كارثة تهدد حياة البشر.. ذكرى إنشاء أول مفاعل نووي في العالم
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
تحل اليوم الثاني من ديسمبر ذكرى إنشاء أول مفاعل نووي في العالم، والذي يعد كابوسا يهدد حياة البشر في جميع أنحاء العالم، لكن كيف بدأت فكرة إنشاء هذا المفاعل النووي ومتى، ومن هي الدولة التي تمتلكه؟.
أول مفاعل نووي في العالمجامعة شيكاغو الأمريكية، قدمت ورقة بحثية عن أول مفاعل نووي في العالم، والذي تم انشائه في الثاني من ديسمبر عام 1942 في ملعب إسكواش باستاد فيلد في جامعة شيكاغو، وأطلق عليه «مشروع مانهاتن»، وتحقق حلم العلماء في إمكانية صنع قنبلة ذرية بتفاعل نووي مستدام.
وأطلق أول مفاعل نووي في العالم، الملقب بـ«شيكاغو بايل-1»، ليبدأ بعدها العصر الذري وظهور الطاقة النووية والأسلحة النووية.
مع اقتراب الفيزيائيين من فهم طبيعة الذرة في ثلاثينيات القرن العشرين، أصبح من الواضح بشكل متزايد إمكانية إطلاق قدر كبير من الطاقة عن طريق انشطار الذرات، ففي عام 1939، شارك ألبرت أينشتاين وليو زيلارد في كتابة رسالة إلى الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، موضحين فيها أن هذا الاكتشاف يمكن أن يتحول إلى سلاح قوي، وأن العلماء النازيين على الأرجح لديهم الأدوات اللازمة للقيام بذلك.
أدت رسالة أينشتاين وزميله ليو، إلى إطلاق مشروع مانهاتن في الولايات المتحدة، وكان عبارة عن مهمة علمية سرية للغاية لتعلم كيفية تقسيم الذرة وتسخير قوتها، لكن أحد الأشياء الأولى في القائمة كانت معرفة ما إذا كان من الممكن إنشاء تفاعل نووي متسلسل والتحكم فيه أم لا.
وجرى إطلاق أول مفاعل نووي في جامعة شيكاغو، تحت اسم «مختبر المعادن»، ترأسه البروفيسور آرثر هولي كومبتون، الحائز على جائزة نوبل وعميد العلوم الفيزيائية، وكان يضم أبرز الفيزيائيين والكيميائيين والمهندسين في ذلك الوقت، بما في ذلك إنريكو فيرمي، وليو زيلارد، ويوجين فيجنر، وتم تجنيد مئات الأشخاص للمساعدة في المجهود الحربي، على الرغم من أنه لم يتم إخبار معظمهم إلا بالقليل من التفاصيل.
وبعد سلسلة من التجارب الصغيرة لإثبات هذا المفهوم، بدأ العمل على المفاعل الذي من شأنه أن يحافظ بالفعل على التفاعل المتسلسل، وكان من المقرر في الأصل أن يتم بناؤه غرب مدينة شيكاغو.
منذ بداية إنشاء أول مفاعل نووي في شيكاغو، كان هناك وعي قوي بالمخاطر المحتملة له، وتسرب الإنبعاثات النووية المشعة من توليد الكهرباء بالطاقة النووية، كما هو الحال في الصناعات الأخرى، إذ يهدف تصميم وتشغيل محطات الطاقة النووية إلى تقليل احتمالية وقوع الحوادث، وتجنب العواقب البشرية الكبيرة عند وقوعها.
أشهر حوادث المفاعلات النوويةبعد إنشاء المفاعلات النووية، وانتشارها شهد العالم حادثين نووين أثرا على مناطق كبيرة.
حيث يتذكر العالم إلى الآن كارثتي المفاعلين «تشيرنوبيل وفوكوشيما دايتشي»، وشهدت كارثة تشيرنوبيل حريق شديد دون توفير تدابير للاحتواء الناتجه عنه، لكن في فوكوشيما دايتشي كان هناك عملية احتواء شديدة، لكن مع ذلك حدث تسريب لبعض النشاط الإشعاعي.
