أيتانا... ذات الشعر الزهري، التي تبلغ من العمر 25 عامًا وتسكن برشلونة، تتلقى رسائل خاصة أسبوعيًا من مشاهير يطلبون الخروج معها، ولكن هذا النموذج ... ليس حقيقيا.

اعلان

أيتانا تعدّ أول عارضة أزياء إسبانية تمّ إنشاؤها عن طريق الذكاء الاصطناعي، وقد ولدت في خضم فترة ... في غاية الصعوبة.

خلال الصيف الماضي، كان روبين كروز، مصممها ومؤسس وكالة "كلوليس"، يمر بمرحلة صعبة، فهو لم يكن لديه العديد من العملاء.

وقال كروز ليورونيوز: "بدأنا في تحليل طريقة عملنا وأدركنا أن العديد من المشاريع تم تأجيلها أو إلغاؤها بسبب مشاكل خارجة عن إرادتنا. وفي كثير من الأحيان كان ذلك خطأ المؤثر أو العارضة وليس بسبب مشاكل في التصميم".

لذلك قرروا إنشاء شخصية مؤثرة خاصة بهم لاستخدامها كنموذج للعلامات التجارية التي تقربت منهم من أجل ترويج أنشطتها.

لقد ابتكروا أيتانا ... الشابة المفعمة بالحيوية، ذات شعر زهري تبلغ من العمر 25 ربيعا من برشلونة، ويقترب مظهرها الجسدي من الكمال. يمكن للعارضة الافتراضية أن تكسب ما يصل إلى 10000 يورو شهريًا، وفقًا لمنشئها، ولكن المتوسط يبلغ حوالي 3000 يورو.

وقد أكد كروز: "لقد قمنا بذلك حتى نتمكن من كسب عيش أفضل وعدم الاعتماد على الأشخاص الآخرين الذين لديهم غرور أو هوس أو يريدون فقط كسب الكثير من المال من خلال الظهور".

The Clueless AgencyThe Clueless Agency

دخل أيتانا متناثر تمامًا.

إنها تكسب ما يزيد قليلاً عن 1000 يورو لكل إعلان، وأصبحت مؤخرًا وجهًا لشركة "بيغ"، وهي شركة للمكملات الرياضية، وكما لو أن ذلك لم يكن كافيًا، فإنها تقوم بتحميل صورها بالملابس الداخلية إلى "فانفيو"، وهي منصة مشابهة لـ "أونلي فانز".

وقد تمكنت خلال أشهر قليلة فقط من الحصول على أكثر من 121 ألف متابع على إنستغرام وحصدت صورها آلاف المشاهدات والتفاعلات ... حتى أنها تتلقى رسائل خاصة من المشاهير الذين لا يدركون أنها ليست شخصًا حقيقيًا.

هل سيحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في عالم تصميم الأزياء؟شاهد: شبيهة بالبشر.. روبوتات مدعمة بالذكاء الاصطناعي في مؤتمر الروبوت العالمي

قال كروز: "في أحد الأيام أرسل لها ممثل أمريكي لاتيني معروف رسالة نصية ليطلب الخروج معها. هذا الممثل لديه حوالي 5 ملايين متابع وبعض أعضاء فريقنا شاهدوا مسلسلاته التلفزيونية عندما كانوا أطفالًا". وأضاف: "لم يكن لديه أدنى فكرة عن عدم وجود أيتانا".

The Clueless AgencyThe Clueless Agencyكيف يمكنك جلب الذكاء الاصطناعي إلى الحياة؟

كل أسبوع يعقد فريق الوكالة اجتماعًا لتوضيح حياة أيتانا. إذ يقررون ما ستقوم به خلال الأسبوع، والأماكن التي ستزورها، وأي الصور سيتم تحميلها لتزويد المتابعين الذين يريدون التعرف عليها.

لا توجد جلسات تصوير ولا تغييرات في خزانة الملابس، فقط مزيج من الذكاء الاصطناعي وخبراء التصميم، الذين يستخدمون "الفوتوشوب" لتمكين العارضة من قضاء عطلة نهاية الأسبوع في مدريد، على سبيل المثال.

