بوابة الوفد:
2025-03-17@01:52:37 GMT

المحاماة رسالة

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

انتشرت إعلانات الأساتذة المحامين، يُعلنون عن استعدادهم للقيام ببعض الخدمات لباقى الزملاء، مثل الحضور بالإنابة عن الزملاء فى الجلسات، سواء داخل المحافظة الواحدة أو السفر لبعض المحاكم فى محافظات أخرى، وأيضًا كتابة صحف الدعاوى والمذكرات، وذلك كله سببه فى اعتقادى راجع لفتح باب القيد على مصراعيه. وبعيدًا عن الركود فى بعض المهن ومنها المحاماة، وحاجة الناس إلى البحث عن موارد لمواجهة متطلبات الحياة.

السبب الأول الأعداد الكبيرة التى تم قيدها فى نقابة المحامين دون قيد أو شرط، مجرد درجة الليسانس، وهؤلاء بمجرد قيدهم يطلقون على أنفسهم لقب «مستشار» ولا يذهبون إلى أى مكتب من مكاتب المحاماة للتعلم، تحت زعم أن المكافآت التى تُصرف لهم من تلك المكاتب لا تناسبهم. من ثم يتجولون فى الفيسبوك ويعلنون عن استعدادهم لحضور الجلسات بمقابل، وإذا صادف وجاء لهم موكل فى قضية، فليس هناك مانع من اللجوء إلى آخر أعلن استعداده لكتابة صحف الدعاوى والمذكرات. هؤلاء لن يتعرفوا على قواعد مهنة المحاماة، تلك المهنة التى قال عنها عُظماءها بأنها رسالة وليست مهنة، لأن المحامى لا يُتاجر بها، حيث إنه دائمًا ما يُناصر الحق ويزود عن المظلوم ويرد الحقوق لأصحابها. وتستمد هذا المعنى من غايتها وعطاءها للغير، حيث يظل المحامى مشغولاً بالآخرين أكثر من نفسه. لكن هؤلاء «الأرزقية» مشغولون بالتجارة فى مهنة المحاماة. وانتظروا يومًا تغيب فيه رسالة المحاماة بفضل هؤلاء.

لم نقصد أحدًا!!

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المحاماة رسالة

إقرأ أيضاً:

الصعيد.. و"ناسه"

لست ممن يتابعون الأعمال الدرامية سواء فى رمضان، أو غير رمضان، بل إنني توقفت تمامًا خلال السنوات الماضية عن معظم ما يعرض على الشاشات، باستثناء بعض ما يتعلق بالأخبار أثناء الأحداث الهامة، غير أن مقاطع من مسلسل يتناول الحياة فى الصعيد يمر أمامي بين الحين والآخر أثناء تصفح الفيس بوك، الفنان مصطفى شعبان يتألق فى أداء دور كبير العائلة والذى يستمد سطوته من الثروات الضخمة التى حصل عليها من تجارة الآثار، وبالتالي كلمته نافذة على الكبير قبل الصغير، المسلسل الذى يحمل اسم "حكيم باشا" يتبارى فيه كبار النجوم فى أداء أدوارهم، وكذلك النجوم من شباب الفنانات، غير أن هذا العمل كما سابق كثيرًا من الأعمال لا تعبر عن واقع الحال فى الصعيد.

أول ما لفت نظري هو أن "حريم القصر" كما يسمونهم فى المسلسل خلعن غطاء الرأس فى وجود ابن العم، وعم الزوج، وأبناء عم الزوج، وهكذا، وكلهن صففن الشعر، وتركهن مسدلاً على الاكتاف، وهذا ما لا يحدث على الإطلاق مهما بلغت درجة الثراء فى العائلات، بل إن السيدة أو البنت بمجرد نزولها من شقتها الموجودة فى بيت العائلة لا تستطيع أن تتخفف من ملابسها، أو غطاء الرأس، فهي دائمًا مستعدة لدخول ضيف، أو أحد الأقارب، ناهيك بالطبع عن طريقة اللبس التى تميل إلى الفلكلور، وكمية الذهب المبالغ فيها التى ترتديها كل نساء العمل، صحيح هم يحبون الألوان الزاهية ويلبسونها فى المناسبات والأثرياء منهم يملكون من الحلى الذهبية الكثير ولكنهم أيضًا لا يلبسونه إلا فى المناسبات.

