بوابة الوفد:
2024-10-05@00:38:22 GMT

تسونامى إنسانى يجتاح غزة

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

انهارت الهدنة وعاد دراكولا وجنوده من جديد إلى سفك الدماء، وسلب الأرواح وعمليات التدمير والإبادة الجماعية فى قطاع غزة، ليواصل حربه الوحشية مستهدفًا المنازل والمناطق الآمنة، والأطفال والنساء بمباركة أمريكية مخترقًا قوانين الحرب وكافة المواثيق الدولية والإنسانية.

واشتدت نبرة قادة الاحتلال ليطل نتنياهو بوجهه القبيح معلنًا أنه سيواصل الحرب حتى تحقق أهدافها، والتى تتمثل فى عودة جميع المختطفين والقضاء على حماس، وضمان أن غزة لن تعود مرة أخرى لتهديد الكيان، ما يعنى أنه لن يبقى لها وجود على وجه الأرض!

ودخل وزير مالية الاحتلال بتسلئيل سموتريتش، على خط التصريحات العنترية مطالبًا بقطع الاتصالات مع الوسطاء والإعلان بشكل صريح لوقف الهدنة والعودة إلى الاقتتال الكامل.

وبالطبع دخلت الولايات المتحدة على الخط راعية ومباركة ليعلن وزير خارجيتها أنتونى بلينكن فى تصريحات للصحفيين قبل مغادرته دبى، أن الهدنة فى غزة انتهت.

وبات القلق والتشاؤم يخيمان على العديد من المنظمات الدولية المعنية بالأوضاع فى غزة بسبب الحالة السيئة التى وصل لها القطاع فى ظل الحرب الدامية التى يشنها الاحتلال، واصفين الوضع بأنه سيكون قاتم السواد ولا يدعو أبدًا للتفاؤل.

وتنبأ فيليب لازارينى، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، بأن كارثة إنسانية كبرى قد تضرب غزة، مؤكدًا أننا سنكون على حافة تسونامى إنسانى قد يفجر المنطقة بأكملها لأن الأمر لم يعد يتوقف فقط على الدمار الذى تحدثه الآلة العسكرية، فهناك بعد آخر للأزمة، فما خلفته حرب الإبادة والمقابر المفتوحة والقنابل الفسفورية وزلازل الصواريخ تسبب فى تفشى الأمراض وانتشار العدوى.

وباتت الأمراض المنقولة من المياه الملوثة تهدد بتفشى العديد من الأمراض التى قد تتسبب فى وفيات جماعية نتيجة للظروف غير الصحية التى يعيش فيها أشقاؤنا فى غزة، حيث تحولت أرضهم الطاهرة إلى أرض خصبة للأمراض والأوبئة التى تعد البداية الفعلية لكارثة إنسانية لم يشهد لها التاريخ مثيلًا من قبل.

الحقيقة أن أرض مهبط الأنبياء أصبحت مثالًا صارخًا سوف يتوقف عنده التاريخ طويلًا وسيكتب المؤرخون حكايات مؤلمة وقصصًا يشيب من هولها الولدان، لمعارك ومحارق وإبادة وكوارث إنسانية، ولن ترحم محكمة التاريخ كل من ساعد ومن خان ومن باع.

وكشف الإعلام الحكومى فى غزة عن أن المساعدات التى وصلت القطاع خلال الهدنة لا تتجاوز 1% من حاجته محملًا المجتمع الدولى مسئولية استمرار الحرب.

باختصار.. انهيار الهدنة بين حماس وإسرائيل بعد أسبوع والتى أسفرت عن الإفراج عن 80 رهينة إسرائيلية و240 سجينًا فلسطينيًا، وتجدد القتال يعيد الأوضاع إلى أسوأ مما كانت عليه، وينذر بكوارث لا يتحملها سكان غزة، فمن سينجو من أسلحة ومدرعات العدو، لن ينجو من الأمراض والأوبئة، فالقطاع أوشك أن يعلن أنه منطقة موبوءة تهدد استقرار المنطقة بأكملها.