"في الشهر الأول، أدركنا أن الناس يتبعون الحياة، وليس الصور. وبما أنها ليست على قيد الحياة، كان علينا أن نعطيها القليل من الواقع حتى يتمكن الناس من التواصل معها بطريقة ما. كان علينا أن نروي قصة". يقول مصمم الغرافيك.

لهذا السبب، تتمتع أيتانا، على عكس العارضات التقليديات، بشخصية مميزة للغاية.

لقد تم تصميمها لتكون من "عشاق" اللياقة البدنية، وحازمة وذات شخصية معقدة. تُعرّف نفسها على موقعها على الإنترنت بأنها منفتحة ومهتمة.

الأيامُ دول.. المؤثرون والمشاهير أصبحوا مصدر أخبار للشباب ولا عزاء للصحفيينمؤثرون أجانب للترويج لمنتجات الشركات الصينية بالبث المباشر عبر الإنترنت

وأوضح كروز: "تمّ التفكير كثيرًا في أيتانا. أنشأناها بناءً على أكثر ما يحبه المجتمع. لقد فكرنا في الأذواق والهوايات والمجالات التي كانت رائجة في السنوات الأخيرة".

وبعد تحليل الاتجاهات، أدركوا أن الثقافة الشرقية أصبحت أوروبية للغاية خلال السنوات الأخيرة، لذلك حاولوا تصوير ذلك في شعرها الزهري وجانبها الرياضي.

لقد حققت أيتانا نجاحًا كبيرًا لدرجة أن مصمميها قاموا بالفعل بإنشاء نموذج افتراضي ثانٍ يسمى مايا، والتي تتميز "بالخجل أكثر نوعا ما". ولم يتم اختيار الأسماء عشوائيًا أيضًا، فكلاهما يحتوي على اختصار الذكاء الاصطناعي.

اعلانSocial media images of AitanaSocial media images of Aitanaديمقراطية استخدام النماذج؟

لقد تلقت الوكالة سيلًا من الطلبات من العلامات التجارية التي تريد نموذجًا شخصيًا خاصًا بها حيث أوضح روبين كروز: "أنهم يريدون الحصول على صورة ليست شخصية حقيقية وتمثل قيم علامتهم التجارية، بحيث لا تكون هناك مشاكل في الاستمرارية إذا اضطروا إلى طرد شخص ما أو لم يعد بإمكانهم الاعتماد عليه".

وهناك أيضا وفورات في التكاليف. فعندما أدركت الوكالة، التي كانت تعمل مع مؤثرين حقيقيين، ما كانوا يكسبونه، وجدوا ذلك "غير طبيعي".

وقال: "تجني كيم كارداشيان مليون يورو مقابل صورة على إنستغرام، وهي لا تعالج السرطان. لا أحد يكسب مليون يورو مقابل تحميل صورة على شبكة اجتماعية، يبدو الأمر سخيفا بالنسبة لي".

وتعتقد الوكالة أن هذا قد يساهم بخفض أسعار السوق ويعطي دفعة للشركات الصغيرة، التي لا تستطيع تحمل تكاليف الحملات الإعلانية الكبيرة.

ومع ذلك، فإن المبادرة لا تخلو من الانتقادات. يشعر الكثيرون بالقلق من أن الكمال غير الواقعي للعارضات يمكن أن يؤثر على جيل الشباب ليصبح مهووسًا بتحقيق هذا الكمال.

اعلان

هناك أيضًا انتقادات للصورة الجنسية للغاية للنماذج التي تم إنشاؤها. وقد ردت الوكالة بأنهم ببساطة يتبعون الجمالية التي أنشأها بالفعل المؤثرون الحقيقيون والعلامات التجارية أنفسهم.

"إذا لم نتبع هذه الجمالية، فلن تكون العلامات التجارية مهتمة... ولتغيير هذا النظام، عليك تغيير رؤية العلامات التجارية. العالم بشكل عام ذو طابع جنسي".

