تظل مصلحة الكيان الصهيونى هى الأساس، وبالتالى فمن أجلها تجب الحقيقة ويتم تغييب المبادئ وطمس الشرعية. ولهذا بادر الغرب الداعم دومًا لإسرائيل بشجب حركة حماس. وكان يتعين عليه قبل أن ينحرف بعيدًا عن الحقيقة أن ينظر إلى ما قامت به إسرائيل من جرائم يشيب لها الولدان بدءًا من قتل المدنيين وإبادة البنى التحتية فى الأراضى الفلسطينية دون أى وازع من ضمير أو مبدأ أو قانون.
واليوم وبعد ما ارتكبته إسرائيل من جرائم فى غزة انحرفت نحو الضفة الغربية التى تصاعدت فيها التوترات مع تزايد عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين، إلى جانب المزيد من الاعتقالات التى قام بها الجيش الإسرائيلى خلال مداهماته للضفة الغربية، حيث أوقعت المواجهات معه منذ السابع من أكتوبر الماضى 239 قتيلًا فلسطينيًا. كما جرى اعتقال 3290 فلسطينيًا منذ اندلاع الحرب. بل إن أوامر الاعتقال الإدارى بعد السابع من أكتوبر بلغت 1661 أمرًا. وأعلنت الهيئة وفاة ستة من المعتقلين الفلسطينيين فى سجون إسرائيل. ولهذا حذرت وسائل إعلام إسرائيلية من أن الوضع فى الضفة الغربية المحتلة على وشك الانفجار. كما حذرت تقارير أمريكية من خطر اشتعال جبهة صراع ثانية ضد إسرائيل فى الضفة بسبب ارتفاع وتيرة المداهمات وهجمات الجنود والمستوطنين.
على جانب آخر، ووفقًا لتقرير المكتب الوطنى للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، فإن التجمعات البدوية تتعرض لعمليات إسرائيل الإجرامية شملت هدم البيوت والمنشآت، والحرمان من حق الحصول على الكهرباء أو الوصول إلى مصادر المياه، وذلك لكى يضطر الأهالى إلى الرحيل عن أراضيهم. ولقد نشر مركز «بتسليم» الحقوقى الإسرائيلى قائمة قال إنها لتجمعات تعرضت للتهجير القسرى من مناطق (ج) فى الضفة الغربية تحت ستار الحرب شملت تهجير 151 عائلة تضم عشرات المئات من الأفراد بينهم 371 قاصرًا جرى تهجيرهم قسريًا من مناطق الأراضى الفلسطينية المحتلة. وكان مركز «بتسليم» قد قال إن إسرائيل تحاول الاستيلاء على مزيد من الأراضى فى مختلف أنحاء الضفة لوضعها تحت تصرف المستوطنين وخدمتهم.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد أفادت بأن الحكومة قد صدقت فى السابع والعشرين من نوفمبر الماضى على ميزانية جديدة للدولة بقيمة ثلاثين مليار شيكل (8 مليارات دولار) حتى نهاية العام الجارى 2023 بهدف تمويل نفقات الحرب الجارية بين إسرائيل وحركة حماس. ويأتى الإقرار بذلك وسط اعتراضات وخلافات باعتبار أن التعديل يشمل أيضاً منح عشرات الملايين من الدولارات للمتطرفين والمستوطنين فى الضفة الغربية المحتلة. وفى تقرير منفصل قالت «تايمز أوف إسرائيل» إن زعيم المعارضة «يائير لابيد» انتقد قرار مجلس الوزراء الذى تم بمقتضاه إلغاء تجميد مئات الملايين من الدولارات لكى يتم تخصيصها لتمويل الأولويات المتعلقة بالتعليم والمستوطنين فى الضفة الغربية بدلًا من أن يتم توجيهها لتمويل الحرب. وكتب «لابيد» فى تغريدة على منصة «إكس» «تويتر سابقًا»: (إن الحكومة تنغمس فى سياسات ضيقة الأفق بدلًا من توجيه الأموال للجيش والأشخاص الذين تم إجلاؤهم والشركات التى تنهار).
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سناء السعيد الكيان الصهيوني الاراضي الفلسطينية الجيش الإسرائيلي حركة حماس فى الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تخلي 40 ألف لاجىء من 3 مخيمات وتوسع عملياتها الإرهابية في الضفة الغربية
غزة (الاراضي الفلسطينية)"وكالات": أعلن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف اليوم أنه سيتوجّه إلى الشرق الأوسط خلال الأسبوع المقبل لبحث تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحركة حماس.وقال ويتكوف لشبكة "سي إن إن" "علينا تمديد المرحلة لأولى، ولذا سأتوجه إلى المنطقة هذا الأسبوع، على الأرجح الأربعاء، للتفاوض على ذلك". وأضاف "نأمل أن يكون لدينا الوقت المناسب.. لبدء المرحلة الثانية وإنهائها وضمان الإفراج عن مزيد من الرهائن".
