لجريدة عمان:
2025-02-02@06:03:36 GMT

توجهات مواقع التواصل الاجتماعي

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

تزداد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي منذ أن بدأت في الانتشار في بدايات القرن الحالي، فقد ظهر موقع سيكس ديجري في العام 2003، ثم تبعته مواقع متفرقة، وبعدها موقع اليوتيوب في العام 2005، وتبعه في العام الذي يليه تدشين موقع الفيس بوك، الذي لاقى رواجا كبيرا بعد أن كان حكرا على طلاب جامعة هارفارد، وإلى أن تم إطلاق موقع تويتر، ثم الانستجرام في العام 2010 على يد كيفن سيستروم، وموقع سناب شات الذي أطلقه ثلاثة من طلاب جامعة ستانفورد هم إيفان شبيجل وريجي براون وبوبي ميرفي في العام 2011، وحتى العام 2016 الذي شهد تدشين موقع تيك توك، وهكذا ازدهرت هذه المواقع ولاقت قبولا واسعا في مجتمعات العالم أفرادا ومؤسسات.

حيث انتشرت هذه المواقع وغيرها ونمت، وازداد تأثيرها وقدرتها على تغيير توجهات المجتمعات وإمكانات صمودها في ظل الكثير من المتغيرات التي صاحبتها، وما تقدمه من بيانات ومعلومات مغلوطة أو غير صحيحة في الكثير من الأحيان خاصة في بدايات نشأتها، وعلى الرغم مما شهدته هذه المواقع خلال السنوات العشرين الماضية منذ ظهورها من إشكالات وتحديات ليس فقط على مستوى تأثيرها بل أيضا في طريقة فهم المستخدمين لذلك التأثير، وقدرتهم على الاستفادة من هذه المواقع، ولعل الاستخدامات التي بدأت منذ السنوات الخمس الأخيرة والتي صاحبت توجهات عالمية في الاستفادة مما تقدمه من خدمات وإمكانات يمكن أن يكون لها أثر بالغ الأهمية على المستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، أدى إلى اتساع فهم قدرة تلك المواقع ومستويات استخدامها.

ولهذا فإن هذه المواقع تشهد اليوم تغيُّرا في مستوى إدراك المجتمعات لأهميتها؛ فهي بوابة لفهمها، ولعلنا ناقشنا سابقا القدرة السياسية لهذه المواقع باعتبارها قوة دبلوماسية، إضافة إلى قدرتها الناعمة على إيصال فكر المجتمعات وإمكاناته الاقتصادية إلى العالم، لذا فإن فهم المجتمعات لأهمية مواقع التواصل الاجتماعي جعلها تعمد إلى تطوير أدوات التعامل معها ليس باعتبارها مواقع للنشر الذاتي الخاص بالأفراد، بل بوصفها قوة سياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية، قادرة على التأثير في الآخر المحلي أو الدولي، وتوسيع مداركه وفهمه، فأوجدت لذلك ضوابط وسياسات وآداب.

ولعل وجود صفحات لرؤساء الدول وقادتها، وأخرى للمشتغلين في السياسة والاقتصاد وغيرهم من الشخصيات البارزة والمعروفة على مستوى العالم، إضافة إلى حرص المؤسسات الحكومية والخاصة والمدنية على التواصل مع جمهورها والمستفيدين من خدماتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف تحقيق مستويات أعلى من الشفافية، يدلنا على تلك الأهمية التي تزيد لهذه المواقع من ناحية، وتبرز ضرورة النظر إليها باعتبارها قوة مؤثرة يمكن استخدامها بشكل إيجابي وفاعل.

إن فهم توجهات مواقع التواصل الاجتماعي يؤدي إلى إدراك القيمة الإيجابية لاستخدامها؛ ذلك لأن استخدامها السلبي بعد عقدين من انتشارها وتفعيلها يكشف عن عدم فهم ووعي الأفراد بالأهمية الإعلامية العامة، والأثر الثقافي والاقتصادي لتلك المواقع، فالعالم اليوم يكشف عن اتجاهاتها الاقتصادية الفاعلة، وقدراتها الإبداعية والابتكارية الهائلة التي يمكن للمستخدمين الإفادة منها في التطوير والتنمية، وهو الدور الذي يقوم به المستخدمون الذين يمتلكون الوعي والفهم لتلك الأهمية والقدرة.