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إنجاز المهام مع برامج الذكاء الاصطناعي.. مصدر قلق جديد للعمّال كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في قراءة فحوصات الكشف عن سرطان الثدي؟ هل يمهد تطور الذكاء الاصطناعي "لفناء البشرية"؟ إعلان برشلونة إسبانيا الذكاء الاصطناعي التجارة عبر الإنترنت اعلانالاكثر قراءة شاهد: غارات إسرائيلية تحصد أرواح عشرات المدنيين الفلسطينيين وتخلف دمارا هائلا في رفح جنوبي غزة تغطية مستمرة| القصف الإسرائيلي العنيف ينهي حياة 178 فلسطينيا في غزة ويخلف مئات الجرحى شاهد: معرض ياباني يستعرض أحدث تقنيات الروبوتات الجيش اللبناني يعترض مركب يقل 110 مهاجرين سوريين هجوم نُسب لتنظيم داعش.. مقتل 11 شخصًا برصاص قناص في شرق العراق اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. تستمر التغطية| الجيش الإسرائيلي يقصف منازل في جباليا والشجاعية ويوقع عشرات القتلى من النازحين يعرض الآن Next مباشر. لحظة بلحظة| كوب28.. دعوات لزيادة مصادر الطاقة النووية والحد من الانبعاثات الكربونية يعرض الآن Next عاجل. زلزال بقوة 7.6 درجات في مينداناو في الفلبين والسلطات تحذر من تسونامي يعرض الآن Next تقرير: لتدمير أنفاق حماس.. واشنطن زودت تل أبيب بـ100 قنبلة تخترق الخرسانات قبل أن تنفجر يعرض الآن Next شاهد: قصف إسرائيلي عنيف يهدم مجمعًا سكنيًا كبيرًا في خان يونس

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة حركة حماس الشرق الأوسط قطاع غزة طوفان الأقصى فرنسا كوب 28 فلاديمير بوتين قصف مستشفيات Themes My EuropeالعالمBusinessرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة حركة حماس الشرق الأوسط قطاع غزة طوفان الأقصى My Europe العالم Business رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Discover Sharjah From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إعلان برشلونة إسبانيا الذكاء الاصطناعي التجارة عبر الإنترنت الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة حركة حماس الشرق الأوسط قطاع غزة طوفان الأقصى فرنسا كوب 28 فلاديمير بوتين قصف مستشفيات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة حركة حماس الشرق الأوسط قطاع غزة طوفان الأقصى الذکاء الاصطناعی یعرض الآن Next

إقرأ أيضاً:

ماذا خسر عصر الذكاء الاصطناعي من تراجع المسلمين؟

أثارت مشاهد عمليات تبادل الأسرى في غزة العديد من التساؤلات لدى العالم الغربي، والذي لم يعتد هذه المشاهد التي تظهر الأسرى في صحة جيدة وكأنهم ذهبوا في نزهة لمدة، وعادوا لأحبائهم بصحة جيدة بالرغم من القصف المتواصل والدمار ونقص الغذاء والدواء في غزة.

ويتساءل العديد من المتابعين الغربيين: لماذا يعامل الضحية أسرى جلاديه بهذه الأخلاق وخصوصا أن العديد منهم من الجنود الذين كانوا ضمن جيش العدو الذي يقوم بالتنكيل بأهاليهم؟

وفي المقابل، تظهر صور الأسرى الفلسطينيين المحررين الآتية من إسرائيل ما عاناه هؤلاء خلال فترة احتجازهم، وهي تصف بشكل لا ريب فيه أخلاقيات إسرائيل في التعاطي مع أسراها.

وليست الصورة الإعلامية لهذا التبادل التي أظهرتها المقاومة من باب الدعاية ولا من باب تغيير السردية والفكر للعالم الغربي والمجتمع الإسرائيلي بقدر ما هي ثوابت لدين وفكر عظيم وبوصلة أخلاقية يتبعها هؤلاء المقاومون تأمر بالاهتمام بالأسرى وتنهى عن تعذيبهم بل وتأمر بالدفاع عن أرواحهم.