وعندما سُئل عن قرار إسرائيل بتأجيل إطلاق سراح سجناء ومعتقلين فلسطينيين. قال ويتكوف إن الولايات المتحدة تتوقع أن تمضي المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) قدما.
وأضاف "يجب تمديد المرحلة الأولى..سأتوجه إلى المنطقة هذا الأسبوع.. للتفاوض على ذلك".
واتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم إسرائيل بتعريض اتفاق الهدنة في قطاع غزة "للخطر الشديد" بعد تأجيلها الإفراج عن دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين حتّى تُنهي حماس ما اعتبره "المراسم المُهينة" التي تُقيمها أثناء تسليم الأسرى الإسرائيليّين.
وكان نادي الأسير الفلسطيني أعلن أنه سيُفرَج عن 602 من المعتقلين الفلسطينيين السبت، بينهم 50 حكِم عليهم بالسجن المؤبّد. وأضاف أنّ من المقرّر إبعاد 108 من المعتقلين خارج الأراضي الفلسطينيّة.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن في ساعة مبكرة اليوم أن إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيتأجل .
وفي شمال الضفة الغربية المحتلة، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم أن الجيش قام بـ"إخلاء" ثلاثة مخيمات للاجئين الفلسطينيين ، وتلقى اوامر بالبقاء فيها طوال العام الجاري "لمنع عودة سكانها".
وقال كاتس في بيان "حتى الآن، تم إجلاء 40 ألف فلسطيني من مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس التي أصبحت الآن خالية من السكان" مشيرا الى أنه أمر القوات "بالاستعداد للبقاء في المخيمات الي تم إخلاؤها طوال العام، وعدم السماح للسكان بالعودة وعودة الإرهاب من جديد".
وأعلنت حماس اليوم أن إسرائيل تعرّض إلى الخطر اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي دخل حيز التنفيذ قبل خمسة أسابيع عبر تأخير الإفراج عن دفعة من المعتقلين الفلسطينيين مقابل آخر مجموعة من الرهائن الإسرائيليين الذين أطلق سراحهم السبت.
تنتهي المرحلة الأولى من الهدنة مطلع مارس ولم يتم الاتفاق على المرحلة التالية.
وفي تهديد آخر للاتفاق الذي أوقف أكثر من 15 شهرا من المعارك، أعلنت إسرائيا اليوم توسيع العمليات العسكرية في الضفة الغربية المحتلة.
وقال عضو المكتب السياسي في حماس باسم نعيم "ما تقوم به حكومة العدو من تأجيل الإفراج عن أسرانا حسب الاتفاق هو عربدة وهي تعرض الاتفاق برمته للخطر الشديد".
وأكد باسم نعيم أن "الوسطاء الذين ضمنوا الإتفاق، وخصوصا الأميركيين، مطالبون بالضغط على العدو لانفاذ الإتفاق كما هو والإفراج الفوري عن هذه الدفعة من الأسرى الفلسطينيين".
واكد أن نتانياهو وحكومته "يتلكأون ويتحدثون عن حجج واهية لتخريب الاتفاق للتغطية على فشلهم، في الوقت الذي اخترقوا الاتفاق بشكل خطير مرات عديدة".وبحسب نعيم فإن "ما يتحدث عنه الاسرائيليون حول الطريقة التي يتم فيها تسليم الأسرى الإسرائيليين (انما) تعبرعن إحترامنا لهم ولإنسانيتهم بما ينسجم مع قيمنا".
من جانبه، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق في بيان عبر تلغرام أن "تذرع الاحتلال بان "مراسم التسليم مهينةط هو ادعاء باطل وحجة واهية تهدف للتهرب من التزامات الاتفاق".
وأضاف "الاهانة الحقيقية هي ما يتعرض له أسرانا خلال عملية الافراج، من تعذيب وضرب واذلال متعمد حتى اللحظات الاخيرة".
ولم تبدأ بعد المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من اتفاق الهدنة والتي يُفترض أن تؤدي إلى نهاية دائمة للحرب.
وكما حصل في عمليّات التسليم السابقة في غزة، انتشر مقاتلون مسلّحون وملثّمون من حماس بزيّهم العسكري، وأعدّت الحركة منصّتَين صعد إليهما خمسة من الرهائن برفقة مقاتليها قبل تسليمهم إلى اللجنة الدولية الصليب الأحمر.
