الصباح الجديد -
لا يغمض جفن لأنصار النظام البائد دون تحريك كل طاقاتهم من أجل استمرار الحرب ليس حباً في مناصرة الجيش أو لدحر قوات الدعم السريع وإنما لتغطية الفساد التراكمي الذي ولغوا فيه لأكثر من 30 عاماً وحتى الآن ، وللحُلم الذي يراودهم بالعودة للحكم المطلق مرة أخرى بعد أن أطاحت بهم الثورة .
من الواضح أن هناك علاقة ما زالت عميقة بين (الفلول) والحكومة الحالية ويظهر ذلك في تصرفاتها المرتبكة سواء كان على مستوى العلاقات الخارجية وإدارة الشأن الداخلي التي تبدت ملامحها الخاسرة بقرارات إبعاد أعضاء من المجلس السيادي دون مبررات موضوعية والتصريحات المعادية للدول.
إن تجليات الأزمة وتداعياتها تجاوزت الإطار العام ووصلت درجة الاستقطاب حدتها إلى الملاومة داخل (قروبات الواتس) الخاصة بأعضاء الحركة الاسلامية.. فالبعض يرى أن (إخوان) ينحدرون من مناطق معينة لم يحملوا البندقية ويقاتلوا من (إخوانهم) جنباً إلى جنب في خنادق معركة (الكرامة) ..هكذا انعدمت الثقة حتى داخل معسكرات (البلابسة).
في المقابل في صباح كل يوم تنشر وتبث الأخبار بدنو أجل المعركة وحسمها وأن على المواطنين العودة إلى ديارهم وأشياء من هذا القبيل لدرجة أزعجت الجيش نفسه ..صحيح أن الناطق الرسمي نسب مصدر هذه الأخبار لقوات الدعم السريع والناشطين المؤيدين لها في (الميديا) لكن لا يحتاج الأمر لسبر أغوار لاكتشاف أن من يسعون بمثل هذه الأخبار هم أنصار النظام البائد وليس سواهم.
وبالرغم من قناعتهم بأن استمرار الحرب تعني مزيد من الدمار وتمرير لأجندة تقسيم السودان تجدهم يضعون العراقيل للوصول لاتفاق لاطلاق النار بمنبر جدة ، تارة بالاصرار على ضرورة خروج الدعم السريع من العاصمة وتارة أخرى بطلب هدنة أو العودة للتشاور ، وكل ذلك يعكس أن وفد التفاوض ليس على قلب رجل واحد وأنه يحمل آراء عدة مؤسسات منها المؤسسة العسكرية وكذلك (الحركة الاسلامية).
وشاهد العدل على ذلك زيارة قائد الجيش عبدالفتاح البرهان إلى جيبوتي في الأسبوع الماضي التي كان الغرض منها دعم الحل السياسي بعد أن تم تقسيم العمل في منبر جدة وتفويض قضايا الحل السياسي إلى منظمة "إيغاد" والاتحاد الأفريقي، خاصة بعد اتفاق البرهان مع السيد ورقني قبيهو، السكرتير التنفيذي للهيئة الحكومية للتنمية (الإيغاد)، على عقد قمة طارئة لرؤساء بلدان الهيئة لبحث أزمة السودان ..لكن بعد أيام من عودة البرهان قطع الطريق عليه بتصريحات صادمة لكشف (الحركة الاسلامية) أن جزء من المجهودات كان سيكتمل من خلال مؤتمر المناخ المنعقد في دبي حالياً!!
ليت الإسلاميون يدركون أن هذه الحرب هي نتاج للإنسداد التي حدثت منذ الحرب في الجنوب وأدت لانفصاله مروراً بالحرب التي استنزفت دارفور فضلاً عن استفحالها في جبال النوبة والنيل الأزرق والآن جاء الدور على الخرطوم وأن تطرق الحرب الأهلية كل ابواب مدن البلاد ، الآن السودان في مفترق طرق وما عادت تدابير (الفلول) تجدي واصرارهم يعني الفوضى والتقسيم مقابل انتحارهم.
الجريدة
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مستمرة .. ولكن !!
مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة مستمرة .. ولكن !!
قالت هيئة البث الإسرائيلية ، مساء اليوم الأربعاء الأول من يناير 2025 ، إن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل و حماس ما زالت مستمرة.
وبحسب القناة ، فقد تم التوافق بين إسرائيل وحماس على مناقشة القضايا الخلافية في المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
ونقلت القناة عن مصادر فلسطينية قولها :" حماس وافقت على إطلاق سراح جنود الاحتياط المختطفين باعتبارهم كحالات إنسانية لكنها تطلب في المقابل إطلاق سراح كبار الأسرى الفلسطينيين".
إقرأ/ي أيضا:
اجتماع وزاري إسرائيلي غدا لمناقشة "ما بعد الحرب في غـزة"
ترامب يوجّه رسالة تهديد جديدة لـ "حمـاس"
بدورها قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن الوسطاء يزيدون الضغوط على إسرائيل وحماس لكي تكونا مرنتين وتتفقا على صفقة رهائن قبل وصول ترامب إلى السلطة ، لكن على الجانب الإسرائيلي يتزايد الإحباط من استمرار حماس في وضع شروط تمنع التقدم في الاتفاق.
ويقول مسؤولون كبار في إسرائيل إنه لا تزال هناك فجوات بين الطرفين لكن المفاوضات جارية أيضا ، آملين أن تؤدي إلى انفراجة. بحسب يديعوت
وأضافت :" في إسرائيل يؤكدون أن المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة والدول الوسيطة مستمرة في محاولة للتوصل إلى الخطوط العريضة لعودة المختطفين والتي تحقق أهداف الحرب".
وأوضحت أن الفجوات التي لا تزال قائمة في المفاوضات تتعلق في المقام الأول بأعداد المختطفين الذين سيتم إطلاق سراحهم ، حيث أن حماس مستعدة لإطلاق سراح عدد كبير من المختطفين الأحياء إلى جانب جثث ، فيما إسرائيل تسعى إلى زيادة العدد من الأحياء.
وقالت يديعوت :" تشير تقديرات مصادر مطلعة إلى أنه إذا تم التوصل إلى اتفاق فسيتم إعادة الجثث في مرحلة مبكرة من المرحلة الأولى ، كما أن هناك خلافا بشأن بقاء القوات الإسرائيلية في محوري فيلادلفيا ونتساريم (..)إسرائيل مستعدة للانسحاب في المراحل التالية من المفاوضات ، بينما حماس تشعر بالقلق من تصريحات نتنياهو بشأن نهاية الحرب".
المصدر : وكالة سوا