لقد علمتنا الحرب على غزة أن هناك أخلاقا تم نسيانها في عالم الحروب البشرية خلال القرن الماضي، وقد استطاعت المقاومة في غزة إظهارها بالشكل الذي جعل الأعداء قبل الأصدقاء في حالة من الفضول حول هذه الثقافة الحربية الجديدة والتي للأسف لم تعتد عليها العديد من الشعوب.

إعلان

ولكن، هل فعلا نحتاج للحروب لإظهار الجانب الإنساني لهذه الأمة وتغيير الصورة النمطية حول المسلمين والتي لطالما وصفهم الغرب وأدواته بالإرهاب؟

وهل تقديم السردية المناسبة حول أخلاقنا وثقافتنا في ظل سيطرة الأدوات الغربية من إعلام وصحافة وأفلام وقوانين، وحتى تكنولوجيا، أصبح غير ممكن إلا بواسطة صور مؤلمة وتحت ظروف مرعبة؟

ديب سيك.. والمعلم الصيني

في الصين ظهر تطبيق الذكاء الاصطناعي ديب سيك الذي انتشر بشكل كبير وقاد العالم للجنون، بعد أن أعلنت الشركة المطورة له أنه تم إنجازه بوقت أقصر وبتكلفة أقل وقد أتاحته للجميع مجانا.

وهنا يكمن تساؤلان مهمان، الأول: لماذا تقوم هذه الشركات بإتاحة هذه النماذج التي تكلف ملايين الدولارات للعالم مجانا؟ والتساؤل الثاني: لماذا هذا السباق المحموم حول تطوير هذا الذكاء الاصطناعي الذي يرى العديد من المتشائمين أنه ربما يكون أخطر اختراع عرفته البشرية على وجودها؟

للإجابة دعني أستعير صور شاشة لمحادثة انتشرت على الإنترنت وقد قمت بتجربتها أنا شخصيا حول كيف يتعامل "ديب سيك مع ما نعرفه كحقائق، في هذا المثال يقوم المستخدم بسؤال البرنامج حول حقائق مثل "لون السماء، الدفء الآتي من الشمس" ويجيب البرنامج بشكل منطقي حتى يصل لسؤاله هل "تايوان دولة" وهنا يظهر "ديب سيك" ما تعلمه من معلميه، ويقول إن تايوان جزء من الصين.

طبعا قمنا بنفس التجربة وحصلنا على نفس النتيجة.

والحقيقة أنني لا ألوم "ديب سيك" ولا جيمناي أو "شات جي بي تي" على التحيز لمعلميها، فهذه النماذج التقنية هي كطلاب علم يتربون تحت أيدي أساتذتهم، وما يقدمونه لهم من أفكار ومعلومات يتم هضمها داخل هذه النماذج ومن خلالها يستطيعون رؤية وتفسير العالم المحيط.

ولهذا ليس مستغربا أن تكون هناك تحيزات لدى النماذج الغربية من ناحية اللون والجنس والعرق، كما حدث في عدة مناسبات مع نموذج جيمناي من غوغل.

إعلان

كما أنه لن يكون مستغربا بعد مدة من استخدام ديب سيك أن نرى تحيزات تميل لتبني وجهة النظر الصينية.

فسباق الشرق والغرب على تطوير الذكاء الاصطناعي الخاص بهم هو للظفر بتعليم هذا التلميذ النجيب والعبقري علومهم وأفكارهم ومعتقداتهم، وبهذا يستطيعون التحكم بالسردية التي يرونها مناسبة لتقدم للعالم ولا يصبحون أسرى الشعوب والدول الأخرى.

المسلمون ودورهم كمعلمين

ربما قلة من المفكرين الغربيين ينسبون الفضل في قيام الحضارة الأوروبية لعلماء المسلمين الذين كان لهم سهم في تأسيس كل أنواع العلوم. فالفارابي والخوارزمي والكندي وابن الهيثم وابن خلدون أسسوا علوما لم تكن معروفة في ذلك الوقت من الزمان، ومازالت تماثيلهم موجودة في كليات وجامعات الدول الغربية اعترافا منهم بفضل هؤلاء العلماء في تأسيس جزء كبير من العلوم الموجودة في عصرنا الحالي.