تحت المطر، انتشر مئات من مقاتلي حماس وهم يحملون بنادق رشاشة أو قذائف صاروخية، في رفح أولا بجنوب قطاع غزة، حيث تم تسليم الرهينتين تل شوهام وأفيرا منغستو.
وبعد قليل، تكرّر السيناريو نفسه في مخيّم النصيرات بوسط القطاع، مع إفراج حماس عن إيليا كوهين وأومير شيم توف وأومير وينكرت الذين تراوح أعمارهم بين 22 و27 عاما.
وظهر الثلاثة مبتسمين بعد 505 أيام في الاحتجاز، ووجّهوا التحية للحشود قبل أحدهم رأس حراسه من حماس .
ومساء السبت، نشرت كتائب القسام، الذراع العسكرية لحماس، شريط فيديو صُوّر في اليوم نفسه بمخيّم النصيرات وسط قطاع غزة، ويظهر أسيرين إسرائيليّين يشاهدان عمليّة تسليم ثلاثة رهائن آخرين، ويطالبان نتانياهو بإطلاق سراحهما.
لكن المفاوضات غير المباشرة بشأن هذه المرحلة التي يُفترض أن تضع حدا للحرب بشكل نهائي، تأخرت مع تبادل الجانبين الاتهامات بانتهاك الهدنة.
وما زال 62 من بين 251 اسيرا اسرائيليا في قطاع غزة بينهم 35 قتلوا بحسب الجيش الاسرائيلي.
وينصّ اتفاق التهدئة في مرحلته الأولى على أن تطلق حماس سراح 33 رهينة، بينهم ثمانية قتلى، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 1900 معتقل فلسطيني محتجزين في سجونها.
وأكدت حماس أنه لم يبقَ سوى تسليم جثث أربعة رهائن إلى إسرائيل بحلول الأول من مارس بنهاية المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير.
أما المرحلة الثالثة والأخيرة فيُفترض مبدئيا أن تتعلق بإعادة إعمار غزة التي يعيش أهلها المشرّدون جرّاء الحرب، بين الركام في ظل برد قارس.
*اخلاء 3 مخيمات
من جهة أخرى أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم أن جيش الإحتلال قام بـ"إخلاء" ثلاثة مخيمات للاجئين الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية المحتلة، وتلقى اوامر بالبقاء فيها طوال العام الجاري "لمنع عودة سكانها".
وقال كاتس في بيان "حتى الآن، تم إجلاء 40 ألف فلسطيني من مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس التي أصبحت الآن خالية من السكان".وأضاف أنه أمر القوات "بالاستعداد للبقاء في المخيمات الي تم إخلاؤها طوال العام، وعدم السماح للسكان بالعودة وعودة الإرهاب من جديد".
ومنذ 21 يناير، تنفّذ القوات الإسرائيلية عمليات عسكرية واسعة في شمال الضفة الغربية المحتلة، في مخيمات جنين وطوباس وطولكرم.وتفيد الأمم المتحدة أن الحملة العسكرية تسبّبت بمقتل 51 فلسطينيا على الأقل ونزوح 40 ألفا. كما قتل ثلاثة جنود إسرائيليين في الفترة ذاتها.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم توسيع عملياته في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك نشر وحدة دبابات في مدينة جنين، وهي المرة الأولى التي تعمل فيها دبابات في الأراضي الفلسطينية منذ نهاية الانتفاضة الثانية في عام 2005.
وأفاد الجيش في بيان أن قواته "تتواصل مع جهاز الأمن الداخلي وحرس الحدود في شمال (الضفة الغربية) وتوسع أنشطتها الهجومية في المنطقة"، مشيرا إلى أن "وحدة دبابات ستعمل في جنين كجزء من الجهد الهجومي".
من جانبه، أكد القيادي في حركة حماس محمود مرداوي في بيان أن قرار الجيش الاسرائيلي بتوسيع العملية وإشراك الدبابات "دليلٌ على ضراوةِ المقاومةِ التي تواجهه في الميدان".
وشدد في بيان على أن "تصعيد الاحتلال ما هو الا حرب نفسية ومحاولة يائسة منه للتاثير على الحاضنة الشعبية والمقاومة" مؤكدا أن "الاحتلال سيفشل فشلا ذريعا في تحقيق اهدافه في الضفة الغربية".
يأتي هذا بعد يومين على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو القوات الإسرائيلية في مخيم طولكرم للاجئين واصداره امرا بتكثيف العملية العسكرية الجارية فيه منذ نحو شهر.