وبات الأمر الأسوأ، حيث لا يجد المدنيون فى غزة الذين يعيشون وسط تحديات لم يشهد لها العالم مثيلا، مكانًا آمنًا يذهبون إليه.. وبالطبع مع اندلاع الحرب مجددًا سيتم تقليص المساعدات وتضييق الخناق على شعب غزة المحاصر، وسط صمت المجتمع الدولى وإصابته بالخرس من جديد، واستمرار الأمة العربية فى حمل أثقالها وأوزارها غارقة فى ترفيهها ودنياها إلا من رحم ربى، ويبقى 2 مليون غزاوى فى ذمة الله والله خير الحافظين.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار وزير مالية الاحتلال قطاع غزة فى غزة

إقرأ أيضاً:

حرب أكتوبر.. «نَصْرٌ اللَّهِ الْمُبِينُ»

قال تعالى: «وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» الآية رقم ( ١٠) من سورة الأنفال، لقد مضى واحد وخمسين عاما، على حرب العزة والكرامة ونَصْرٌ اللَّهِ الْمُبِينُ لمصر وللأمة العربية والإسلامية ، وهو نصر السادس من أكتوبر العاشر من رمضان عام ١٩٧٣م، وهذا النصر الذى هو من عند الله، جاء بقوة واصرار وعزيمة قواتنا المسلحة الباسلة، فى إعادة بناء جيشها الوطنى القوى، على أسس نفسية ومعنوية ودعمه ماديا لكى يجتاز فيها أصعب الفترات بعد نكسة ٥ يونيو من عام ١٩٦٧م، والتى تسببت فى وجود جُرْحاً عميقاً غائِراً، ليس فى جسد كل مواطن مصرى فحسب، بل فى جسد الشعوب العربية والإسلامية كلها، لأن بسبب هذه النكسة فقدت مصر سيادتها على جزء عزيز غال من أرضها وهى «سيناء المباركة»، اغتصبها عدو غادر وجعلها متسعاً لأراضيه العربية التى اغتصبها، ولكن لم يستمر الاحتلال الصهيونى للأرض «المباركة» طويلاً، إذ سرعان ما التأمت صفوف خير أجناد الأرض من جديد، بروابطهم التى تزداد تماسكا وقوة، وتلك هى العقيدة السائدة  لأبناء المؤسسة العسكرية المصرية، منذ نشأتها وإلى أن يرِثُ الله الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا.

وعلى ذلك رفضت مصر الاخضاع أو الاستسلام، فى أن يفرض الاحتلال الإسرائيلى البغيض سيطرته الكاملة على أرض «سيناء»، ونهب ثرواتها النفيسة سواءً كانت مادية أو تاريخية، حيث بدات مرحلة الصمود بعد سواد الهزيمة الدامس إلى مرحلة الردع وصد العدوان ، ثم بداية حرب الاستنزاف فى الربع الأول من عام ١٩٦٩- الى بعد منتصف عام ١٩٧٠، والتى جذبت انتباه العالم عن مدى القوة العظيمة للقوات المسلحة  فى تحقيق أهدافها، فى تكبيد قوات العدو خسائر فادحة فى عدد  الأرواح والمعدات... وإذا كانت هذه الحرب قد جذبت الأنظار إليها فى شجاعة وتفوق سواعد  قواتنا الباسلة، إلا أنها كانت النور الوهاج لمعركة النصر والعبور لأ كتوبر العظيم ، حيث إنه لا سبيل أمام هذه السواعد سوى الحرب الحتمية، لاسترداد الأرض المباركة التى أخذت بغطرسة قوة الاحتلال وصلف غروره ، وهذا ما تحدث به الزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى إحدى خطبه، بقوله «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، ثم أن للجيش المصرى هدف آخر هو محو عار الهزيمة والثأر لكرامته، وتحطيم أسطورة قوة الجيش الذى لا يقهر، وقد تحقق ذلك بتسلح قواتنا بالعلم والإيمان بالله، ومواصلت التدريبات والمشاريع العسكرية الشاقة... من أجل التخطيط والتمهيد للعبور العظيم، مُهْتَدِينَ بقول الله تعالى «وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ» الآية رقم (١٠) من سورة الأنفال.

