الابتلاء هو منحة للمرء إذا استفاد منها تحسنت أوضاعه وإذا اضاعها يظل على حاله القديم !!
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
كان هنالك رجل يسير في الشارع تلفت فراي حسناء فظل ينظر إليها وتجول بصره في جميع أنحاء جسمها وتوارت الحسناء وظهرت عربة يجرها حصان وكان صاحب العربة يلهب ظهر الدابة المسكينة بلا شفقة يستحثها علي زيادة السرعة وعندما حازت المركبة صاحبنا الذي متع نفسه قبل قليل بالنظر الي الحرام هنا رفع السائق كرباجه وبدلا من أن يهوي به علي الحيوان المسكين أفلتت منه الضربة فوقعت علي عين صاحبنا التي صارت الدماء تغطيها وانعدمت عنده الرؤيا وقد اصابه ضرر كبير .
( إنا لله وأنا إليه راجعون ) ... وقد أدرك هذا الرجل الصالح بحسه المؤمن أن ما أصابه كان منحة له ارجعته الي طريق الخير بدلا من التمادي في الباطل ...
وكلكم تعرفون يا اهل التقوي والصلاح أن الابتلاء القصد منه عجم عود الصالحين وتمحيصهم لإخراج أحسن ما عندهم مثل الذهب الذي يعرض على النار ليزداد برقا ولمعانا ...
وكلنا يعرف أن أشد البشر ابتلاءا هم الانبياء والرسل والأمثل فالامثل وهكذا وجاء في الأثر ان الله سبحانه وتعالى إذا أحب عبده ابتلاه بمعني أنه لايريد عقابه بل يريد به الخير كل الخير ...
وهذا الشيء غير المسبوق والذي لم يكن يصدق حتي ولو كان في دنيا الاحلام وقد فقدنا أرواحا عزيزة بلغت الآلاف ونزح وتشرد الملايين وهلك الزرع والضرع واصاب الدمار الشامل البنية التحتية وعمت الفوضي الديار ...
لو تمعنا في هذا الخراب الذي لم يستثني أحدا لوجب علي كل فرد منا أن ينقب في صحيفة أعماله ودفتر أحواله ليلمس بنفسه مدي التقصير الذي ارتكبه في حق نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه وان يكون صادقاً في الشروع فورا في إصلاح مايمكن إصلاحه دون إبطاء فإن ماحصل لنا جميعا هو منحة ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن لايكون هذا البلاء عقاباً ... إن الله سبحانه وتعالى غفور رحيم ونسأله تعالي أن يلطف بنا في ماجرت به المقادير وأننا بحكم الله سبحانه وتعالى راضون غاية الرضا وقلوبنا عامرة بالإيمان والطمأنينة ...
يا اهل السودان الحل عندكم بالاستغفار وكثرة الدعاء والتوبة النصوحة وارجاع الحقوق لأهلها والاقلاع عن الذنوب في الحال وعدم العودة إليها ... وهذا الوطن الجميل الذي فرطتم فيه بكل استهتار يجب أن تعيدوه مثلما كان لأن حب الوطن من الإيمان كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
لانريد اغاثات ولا مبادرات ولامؤتمرات من العالم أو من الإقليم حولنا وكلهم قلبهم ليس علي السودان بل علي خيراته وكنوزه الهائلة...
لو اتحدنا صارت قلوبنا مثل اللبن الحليب وابتعدنا عن المحرمات وعملنا بإخلاص بيد واحدة للانشاء والتعمير واول شيء نعمله أن نعمر قلوبنا بالإيمان وان تكون لنا يقظة من ضمير !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم بمصر .
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الله سبحانه وتعالى
إقرأ أيضاً:
وسط رايات حزب الله : "عيد حزين" في جنوب لبنان قرب قبور أحباء قضوا في الحرب
عيترون (لبنان) - أحيا سكان في جنوب لبنان الإثنين عيد الفطر بغصّة في قراهم المدمّرة بفعل المواجهة الدامية بين حزب الله واسرائيل، بينما اكتظت مقابر بزوّار جاؤوا يصلّون لأحباء قضوا في الحرب.
في بلدة عيترون الحدودية مع اسرائيل، أحضر الزوار في اليوم الأول من عيد الفطر الذي يحتفل فيه معظم المسلمين الشيعة في لبنان الاثنين، ورودا بألوان زاهية كسرت السواد الذي خيّم على ملابس الحاضرين في مقبرة أنشئت حديثا لدفن أكثر من مئة قتيل من سكان القرية قضوا في غارات إسرائيلية ومنهم مقاتلون من حزب الله.
