ما يحدث خلال هذه الأيام من أزمة فى السكر، أرى فى اعتقادى أنها مفتعلة وممنهجة بمثابة حرب داخلية جعلت سعر كيلو السكر يصل إلى 50 جنيهًا، خاصة وأننا فى ظل الانتخابات الرئاسية، فهناك يد خفية تحاول تصدير الأزمات للدولة خلال هذا الوقت العصيب، و السكر من الأساسيات التى لا استغناء عنها لدى كل بيت فهو ليس من الكماليات، فعندما تتفجر أزمة السكر لا تمر مرور الكرام وتكون قنبلة موقوتة.
وهناك تضارب فى تصريحات الدكتور على مصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، ففى بداية الازمة أكد أنه لا توجد أزمة سكر، وأنه متوفر بالفعل، لكن «هناك من يشتغل فى أماكن خلفية»، وأن احتياطى مصر من السكر التموينى يكفى حتى بعد إبريل 2024، فيما يكفى السكر الحر حتى الأسبوع الأول من مارس المقبل، وذلك بعد فتح الاعتمادات، وأن لدينا 750 ألف طن سكر، بالإضافة إلى 350 ألف طن تم التعاقد على استيرادها بنحو 1.1 مليون طن سكر، موجهًا بإتاحة السكر فى الأسواق، إذ إن السعر العادل للسكر يتراوح بين 22 و26 جنيهًا للكيلو، ويتم بيع السكر بسعر مدعم بسبب ارتفاع أسعار السكر عالميًا ليصل لأكثر من 700 دولار للطن الخام. ثم اعترف بأزمة السكر الحالية وبأنها حقيقية ولا يستطيع إنكارها. وأن إنخفاض سعر السكر محليًا دفع تجار لتصديره والاستفادة من فارق السعر عالميًا.
وهدد وزير التموين بتطبيق التسعيرة الجبرية لمواجهة الأزمة، لكنه عاد ليؤكد أنه ليس مع هذه الفكرة، وبعد ذلك خرج مصيلحى بتحذير للتجار ومنحهم مهلة عشرة أيام لإعادة ضبط الأسعار، وأنه فى حالة عدم استقرار السوق سيتم اللجوء إلى مجلس الوزراء «للتسعير».
والغريب أن وزير التموين وجه رسالة للمواطنين يطالبهم بالتوقف عن شراء السكر بسعر مرتفع، قائلًا: «استحملوا شوية.. وبلاش تشتروا السكر بأكثر من 27 جنيهًا». فهل يعقل أننا نتوقف عن شراء سلعة أساسية لا يوجد بديل لها، فمن الممكن أن تطبق هذه المقاطعة فى أى سلعة أخرى. فكان الواجب على وزير التموين بدلا من توجيه الرسالة للمواطنين تشديد الرقابة على السوق والتجار، وإلزامهم بعدم التلاعب فى الأسعار، فالمسئولية الأكبر تقع على عاتق الدولة فى توفير السلع ومراقبة الأسواق، والمسئولية الأخرى التى تقع على المواطن أنه فى حالة اكتشافه لتاجر يبيع بسعر مبالغ فيه ومخالف للتسعيرة المحددة لا يكتفى بعدم الشراء فقط ، ولكن واجبه الإبلاغ عن هذا التاجر الجشع، وفى هذه الحالة لا بد أن تكون هناك استجابة فورية لهذه البلاغات والوصول بأسرع وقت إلى هذا التاجر ومحاسبته حسابًا عسيرًا حتى يكون عبرة لغيره ممن يفكرون فى التلاعب بالأسعار وسط هذا الغلاء الذى تشهده البلاد.
لقد حقق تجار السكر أرباحًا كبيرة خلال الأشهر الماضية على خلفية شراء وتخزين كميات كبيرة، ثم بيعها بعد ذلك بأسعار أعلى من سعرها، نظرًا لغياب الرقابة عن الأسواق.