ومع أن أغلب هؤلاء العلماء ظهروا في نهايات فترة حكم إسلامي، إلا أن قيام تلاميذهم من الأوروبيين بنقل كتبهم وترجماتهم إلى أوروبا ساهم بشكل كبير في تغيير السردية واعتراف الغرب ولو على مضض بأنهم أخذوا هذه العلوم من هؤلاء العلماء وأن الحضارة الإسلامية كانت مكونا أساسيا للحضارة الغربية الحالية في مجال العلم كما هي الحضارة الصينية القديمة.

ولكن ربما الفائدة الأكبر التي جلبها الأوروبيون من أساتذتهم المسلمين هي المنهج العلمي والذي كان له دور كبير في تطور العلوم الغربية، فعلماء مثل
الحسن بن الهيثم "مؤسس المنهج العلمي الحديث" وجابر بن حيان "مؤسس المنهج التجريبي في الكيمياء" وابن خلدون "مؤسس المنهج العلمي في العلوم الاجتماعية" وغيرهم كانوا يشددون على أن التأكد والتجربة هما أساس البحث العلمي وأن العالم يجب أن يظل تحت سيطرة الأخلاق وليس الأهواء أو المادة.

الذكاء الاصطناعي طالب نجيب بدون بوصلة

أغلب الخبراء يتحدثون حول أن معضلة الذكاء الاصطناعي الحالي أخلاقية وليست معضلة تقنية أو اقتصادية، فأن تقوم بتزويد طالب بالمعرفة أمر سهل ولكن أن تعطيه البوصلة الأخلاقية ليقوم بحماية هذه المعرفة واستخدامها بما يفيد البشرية لهو الأمر الصعب.

إعلان

والغرب أثبت فشله بشكل كبير في هذا المجال من قبل ظهور الذكاء الاصطناعي، فمن المتفجرات وحتى وسائل التواصل الاجتماعي لم يتمكن الغرب من توجيه البوصلة لهذه العلوم والتقنيات للاتجاه الصحيح، وربما أحد أهم ما تعاني منه التكنولوجيا حاليا أنها أصبحت في يد شركات التقنية الكبرى التي وإن ادعت أنها تعمل على إيجاد تقنيات لرفاه البشرية إلا أن الواقع يقول عكس ذلك.

 

معضلة الذكاء الاصطناعي أخلاقية وتكمن في معلميه (تصميم رفيدة أحمد)

فقد كشفت تقارير صحفية عن تعاون وثيق بين الجيش الإسرائيلي وشركات التكنولوجيا الكبرى، مثل غوغل ومايكروسوفت، التي زودت إسرائيل بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.

فقد أفادت صحيفة "واشنطن بوست" بأن غوغل قدمت للجيش الإسرائيلي تقنيات متقدمة في الذكاء الاصطناعي منذ الأسابيع الأولى للعدوان على غزة.

وتضمنت هذه التقنيات أدوات لتحليل البيانات وصور الأقمار الصناعية، مما ساعد في تحديد الأهداف العسكرية. كما أشارت التقارير إلى أن غوغل زودت إسرائيل بتكنولوجيا تحليل البيانات الضخمة، مما أثار تساؤلات حول التزام الشركة بسياساتها الأخلاقية.

أما مايكروسوفت فقد دعمت الجيش الإسرائيلي خلال حرب غزة، بأن قدمت خدمات سحابية وأدوات ذكاء اصطناعي متقدمة بحسب صحيفة "غارديان". وهذا التعاون أثار انتقادات واسعة، خاصة في ظل استخدام هذه التقنيات في العمليات العسكرية التي أسفرت عن خسائر بشرية كبيرة.

ولا ننسى مشروع "نيمبوس" المثير للجدل حيث وقعت إسرائيل عقودًا مع كل من غوغل وأمازون بقيمة 1.2 مليار دولار، بهدف توفير خدمات الحوسبة السحابية للوزارات الحكومية والجيش الإسرائيلي.

وهذا المشروع يتيح للجيش تخزين ومعالجة كميات هائلة من البيانات، بما في ذلك معلومات استخباراتية حساسة.

