القدس المحتلة-سانا

أكثر من 1.3 مليون نازح فلسطيني في قطاع غزة المحاصر، هدم الاحتلال الإسرائيلي منازلهم ضمن عدوانه المتواصل، يواجهون أوضاعاً صحيةً ومعيشيةً وإنسانيةً قاسيةً في مراكز الإيواء التابعة لوكالة الأونروا، بعد نفاد الغذاء والمياه والأدوية والمستلزمات الطبية.

ويقول محمد العمور الذي يقيم مع أطفاله في مركز إيواء بمدينة دير البلح وسط القطاع لمراسل سانا: أطفالي لم يحصلوا منذ أسابيع على وجبات الطعام ولا العلاج نتيجة عدم توافر المواد الغذائية والأدوية.

. هم يتضورون جوعاً ولا أجد ما يسد رمقهم، في ظل عجز الأونروا عن توفير الغذاء والمياه لهذا العدد الكبير من النازحين في مراكز الإيواء، وتوقف مخابز القطاع عن العمل بسبب نفاد الطحين والوقود وتدمير الاحتلال عدداً من المخابز.

حال العمور لا يختلف عن حال مئات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة، فهناك نحو 50 ألف سيدة حامل في القطاع وفق إحصائيات الصحة الفلسطينية يعشن في مراكز الإيواء ومناطق النزوح.

وتوضح إحدى هذه السيدات وهي مقيمة في مركز إيواء أنها تعاني فقر الدم، وتشعر بغثيان وإرهاق مستمر وباتت تخشى على جنينها في ظل الحالة الصحية التي تعيشها، لعدم قدرتها على الحصول على الغذاء الصحي في المركز الذي يعيش معظم المقيمين فيه على المعلبات والقليل من الطعام والمياه، لافتةً إلى أنها لم تتمكن من مراجعة العيادة التابعة للأونروا في مخيم المغازي نظراً لخطورة الوضع بسبب كثافة قصف الاحتلال.

الباحث الحقوقي حسين حماد ذكر أن عشرات آلاف السيدات المريضات في مدينة غزة وشمالها لم يتلقين العلاج منذ نحو شهرين، والعشرات منهن فارقن الحياة لعدم قدرتهن على الحصول على العلاج، بسبب استمرار العدوان وتدمير ومحاصرة قوات الاحتلال للمستشفيات، ومنع إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية، محذراً من أن آلاف النساء الحوامل والمريضات يواجهن خطر الموت، نظراً للوضع الصحي والمعيشي الكارثي الذي تسبب به العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ 57.

محمد أبو شباب

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: فی مراکز الإیواء

إقرأ أيضاً:

معاملة الأسرى بين إنسانية المقاومة ووحشية الاحتلال

شاهد الكثيرون طريقة وشكل تسليم جثث أسرى الاحتلال في قطاع غزة، التي تؤكد للعالم بأسره إنسانية وأخلاقية وتحضّر المقاومة مقابل وحشية وطريقة ونازية الاحتلال في تسليم الاحتلال الأسرى الشهداء بأكياس بلاستيكية بلا كفن ولا تابوت، إضافة إلى استخدام عدد من الأساليب الوحشية التي يتبعها الاحتلال في التعامل والتنكيل بجثامين الشهداء في الضفة الغربية من خلال إلقائها من أسطح المباني، وتركها ملقاة في الشوارع، فضلا عن عمليات التسليم المهينة وغير الموثقة، كما حدث في عدة حالات في قطاع غزة، حيث دفن البعض في قبور جماعية مجهولة الهوية وتسليم بعضها الآخر في أكياس نايلون.

ينبغي أن يعلم العالم أن أسرى الاحتلال قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وحكومته المتطرفة بصواريخ الطائرات الحربية والقنابل الأمريكية، ولعل العدو فهم رسائل المقاومة التي انطوت بعضها على تحذير نتنياهو الذي ظهرت صورته كمصاص دماء وسط منصة التسليم والمطلوب للعدالة الدولية؛ في حال قرر استئناف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة. وعلى أسطح الأبنية والبيوت المهدمة في محيط عملية التسليم في منطقة بني سهيلا في خان يونس، رفعت المقاومة لافتات تُذكّر بالكمائن التي كبدت جيش الاحتلال خسائر كبرى، من بينها كمين الفراحين الذي أوقع 8 قتلى من قوات الاحتلال، وفي إشارة للكمين كتبت المقاومة: لم يكن نزهة بل محرقة. ولمنطقة بني سهيلا خصوصية، عندما اجتاحتها قوات الاحتلال لمدة 4 أشهر على فترات وقامت بنبش القبور وقتل فلسطينيين بحثا عن جثامين أسرى "إسرائيليين"، لكنها عجزت عن العثور عليهم.

