مصطفى مجاهد.. نموذجا ناجحا في المسؤولية
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
ما إن تراه وتدخل معه في نقاش إلا ووجدت نفسك أمام رجل ذو طابع خاص هادئ، كهولاء الأبطال الذين كنت تشاهدهم بكامل وقارهم في كلاسيكيات السينما وهم يديرون الشركات والمصانع، لا يغضب ولا يعلو صوته ولا يضع توقيعه على شئ إلا بقراءة وتأن، رحب الصدر لا فرق لديه في التعامل بين عامل وضيف رفيع المستوى ولا يشغله أحد عن أحد ولا شئ عن شئ، يدون كل الأمور أمامه حتى الذين طلبوا منه الدعاء لهم في فريضة العمرة التي كان يستعد للسفر إليها.
رجل دولة من طراز فريد يجيد التحدث والتعامل مع جميع الفئات بمختلف مستواهم الثقافي بلين ويسر وكأنه تدرب على ذلك، طموح كشاب عشريني ورزين كرجل جمع صنوف الحكمة من الطرقات.
المهندس مصطفى مجاهد، نقيب المهندسين بالقليوبية، ورئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للمياه، نموذجا يستحق عرضه والإشادة به ليس فقط لما حققه من نجاح، لكن لأنه تحلى بكامل صفات المسؤولية بداية من مكتبه الذي لم يوصد أمام أحد، مرورا بتعاونه مع الجميع دون استثناء، وسرعة إيجاد حل لكل المشكلات، وعدم انفعاله برغم الأعباء الثقيلة الملقاة على عاتقه.
كنا التقيناه دون سابق معرفة وحميمية لقائه بالناس جعلتنا نشعر بأنا نعرفه منذ سنوات، وتمنينا أن نجد على كرسي المسؤول في كل موضع يخدم الناس رجل مثله على قدر من الثقة والشجاعة في اتخاذ القرار وعلى قدر مرونته في التعامل مع الناس، فجل مشاكلنا يحلها الاستماع وسعة الصدر في التلقي والتواضع وإدراك أن المناصب زائلة ولا يبقى إلا ما ينفع الناس.
فلسنا في هذا التوقيت الصعب بحاجة أكثر من الشعور بمعاناة الناس والسعي لحل مشاكلهم.
والحق يقال أن مجاهد كما أمد المنازل بوصلات مياه، أمدها بفيض من المحبة قوبل بمزيد من الاحترام والتقدير وأستحق أن يتم التجديد له فترة بعد أخرى فليس كمثله الكثير ممن يضبطون ميزان التعامل بين الحكومة والمواطن بما لا يترك مجالا للإهدار والتسيب وبما لا يثير بغضا وسخطا في النفوس.
لذا كان مجاهد نموذجا يستحق الكتابة والإشادة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المهندس مصطفى مجاهد
إقرأ أيضاً:
المسؤولية الاجتماعية في ظل التحديات المعيشية
أفلح بن عبدالله الصقري
يعيش بعض المواطنين حياة وظروفا اجتماعية وإنسانية صعبة في ظل ما يواجهونه من صعوبات معيشية، فهم بين مطرقة توفير العيش الكريم لهم ولأسرهم وبين سندان الضرائب وارتفاع تكاليف الحياة.
هناك مواطنون رواتبهم الشهرية ضعيفة تجبرهم الظروف إلى القروض من المصارف والبنوك وشركات التمويل المختلفة لولا حاجتهم وذلك لتوفير الحياة الكريمة من بناء منزل العمر وزواج وتوفير مستلزمات الأبناء لتكوين أسرة مستقرة استقرارًا اجتماعيًا في ظل وطن يحميهم من كل ما هو يضج مضاجعهم، فهم أبناء هذا الوطن الذي -والحمد لله- منّ الله عليه بخيرات وفيرة وثروات كثيرة وسلطان عادل ومؤسسات تكفل الأمن والأمان للجميع فيطمئن بأنه مُحاط بالأمن والأمان والاستقرار فيزدهر وعلى ضوئه يخدم نفسه عن حاجة السؤال ومنها يبني وطنه ومجتمعه.
وهنا بصدد الحديث عما يواجهه بعض المواطنين من ظروف تؤدي بهم إلى عواقب لا يُحمد عقباها مما يؤدي إلى الفِراق بينه وبين أُسرته وزوجته وتشتت الأبناء وانهيار جدار الأسرة بسبب الظروف المالية والاقتصادية التي يمر بها ربُ الأسرة والذي جُل همه أن يعيش حياة كريمة ومستقرة وراتبا شهريا معقولا يضمن له العيش الكريم دون منغصات مقابل ألا يكون ضحية شكاوى الجهات والمؤسسات التي اقترض منها مطالباً هذه المؤسسات بعدم الاستعجال في رفع قضية تطالبه فيها بعدم سداد المستحقات في حالة تعسره عن السداد وإمهاله وقتاً كافياً لتجميع شتاته، إلّا أن تلك الجهات لا تستجيب لمطالبات هذا المواطن والذي تكالبت عليه الديون؛ مما أدى به إلى السجون.
عليه.. نقول للجهات المعنية كيف لمواطن مسجون خلف القضبان أن يستطيع توفير وتسديد أموال هذه الجهات وهو خلف القضبان ولا يملك الوسيلة التي يستطيع من خلالها سداد ما عليه؟
هنا نطالب كافة الجهات المعنية في الدولة بالرفق قدر المُستطاع، وإمهال هذا المواطن، وإعطاؤه فرصة لإعادة ترتيب حياته والحصول على عمل جديد يستطيع من خلاله سداد مستحقاته المالية المترتبة عليه ولو بالأقساط الشهرية، وعدم التضييق عليه ومراقبته واستدعائه من قبل القضاء ومحاربته من كل جهة، وتسوية أوضاعه المالية لدى تلك الجهات.
إنّ مراعاة المواطنين المتدنية رواتبهم وذوي الدخل المحدود في الجوانب المالية خصوصاً في شهور رمضان والأعياد وأيام العودة للمدارس يتحتم علينا جميعاً أن نتكاتف ونطالب الجهات المعنية والجمعيات الخيرية وبرامج فك كُربة بصرف مساعدة مالية للمواطنين المتعسرين في كل من شهر رمضان والعيدين، وهذا مطلب الكثير من شرائح المجتمع، وليس العفو السامي عن بعض السجناء ببعيد؛ فجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- يتابع ما يحدث للمواطن ويراعي جلالته ظروف بعض المواطنين المتعسرين والمحبوسين فيصدر عفوه السامي سنوياً وفي المناسبات عن بعض النزلاء مُراعاة لظروفهم وأحوالهم المعيشية وانتظار وشوق أهلهم لهم بعد غياب سنوات خلف القضبان، كما على البنوك والمصارف مراعاة هذه الفئة من المواطنين وذلك بالخيارات المتاحة مثل (تأجيل القسط الشهري) في أيام المناسبات كشهر رمضان المبارك والمناسبات الدينية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى.
وعليه.. يجب أن تكون المسؤولية والأدوار مشتركة في هذا الجانب بين كل من الحكومة ممثلة في: وزارة التنمية الاجتماعية، وصندوق الحماية الاجتماعية، والقطاع الخاص (الشركات الكبيرة) المسؤولية الاجتماعية، وهناك كذلك الجمعيات الأهلية والمؤسسات الخيرية، بهذا يتحقق العدل وتتحقق المساواة الاجتماعية كل في مجال اختصاصه وصلاحياته؛ مما يُعزز استقرار المجتمع ويكفل العيش الكريم للمواطنين المتعسرين.