وبالرغم من أن هذه المشاريع أثارت انتقادات منظمات حقوقية وموظفين داخل هذه الشركات الذين أعربوا عن قلقهم من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات قد تنتهك حقوق الإنسان، مطالبين بوقف التعاون مع الجيش الإسرائيلي، إلا أن الشركات التقنية لم تعلن وقف هذه المشاريع.

إعلان

وتسلط هذه التقارير الضوء على التحديات الأخلاقية التي تواجهها شركات التكنولوجيا الكبرى في شراكاتها مع الحكومات، خاصة في سياقات الصراع المسلح. ويبقى السؤال حول مدى مسؤولية هذه الشركات في ضمان استخدام تقنياتها بطرق تحترم حقوق الإنسان والقوانين الدولية.

موظفو غوغل طالبوا بوقف التعاون مع الجيش الإسرائيلي والتخلي عن مشروع "نيمبوس" (رويترز) علاقة الذكاء الاصطناعي والمسلمون أصبحت ضرورية

ربما يكون من سوء حظ الذكاء الاصطناعي ظهوره في أكثر لحظات العالم التقني بعدا عن الأخلاق، وتحول الشركات ورواد الأعمال في العصر الحالي للرأسمالية التقنية بعد أن كان مطورو البرمجيات الغربيون أقرب لليسار خلال الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات من القرن الماضي، ويحاربون كل التوجهات التي كانت تدفعهم لبيع منتجاتهم وتحويلها لسلع استهلاكية لكسب الأموال.

ولكن ربما يكون هذا من حسن حظ المسلمين الذين لديهم حتى الآن المنهج الأخلاقي العلمي الموروث من أسلافهم، ويمكنهم الاستفادة منه لتعليم هذه النماذج كيفية التحكم وتوجيه البوصلة الأخلاقية لهذه التقنية المخيفة بحيث يتم توجيهها لخدمة الأغراض السلمية للبشرية.

إن ما يحتاجه الذكاء الاصطناعي الآن هو الأخلاق وليس العلم، أما ما يحتاجه المسلمون فهو التقنية القوية التي تساعدهم في نشر سرديتهم بشكل أفضل من كل أنواع الدعاية، لذلك فهذه العلاقة يجب أن تقوى وتصبح مشروعا لذكاء اصطناعي يستمد قيمه من دين يرى الغرب تأثيره على معتنقيه في أحلك لحظات حياتهم.

إن مشروع مثل مشروع الفنار للذكاء الاصطناعي التي تقوم به دولة قطر أو المشاريع العربية الأخرى يمكنها أن تؤدي دورا كبيرا في المستقبل لتغيير الفكر حول العرب والمسلمين، وربما يكون لها دور أكبر في توجيه البوصلة الأخلاقية لأعظم اكتشاف بعد الكهرباء بحسب العديد من الخبراء.

لقد كان للتجار المسلمين الأثر الكبير في نشر الدين الإسلامي في آسيا خلال القرنين، فهل يكون الذكاء الاصطناعي هو السبب في نشر الإسلام في العالم خلال القرن الحالي؟

إعلان

مقالات مشابهة

  • لمخاوف أمنية.. سول تعلق الذكاء الاصطناعي الصيني
  • ماذا خسر عصر الذكاء الاصطناعي من تراجع المسلمين؟
  • باستخدام الذكاء الاصطناعي.. ميتا تقترب من فك شفرة الأفكار البشرية
  • إيران تؤكد تلقي رسائل جديدة من حكومة سوريا
  • ول هاتف في العالم يدعم الذكاء الاصطناعي DeepSeek
  • الذكاء الاصطناعي
  • ترامب يقيل آلاف الموظفين ويسعى للتفوق على الصين في الذكاء الاصطناعي
  • ما هي رسائل المقاومة التي ظهرت على منصة التسليم ؟
  • إندبندنت: خوفاً من حرب ترامب التجارية.. نقل آلاف سبائك الذهب من لندن إلى نيويورك
  • آبل تطور روبوتات شبيهة بالبشر.. بداية عصر جديد في الذكاء الاصطناعي