تعد الولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأكبر لإسرائيل، ومع استمرار انتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني منذ سنوات طويلة، تصر واشنطن على الوقوف إلى جانب الرواية الإسرائيلية، في كل الظروف.

تزامنًا مع وفاة وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كسينجر، تستعرض «الوطن»، في هذا التقرير، دوره في مساندة ودعم مركز إسرائيل بمنطقة الشرق الأوسط.

سياسة الغموض التي دعمها كيسنجر

بحسب ما نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، كانت أهم مساهمة لـ«كيسنجر» في الشهور الأولى من منصبه كمستشار للأمن القومي، في عهد ريتشارد نيكسون عام 1969، قيامه هو وسفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة، إسحاق رابين، بصياغة قرار «التفاهم النووي»، الذي ينص على موافقة «نيكسون» على عدم الضغط على إسرائيل للانضمام إلى المعاهدة الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية، مما يدعم «سياسة الغموض» التي انتهجتها إسرائيل، ووعد جولدا مائير، رئيسة وزراء الاحتلال في ذلك الوقت، بعدم الإعلان عن امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية، وعدم إجراء أي تجارب نووية.

ووضع هذا التفاهم أيضًا حدًا للتوتر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، التي بنت المفاعل النووي في ديمونة، بمساعدة فرنسية، وبدعم من الرئيسين جون كينيدي، وليندون جونسون، اللذين حاولا كبح ومراقبة الأنشطة النووية الإسرائيلية، وفقًا لـ«هآرتس».

وأوقف «كيسنجر» زيارات المفتشين الأمريكيين إلى ديمونة، مما مكن إسرائيل من الاحتفاظ بالمفاعل النووي حتى في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة تتخذ إجراءات لإحباط الطموحات النووية للدول الأخرى في آسيا وأمريكا اللاتينية.

ماذا قالت صحيفة «هآرتس» عن كيسنجر؟

وذكرت صحيفة «هآرتس» أن نهج كيسنجر جاء منسجمًا مع سياسة إسرائيل الخارجية، التي تؤمن منذ أيام رئيس الوزراء ديفيد بن جوريون بالقوة، بينما تتعارض مع المعايير الدولية مثل حقوق الإنسان ومراقبة الأسلحة.

ويعتبر هذا هو السبب في أن النقد القاسي لكيسنجر من قبل اليسار، باعتباره الشخص المسؤول بشكل مباشر عن القتل الجماعي والفظائع في كمبوديا ولاوس وتشيلي وبنغلاديش وتيمور، وعن الإطالة الدموية التي لا داعي لها لحرب فيتنام، وتفخر المؤسسات الإسرائيلية بكيسنجر باعتباره أكبر يهودي في الإدارة الأمريكية، ربما اليهودي الأكثر نفوذا في التاريخ الأمريكي، إلى جانب بوب ديلان.

إسرائيل تنعي وفاة هنري كيسنجر

وينظر الإسرائيليون إلى كيسنجر باعتباره عملاق الدبلوماسية الأمريكية، التي خدمت إسرائيل في القرن العشرين، وفق ما أفادت «تايمز أوف إسرائيل»، وقال الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوج، إن هنري كيسنجر، أول وزير خارجية أمريكي يهودي، هو أحد أعظم الدبلوماسيين على الإطلاق.

وتابع قائلًا: «إسرائيل تنعم حتى يومنا هذا بثمار العمليات التي قادها كيسنجر، بما في ذلك إرساء أسس اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر»، وأضاف: «لطالما شعرت بحبه وتعاطفه مع إسرائيل وإيمانه بالدولة اليهودية».

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في بيان، إنه حزن على وفاة رجل دولة وعالِم وصديق عظيم، وأشاد نتنياهو بـ«الذكاء الهائل والبراعة الدبلوماسية» لهنري كسينجر، والتي لم تشكل مسار السياسة الخارجية الأمريكية فحسب، بل كان لها أيضًا تأثير عميق على المسرح العالمي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: هنري كسينجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق إسرائيل أمريكا الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

