لجريدة عمان:
2024-12-25@14:19:08 GMT

غزة.. واستئناف التاريخ

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

غزة.. واستئناف التاريخ

وُضع النظام العالمي خلال العام الماضي والعام الجاري على محك حقيقي كشف هشاشته وهشاشة النظريات التي قام عليها ونظّرت له بما في ذلك نظرية «نهاية التاريخ» للفيلسوف السياسي فرنسيس فوكوياما، وغيرها من نظريات العلاقات الدولية والنظريات التي قام عليها نظام «الديمقراطية الليبرالية».. وما زال التاريخ يستأنف مسيرته المرتبطة بالإنسان الحي.

وما حدث في غزة في السابع من أكتوبر الماضي دليل آخر أن حركة التاريخ لا يمكن أن تتوقف وأن الإرادة الإنسانية قادرة دوما على استئناف التاريخ والقفز فوق كل الانسدادات الحضارية التي قد تقف حاجزا أمامه وأمام إرادة الإنسان.

ورغم الكلفة الكبيرة التي دفعها/ يدفعها أحرار غزة إلا أن هذه هي طريق النصر وتحرير الأوطان وكسر القيود التي تكبل البشر بالأغلال عن استئناف تاريخهم.. وحدث هذا في كل زمان ومكان وسيبقى يحدث ما دام هناك احتلال وما دامت هناك إرادة للتحرر منه، يقول الشاعر الكبير أحمد شوقي: «وللحرية الحمراء باب، بكل يد مضرجة يدق».

ورغم أن الحرب على غزة قد كشفت هشاشة النظام العالمي الحالي وضعفه وحقيقة الكثير من الأنظمة الغربية إلا أنها كشفت أيضا عجز بعض الدول التي كانت تقدم نفسها باعتبارها قادرة على تأسيس أنظمة عالمية جديدة تقوم على أنقاض النظام الحالي، وفشلت في أن يكون لها رأي أو فعل مؤثر في هذه الحرب التي شكلت فرصة مهمة لهذه الدول/ الحضارات للتحول إلى إمبراطوريات مؤثرة وفاعلة في المشهد العالمي، ما أكد أنها دول ما زالت تعاني من صراعات داخلية عميقة وغير قادرة عمليا أن تعمل على تشكيل نظام عالمي جديد.

إن بناء نظام عالمي جديد يتجاوز أخطاء النظام الحالي ويعزز مبادئ العدل والمساواة يتطلب جهودا كبيرة وتعاونا عالميا واسع النطاق. ويمكن القول إن الصراعات العسكرية التي تشتعل في أكثر من مكان في العالم وما يصاحبها من تغيرات وتحولات جيوسياسية يمكن أن توفر فرصا ـ رغم ما يحيط بها من تحديات ـ للبدء في تشكيل ملامح هذا النظام.

وأهم ملمح يمكن أن يقوم عليه تشكيل النظام الجديد موضوع القيم والأخلاق، فهناك فجوة كبيرة الآن بين المثل العليا التي ينادي بها النظام العالمي الحالي ويتحدث عنها أو يتشدق بها وبين الممارسة العملية المليئة بالمتناقضات الكبرى، وهذا ليس على مستوى الدول فقط ولكن أيضا هذه الصفة باتت لصيقة بالكثير من المؤسسات الأممية التي تعمل وفق معايير مزدوجة وبتأثير واضح من الدول الكبرى في العالم.. وبشكل خاص الدول الغربية. إن الفجوة الأخلاقية التي يتصف بها النظام الحالي تتضح جليا خلال النظر إلى قضايا الدول غير الغربية مثل الدول العربية والدول الأفريقية والدول الآسيوية، وإلى قضايا هذه الدول مثل قضية الفقر، والحروب، وحقوق الإنسان.

لكن حتى موضوع القيم والأخلاق الذي يتطلع الجميع أن يقوم عليه النظام العالمي هو محل تحديات كبرى في ظل ما فرضته العولمة من ثقافة متداخلة ومتماهية في بعضها البعض. إن الأمر يتطلب الكثير من الجهود التي تتجاوز مستوى السياسات الدولية إلى الأنظمة التعليمية والثقافات والممارسات على جميع المستويات. هذه عملية مستمرة تتطلب الصبر والعمل المستمر.. وتطلب حضور الإرادة السياسية في مختلف دول العالم خاصة تلك المتضررة من قيم النظام الحالي.

إن ما حدث في غزة يعطي الكثير من دول العالم الدافع الكبير أن مسيرة التاريخ مستمرة وأن العالم يمكن أن يتغير ويكون أكثر إنصافا وأكثر عدلا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: النظام العالمی النظام الحالی یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الفجوة الرقمية.. 2.6 مليار شخص ما زالوا خارج عصر الإنترنت

 

