غارات الموت الإسرائيلية تكثف جرائــــمها وتواصل إبـادة المدنيين في غزة
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
غزة (الأراضي الفلسطينية) عواصم «وكالات»: أمعنت إسرائيل في عدوانها اليوم على قطاع غزة وكثفت غاراتها لليوم الثاني على التوالي بعد انتهاء الهدنة مع حماس، فيما قرر رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو إعادة فريق جهاز الاستخبارات (الموساد) من قطر بعد بلوغ «طريق مسدود» في المفاوضات مع الحركة.
واستهدف العدوان الإسرائيلي بغارات جوية وقصف مدفعي خان يونس في جنوب القطاع وقال سكان فلسطينيون: إن منازل ومناطق مفتوحة تعرضت للقصف ودُمرت ثلاثة مساجد في خان يونس خلال الساعات الماضية.
كما شنّ جيش الاحتلال «مئات الغارات الجوية والقصف المدفعي ومن البوارج والزوارق البحرية الحربية على مناطق قطاع غزة»، لاسيما في خان يونس حيث «دُمرت عشرات البيوت والبنايات السكنية على ساكنيها».
من جهتها أفادت سلطات الاحتلال عن صدور أكثر من أربعين إنذارا بشأن إطلاق صواريخ على وسط إسرائيل وجنوبها، من دون تسجيل ضحايا.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن القصف الإسرائيلي من البرّ والبحر والجو منذ صباح الجمعة، أدى إلى مقتل 240 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 650 آخرين، مشيرة إلى أنه تركّز على مدينة خان يونس بجنوب القطاع.
-مفاوضات الهدنة-
وعلى صعيد مفاوضات الهدنة قال مكتب نتانياهو في بيان «بعد بلوغ المفاوضات طريقا مسدودا..أمر رئيس الموساد ديفيد بارنياع فريقه الموجود في الدوحة بالعودة إلى إسرائيل».
وقال مسؤول فلسطيني: إن الانهيار حدث بعدما طلبت إسرائيل أن تطلق حماس سراح المجندات حيث طالب الكيان الصهيوني بإطلاق سراح جميع النساء المحتجزات لديها.
وقالت قطر، التي لعبت دورا محوريا في جهود الوساطة، إن المفاوضات لا تزال مستمرة مع الإسرائيليين والفلسطينيين للعودة إلى الهدنة، لكن تجدد القصف الإسرائيلي لغزة يعقد جهود الوساطة.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في مؤتمر صحفي في كاليفورنيا «سنواصل العمل مع إسرائيل ومصر وقطر في الجهود الرامية إلى العودة إلى التهدئة».
وقالت حماس إن واشنطن أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لشن «حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي».
وقالت في بيان «اليوم تردد بكل وقاحة الأكاذيب الصهيونية التي تحمل حماس مسؤولية استئناف الحرب وعدم تمديد التهدئة الإنسانية».
وامتدت الهدنة سبعة أيام وأتاحت الإفراج عن 80 رهينة من الإسرائيليين الذين يحمل بعضهم جنسية أخرى، كانوا محتجزين في قطاع غزة، مقابل إطلاق 240 من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. والغالبية العظمى من هؤلاء من النساء والأطفال.
كما أفرجت حماس عن 25 رهينة إضافية من الأجانب لم يشملهم الاتفاق الأساسي.
وسمحت أيام الهدنة بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع عبر معبر رفح الحدودي مع مصر في ظل الحاجات المتزايدة لسكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «أسفه العميق» لاستئناف القتال، آملا في «التمكن من تمديد الهدنة». وقال إن استئناف العمليات العسكرية «يظهر مدى أهمية التوصل إلى وقف إطلاق نار إنساني فعلي».
بدوره، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إسرائيل اليوم السبت من أن هدفها المعلن بـ«القضاء بالكامل» على حركة حماس قد يجرّ حربًا تمتد «عشر سنوات» داعيًا إلى «مضاعفة الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار» في غزة.
وسأل ماكرون في مؤتمر صحفي على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) في دبي، «ماذا يعني القضاء على حماس بالكامل؟ هل يعتقد أحد أن هذا ممكن؟.. إذا كان الأمر كذلك، فإن الحرب ستستمر عشر سنوات».
وأضاف «لذا يجب توضيح هذا الهدف» من جانب «السلطات الإسرائيلية»، محذّرًا من «حرب لا تنتهي».
وشدّد على أن «المواجهة ليست عبارة عن قصف منهجي ومتواصل» وليس القضاء على منطقة بأكملها أو قصف البنى التحتية المدنية بأكملها.
ودعا إلى «مضاعفة الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وللإفراج عن جميع الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس وتزويد سكان غزة بالمساعدات التي يحتاجون إليها بشكل عاجل».
- شهداء «أطفال ونساء» -
ومنذ صباح اليوم السبت، بدأت مستشفيات في غزة بتلقي القتلى والمصابين.
وأفاد الطبيب في مستشفى الأهلي العربي فاضل نعيم وكالة فرانس برس عن وصول جثث 30 شخصا على الأقل «بينهم سبعة أطفال وسبع نساء وأربعة من كبار السن، من (حيّي) الزيتون والشجاعية» في مدينة غزة.
من جهته، قال نمر البل (43 عاما) لفرانس برس «قصفوا بيوتنا بالطيران، قصفوا ثلاثة صواريخ دمروا ثلاثة منازل... نقلنا 10 شهداء كلهم أطفال ونساء ولا تزال 13 تحت الأنقاض لا يوجد معدات ولا حفار للبحث عن الناجين».