وتأتى تصريحات المستشار سامح الخشن، المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء، على أزمة السكر إن الممارسات الاحتكارية غير المنضبطة فى الأسواق من بعض الأفراد تسببت فى هذه الأزمة، مؤكدًا أن السكر متاح ولا يوجد مبرر لارتفاع سعره وندرس كافة التوصيات لمواجهة الأزمة.
وهناك تصريحات أخرى من مسئولين بأنه تم رصد حالات عدم طرح منتجات عدد من شركات السكر الشهيرة، فضلًا عن نقص الكميات المطروحة فى الأسواق، فى وضع ينذر بعملية منظمة لـ«تعطيش السوق» من السكر الحر، الذى معه سترتفع الأسعار.
فى الحقيقة أن حل الأزمة فى يد الدولة التى يجب أن تتحرك كسيارات الإسعاف لمواجهة هذه الممارسات، وحل الأزمة فى أسرع وقت لإنقاذ المواطنين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مجلس الوزراء إطلالة وزير التموين والتجارة الداخلية السكر الانتخابات الرئاسية وزیر التموین
إقرأ أيضاً:
وزير التموين: أسواق اليوم الواحد تدعم الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تفقد الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، فعاليات بازار القاهرة بمجمع السوق الحضاري بالحي العاشر في مدينة نصر، بحضور الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية والدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، وعدد من قيادات الوزارة.
يضم البازار أكثر من 200 عارض يقدمون مستلزمات الأسرة المتنوعة، بما في ذلك السلع الغذائية، الملابس، وياميش رمضان، بأسعار تنافسية تخدم جميع الفئات المجتمعية. ويهدف البازار إلى توفير المنتجات بأسعار مخفضة وتنظيم الأسواق لدعم المواطنين، خاصة مع اقتراب شهر رمضان المبارك
أكد الدكتور شريف فاروق خلال جولته أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بهذه الأسواق الحضارية التي توفر بيئة مناسبة للتجارة وتساهم في تنظيم السوق المحلي.
وأضاف الوزير أن هذه الأسواق تدعم الصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وتشجع المنتجين المحليين على تقديم منتجات عالية الجودة تنافس المنتجات المستوردة
وأشار الوزير إلى أن الوزارة تعمل على التوسع في إنشاء الأسواق الحضارية في مختلف المحافظات لتلبية احتياجات المواطنين، وتوفير السلع بأسعار مخفضة، بما يسهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة
وأضاف الوزير أن فعاليات البازار تأتي ضمن خطة الوزارة لتخفيف الأعباء عن المواطنين من خلال توفير كافة احتياجاتهم تحت سقف واحد، وبأسعار تناسب جميع الفئات المجتمعية.
ومن جانبها أشادت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية بمستوي المنتجات والسلع الموجودة والأسعار والتخفيضات التي قررتها الشركات العارضة والمنتجين في " بازار القاهرة " .
كما أشادت وزيرة التنمية المحلية بالتعاون القائم بين الوزارة ووزارة التموين ومحافظة القاهرة للتوسع في الأسواق في مختلف المناطق بالعاصمة لتغطية أكبر عدد من الأحياء لخدمة جميع المواطنين بالعاصمة .
وأضافت الدكتورة منال عوض أن البازار يضم حوالي ٦٥ عارض من الحرفيين المتخصصين في المنتجات اليدوية بالمحافظات وعدد منهم مسجل على المنصة " أيادي مصر" بالإضافة لعدد آخر ساعدت الوزارة في إشراكه في هذا البازار كما يضم المعرض عارضين من الأسمرات والأسر المنتجة وجمعيات مختلفة ومنهم ذوي الهمم، وشركات الجلود .
