غزة (الأراضي الفلسطينية) عواصم «وكالات»: أمعنت إسرائيل في عدوانها اليوم على قطاع غزة وكثفت غاراتها لليوم الثاني على التوالي بعد انتهاء الهدنة مع حماس، فيما قرر رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو إعادة فريق جهاز الاستخبارات (الموساد) من قطر بعد بلوغ «طريق مسدود» في المفاوضات مع الحركة.

واستهدف العدوان الإسرائيلي بغارات جوية وقصف مدفعي خان يونس في جنوب القطاع وقال سكان فلسطينيون: إن منازل ومناطق مفتوحة تعرضت للقصف ودُمرت ثلاثة مساجد في خان يونس خلال الساعات الماضية.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن الهجمات المشتركة لقواته البرية والجوية والبحرية أصابت 400 هدف فلسطيني وقتلت عددا غير محدد من مقاتلي حماس خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.

كما شنّ جيش الاحتلال «مئات الغارات الجوية والقصف المدفعي ومن البوارج والزوارق البحرية الحربية على مناطق قطاع غزة»، لاسيما في خان يونس حيث «دُمرت عشرات البيوت والبنايات السكنية على ساكنيها».

من جهتها أفادت سلطات الاحتلال عن صدور أكثر من أربعين إنذارا بشأن إطلاق صواريخ على وسط إسرائيل وجنوبها، من دون تسجيل ضحايا.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن القصف الإسرائيلي من البرّ والبحر والجو منذ صباح الجمعة، أدى إلى مقتل 240 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 650 آخرين، مشيرة إلى أنه تركّز على مدينة خان يونس بجنوب القطاع.

-مفاوضات الهدنة-

وعلى صعيد مفاوضات الهدنة قال مكتب نتانياهو في بيان «بعد بلوغ المفاوضات طريقا مسدودا..أمر رئيس الموساد ديفيد بارنياع فريقه الموجود في الدوحة بالعودة إلى إسرائيل».

وقال مسؤول فلسطيني: إن الانهيار حدث بعدما طلبت إسرائيل أن تطلق حماس سراح المجندات حيث طالب الكيان الصهيوني بإطلاق سراح جميع النساء المحتجزات لديها.

وقالت قطر، التي لعبت دورا محوريا في جهود الوساطة، إن المفاوضات لا تزال مستمرة مع الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى الهدنة، لكن تجدد القصف الإسرائيلي لغزة يعقد جهود الوساطة.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في مؤتمر صحفي في كاليفورنيا «سنواصل العمل مع إسرائيل ومصر وقطر في الجهود الرامية إلى العودة إلى التهدئة».

وقالت حماس إن واشنطن أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لشن «حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي».

وقالت في بيان «اليوم تردد بكل وقاحة الأكاذيب الصهيونية التي تحمل حماس مسؤولية استئناف الحرب وعدم تمديد التهدئة الإنسانية».

وامتدت الهدنة سبعة أيام وأتاحت الإفراج عن 80 رهينة من الإسرائيليين الذين يحمل بعضهم جنسية أخرى، كانوا محتجزين في قطاع غزة، مقابل إطلاق 240 من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. والغالبية العظمى من هؤلاء من النساء والأطفال.

كما أفرجت حماس عن 25 رهينة إضافية من الأجانب لم يشملهم الاتفاق الأساسي.

وسمحت أيام الهدنة بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر معبر رفح الحدودي مع مصر في ظل الحاجات المتزايدة لسكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «أسفه العميق» لاستئناف القتال، آملا في «التمكن من تمديد الهدنة». وقال إن استئناف العمليات العسكرية «يظهر مدى أهمية التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني فعلي».

بدوره، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إسرائيل اليوم السبت من أن هدفها المعلن بـ«القضاء بالكامل» على حركة حماس قد يجرّ حربًا تمتد «عشر سنوات» داعيًا إلى «مضاعفة الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار» في غزة.

وسأل ماكرون في مؤتمر صحفي على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) في دبي، «ماذا يعني القضاء على حماس بالكامل؟ هل يعتقد أحد أن هذا ممكن؟.. إذا كان الأمر كذلك، فإن الحرب ستستمر عشر سنوات».

وأضاف «لذا يجب توضيح هذا الهدف» من جانب «السلطات الإسرائيلية»، محذّرًا من «حرب لا تنتهي».

وشدّد على أن «المواجهة ليست عبارة عن قصف منهجي ومتواصل» وليس القضاء على منطقة بأكملها أو قصف البنى التحتية المدنية بأكملها.

ودعا إلى «مضاعفة الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وللإفراج عن جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس وتزويد سكان غزة بالمساعدات التي يحتاجون إليها بشكل عاجل».

- شهداء «أطفال ونساء» -

ومنذ صباح اليوم السبت، بدأت مستشفيات في غزة بتلقي القتلى والمصابين.

وأفاد الطبيب في مستشفى الأهلي العربي فاضل نعيم وكالة فرانس برس عن وصول جثث 30 شخصا على الأقل «بينهم سبعة أطفال وسبع نساء وأربعة من كبار السن، من (حيّي) الزيتون والشجاعية» في مدينة غزة.

من جهته، قال نمر البل (43 عاما) لفرانس برس «قصفوا بيوتنا بالطيران، قصفوا ثلاثة صواريخ دمروا ثلاثة منازل... نقلنا 10 شهداء كلهم أطفال ونساء ولا تزال 13 تحت الأنقاض لا يوجد معدات ولا حفار للبحث عن الناجين».

