سودانايل:
2025-02-16@19:57:15 GMT

جنوب السُّودان.. ماضيه وصيرورته (8 من 21)

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

shurkiano@yahoo.co.uk

إزاء المواجهة الشديدة للسياسة البريطانيَّة في جنوب السًّودان من قبل قبائل الشمال، وبخاصة بعد ظهور ما سُمِّي بالقيادات الوطنيَّة في الشمال المناهضة للسياسة البريطانيَّة، عدَّلت الحكومة البريطانيَّة في السُّودان سياستها تلك، وعملت تدريجيَّاً على إتاحة أوسع الفرص للجنوبيين للاتصال بالشماليين، لكن لم يكن هناك متسع من الزمن، والاستعمار في عجلة من أمره في الجلاء، ليؤهِّلوا الجنوبيين لتحمُّل المسؤوليَّة السياسيَّة في إدارة دولاب الدولة في الجنوب، لذلك ظهرت أطروحات مثل الحكم الذاتي أو الفيديرالي مع تشكيل مجالس خاصة بالجنوب، والتف حول هذه الأطروحات وعضَّ عليها بالنواجذ أهل الجنوب بشدّة، وتبنَّتها الأحزاب الجنوبيَّة الناشئة حينئذٍ.

في ذلك الحين من الزمان عقد السكرتير الإداري للسُّودان جيمس روبرتسون مؤتمر جوبا في الفترة ما بين 12-13 حزيران (يونيو) 1947م، وحضره ممثلو أهل الجنوب والشمال، وكذلك المدراء الإداريين في الجنوب لبحث مسألة الجنوب، فتباينت الآراء، واشتدَّ وطيس الجدال، وأُلقيت التبعة على تخلُّف الجنوب ونظمه التنموية على الاستعمار، وتمخض المؤتمر عما يلي:
(1) الاتفاق على أنَّ الوحدة ضرورة لا بد منها، وأنَّ الفصل غير وارد.
(2) الإعراب عن أنَّ الجنوب لا يستطيع الاستقلال بشؤونه، ولا يرغب في الاتحاد مع أوغندا.
(3) أبدى الجنوبيُّون تذمُّرهم من واقع التخلُّف الاقتصادي والحضاري، كما أبدوا تخوُّفاً من نوايا الشماليين ومعارضتهم لتسلُّطهم.
في الانتخابات الحرَّة المباشرة في تشرين الثاني-كانون الأول (نوفمبر-ديسمبر) 1953م فاز الحزب الوطني الاتحادي، وتمَّ إنشاء أول برلمان سوداني، ثمَّ شكَّل السيِّد إسماعيل الأزهري أول حكومة وطنيَّة مُنح فيها الجنوبيُّون ثلاثة مقاعد وزاريَّة من الدرجة الثالثة، حتى يستميل إليه الجنوبيين والجنوب. وفي كانون الثاني (يناير) 1954م تشكَّل على إثر ذاك البرلمان أول حكومة وطنيَّة حُدِّدت لها ثلاث مهام رئيسة هي: سودنة الجيش والشرطة والخدمة العامة؛ وإجلاء قوَّات دولتي الحكم الثنائي؛ ثمَّ تنظيم إجراءات تقرير المصير. في خضم الصراعات الحزبيَّة إبَّان الهرولة نحو استقلال السُّودان، التي كانت على أشدها، رفضت القيادات الشماليَّة فكرة الحكم الذاتي أو الفيدراليَّة التي نادى بها أهل الجنوب في ذلك الردح من الزمان، وذلك باعتبارهما الطريق المؤدِّية إلى الانفصال، إلا أنَّ طريقة الرَّفض التي تمَّت بها إدارة عجلة الاستقلال من داخل البرلمان (الجمعيَّة التأسيسيَّة) حملت بذور المخاوف الدفينة في نفوس أهل الجنوب، فضلاً عن السياسات الخلطاء التي مارستها الحكومات الوطنيَّة المتعاقبة على سدة الحكم في الخرطوم. إذ كان تصريح قيادات أهل الجنوب أنَّ قيام سودان موحَّد سيدفع الشماليين للسيطرة، وستكون الوحدة أشبه بالوحدة بين الحصان وصاحبه، وإعلان الإسلام الدين الرسمي للدولة، وبخاصة أنَّ التاريخ الإسلامي يتجسَّد في العقيدة الدينيَّة، والثقافة العربيَّة هي ثقافة فقه، وقد صدق تخوُّفهم فيما بعد كما رأينا في الحكومات الديمقراطيَّة والعسكريَّة في السُّودان على حدٍّ سواء.

للمقال بقايا باقيات،،،  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أهل الجنوب

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء البريطاني يؤكد دعم بلاده الثابت لأوكرانيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، خلال لقائه مع الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي، أن أي محادثات بشأن أوكرانيا لن تُعقد بدون مشاركة كييف، مشددًا على أن بريطانيا ملتزمة بضمان مسار أوكرانيا نحو الانضمام إلى حلف الناتو بشكل لا رجعة فيه.

كما شدد ستارمر على ضرورة تقديم ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا، إلى جانب مواصلة تقديم المساعدات العسكرية، مؤكدًا دعم بلاده لمستقبل أوكرانيا كدولة ذات سيادة.

مقالات مشابهة

  • نداء من الجيش إلى سكان المناطق الجنوبيّة
  • السفير البريطاني: الهجمات ضد اليونيفيل في لبنان غير مقبولة
  • الفريق أسامة ربيع: توسعة القناة في القطاع الجنوبي جاءت بعد دراسات معمقة
  • عدسة سانا توثق الكنوز الأثرية في المتحف الوطني بدمشق.. لوحات فسيفسائية ومنحوتات نادرة تروي قصص الحضارات التي تعاقبت على سوريا
  • نيجيرفان بارزاني يناقش مع وزير الخارجية البريطاني تعزيز العلاقات الثنائية
  • مجلة السُّودان في رسائل ومدونات (1918-2003)
  • آن لهذا السُودان أن يستعدَّل «3»
  • رئيس الوزراء البريطاني يؤكد دعم بلاده الثابت لأوكرانيا
  • منتخب سوريا بكرة القدم للشباب يخسر أمام نظيره الكوري الجنوبي في بطولة كأس آسيا
  • في معارك شرسة.. الجيش الوطني ينجح في تطهير الجنوب من أوكار الجريمة والمرتزقة التشاديين