وهذه هي الحوادث الكبرى الوحيدة التي شهدها تاريخ المفاعلات النووية، التي أصبحت وسيلة آمنة لتوليد الكهرباء؛ كما إن خطر وقوع حوادث في محطات الطاقة النووية ضئيلة، كما يمكن تجنب التأثيرات الإشعاعية على الأشخاص.
وسيلة تهديد للأمن العاميمكن أن يتجنب العالم خطورة انفجار مفاعل نووي، بحيث لا تتكرر حادثة تشرنوبل الشهيرة، لكن القنابل النووية أو الرؤوس المصنعة لا يمكن تجنب إطلاقها يوماً ما، إذ تم استخدامها مرتين في قصف هيروشيما وناجازاكي في عام 1945، لكن لا يزال هناك حوالي 13400 رأس نووي موجودة في عالمنا اليوم، كما تم إجراء أكثر من 2000 تجربة نووية حتى الآن، وآخر تهديد كان بضرب قطاع غزة في الأيام الماضية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: نووي المفاعل النووي شيكاغو الطاقة النوویة
إقرأ أيضاً:
22 أبريل.. لماذا نحتفل بيوم الأرض؟ .. كارثة التسرب النفطي السر وراء انطلاق الحدث.. الأمم المتحدة تدعو لاقتصاد أكير استدامة.. هذه أبرز المحطات في تاريخ الاحتفال بهذه المناسبة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
"يفقد العالم 10 ملايين هكتار (أكبر من مساحة دولة آيسلندا) من الغابات سنويا"، إذا كنت واحدا ممن لا يعرفون حتى الآن أسباب خسارة تلك المساحات سنويًا.. فانت مدعو معنا للتعرف على أهمية الاحتفال بـ"يوم الأرض"، وهو الحدث العالمي الذي يحييه الملايين حول العالم من أجل إنقاذ كوكب الأرض من الهدر المستمر لموارده نتيجة للتغيرات المناخية التي أصبحت كابوسًا يهدد الحياة على كوكبنا "الأرض".
يوم الأرض.. متى ولماذا نحتفل بهذا اليوم في 22 أبريل؟ظهرت فكرة الاحتفال بيوم الأرض في 1969، في أعقاب كارثة التسرب النفطي في قناة سانتا باربارا عام 1969، والذي تسبب في مقتل أكثر من 10000 من الطيور البحرية والدلافين والفقمات وأسود البحر، ومن هنا انطلقت دعوات نشطاء البيئة لضرورة اتخاذ المزيد من الخطوات من أجل تشكيل التنظيم البيئي، ونشر التعليم البيئي، وإقامة يوم الأرض، وذلك بمثابة رد فعل على هذه الكارثة.
وفي عام 1970، انطلقت فكرة "يوم الأرض" بمبادرة من السيناتور الأمريكي غايلورد نيلسون، الذي استلهمها من مشاهد التلوث النفطي المروع قبالة سواحل كاليفورنيا، وعندما عاد إلى واشنطن، قدّم مشروع قانون لجعل يوم 22 أبريل من كل عام عيداً قومياً للاحتفال بكوكب الأرض.
تلك المبادرة من السيناتور الأمريكي لاقت ترحيبا كبيرا حيث شهد أول احتفال بيوم أرض مشاركة نحو 20 مليون شخص خرجوا إلى شوارع المدن الكبرى في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، ومع مرور السنوات، تحول هذا الحدث إلى حركة عالمية، فبحلول عام 1990، شارك فيه أكثر من مليار شخص من حوالي 200 دولة؛ مما أدى إلى تأسيس منظمات دولية ضمّت 141 دولة لتعزيز الاهتمام بالبيئة.
