يحدث أن تجد نفسك خلف مركبة «سلحفائية» تسير بسرعة 80 كيلومترًا في شارع مزدوج مزدحم لدرجة تبعث على السؤم حُددت السرعة القصوى فيه بـ120 كيلومترًا.
ولتخطي المأزق الذي أصبح ظاهرة مزعجة ومملة «لم تحظ بعد بأي اهتمام» تخترع حيلا لتحثُ السائق الذي أمامك على زيادة سرعته وزحزحته عن مساره... يكون ذلك تارة بالاقتراب منه وتارة أُخرى بفتح المصابيح إلى أن تستنجد أخيرًا بالمزمار لكن ذلك جميعه لا يغير من الأمر شيئا.
ولأن كافة حيلك تفشل في إحداث أي تأثير على سائق متسمر خلف مقوده ويرفض التجاوب تخرج عن طورك وتجبرك «النرفزة» على التلويح بيديك يمنة ويسرة وإطلاق عبارات نابية تجاه سائق لم تتبين جنسه ولا تعرف جنسيته ولا سبب البطء الذي يسير به رغم علمك جيدًا أن القانون يخالفك لإتيان تلك التصرفات.
يبلغ حنقك مداه.. فجأة وعندما تصل إلى مرحلة اليأس يعاودك الهدوء شيئا فشيئا.. تتعوذ من الشيطان الرجيم وتتذكر أن السائق أو السائقة لا يسمعك وكل ما تقوم به بلا جدوى ولن يعود عليك سوى بزيادة التوتر واكتساب الذنوب وربما الحصول على مخالفة مرورية وهنا تبتلع ريقك وتتوقف...
في هذه الأثناء تراقب طابور السيارات التي بدأت تخرج عن المسار لأن صبر سائقيها نفد من خلال المرآة الصغيرة المستطيلة.. تتابع عيناك ساعة السيارة الإلكترونية التي تشير إلى العاشرة صباحًا فيزيد ذلك من وتيرة قلقك فالوقت بدأ يأزف والموعد المحدد بالعاشرة والنصف يقترب سريعًا والسائق «السلحفائي» ما زال مُتشبثًا بالمسار الأيسر السريع «ولله الأمر من قبل ومن بعد».
إشكال السير البطيء في الشوارع السريعة مع الازدحام يتعاظم يوما بعد يوم، إشكال مُزمن وربما يكون من أهم مسببات الاختناقات المرورية والمعاناة المستمرة لمن يضطرون لاستخدام هذه الشوارع.. إشكال يطرح سؤالًا مهمًا: لماذا لا تُفرض مخالفات على من يسيرون ببطء مُبالغ فيه كتلك التي تُفرض لزيادة السرعة في الشوارع السريعة التي لا تأخذ من السرعة إلا المُسمى؟.
وبطبيعة الحال لن يُعدَ استصدار قانون يفرض مخالفات على هؤلاء اختراعا لم يكن قبله ولن يأتي بعده لأن هناك دولا أوروبية تطبقه بصرامة وتفرض على المخالفين غرامات وعقوبات تتساوى مع تلك التي تتصل بزيادة السرعة وتخطيها الحد المسموح به.
آخر نقطة..
لا يسعك الوثوق في شخص كنت تعده استثنائيا خذلك في موقف يصبح الخذلان فيه مقبولا إلا إذا صدر عنه.. الثقة ككأس الزجاج إذا تحطم لا سبيل لجمع شظاياه.
عمر العبري كاتب عماني
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
حادثة سير خطيرة على طريق أوريكة تُسفر عن إصابة سائق دراجة
شهدت طريق أوريكة، قرب دوار الكواسم بجماعة تسلطانت، حادثة سير خطيرة مساء اليوم، حيث وقع اصتدام بين دراجة نارية وسيارة حيث أسفر الحادث عن إصابة سائق الدراجة النارية بجروح خطيرة، مما استدعى نقله بشكل عاجل إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورة .
وفور علم عناصر الدرك الملكي بالحادث حلوا الى عين المكان ، حيث اتخذوا الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المواطنين والحد من المخاطر المحتملة. كما تم تنظيم حركة السير في المنطقة لتفادي حدوث أي مشاكل إضافية.
هذه الحادثة تبرز مجددًا أهمية الحيطة والحذر أثناء القيادة، حيث تستمر الدعوات بضرورة الالتزام بقواعد السير والتأني في القيادة، لما لذلك من دور أساسي في تجنب مثل هذه الحوادث المؤلمة والحفاظ على سلامة الجميع.