وقد جاء قرار العبور من  الرئيس الراحل محمد أنور السادات وتوقيته، الساعة الثانية وخمس دقائق بعد ظهر السادس من أكتوبر ١٩٧٣م، وعلى أساسه عبرت قواتنا المسلحة قناة السويس، وحطمت أقوى خط دفاع تحصن به جيش الاحتلال الصهيونى، وهو «خط بارليف» وهذا الخط على غرار «خط ماجينو» والتى اعتمدت عليه الجمهورية الفرنسية كقوة محصنة ضد زحف القوات الألمانية وكان ذلك بعد انتهاء الحرب الكونية الأولى ١٩١٤-١٩١٨، إلا أن الخط الذى شيده العدو على الضفة الشرقية لقناة السويس طول امتداد الساحل الشرقى لها، كان فيه أكبر العوائق الطبيعية وأقوى التحصينات العسكرية التى تخيل لجيش الاحتلال، بأن جيش مصر لا يستطيع عبور القناة، ولا حتى الزحف إلى تحرير أرض سيناء، ولكن تجاوز الأبطال كل هذه العقبات لتسلحهم بالعلم والمثابرة وبذل الجهد والعطاء، واستطاعو أن يخترقو هذا الخط الحصين والساتر الترابى الضخم المنيع، ثم انطلقت نيران المدافع على أرض «سيناء»، حولتها إلى حمم وبركان فوق رؤوس جيش الاحتلال، الذين لا يستطيعون الصمود أمام هدير قوات جيشنا العظيم، وانتهت الحرب فكان النصر حليف مصر والعرب، وأصبح هذا النصر طريق مصر إلى السلام، وهنا تتجلى عبقرية «السادات» فى قراره للحرب وقراره للسلام واسترداد ما تبقى من الأرض الأسيرة التى تحت سيطرة الأعداء، بالحرب ثم التفاوض إلى معاهدة السلام سنة ١٩٧٩، هذا هو جيش مصر العظيم قلب مصر النابض وخط دفاعها الشرعى الأول، وقوة ردع لكل عدو متغطرس تسول له نفسه المساس بكيان البلاد أو يهدد أمنها واستقرارها، واختتم مقالى هذا بالآية الكريمة قال تعالى «يَاَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِن تَنصُرُواْ اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ» الآية رقم (٧) من سورة محمد ثم اختتمه أيضا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله الشريف فى تعظيم وتمجيد جيش مصر بهذا القول، عن عمرو بن العاص رضى الله عنه: حدثنى عمر رضى الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إذا فتح الله عليكم مصر بعدى فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض» فقال له أبو بكر: ولم ذلك يا رسول الله؟ قال: «لأنهم فى رباط إلى يوم القيامة».

مقالات مشابهة

  • معارك ذات الكبارى وآخر اليد
  • حرب أكتوبر.. «نَصْرٌ اللَّهِ الْمُبِينُ»
  • غزة عام الحرب والمقاومة
  • بداية الحرب العالمية الثالثة ضد الأمة والمقاومة الشعبية كخيار إستراتيجى لها
  • 13 كاتبا فلسطينيا يقدمون شهاداتهم عن عام الإبادة الجماعية
  • الخارجية اللبنانية: نصر الله وافق على الهدنة المؤقتة قبل اغتياله
  • حرب أكتوبر.. وصناعة التاريخ
  • «نصر أكتوبر» معجزة التاريخ
  • عادل حمودة يكتب: سنة على الحرب فى غزة انتهت بمشهد اغتيال «نصر الله»
  • إعصار كراثون يجتاح تايوان