منذ سنوات لبيتُ دعوةً لحضور حفل عرس أحد الأبناء فى محافظة سوهاج، بادرتني إحداهن "إيه رأيك فى عيشتنا.. يا تري زي المسلسلات؟" قلت لها: بالطبع لا، فقالت: "إحنا نفسنا بنضحك على اللى بنشوفه عن ستات الصعيد ونتمنى يكتبوا حاجه حقيقية عنا"، لم أجد هناك كلمة "الحرمة" التى نسمع عنها فى المسلسلات والأفلام، ولكنني وجدت سيدات تذهبن إلى وظائفهن دون أية قيود، وفتيات تعلمن فى الجامعات، ونبغن فى كليات القمة، بالإضافة إلى شابات، وفتيات صغار تجدن كل حنو ومحبة من الكبار.

على مدى سنوات عمري المهني والشخصي، كانت الصورة الذهنية للجزء الجنوبي من الوطن هى صورة نمطية تعكس موروثات من السلوكيات والعادات وربما الصفات التى تدور جميعها حول الثأر، وقهر وتهميش المرأة، وخشونة التصرفات، وقسوة المشاعر، وفوق ذلك معدلات فقر تؤكدها إحصاءات رسمية، ومصادر بحثية، ولكنني مع أول زيارة اكتشفت عوالم أخرى لا تعكسها الصورة المصدرة لنا دومًا عن تلك البقعة من أرض الوطن.

تجارة السلاح والآثار والتهريب تلك هى صورة الصعيد فى المسلسلات مع تزيد وتصنع فى اللهجة، مع أنه هناك لكنة مختلفة لكل محافظة، ولكنها عامة ليست بتلك الخشونة التى تصدرها المسلسلات، فمع زيادة نسب التعليم والتأثر بما يقدم فى وسائل الإعلام اقتربت اللهجة من طريقة "القاهريين" فى الكلام، أضف إلى ذلك بالطبع أن هناك قامات سياسية، وثقافية، وإعلامية أثروا بعلمهم، وموهبتهم، وثرائهم الثقافي المجتمع المصري ككل على مر التاريخ.

نتمنى على كتّاب الدراما، وخاصة ما يتعلق منها بالصعيد، زيارة هذا الجزء الجنوبي من أرض الوطن، ومعايشة قضاياهم، ومشكلاتهم، وواقعهم بالفعل، حتى تكون الأعمال مرآة للواقع ورسالة تخدم، وتفيد.

مقالات مشابهة

  • الصعيد.. و"ناسه"
  • منيرة تونسية تحيي مهنة المسحراتي في رمضان ..صور
  • «الموارد» : توفير 9.7 ألف وظيفة نوعية في 15 مهنة
  • شاهيناز : الغناء ليس مهنة .. بل يجري في دمي | فيديو
  • سوق الحدادين في الكوفة.. مهنة الأجداد تصارع المستورد والجفاف (صور)
  • هؤلاء الاشخاص الأكثر عرضة لمرض سرطان القولون
  • أرقام صادمة.. 30 ألف يتيم على الأقل في غزة فأي مصير ينتظر هؤلاء؟
  • 4 شروط للتقاعد المبكر للعامل في مهنة خطرة
  • هؤلاء أكثر عرضة للمرض .. كل ما تريد معرفته حول السعال الديكي
  • خطيب المسجد النبوي: الزكاة نفع مخصوص وتجب على هؤلاء