كشف تقرير حديث صادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات أن عدد الأشخاص المتصلين بالإنترنت في جميع أنحاء العالم بلغ 5.5 مليار شخص في عام 2024م، بزيادة قدرها 227 مليون شخص مقارنة بعام 2023م. وعلى الرغم من هذا النمو، ما يزال 2.6 مليار شخص غير متصلين بالإنترنت، ما يمثل 32 % من سكان العالم.
فجوات رقمية عميقة
وجاء التقرير، الذي حمل عنوان «الحقائق والأرقام 2024»، ليسلط الضوء على استمرار الفجوات في استخدام الإنترنت عالميًا، حيث تواجه الدول ذات الدخل المنخفض تحديات كبيرة في الوصول إلى الإنترنت. وأكد التقرير أن هذه الفجوات تؤدي إلى حرمان الفئات الأكثر ضعفًا من فرص التعليم والعمل والمعلومات.
وقالت دورين مارتن- الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات، إن التقرير يعكس واقعين متناقضين بين الدول ذات الدخل المرتفع والدول منخفضة الدخل. وأشارت إلى أن «الفجوات الصارخة في مؤشرات الاتصال تمنع ملايين الأشخاص من الاستفادة من مزايا العصر الرقمي».
الإنترنت والتنمية الاقتصادية
وأوضح التقرير أن معدل استخدام الإنترنت يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمستوى التنمية الاقتصادية. ففي عام 2024م، يُتوقع أن يصل معدل استخدام الإنترنت إلى 93 % من السكان في الدول ذات الدخل المرتفع، مقابل 27 % فقط في الدول ذات الدخل المنخفض. أما الدول ذات معدل النمو المنخفض، فيبلغ معدل انتشار الإنترنت بين سكانها حوالي 35 % فقط، وهو ما يُظهر استمرار التحديات المرتبطة بالبنية التحتية وتكاليف الاتصال.
شبكات الجيل الخامس.. تفاوت تقني كبير
وتوقع التقرير أن تصل تغطية شبكات الجيل الخامس إلى 51 % من سكان العالم في عام 2024م، مع استمرار الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية. حيث انطلقت شبكات الجيل الخامس في الدول ذات الدخل المرتفع منذ عام 2019م، في حين أن العديد من الدول ذات الدخل المتوسط والمنخفض ما تزال تفتقر إلى هذه التقنية أو حتى إلى خطط لنشرها.
خطوات نحو المساواة الرقمية
ورغم هذه التحديات، أشار التقرير إلى تحسن تدريجي في المساواة بين الجنسين في استخدام الإنترنت على مستوى العالم. ومع ذلك، ما تزال العقبات الاقتصادية والجغرافية تعرقل تحقيق انتشار أوسع للإنترنت، خاصة في البلدان النامية الحبيسة التي سجلت معدل انتشار الإنترنت 39 % فقط.
ختام
يشير التقرير إلى أن العالم يحرز تقدمًا ملحوظًا نحو ربط مزيد من السكان بالإنترنت، لكنه يُبرز أيضًا التحديات التي تحتاج إلى حلول مبتكرة لتعزيز الشمول الرقمي وتحقيق المساواة في الوصول إلى التكنولوجيا.
ووفق تقرير حديث، فقد بلغ عدد الأشخاص المتصلين بالإنترنت في جميع أنحاء العالم 5.5 مليار شخص في عام 2024م، بزيادة قدرها 227 مليون شخص في عام 2023م، بينما لا يزال هناك 2.6 مليار شخص غير متصلين بالإنترنت، بمعدل 32 % من سكان العالم، بما يعادل الثلث تقريباً.
وأفاد الاتحاد الدولي للإنترنت في تقريره الذي أصدره في العاصمة السويسرية جنيف بعنوان «الحقائق والأرقام 2024م» بأنه رغم تزايد معدل استخدام الإنترنت على مستوى العالم، ما زالت فجوات استخدام الإنترنت قائمةً نتيجةً لتعقيدات الوصول للإنترنت في الدول ذات الدخل المنخفض.
وإلى جانب ما سبق، كشف تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات أن معدل استخدام الانترنت لا يزال مرتبطاً بمستوى التنمية بين الدول، حيث توقع أن يبلغ معدل استخدام الإنترنت بين السكان 93 % في الدول ذات الدخل المرتفع في عام 2024م، مقابل 27 % فقط في الدول ذات الدخل المنخفض.
وفق تقرير الاتحاد الدولي للإنترنت، لا تزال تحديات الاتصال بالإنترنت قائمةً في الدول ذات معدل النمو المنخفض، حيث يبلغ معدل انتشار الإنترنت بين سكانها 35 % فقط، مقابل 39 % في البلدان النامية الحبيسة (أي تلك غير المطلة على البحار أو المحيطات).
وأفاد التقرير بأن العالم يتجه ببطء نحو تحقيق المساواة بين الجنسين في استخدام الإنترنت. كما يُجدر بالذكر أن التقرير توقع أن تصل تغطية شبكات الجيل الخامس لنحو 51 % من سكان العالم في عام 2024م، مؤكداً وجود تفاوتات كبيرة بين الدول ذات الدخل المرتفع والمنخفض. حيث بدأ نشر شبكات الجيل الخامس في البلدان عالية الدخل منذ عامي 2019م و2020م، فيما لا تزال العديد من البلدان متوسطة ومنخفضة الدخل دون شبكات جيل خامس أو حتى خطط لتضمين التقنية.

مقالات مشابهة

  • الفجوة الرقمية.. 2.6 مليار شخص ما زالوا خارج عصر الإنترنت
  • تحقيق للوموند: أزمة عميقة تضرب النظام الدولي بسبب حرب غزة
  • هل تستطيع الصين قيادة التحول العالمي في مجال الطاقة؟
  • سيناتور أمريكي: الكونغرس الحالي هو «الأسوأ في التاريخ»
  • لاعبو كرة القدم: تعبنا من كثرة المباريات.. وبطولة الفيفا الجديدة هي القشة التي قصمت ظهر البعير
  • سيناتور أمريكي يصف الكونغرس الحالي بأنه الأسوأ في التاريخ
  • لقاء بين أحمد الشرع ووفذ سعودي في قصر الشعب بدمشق
  • العراق يحتل المرتبة 70 في مؤشر الجوع العالمي
  • مسؤل صيني : مصر من أوائل الدول التي دعمت مبادرة الحزام والطريق
  • سوريا والعرب المتأخرون