وفي عام 1997، اعترف قادة العالم، خلال اجتماعهم في كيوتو باليابان، بأن أحد أبرز أسباب تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري هو استمرار انبعاثات الكربون الناتجة عن استهلاك الوقود الأحفوري، مؤكدين ضرورة التصدّي لتلك الانبعاثات المضرّة بكوكب الأرض.
أبرز المحطات في تاريخ الاحتفال بـ"يوم الأرض":1970: أُقيم أول يوم للأرض في الولايات المتحدة في 22 أبريل حيث أسس السيناتور الأمريكي جايلورد نيلسون هذه الحملة بعد أن شهد تسربًا نفطيًا.
1990: شارك 200 مليون شخص في 141 دولة في احتفالات يوم الأرض، وأصبحت القضايا البيئية عالمية.2000: طالبت 184 دولة ومئات الملايين من الناس باتخاذ إجراءات بشأن الاحتباس الحراري والطاقة النظيفة.2010: أُطلقت حملة "مليار مبادرة خضراء".2015: اختارت الأمم المتحدة يوم الأرض يومًا لتوقيع اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ.2020: احتفلت حملة 2020 بمرور 50 عامًا على العمل المناخي العالمي، بمشاركة مليار شخص حول العالالاحتفال بـ"يوم الأرض" 2025
يركز الاحتفال بـ"يوم الأرض" في عام 2025 على ضرورة التحوّل إلى اقتصاد أكثر استدامة، والتوسع في المشروعات الخضراء التي تحافظ على البيئة في المقام الأول جنبًا إلى جنب مع التطور الصناعي والتنمية المستدامة، مثل مشروعات الطاقة المتجددة، نتيجة الانخفاض الكبير في تكلفة تصنيع الألواح الشمسية، فقد انخفضت بنسبة تصل إلى 93% بين عامي 2010 و2020، كما أن الاعتماد على الطاقة المتجددة يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويحد من تلوث الهواء، ويوفر نحو 14 مليون فرصة عمل جديدة حول العالم.
أهداف الاحتفال بـ"يوم الأرض"
يهدف الاحتفال بيوم الأرض هذا العام 2025، إلى تعزيز ورفع الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، والعمل على حماية موارد كوكب الأرض والحفاظ على الطبيعة بهدف معالجة الأزمة البيئية العالمية التي نواجهها، مثل تغير المناخ، وتلوث الهواء والماء، وإزالة الغابات، وفقدان التنوع البيولوجي.
مخاطر التلوث العالميبالنظر إلى مخاطر التلوث العالمي، أفاد تقرير نُشر في دورية "لانسيت" الطبية بأن التلوّث كان سبباً في وفاة 9 ملايين شخص حول العالم في عام 2015، حيث كانت الغالبية العظمى من هذه الوفيات في دول ذات دخل منخفض أو متوسط، وكانت بنغلاديش والصومال من بين الدول الأكثر تضرراً، في المقابل، سجّلت بروناي والسويد أقل معدلات الوفاة المرتبطة بالتلوث.
التلوّث كان سبباً في وفاة 9 ملايين شخص حول العالم في عام 2015كما تسبب تلوث الهواء "بحسب التقرير" في وفاة 6.5 مليون شخص بشكل مبكر، ويشمل هذا التلوث الخارجي الناتج عن الغازات والجسيمات العالقة في الهواء، بالإضافة إلى التلوث داخل المباني، الناجم عن حرق الوقود والفحم، في حين جاء تلوث المياه في المرتبة الثانية من حيث الخطورة، حيث تسبب في وفاة نحو 1.8 مليون شخص، فيما أسفر التلوث في أماكن العمل عن وفاة 800 ألف شخص حول العالم.
وأشار التقرير إلى أن نحو 92% من هذه الوفيات وقعت في الدول الأكثر فقرًا، وكان التأثير الأشد تركّزاً في البلدان التي تشهد نمواً اقتصادياً سريعاً، مثل الهند التي سجّلت خامس أعلى معدل وفيات بسبب التلوث، والصين التي حلّت في المرتبة السادسة عشرة.