يخبرنا تقرير (توجهات مواقع التواصل الاجتماعي للعام 2024)، الصادر عن موقع هوت سويت (Hootsuite)، بشأن تلك القفزات التي يحاول مطورو مواقع التواصل الاجتماعي عبرها تجاوز العديد من التحديات التي جعلت تلك المواقع مجرد قوة اجتماعية سلبية، وذلك من خلال مجموعة من التحديثات والأدوات والميزات والخوارزميات الجديدة التي تتجاوز بث البيانات المغلوطة والتشويه الأخلاقي للمجتمعيات، ولهذا فإن التوجهات الحديثة لتلك المواقع تعتمد على الاستفادة القصوى من تقنيات الذكاء الاصطناعي، والإمكانات التي يتيحها من أجل إيجاد المزيد من الخدمات التقنية من ناحية، وتقديم الضبط والحماية الأكبر للبيانات والشفافية الموضوعية والإيجابية بين المستخدمين من ناحية أخرى.

فمواقع التواصل الاجتماعي اليوم تُقدِّم فضاء واسعا للمسوقين والإعلاميين والمؤسسات بشكل خاص، فإذا استثنينا الأفراد ممن يغردون خارج السرب، فإن المستخدمين لهذه المواقع يسعون خلال السنوات الأخيرة إلى إيجاد منصات للتسويق الاجتماعي والثقافي والتجاري، الأمر الذي يدُّل على ذلك التحوُّل الأساسي في تشكيل تلك المواقع من فضاءات افتراضية للتعارف الاجتماعي، ثم وسيلة ضغط أو تظليل أو تشويه، أو حتى وسيلة للتسويق والإعلانات، فإنها تقدِّم اليوم شكلا متطوِّرا لمفاهيم التواصل الاجتماعي وهو الشكل الذي رسخته أزمة الجائحة الأخيرة، فاستفاد منه المشتغلون في هذه المواقع لتشكِّل قوة اجتماعية واقتصادية مهمة، بل وقوة تعليمية شكَّلت أهمية كبرى خاصة على مستوى الإبداع والابتكار.

وعلى الرغم من ذلك التطوُّر الذي تشهده مواقع التواصل الاجتماعي، وقدرة المستخدمين على الإفادة منه على كافة المستويات، إلا أن التقرير ينبِّه إلى إشكالات إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يمكن استغلالها في انتشار المعلومات والبيانات المغلوطة وعودة تفشيها مرة أخرى، وذلك لما تتميَّز به تلك التقنيات من إمكانات في دمج البيانات والصور، وبالتالي صعوبة قياس ما هو حقيقي وواقعي وما هو غير ذلك، ومع حقيقة استخدام الذكاء الاصطناعي في مواقع التواصل الاجتماعي، والذي أصبح (أمر لا مفر منه) -بتعبير التقرير-، فإنه لابد من توعية المجتمع والتعريف بالإمكانات التي توفرها هذه المواقع، وإيجاد فضاء تقني يعمل وفق الأخلاقية التقنية ضمن مفاهيم المواطنة الرقمية الإيجابية.

يكشف لنا تقرير هوت سويت أنه في العام 2024 (ستعيد العلامات التجارية الأكثر نجاحا تعريف الأصالة) في مجال الابتكار بشكل خاص وستعتمد عليها في صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي، حتى تضمن محتوى أصيلا يتأسَّس وفق مفاهيم (العلم الذكي لتحسين الحياة)؛ وهي مفاهيم قائمة على مجتمع يقدِّر الابتكار، وينفتح على التقنيات، ويستخدمها بشكل إيجابي وفاعل، الأمر الذي يدفع تطوُّر هذه المواقع، وهذا الدفع من شأنه توجيه المستخدمين إلى مفاهيم قادرة على البناء والتطوير وفق مجموعة من المحددات التنموية التي تُسهم في دعم توجهات الدولة ومراحل التنمية الوطنية.