وتركزت العمليات العسكرية منذ بدء الحرب في شمال القطاع لاسيما مدينة غزة. ولم تسلم المستشفيات من القصف والاقتحام، وبات عدد كبير منها خارج الخدمة، وفق منظمات دولية.
واليوم ، أفادت منظمة أطباء بلا حدود عن «تضرر مستشفى العودة حيث لا يزال يعمل زملاؤنا جراء انفجار وقع بعد ساعات قليلة من انتهاء الهدنة».
وأشارت عبر «إكس» إلى أن المستشفى «هو أحد آخر مستشفيات شمال غزة التي لا تزال عاملة بعد أن دمر القصف العشوائي المنطقة»، محذرة من انخفاض «مخزون الإمدادات الطبية في مستشفى العودة إلى مستوى خطير ما يجعله بأمسّ الحاجة إلى الأدوية والمعدات».
وشكّلت المستشفيات مقصدا لآلاف النازحين جراء الحرب في القطاع.
وبعث الجيش الإسرائيلي السبت برسائل نصية قصيرة إلى سكان مناطق عدة خصوصا الأحياء الشمالية من خان يونس وبلدات قريبة من الحدود مع إسرائيل وسط قطاع غزة، يطلب فيها منهم الرحيل «فورا».
وقال سكان فلسطينيون: إن منازل ومناطق مفتوحة تعرضت للقصف ودُمرت ثلاثة مساجد في خان يونس. وتصاعدت أعمدة من الدخان في السماء.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة إن تسعة فلسطينيين، بينهم أطفال، قُتلوا في ضربة جوية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
ويحتمي النازحون من سكان غزة في خان يونس ورفح بسبب القتال الدائر في شمال القطاع المكتظ بالسكان، لكن السكان قالوا إنهم يخشون أن تكون القوات الإسرائيلية تستعد للتحرك جنوبا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی خان یونس قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
قمة الرياض تتهم إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة
أدان البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية التي انعقدت في الرياض، الإثنين، "العدوان الإسرائيلي المتواصل على فلسطين ولبنان"، مؤكدا ضرورة التزام المجتمع الدولي بمسؤولياته لوقف إطلاق النار.
وجاء في البيان الختامي للقمة التي عقدت بهدف "بحث استمرار العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان وتطورات الأوضاع في المنطقة":
التنديد بجريمة الإخفاء القسري التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان الحالي تجاه آلاف المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية المحتلة، بمن فيهم من أطفال ونساء وشيوخ، علاوة على التنكيل والقمع والتعذيب والمعاملة المهينة التي يتعرضون لها. دعوة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى العمل على كافة المستويات للكشف عن مصير المختطفين، والعمل على إطالق سراحهم فورا، وضمان توفير الحماية لهم، والمطالبة بتحقيق مستقل وشفاف حول هذه الجريمة، بما فيها إعدام بعض المختطفين. الإدانة بأشد العبارات ما يتكشف من جرائم مروعة وصادمة يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة في سياق جريمة الإبادة الجماعية، بما فيها المقابر الجماعية وجريمة التعذيب والإعدام الميداني والإخفاء القسري والنهب، والتطهير العرقي خاصة في شمال قطاع غزة خالل الألسابيع الماضية. مطالبة 4 مجلس الأمن بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة وذات مصداقية للتحقيق في هذه الجرائم، واتخاذ خطوات جدية لمنع طمس الأدلة والبراهين لمساءلة ومحاسبة مرتكبيها وضمان عدم إفالتهم من العقاب. رفض تهجير المواطنين الفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها، باعتبارها جريمة حرب وخرق فاضح للقانون الدولي. إدانة سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها إسرائيل واستخدام الحصار والتجويع سلاحا ضد المدنيين في قطاع غزة، ومطالبة المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية فورية لإنهاء الكارثة الإنسانية التي يسببها العدوان. تأكيد دعم الجهود الكبيرة والمقدرة التي بذلتها كل من جمهورية مصر العربية ودولة قطر بالتعاون مع الواليات المتحدة الأميركية لإنجاز وقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، وتحميل إسرائيل مسؤولية فشل هذه الجهود نتيجة تراجع الحكومة الإسرائيليةعن الاتفاقات التي كان توصل إليها المفاوضون. الإدانة الشديدة للعدوان االسرائيلي المتمادي والمتواصل على لبنان وانتهاك سيادته وحرمة أراضيه، والدعوة الى وقف فوري لإطلاق النار، والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. التأكيد على دعم المؤسسات الدستورية اللبنانية في ممارسة سلطتها وبسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، والتأكيد في هذا الصدد على دعم القوات المسلحة اللبنانية باعتبارها الضامنة لوحدة لبنان واستقراره، والتشديد على أهمية الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة استنداد لأحكام الدستور اللبناني وتنفيذ اتفاق الطائف. الإدانة الصريحة للهجمات المتعمدة لإسرائيل على قوات حفظ السالم التابعة لألمم المتحدة في لبنان والتي تشكل انتهاكات مباشرة لميثاق الأمم المتحدة ومطالبة مجلس الأمن الدولي على تحميل المسؤولية إلسرائيل لضمان سالمة وأمن قوات حفظ السالم الأممية العاملة تحت راية قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. مطالبة المجتمع الدولي للتحرك بفاعلية لإلزام إسرائيل احترام القانون الدولي، واستنكار ازدواجية المعايير في تطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وميثاق الأمم المتحدة، والتحذير من أن هذه الازدواجية تقوض بشكل خطير صدقية الدول التي تحصن إسرائيل وتضعها فوق المساءلة.