وفي خطوة هامة وغير تقليدية تحمل رسائل سياسية وعسكرية واضحة، كشفت قناة "كان" العبرية أن كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، سلمت جثامين الأسرى "الإسرائيليين" بتوابيت مغلقة، وأرسلت معها مفاتيح لا تطابق الأقفال، مما أثار تساؤلات حول مغزى هذا التصرف وما يحمله من دلالات في سياق الصراع الدائر بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال.

ومن رسائل الإيحاء بسيطرة المقاومة الكاملة على مسار التبادل من خلال إرسال مفاتيح لا تفتح التوابيت، وجهت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رسالة ضمنية إلى "إسرائيل" مفادها أن المقاومة وحدها تملك مفتاح هذا الملف، وأن أي محاولة لفرض إملاءات من الاحتلال ستبوء بالفشل، فالاحتلال الذي طالما ادعى أنه هو من يحدد شروط أي صفقة، وجد نفسه يتلقى الأسرى وفقا لشروط المقاومة وبتوقيتها الخاص.

لم يكن هذا التصرف مجرد خطأ تقني، بل كان إهانة مباشرة لجيش الاحتلال وحكومته، اللذين فشلا طوال الأشهر الماضية في استعادة أسراهم أحياء. فبعد كل عمليات البحث الاستخباراتي والهجمات الوحشية، انتهى الأمر بعودة الجنود في نعوش مغلقة، وبمفاتيح لا تعمل، وهو ما يعكس عجز الاحتلال في تحقيق أهدافه، سواء عسكريا أو تفاوضيا.

لا شك أن مع كل دفعة جديدة من الجثامين، يتزايد الغضب الشعبي "الإسرائيلي"، حيث يتهم أهالي الأسرى حكومة نتنياهو بالفشل في إدارة الحرب والتفاوض مع المقاومة. ومما يزيد الأزمة تعقيدا هو أن المرحلة الثانية من تبادل الأسرى لا تزال متعثرة بسبب تعنت الاحتلال، ما يفتح الباب أمام المزيد من التوتر الداخلي.

هذه الخطوة من حركة "حماس" ليست مجرد جزء من تبادل الأسرى، بل هي استراتيجية محسوبة تهدف إلى إدارة الصراع النفسي والسياسي بدقة ومهارة. وفي الوقت الذي يواصل فيه الاحتلال عدوانه، يثبت الواقع أن المقاومة لم تعد فقط تقاتل على الأرض، بل تدير المعركة على كل المستويات، بما فيها الحرب النفسية.

لذلك عند الحديث العالمي المتزايد عن تسليم جثامين الأسرى "الإسرائيليين" لدى غزة يجب أن يُقابل بتذكير العالم بمعاناة الشعب الفلسطيني، لأن احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين لم يبدأ مع الحرب الحالية على قطاع غزة، بل هي قضية ممتدة على مدار التاريخ، وعلى كافة الجهات الدولية والمؤسسات الحقوقية الضغط على الاحتلال "الإسرائيلي" لتسليم جثامين الشهداء الفلسطينيين بما يليق بكرامتهم الوطنية والإنسانية، فنحن نعيش اليوم في ظل أساليب قمعية وغير إنسانية في التعامل مع الجثامين.

مقالات مشابهة

  • كارثة إنسانية في السودان.. تفشي الكوليرا يهدد آلاف الأرواح| فيديو جراف
  • أزمة تلوح في الأفق بسبب رفات المحتجزة شيري بيباس .. وإسرائيل تهدد
  • أزمة تلوح في الأفق بسبب رفات المحتجزة شيري بيباس.. وإسرائيل تهدد
  • معاملة الأسرى بين إنسانية المقاومة ووحشية الاحتلال
  • حكومة غزة تنفي دخول بيوت متنقلة إلى القطاع لغرض الإيواء
  • لفتة إنسانية.. الحماية المدنية تستجيب لاستغاثة سيدة مريضة بالإسكندرية
  • خطأ في انفجارات تل أبيب منع وقوع كارثة كبرى داخل إسرائيل.. كيف حدث ذلك؟
  • «محمود»: نطالب بتوفير الأدوية اللازمة لاستكمال رحلتنا مع الحياة
  • مستشفى الهلال الأحمر الميداني بغزة يبدأ بعلاج عشرات المرضى والجرحى
  • «الإغاثة الطبية»: احتياجات القطاع كبيرة خاصة الصحية والوضع لا يزال صعبًا