«أوقاف دبي» تموّل «ساند» بمليوني درهم سنوياً

دبي: «الخليج»
وقعت مؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصّر في دبي «أوقاف دبي» وتعاونية الاتحاد، مذكرة تفاهم لتمويل بطاقة ساند، التي تهدف إلى دعم الفئات المستحقة والمسجلة لدى هيئة تنمية المجتمع بدبي، وتشمل الأيتام والأرامل وكبار المواطنين وأصحاب الهمم وذوي الدخل المحدود.
وبموجب مذكرة التفاهم تمول «أوقاف دبي» بطاقة ساند بقيمة مليوني درهم سنوياً ولمدة خمس سنوات، وفي المقابل تسهم تعاونية الاتحاد بإضافة نسبة 10% من قيمة البطاقة عبر بطاقات إضافية.
وتنص المذكرة على تقديم تعاونية الاتحاد إسهاماً مالياً بمبلغ مليون درهم سنوياً لمدة خمس سنوات لمصلحة مشروع ساند الوقفي، وهو وقف مستدام، يوفر تمويلاً دائماً لاستصدار بطاقة تموينية لذوي الدخل المحدود.
وقع المذكرة، علي محمد المطّوع الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصّر، ومحمد الهاشمي الرئيس التنفيذي لتعاونية الاتحاد بحضور عدد من كوادر الجانبين.
وتأتي المذكرة إدراكاً من الطرفين بأهمية الوقف وضرورة إحيائه، وأهمية دوره في تحقيق التنمية المجتمعية بكافة أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية والتقنية، وتفعيلاً لرؤية القيادة الرشيدة في ترسيخ قيم البذل والعطاء الإنساني وتقديم الخير إلى الجميع بما يحقق استقرار ورفاهية المجتمع، وما يتطلبه ذلك من جهود مكثفة.
وقال علي المطوع: إن المؤسسة حريصة على توفير كل سبل الدعم لبطاقة ساند، ضمن استراتيجيتها الهادفة إلى تمكين الفئات المستفيدة من المساعدات الاجتماعية، والارتقاء بجودة حياتهم وتحسين الوضع المعيشي للأيتام والأرامل وأصحاب الهمم وكبار المواطنين ومحدودي الدخل.
وأضاف أن التعاون مع تعاونية الاتحاد سيسهم في رفع حجم الدعم للبطاقة، وتوسيع خيارات الاستفادة لحَملتها، ويزيد من حجم حصولهم على المواد التموينية والغذائية واحتياجاتهم الأساسية، وأن المؤسسة تسعى للإسهام في تحقيق أجندة دبي الاجتماعية بإطلاق المبادرات المجتمعية وتشييد الأوقاف المستدامة.
وأشار إلى أن قيمة إنفاق «أوقاف دبي» على مصرف الشؤون الاجتماعية وعموم الخير خلال العام الماضي، بلغت نحو 22.5 مليون درهم تم صرفها لدعم وتمكين الشرائح المجتمعية محدودة الدخل.
من جانبه، قال محمد الهاشمي الرئيس التنفيذي: إن هذه الاتفاقية تأتي في إطار التزام التعاونية تعزيز المسؤولية الاجتماعية ودعم الفئات الأكثر حاجة في المجتمع، مشيراً إلى أن التعاون مع «أوقاف دبي» سيسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ويعزز الجهود المشتركة في تقديم الدعم للمستفيدين من بطاقة ساند، ما يسهم في تحسين حياتهم المعيشية.
وأضاف أن تعاونية الاتحاد تسعى دائماً لتقديم إسهامات مجتمعية من خلال عقد الاتفاقيات والشراكات مع شركائها الاستراتيجيين، بما يتماشى مع رؤية القيادة الرشيدة في تعزيز التضامن الاجتماعي وتحقيق الرفاهية للمجتمع، معرباً عن تقديره للجهود التي تقوم بها «أوقاف دبي» في دعم المبادرات الاجتماعية والخيرية، مؤكداً أن هذا التعاون سيكون له نتائج ملموسة في تحسين مستوى المعيشة للفئات المستهدفة.

مقالات مشابهة

  • هآرتس: نفوذ تركيا في سوريا يقيد إسرائيل
  • مناقشة تطورات القضايا بالمنطقة مع الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تطلب من إسرائيل السماح لها بتقديم مساعدات عسكرية للفلسطينيين
  • المواقفُ المشرِّفة تفشل مخطّطات الأعداء
  • «أوقاف دبي» تموّل «ساند» بمليوني درهم سنوياً
  • النائب أيمن محسب يطالب المجتمع الدولي بالتصدى للانتهاكات الإسرائيلية التي تمس السيادة السورية
  • وزير الخارجية يشدد على رفض مصر الكامل لتوغل إسرائيل بالمنطقة العازلة مع سوريا
  • الولايات المتحدة تفشل في كهربة شاحنات البريد
  • كيف تنظر الولايات المتحدة إلى سوريا ما بعد الأسد؟
  • قناة إسرائيلية: الولايات المتحدة وتل أبيب تنسقان هجوما ضد إيران