هل تعود العاصمة كما كانت واجمل مما كانت ؟؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
عباره ساذجه بصراحه ويرددها البعض بلا وعى بل ويضيف لها فى سذاجه وستعود العاصمه احسن مما كانت !! وهو كلام يطلقه فى الهواء ولا يستند على وقائع بنى عليها حديثه والذين يعتقدون ان حميدتى وكل النازحين الذين احتلوا العاصمه سيعودون الى مناطقهم التى جاؤوا منها هؤلاء ساذجون واول سؤال اوجهه لمثل هذا المتفائل بلا اساس وهل عدت انت من العاصمه الى منطقتك ؟ او هل عاد ابوك او جدك بعد ان جاء مهاجراً من الاقاليم ؟ ان الوطن واظننا نتفق جميعاً على ذلك لا يتمتع ببنيه تحتيه فى كل اقاليمه والمنطقه الوحيده التى بها بنيه تحتيه اهترأت بعد الاستقلال وخروج المستعمر هى العاصمه وقد كنت مع الاسره فى العاصمه بعد الاستقلال والى بداية الانقلابات العسكريه فى ١٩٥٨ وقد ترك لنا المستعمر مدينه جميله ومنظمه ومخططه بدون عشوائيات وكنا نذهب من حى السكه الحديد الى المدرسه الشرقيه الاوليه مشياً وعندما تسير فى شارع القصر كانك تسير فى شارع فى احدى الدول الغربيه جميل ونظيف جدا ومنظم لا تجد مجرد ورقه مجدوعه فى الشارع وصدقونى كانك تسير فى شارع فى واشنطون وكان عمال النظافه يومياً ينظفون الشوارع العامه وكان سوق اللحمه والخضار وكان فى وسط سوق الخرطوم يغسل بالمياه والصابون وكانت الدكاكين والمكاتب كلها لديها عمال نظافه بل كان ضابط الصحه يلف على المنازل ويفتح الازيار ويفحص ان كان فيها نمتى ويفحص المنزل حماماته فاذا وجد اى وساخه او حشرات حتى لو امام منزلك تغرم وكل مواطن ينظف داخل وخارج مسكنه وكان فى العاصمه شركة مواصلات العاصمه وهى شركه تدير المواصلات فى العاصمه وباسعار رخيصه جداً يعنى فى بداية السبعينات التذكره من المحطه الوسطى امدرمان للمحطه الوسطى بحرى بتعريفه والتعريفة نص قرش والجنيه فيه مائة قرش واسعار الخضروات واللحوم رخيصه يعنى العامل بيشترى تقريباً كل يوم نصف كيلو لحمه ضانى ومعه الخضار والفواكه دا كل بيت والناس تطبخ بالضانى لم يكن هناك من يطبخ بالبقرى كان زى العيب كده وكانت هناك مساواه فى الاكل فالعامل والمدير كلهم اكلهم واحد ليس هناك فوارق طبقيه فى الماكل والملبس وكان الاغلبيه من اهل السودان يتمتعون بالاجازه فى كل سنه او سنتين تذهب الاسره الى قريتهم بالقطار اوالبصات والترحيل يدفعه مكان عملك ويحملوا معهم ماطاب من المدينه التى يسكنون فيها وكنا نذهب لبلدنا مساوى الجميله كل سنه تقريباً وننتظر الاجازه بشوق شديد والقرى ذاته كانت جميله وكانت المدارس مجانيه من الاوليه ( الابتدائى ) الى الجامعه مجاناً وهناك مدارس اوليه ووسطى وثانوى فيها داخليا يعنى اكل ودراسه مجاناً واتذكر حتى فى المطعم الفطور بقرشين اما جامعة الخرطوم ( الجميله ومستحيله ) فكانت مجاناً وهناك داخليات لمن يرغب وليس فقط التعليم مجاناً بل السكنى فى الداخليه مجاناً اكل راقى جداً وكانك فى فندق خمسه نجوم وكان ابن عمتنا محمد الحسن عوض الكريم قد دخل جامعة الخرطوم فكنا انا والوالد نزوره احيانا فناكل معه وجبه فى السفره ويخدمنا السفرجيه والفطور كبد ولحوم وماتشتهى نفسك وغداء وعشاء وعصائر وفواكه بل ان بعض الطلاب يعطى اعانه ماديه من الدوله شهريه وتذاكر سفره وعوده فى الاجازه مجاناً وحتى هناك بعض الطلاب الفقراء من غير طلاب جامعة الخرطوم ياتوا لياكلوا فى الجامعه ولا يسالهم احد واتذكر فى السبعينات كانت تذاكر الطيران لاقل من٢٦ سنه ( تذاكر الشباب ) بنصف القيمه وكنا نتمتع بالسفر للخارج ونحن من اسر متوسطة الحال وعندما تسافر وانت شاب تنزل فى بيوت الشباب فى اوربا وهى مدعومه من الدول والمنظمات والاقامه والاكل شبه مجانى واتذكر فى باريس بيت الشباب كأنه فندق درجه اولى وتلتقى بالشباب من كل انحاء العالم وعندما زرنا الجزر اليونانيه لعدة ايام كنا نتجمع كشباب من كل انحاء العالم على شواطىء هذه الجزر ونقضى ليالينا على شاطىء البحر الابيض المتوسط لا فنادق ونلعب لعبات جماعيه وضحك وونسه حتى الصباح وكان العالم جميلاً والسودان اجمل ولم نكن نفكر فى هجره اطلاقاً وهى متاحه وكنت تذهب الى اى سفاره اوربيه تجلس فى كرسى وتسلم لك التاشيره فى نفس اليوم بكل احترام وتقدير واتذكر فى مدينة برايتون فى بريطانيا التقيت بمصرى وصادقته وهو يسكن فى شقه لوحده وطلب منى ان استقر معه واسكن معه فى الشقه وممكن ان اجد وظيفه بسهوله فى الشركه التى يعمل فيها واتذكر اننى قلت له والله لو ادونى رئيس وزراء بريطانيا مااقعد فى بريطانيا واخلى السودان ووالله كنت صادقاً فقد كان السودان جميلاً جميلاً جمال لا يوصف وماكان تستطيع ان تفارق السودان وهذا قبل ان نطمسه ونطمس معالمه بعد الاستقلال ونحطم بلادنا الجميله بايدينا وندمرها تماماً بل مازلنا نواصل التدمير بعد ان تركناها حطاماً .
محمد الحسن محمد عثمان
omdurman13@msn.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
عائلة تعود إلى منزلها بجنوب غزة وتجده قد أصبح مزارا للسنوار
سرايا - غطاؤها البرتقالي الباهت بفعل أشعة الشمس عليها، إضافة للحشو الاسفنجي داخلها، هما كل ما تبقى من "أريكة غير عادية" تحدثت عنها عائلة فلسطينية، حين عادت الأحد لتتفقد منزلها في غزة، بعد وقف النار بين حماس و "إسرائيل".
الصفقة شجعت سكان القطاع على العودة إلى منازلهم وإلقاء نظرة عليها، بعد أن شعروا أن بإمكانهم التجول بأمان لأول مرة منذ أكثر من عام، ومنهم عائلة أبو طه التي وجدت أن منزلها تحول إلى مزار للشهيد يحيى السنوار، القتيل في أكتوبر الماضي على الأريكة بعد مواجهة قصيرة خاضها بالصدفة مع طائرة "إسرائيلية" بدون طيار تربصت به وهو جالس عليها.
أحد الذين تفقدوا منازلهم، ونشرت صحيفة "التايمز" البريطانية، تقريرا عنهم، كان يوسف أشرف أبو طه، البالغ 32 عاما، مع بعض التصرف والاختصار، فقد قال: "كانت دهشتنا لا توصف حين رأينا السنوار (تلفزيونيا) وهو جالس يقاوم على الأريكة حتى اللحظة الأخيرة" ثم حمل أبو طه بقاياها وهتف: "كلنا لك يا أبو إبراهيم".
وأنهى يوسف أبو طه، بقوله: "كنا جميعا في صدمة. لم نتخيل أبدا أن قائدا عظيما مثل أبو إبراهيم السنوار سيكون في منزلنا ويستشهد فيه.. هذه الأريكة بالنسبة إلينا ليست مجرد أثاث، بل هي مباركة. كانت ملكا لجدتي، ثم أهدتها لوالدي يوم زفافه، وأخذتها حين تزوجت، وقمت بترميمها والاحتفاظ بها في البيت.. هذه الأريكة التي جلس عليها السنوار عمرها 54 عاما".
ثم عبّر أبو طه عن خشيته من تفقد البيت بالكامل، لاعتقاده أنه لا يزال مفخخا بعبوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولأنه الآن كومة ركام وحطام، لذلك "يحتاج الى سنوات لإعادة بنائه" كما قال.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #ترامب#بايدن#غزة#القطاع
طباعة المشاهدات: 1893
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 22-01-2025 12:42 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...