وزيارة الموتى تقليد في اليوم لاأول من عيد الفطر كل سنة.
ووسط رايات حزب الله التي رفعت بين الحضور، لم تتمالك نسوة متشحات بالسواد أنفسهن وهن يقرأن الفاتحة فوق قبر أب أو شقيق أو زوج. ومن بينهن سهام فتوني التي فقدت ابنها المسعف في الهيئة الصحية الاسلامية التابعة للحزب.
وتقول فتوني وهي تقف قرب قبر ابنها "لقد تحدينا العالم أجمع بوقوفنا هنا الآن في قلب عيترون لنحتفل بعيد الفطر مع شهدائنا الذين مكنتنا دماؤهم من العودة إلى قريتنا".
ومنذ التوصل الى وقف لإطلاق النار في 27 تشرين الثاني/نوفمبر بعد أكثر من سنة على مواجهة دامية، عاد عدد من السكان الى مناطقهم التي كانوا هجروا منها.
ولا ينفك حزب الله وأنصاره يتحدثون عن "نصر"، بينما من الواضح أن الحرب التي قتلت خلالها إسرائيل العديد من قيادات الحزب ودمّرت جزءا كبيرا من ترسانته وبناه التحتية، أضعفت الحزب الى حدّ كبير.
في المكان، جلست طفلة قرب قبر امرأة، حاملة صورة لها محاطة بالزهور وعلى وجهها ملامح حيرة.
ومن بين الصور التي ارتفعت فوق شواهد القبور، صورة رضيعة، وأخرى لشاب بزي عسكري.
وبينما قرأت سيدة صفحات من القرآن الكريم، خرق صوت منشد الصمت ليرثي الموتى، وسط وجوم ساد وجوه الحاضرين الذين انهمرت دموعهم.
ووزّع بعض الحاضرين الحلوى والمأكولات على وافدين من قرى مجاورة.
ويقول المزارع سليم السيد (60 عاما) من قرية عيترون "يختلف العيد هذا العام عن الأعياد في السنوات الماضية(...). تعيش عيترون التي قدّمت اكثر من 120 شهيدا، عدد كبير منهم من النساء والاطفال، عيدا حزينا".
ويتدارك الرجل "لكن إرادة الحياة ستبقى أقوى من الموت".
- حزن "عارم" -
وعلى غرار معظم القرى الحدودية في جنوب لبنان، يسود الدمار عيترون وقد لحق بالمنازل والبنى التحتية وحال دون عودة الغالبية الساحقة من السكان للعيش في قريتهم. إلا أن قلة ممن نجت بيوتهم من الدمار، عادوا، وفتح عدد من المتاجر أبوابه.
وتأخرت عودة سكان عيترون إلى حين الانسحاب النهائي للقوات الإسرائيلية منها في 18 شباط/فبراير.
ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب الجيش الإسرائيلي من كل المناطق التي دخل إليها خلال الحرب. إلا أنه أبقى على وجوده في خمسة مرتفعات استراتيجية تخوّله الإشراف على مساحات واسعة على جانبي الحدود. ويطالب لبنان بانسحابه منها.
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل شنّ غارات على لبنان وتقول إنها تضرب أهدافا عسكرية لحزب الله في جنوب البلاد وشرقها. وتتهم الدولة اللبنانية بعدم تنفيذ قسطها من الاتفاق والقاضي بتفكيك ترسانة حزب الله العسكرية ومنعه من التواجد في المنطقة الحدودية.
وبلغ التصعيد ذروته الجمعة عندما قصفت إسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت بعد إطلاق صاروخين باتجاهها من جنوب لبنان.
في عيترون أيضا، يقول سائق الأجرة عماد حجازي (55 عاما) "على الرغم من المخاطر الأمنية، فان معظم الناس جاؤوا لتمضية اليوم الأول لعيد الفطر، الى جانب الشهداء الموتى من أبناء القرية".
ويكمل "الحزن كان عارما وكل الناس في حالة تأثر"، مضيفا "فقدت 23 شخصا من أقاربي في غارة إسرائيلية... وشعرت بالخجل من أن أقدّم التهاني بالعيد لعائلتي أو أصدقائي".
Your browser does not support the video tag.