وأشارت وزيرة التنمية المحلية الي انه سيتم توفير أماكن للمحافظات في هذا البازار لعرض منتجاتها مجاناً ودعمها ، مع دراسة مد الفترة الزمنية له بما يساهم في زيادة مبيعات العارضين والشركات واستمرار توفير السلع والخدمات والمنتجات المعروضة للمواطنين .
ومن جانبه أكد إبراهيم صابر محافظ القاهرة أن "بازار القاهرة" بمجمع السوق الحضارى بالحى العاشر بمدينة نصر هو النسخة الثالثة التى تقيمها المحافظة تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بمحاربة الغلاء ، وتخفيف العبء عن المواطنين ، وتوفير احتياجاتهم بأسعار مناسبة خاصة مع قرب حلول شهر رمضان المبارك ويستمر فى الفترة من ١٦ - ٢٣ يناير الجارى بمشاركة أكثر من ٢٠٠ عارض وشركة .
وأشار محافظ القاهرة إلى أنه تم اختيار موقع سوق العاشر الحضاري الذى أقامته الدولة ضمن مجمع المواقف والأسواق بمنطقة الواحة بحى شرق مدينة نصر لإقامة "بازار القاهرة الثالث" لتميزه بتوافر كافة الخدمات الأساسية، مثل المرافق الصحية ومواقف السيارات ، ومزود بكافة وسائل الحماية المدنية ،كما أنها يوفر للتجار أماكن عمل حديثة ومناسبة، كما تم اختيار مكان إقامته بالسوق الحضارى بالعاشر الملاصق لموقف زهراء مدينة نصر لسهولة وصول المواطنين إليه للحصول على احتياجاتهم.
وأشار محافظ القاهرة إلى أن المعرض الذى يعد الأكبر الذى تقيمه محافظة القاهرة من حيث تنوع المنتجات وعدد المشاركين يعد فرصة كبرى للأسر للحصول على احتياجاتهم من مكان واحدة بتخفيضات كبيرة حيث يضم ٤٠ شركة قطاع خاص تقدم المواد الغذائية بتخفيضات تبدأ من ٢٠% وتصل في بعض المنتجات إلى ٥٠ % من بينها الأرز، والزيت، والمكرونة، والسكر، والخضار والفاكهة، واللحوم والدواجن، بالإضافة إلى ياميش رمضان ، والتمور، والعسل، والألبان، والأجبان، والبقوليات، والعطارة، إلى جانب مشاركة الشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية بوزارة التموين بتنوع منتجاتها كالمواد الغذائية والمساحيق عالية الجودة ، كما يشارك به ٨٠ عارضًا من الأسر المنتجة ، والحرف اليدوية، وشباب الخريجين، والمشروعات الصغيرة، لعرض منتجات الأخشاب، والجلود، والنحاس، كما يضم معرضًا للملابس، والاكسسوارات، والأحذية، والبارفانات، والنظارات بتخفيضات تصل إلى أكثر من٣٠% .
خلال الجولة، عبر العديد من المواطنين عن سعادتهم بمستوى التنظيم وجودة المنتجات المعروضة داخل البازار ،وأشادوا بدور الوزارة في توفير هذه الأسواق التي تتيح لهم شراء احتياجاتهم بأسعار أقل من السوق العادي، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار في بعض القطاعات
ويعد بازار القاهرة نموذجًا ناجحًا للأسواق الحضارية التي تهدف إلى دعم الاقتصاد المحلي، تنظيم التجارة الداخلية، وتخفيف العبء عن كاهل الأسر المصرية مع قرب حلول شهر رمضان.
ويضم "بازار القاهرة الثالث" نموذجًا مصغرًا من سوق العبور يقوم فيه عدد من تجار سوق العبور ببيع الخضار، والفاكهة، والاسماك بالجملة، كما يشارك به مصانع الجلود بمدينة الأمل، ومنتجات الأسمرات وعزبة خير الله ، بالإضافة إلى العارضين التابعين لمنصة أيادي مصر التابعة لوزارة التنمية المحلية .