمريكا هي نفسها الحامية للكيان الصهيوني، وهذا يضع الرياض في موقف حرج.

والحقيقة هي أن الأمر ليس على هذا النحو، وأن هناك مصالح مشتركة بين الرياض وتل أبيب فيما يتعلق بالحرب على المقاومة الفلسطينية، وأن الموقف المتخذ يراعي هذا الأمر وليس المصالح التي يتحدث عنها البعض.

لتوضيح ذلك، يمكن التأكيد على السعودية قادرة على اتخاذ مواقف تتعلق بالقضية الفلسطينية خارج الحسابات المتعلقة بالمصالح. على سبيل المثال، لا شيء قد يترتب على إفراج الرياض عن قادة حماس المعتقلين داخل سجونها.

قبل أيام أثيرت قضية معتقلي الحركة في السجون الليبية، فما كان من السلطات الليبية إلا أن تجاوبت مع الأمر وأفرجت عنهم، رغم صدور أحكام قضائية بحقهم. بينما تصم السعودية آذنها عن مطالب الإفراج مع أنها صدرت من كبار قيادة الحركة، كخالد مشعل الذي أكد أن وضعهم في معتقلات المملكة مزرٍ.

الأمر الآخر، مازالت السعودية تضع حماس والجهاد الإسلامي على قوائم الإرهاب. هذا الأمر لم يتغير رغم الإرهاب الذي تمارسه قوات الاحتلال في غزة منذ قرابة شهرين. لا شيء يمكن أن يترتب على رفع الحركة سعوديا من تلك القوائم. على النقيض من ذلك، يمكن لهذا القرار أن يرفع عنها حرج التعامل مع دول تستقبل وتستضيف قيادة حماس، كقطر وغيرها.

ويوم أمس قال عضو المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، محمد علي الحوثي، إن "المطلوب من السعودية رفع حركتي حماس والجهاد الإسلامي من قائمة الإرهاب ووضع الكيان الإسرائيلي فيها".

غير أن الحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع هي أن السعودية تخوض حربا ضد حماس والجهاد الإسلامي لا تقل ضراوة عن الحرب التي تخوضها إسرائيل، وإن اختلفت في شكلها، وذلك في سياق حربها الدائمة على جماعة الإخوان المسلمين. تشاركها في هذه الحرب، وبإصرار أكبر، دولة الإمارات العربية المتحدة.

لقد تصاعدت وتيرة الحرب السعودية على الإخوان في عهد بن سلمان أكثر من أي وقت مضى. يعتقد محللون أن الرؤية الجديدة لابن سلمان صعدت من هذه الحرب، كونها قائمة من بين أمور أخرى على التخفف من الطابع الديني للمملكة، بما يقتضيه ذلك من تنصل من علائقها السابقة وتحالفاتها السالفة، والمواجهة مع الخصوم السياسيين الذين يرى في مقدمتهم الإخوان المسلمين.

والخلاصة هي أن الموقف السعودي من الحرب في غزة، ومن حركات المقاومة، ومن القضية الفلسطينية ككل، لا علاقة له بحسابات المصلحة، وأن بمقدور الرياض ـ لو أرادت ـ اتخاذ مواقف مختلفة، ولديها أوراقها للرد على أي ضغوطات.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: السعودية فلسطين المحتلة الكيان الصهيوني

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: حماس ترمم وضعها وتعقب الجنود بالخارج يظل صداعا يلاحقنا

اهتم خبراء إسرائيليون بما اعتبروه قدرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على تشغيل ورش للتصنيع العسكري، وقالوا إن هذا الأمر يقلق إسرائيل. كما حظي فتح قضايا ضد جنود الاحتلال في الخارج باهتمام الإعلام الإسرائيلي، في ظل ما يواجهه جندي مُسرّح من قضية ضده أثناء زيارته للبرازيل.

وذكرت القناة 12 أن "حركة حماس عادت إلى تشغيل ورش لصناعة وسائل قتالية" مما يعني -حسب أمير بار شالوم مراسل الشؤون العسكرية في إذاعة جيش الاحتلال- أنه لا تزال هناك مصانع تحت الأرض لم يصلها بعد الجيش الإسرائيلي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: تقرير وزارة العدل لا يسوغ لترامب العفو عن مقتحمي مبنى الكونغرسlist 2 of 2حرب السودان المنسية.. عندما يمتزج الألم مع الإيمان بالقضاء والقدرend of list

ورغم قوله إن العملية ليست بحجم قدرات التصنيع التي كانت لدى حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أوضح شالوم أن إعادة بناء قدرات التصنيع لدى حماس يثير القلق في إسرائيل لأن الأمر يعني أن "هناك من يجلس وراء الكواليس ويدير العملية، وأن هناك إعادة بناء لما تسمى القيادة والسيطرة" محذرا من أن حماس بدأت بترميم وضعها العسكري ككل.

