كان هنالك رجل يسير في الشارع تلفت فراي حسناء فظل ينظر إليها وتجول بصره في جميع أنحاء جسمها وتوارت الحسناء وظهرت عربة يجرها حصان وكان صاحب العربة يلهب ظهر الدابة المسكينة بلا شفقة يستحثها علي زيادة السرعة وعندما حازت المركبة صاحبنا الذي متع نفسه قبل قليل بالنظر الي الحرام هنا رفع السائق كرباجه وبدلا من أن يهوي به علي الحيوان المسكين أفلتت منه الضربة فوقعت علي عين صاحبنا التي صارت الدماء تغطيها وانعدمت عنده الرؤيا وقد اصابه ضرر كبير .

.. وقبل أن يبدأ الاسعافات والعلاجات التي كلفته الكثير ... استغفر الله العظيم واناب واسترجع وقال :
( إنا لله وأنا إليه راجعون ) ... وقد أدرك هذا الرجل الصالح بحسه المؤمن أن ما أصابه كان منحة له ارجعته الي طريق الخير بدلا من التمادي في الباطل ...
وكلكم تعرفون يا اهل التقوي والصلاح أن الابتلاء القصد منه عجم عود الصالحين وتمحيصهم لإخراج أحسن ما عندهم مثل الذهب الذي يعرض على النار ليزداد برقا ولمعانا ...
وكلنا يعرف أن أشد البشر ابتلاءا هم الانبياء والرسل والأمثل فالامثل وهكذا وجاء في الأثر ان الله سبحانه وتعالى إذا أحب عبده ابتلاه بمعني أنه لايريد عقابه بل يريد به الخير كل الخير ...
وهذا الشيء غير المسبوق والذي لم يكن يصدق حتي ولو كان في دنيا الاحلام وقد فقدنا أرواحا عزيزة بلغت الآلاف ونزح وتشرد الملايين وهلك الزرع والضرع واصاب الدمار الشامل البنية التحتية وعمت الفوضي الديار ...
لو تمعنا في هذا الخراب الذي لم يستثني أحدا لوجب علي كل فرد منا أن ينقب في صحيفة أعماله ودفتر أحواله ليلمس بنفسه مدي التقصير الذي ارتكبه في حق نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه وان يكون صادقاً في الشروع فورا في إصلاح مايمكن إصلاحه دون إبطاء فإن ماحصل لنا جميعا هو منحة ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن لايكون هذا البلاء عقاباً ... إن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم ونسأله تعالي أن يلطف بنا في ماجرت به المقادير وأننا بحكم الله سبحانه وتعالى راضون غاية الرضا وقلوبنا عامرة بالإيمان والطمأنينة ...
يا اهل السودان الحل عندكم بالاستغفار وكثرة الدعاء والتوبة النصوحة وارجاع الحقوق لأهلها والاقلاع عن الذنوب في الحال وعدم العودة إليها ... وهذا الوطن الجميل الذي فرطتم فيه بكل استهتار يجب أن تعيدوه مثلما كان لأن حب الوطن من الإيمان كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
لانريد اغاثات ولا مبادرات ولامؤتمرات من العالم أو من الإقليم حولنا وكلهم قلبهم ليس علي السودان بل علي خيراته وكنوزه الهائلة...
لو اتحدنا صارت قلوبنا مثل اللبن الحليب وابتعدنا عن المحرمات وعملنا بإخلاص بيد واحدة للانشاء والتعمير واول شيء نعمله أن نعمر قلوبنا بالإيمان وان تكون لنا يقظة من ضمير !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم بمصر .  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الله سبحانه وتعالى

إقرأ أيضاً:

أستاذ بجامعة الأزهر: الابتلاءات فرص كبيرة للخير والبركة

أكد الدكتور محمد ورداني، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، أن كل ابتلاء يمر به الإنسان في حياته، سواء كان همًا حزنًا أو تحديًا صعبًا، هو في الحقيقة طريق رئيسي للخير، رغم أنه قد يبدو في البداية غير منطقي.

وقال محمد ورداني، خلال حلقة برنامج «ولكن»، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء: «قد يظن البعض أن الابتلاءات هي محض شر، لكن الحقيقة أن هذه الابتلاءات هي فرص كبيرة للخير والبركة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب ولا هم ولا حزن ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه».

وتابع: «عندما نرضى بما قدره الله، نكون قد حولنا المحنة إلى مكسب عظيم، بينما في حالة السخط، فإن الشخص يفقد فرصة تكفير ذنوبه ويزيد من المعاناة النفسية.»

وأوضح أن قدرة الإنسان على التعامل مع الأزمات والابتلاءات بشكل صحيح هي المفتاح لتحويل تلك الأوقات الصعبة إلى لحظات من الربح الروحي، مشيرا إلى أن الأنبياء والصالحين، الذين هم أقرب الناس إلى الله، مروا بأشد الابتلاءات، لأن الابتلاء يزداد مع زيادة الإيمان والدين والصبر.

كما أضاف أنه من خلال الابتلاء يصبح الإنسان أكثر قربًا إلى الله، حيث قال: «عندما يبتلى الإنسان، ويشعر بأن المخلوقين قد يتخلون عنه، فقط الله سبحانه وتعالى هو الذي يمكنه احتواءه. وهو وحده القادر على أن يصب على قلبه السكينة والرحمة.»

ولفت إلى أن الابتلاء ليس عقابًا، بل فرصة لتقوية العلاقة بالله، مؤكداً أن اللجوء إلى الله في الأوقات الصعبة، وتقبل الأمر بقول «وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد»، هو الطريق الذي يفتح أمام الإنسان أبواب السكينة والطمأنينة.

مقالات مشابهة

  • خالد الجندى: عندما نتحدث عن الله سبحانه وتعالى نستخدم المصطلحات الدقيقة
  • أمين الفتوى: سيدنا نوح أول مَن أطلق على مصر أم البلاد
  • الدكتور محمد وسام: سيدنا نوح أول من أطلق على مصر أم البلاد (فيديو)
  • بُشرى سارة لكل مُبتلى ومهموم.. طريق رئيسي للخير "فيديو"
  • أستاذ بجامعة الأزهر: الابتلاءات فرص كبيرة للخير والبركة
  • عبارات بعد الانتهاء من العمرة
  • هل رأى النبي الله في رحلة الإسراء والمعراج.. وهل كان الحوار باللغة العربية؟
  • الإعجاز القرآني فى قوله سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ.. تعرف عليه
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: القرآن تحدث عن معجزة الإسراء والمعراج بخطاب يناسب العقل
  • وكيل الأزهر: معجزة الإسراء والمعراج هي رمز للفرج والتكريم