إن مواقع التواصل الاجتماعي بما تقدمه من إمكانات وما تطوِّره من خدمات، تقدِّم للمستخدمين وسائل تسهم في تحسين حياة المجتمعات وهو الهدف الأصيل الذي من أجله تم إنشاؤها، ولهذا فإن مستوى استخدامنا لها يكشف في المقابل وعينا بذلك الهدف، وقدرتنا على فهم متطلبات مجتمعنا، وكيفية الاستفادة من هذه المواقع في الاستخدام الأمثل القائم على الإبداع والابتكار، والتسويق الفاعل، وإيجاد نماذج اجتماعية أكثر فاعلية وإيجابية. وتحت شعار (المجتمعات المحبة للحقائق والمعتمدة على البيانات)، تُطلق مواقع التواصل الاجتماعي توجهاتها للعام المقبل، فإدخال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته إلى هذه المواقع يجعلها أكثر قدرة على التحسين والجودة، وبالتالي إتاحة فرص هائلة للمستخدمين للعمل والإبداع، مع ضرورة وعيهم بأن الذكاء الاصطناعي يضيف ميزة العصف الذهني لأفكار المحتوى وصياغة المفاهيم، لا للتضليل والهدم والتشويه، فهو قوة تقوم على مبادئ الأخلاق التقنية، ولذلك فإن المستخدمين الواعين القادرين على فهم آفاق التقنية وأهداف مواقع التواصل يستطيعون العمل وفق تلك المبادئ والأخلاقيات.

إن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي اليوم بعد مرور عقدين من الزمن منذ بدايتها، يكشف قدرة المجتمعات وإمكاناتها الثقافية وقدرتها على استثمار إمكانات تلك المواقع في خدمة الأهداف الوطنية والإنسانية التي تقوم على مبادئ الهُوية والأخلاق والقيم، وبالتالي فإن صفحاتنا جميعا أفرادا ومؤسسات على هذه المواقع قادرة على التعريف بوعينا وإمكاناتنا الفكرية والعلمية والتقنية وبالتالي التعريف بوطننا.

فلنكن مؤثرين بأخلاقنا وأفكارنا الإيجابية، وأن نثبت للعالم الذي يرانا من خلال تلك المواقع أننا شعب واع قادر على الابتكار والإبداع والاستفادة الإيجابية من تلك التقنيات بما يُسهم في دعم أهداف وطننا ويعزِّز مكانته وأصالته.

عائشة الدرمكية: باحثة متخصصة في مجال السيميائيات وعضوة مجلس الدولة

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مواقع التواصل الاجتماعی الذکاء الاصطناعی هذه المواقع تلک المواقع فی العام

إقرأ أيضاً:

خلال 24 ساعة... الداخلية ترد علي ما تم تداوله علي السوشيال ميديا

حرصت وزارة الداخلية على توضيح ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن وقائع مختلفة والتي جاءت أبرزها:

 إقتحام منزل أسرة وتحطيم محتوياته 

بالنسبة لتداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماعى زعم خلاله أحد الأشخاص (مُقيم بالمنوفية) قيام قوة أمنية من مركز شرطة أشمون بإقتحام منزل أسرته وتحطيم محتوياته والتعدى على أفراد أسرته والقبض على شقيقه وتلفيق تهمة اتجار بالمواد المخدرة له.


بالفحص تبين عدم صحة ما تم تداوله فى هذا الشأن وأن حقيقة الواقعة تتمثل فى أنه بتاريخ 20/ الجارى وردت معلومات للأجهزة الأمنية بمركز شرطة أشمون تفيد قيام (عاطل – مقيم بدائرة المركز) بالاتجار  فى المواد المخدرة، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطه وبحوزته (54 لفافة من مخدر الهيروين) وبمواجهته إعترف بحيازته للمواد المخدرة بقصد الاتجار، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وتولت النيابة العامة التحقيق، وأن جميع الإجراءات تمت فى إطار الشرعية والقانون، وبإستدعاء "ناشر مقطع الفيديو" وبمواجهته أقر بإدعائه الكاذب  ، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله.

 

القبض على أحد الأشخاص من داخل مسكنه 

اما بالنسبة لما تم تداوله عبر مواقع التواصل الإجتماعى، بشأن الإدعاء بقيام قوة أمنية بالمنوفية - بإلقاء القبض على أحد الأشخاص من داخل مسكنه وتلفيق قضية "حيازة مخدرات، سلاح نارى" له.


بالفحص تبين عدم صحة ما تم تداوله وأن حقيقة الواقعة تتمثل فى ورود معلومات للأجهزة الأمنية بالمنوفية تفيد قيام (عامل "له معلومات جنائية") بالاتجار  فى المواد المخدرة وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطه بمسكنه وبحوزته (فرد محلى – كمية لمخدر الشادو) وبمواجهته إعترف بحيازته للمواد المخدرة بقصد الاتجار والسلاح للدفاع عن نشاطه، كما تم تحديد وضبط القائم على النشر (عاطل - مقيم بالمنوفية) وبمواجهته أقر بإدعائه الكاذب وعلل قيامه بذلك لكون المعنى بما نشر من أبناء قريته.
 