وحسب رئيس المجلس الأمني (سابقا) اللواء احتياط غيورا آيلاند، فإن "الجيش الإسرائيلي يقود عمليات ناجحة في قطاع غزة. لكن هناك معركة سياسية وحزبية ومدنية واقتصادية، حماس تنتصر فيها".

إحصائيات إسرائيلية مثيرة

ومن جهة أخرى، اهتم الإعلام الإسرائيلي بقضية فتح قضايا ضد جنود الجيش الإسرائيلي بالخارج، وقال مراسل الشؤون الدولية في القناة 14 بن يانيف إن هذه القضية مقلقة ومخيفة، وإن ما حدث لجندي مُسرّح أثناء زيارته للبرازيل لن يكون الأخير.

إعلان

وقال رئيس القسم الجنائي في القناة 11 روعي يانوفيسكي إنه أخفى أمر زيارته إلى الخارج، حيث قاتل عدة شهور في غزة وسافر مؤخرا إلى إسبانيا، مؤكدا أن أصدقاءه نصحوه بعدم نشر أي شيء على الإنترنت، لأن "هناك تنظيمات فلسطينية تمارس الإرهاب القضائي".

وأضاف أن "التنظيمات الفلسطينية تتابع آلاف الجنود الذين كانوا في غزة ويفحصون مكانهم من خلال الإنترنت، وإذا اكتشفوا أنهم في دول ذات صلة بالاعتقال فإنهم يقدمون طلبات لاعتقالهم".

وكشف مراسل الشؤون السياسية في القناة 12 يارون أبراهام أن إحصائيات إسرائيلية مثيرة بعضها بقي تحت السرية تفيد بأنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول تم تسجيل 12 حالة شرع فيها بإجراءات ضد جنود، وفي معظم الحالات لم يصل الأمر إلى مستوى التحقيق والاعتقال.

وأكد أن إسرائيل عملت على تهريب هؤلاء الجنود من الدول التي شرعت في اتخاذ إجراءات ضدهم، وهي البرازيل وسيريلانكا وتايلند وبلجيكا وهولندا وصربيا وإيرلندا وقبرص.

وفي نفس السياق، قال مراسل الشؤون العسكرية في القناة 13 أور هيلر إن الملاحقات القضائية ضد الجنود بالخارج ستظل صداعا يلاحق إسرائيل لسنوات قادمة، وكشف أنه حتى الآن قدمت شكاوى ضد جنود إسرائيليين في جنوب أفريقيا وسريلانكا وبلجيكا وفرنسا والبرازيل.

وقال إن "الأمر بدأ بما وفره الجنود أنفسهم، إذ يصورون أنفسهم في غزة ولبنان وينشرون على فيسبوك وتيك توك وإنستغرام، خلال تدمير المنازل وتنفيذ العمليات، وهذه هي المواد التي تبحث عنها المنظمات الفلسطينية".

مقالات مشابهة

  • فايد في السعودية للمشاركة بملتقى حول الإطار الاستراتيجي المستقبلي للبنك الإسلامي للتنمية
  • كاتس: إذا لم تُنفذ صفقة تبادل أسرى قبل تولي ترامب سنقدم خطة لهذا الأمر
  • لماذا ترفض الثورة الدينية الحداثة؟ كتاب يقرأ علاقة المشروع الإسلامي بالغرب
  • ضباب العاصمة السعودية الرياض.. مشاهد آسرة توثق المشهد
  • هذه الأثمان الباهظة التي يدفعها الاحتلال بسبب استمرار الحرب في غزة
  • موقف محمد شريف.. تشكيل الخليج في مواجهة الرياض بالدوري السعودي
  • علاقة ذكاء الأطفال بالإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
  • “التحالف الإسلامي” يستقبل وفد الدفاع النيجيري
  • إعلام إسرائيلي: حماس ترمم وضعها وتعقب الجنود بالخارج يظل صداعا يلاحقنا
  • ليس الخطأ في الجولاني بل في القوى التي دعمته