وتركزت العمليات العسكرية منذ بدء الحرب في شمال القطاع لاسيما مدينة غزة. ولم تسلم المستشفيات من القصف والاقتحام، وبات عدد كبير منها خارج الخدمة، وفق منظمات دولية.

واليوم ، أفادت منظمة أطباء بلا حدود عن «تضرر مستشفى العودة حيث لا يزال يعمل زملاؤنا جراء انفجار وقع بعد ساعات قليلة من انتهاء الهدنة».

وأشارت عبر «إكس» إلى أن المستشفى «هو أحد آخر مستشفيات شمال غزة التي لا تزال عاملة بعد أن دمر القصف العشوائي المنطقة»، محذرة من انخفاض «مخزون الإمدادات الطبية في مستشفى العودة إلى مستوى خطير ما يجعله بأمسّ الحاجة إلى الأدوية والمعدات».

وشكّلت المستشفيات مقصدا لآلاف النازحين جراء الحرب في القطاع.

وبعث الجيش الإسرائيلي السبت برسائل نصية قصيرة إلى سكان مناطق عدة خصوصا الأحياء الشمالية من خان يونس وبلدات قريبة من الحدود مع إسرائيل وسط قطاع غزة، يطلب فيها منهم الرحيل «فورا».

وقال سكان فلسطينيون: إن منازل ومناطق مفتوحة تعرضت للقصف ودُمرت ثلاثة مساجد في خان يونس. وتصاعدت أعمدة من الدخان في السماء.

وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن تسعة فلسطينيين، بينهم أطفال، قُتلوا في ضربة جوية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.

ويحتمي النازحون من سكان غزة في خان يونس ورفح بسبب القتال الدائر في شمال القطاع المكتظ بالسكان، لكن السكان قالوا إنهم يخشون أن تكون القوات الإسرائيلية تستعد للتحرك جنوبا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی خان یونس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الإمارات تغيث غزة بـ 100 شاحنة مساعدات تحمل 1442 طناً منذ بداية الهدنة

أبوظبي - وام
عبرت خمس قوافل محملة بمساعدات إنسانية إماراتية متنوعة خلال هذا الأسبوع إلى قطاع غزة عبر معبر رفح المصري، وذلك في إطار جهود دولة الإمارات لدعم وإغاثة الأشقاء الفلسطينيين خلال الظروف الراهنة وضمن عملية «الفارس الشهم 3” الإنسانية.
وتتألف القوافل من 100 شاحنة تحمل على متنها أكثر من 1442 طنا من المساعدات الإنسانية التي تشمل المواد الغذائية، وطرود الإغاثة، وخيم الإيواء، والاحتياجات الضرورية الأخرى.
ويشرف فريق المساعدات الإنسانية الإماراتية المتواجد في مدينة العريش على تحميل المساعدات بشكل دقيق، ومتابعة عمليات إيصالها عبر معبر رفح، وضمان وصولها إلى المستفيدين في قطاع غزة.
ويحرص الفريق على متابعة كافة التفاصيل الميدانية لضمان سرعة وكفاءة توزيع المساعدات على الأشقاء الفلسطينيين.
وفي هذا السياق، صرّح سلطان الكعبي، مسؤول المساعدات الإنسانية في عملية “الفارس الشهم 3”، قائلاً “إن وقوف فرق العمل الإنساني ضمن عملية ‘الفارس الشهم 3’ للإشراف على دخول هذه المواد داخل القطاع يأتي لضمان وصول هذه المواد لأكبر شريحة من المستفيدين داخل القطاع».
وتضاعف دولة الإمارات جهودها منذ بداية الهدنة، حيث كثّفت عمليات الإغاثة الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني في مواجهة الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها القطاع وقد وصل بذلك عدد قوافل المساعدات التي دخلت القطاع ضمن عملية “الفارس الشهم 3” إلى 160 قافلة، بإجمالي مساعدات إنسانية بلغت حوالي 31,026 طنًا، مما ساهم بشكل كبير في تخفيف الأوضاع الإنسانية ورفع المعاناة عن الفئات الأكثر ضعفاً وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم.
وتؤكد دولة الإمارات التزامها المستمر بدعم الشعب الفلسطيني الشقيق، والتخفيف من آثار الأوضاع الراهنة، ووقوفها الدائم إلى جانب الأشقاء في قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • القوى الوطنية والإسلامية بغزة: نتابع عن كثب مراحل تطبيق اتفاق الهدنة في القطاع
  • وصول 16 من الأسرى المفرج عنهم إلى مستشفى عزة الأوروبي في خان يونس
  • الإمارات: إرسال 100 شاحنة مساعدات تحمل 1442 طنا لغزة منذ بداية الهدنة
  • الإمارات تغيث غزة بـ 100 شاحنة مساعدات منذ بداية الهدنة
  • الإمارات تغيث غزة بـ 100 شاحنة مساعدات تحمل 1442 طناً منذ بداية الهدنة
  • 100 شاحنة مساعدات إماراتية دخلت قطاع غزة منذ بداية الهدنة
  • الجيش الإسرائيلي: حماس لم تلتزم بإطلاق سراح المدنيين أولاً
  • إسرائيل: لاعودة إلى شمال غزة إذا أخلت حماس ببنود اتفاق وقف إطلاق النار
  • منذ بدء الهدنة.. دخول 1700 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة
  • خرق جديد للاحتلال في غزة.. وتواصل انتشال جثامين الشهداء