 

التعدى على شخص بالضرب  

وبخصوص ما تداول عبر مواقع التواصل الإجتماعى بشأن إدعاء إحدى السيدات بقيام شخص (مُقيم بالشرقية) بالتعدى على نجلها بالضرب مستخدمًا سلاح أبيض بقصد سرقته بالإكراه، والإدعاء بتلقيها تهديدات من قِبل أهليته بإلحاق الأذى بها ونجلها حال رفضها التصالح معهم.


بالفحص تبين عدم صحة ما تم تداوله وأن حقيقة الواقعة تتمثل فى ورود بلاغ للأجهزة الأمنية بالشرقية من (نجل الشاكية "طالب") بقيام (أحد الأشخاص) بالتعدى عليه بالضرب وإحداث إصابته بجرح قطعى بالوجه بإستخدام سلاح أبيض نتيجة مشاجرة لوجود خلافات بين شقيق المشكو فى حقه وصديق نجلها، وتم ضبط المشكو فى حقه وبحوزته (الأداة المُستخدمة) وأقر بإرتكابه الواقعة لذات الخلافات.

 

 وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله، وبسؤال الشاكية أقرت بإدعائها الكاذب حيث عللت قيامهما بذلك لإهتمام المسئولين بشكواها، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالها.

قائد سيارة ملاكى بالسير عكس الإتجاه

 

اما بالنسبة لما تم تداوله على إحدى الصفحات على مواقع التواصل الإجتماعى بشأن قيام قائد سيارة ملاكى بالسير عكس الإتجاه بمنطقة التجمع الخامس بالقاهرة والتعدى على سيارة أحد الأشخاص لإعتراضه عليه محدثًا تلفيات بسيارته.


بالفحص تبين عدم صحة الواقعة، وعدم وجود مخالفة سير عكس إتجاه وأن الواقعة تتمثل فى قيام قائد سيارة بمعاتبة قائد سيارة أخرى كاد أن يصطدم به وقيامه بتصوير مقطع الفيديو.. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

 

تعطل عدد من إشارات المرور

بالنسبة لما تم تداوله على مواقع التواصل الإجتماعى بشأن تضرر بعض سكان منطقة المقطم بالقاهرة من تعطل عدد من إشارات المرور بالمنطقة.


بالفحص تم التنسيق مع الجهات المعنية وإصلاح إشارات المرور المُشار إليها وإزالة أسباب الشكوى.

قيام شخصين بسرقة مركبة “توك توك”

 

بالنسبة لما تم نشره عبر مواقع التواصل الإجتماعى بشأن قيام شخصين بسرقة مركبة "توك توك" بمنطقة سيدى بشر بالأسكندرية.


بالفحص أمكن تحديد وضبط مرتكبا الواقعة (عاطلان "لأحدهما معلومات جنائية") وبمواجهتهما إعترفا بإرتكاب الواقعة، وبإرشادهما تم ضبط مركبة 
"التوك توك" المستولى عليها.
تم اتخاذ الإجراءات القانونية.

 

مقالات مشابهة

  • أمل الأنصاري تخطف الأضواء بظهورها مع شبيهتها .. فيديو
  • الجزائر.. توقيف "كوكو القرش" بعد فيديو خادش للحياء
  • المخبز الذي أرسله الأردن لغزة يوزع الخبز على أهالي القطاع بعدة مواقع
  • فيديو نادر لزفة عريس قبل 35 عامًا يثير تفاعلًا واسعًا
  • خلال 24 ساعة... الداخلية ترد علي ما تم تداوله علي السوشيال ميديا
  • توقيف شخص بتهمة الفعل المخل بالحياء عبر مواقع التواصل
  • استشهاد قادة القسام يشعل مواقع التواصل الاجتماعي (شاهد)
  • كيف علَّقت مواقع التواصل على تولي الشرع رئاسة سوريا؟
  • مقطع متداول يظهر تناقض إلهام الفضالة ..فيديو
  • من هو الأسير المحرر الذي أشعل التواصل الاجتماعي؟.. تعرّف على زكريا الزبيدي