حكايات من (خور أجول) مع كل الخير في رسائل سلام ومحبة ..!! يرويها – صديق السيد البشير
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
(1)
بترفيه فني واستعراض إبداعي وباقة منتقاة من عروض مسرحية، إلى جانب أشعار وأوتار وغناء عذب، عذوبة مستوحاة من بيئة محلية، ذلك لأن الإنسان بن بيئته، بهذه المعاني كانت مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية تبعث رسائل سلام ومحبة لسكان منطقة (خور أجول)، جنوبي مدينة ربك عاصمة ولاية النيل الأبيض، رسائل تبعثها، تنفيذاً لبرامج حملة الستة عشر يوماً لمكافحة العنف ضد المرأة والأطفال ومناصرة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة تعزيزا لدورهم في مختلف المجالات وتيسيراً لإدماجهم في المجتمع.
حضور جماهيري كبير من سكان المنطقة كانوا يتابعون عن كثب فقرات الفعالية،فقرات استعراضية لنماذج من (جراب الحاوي) الذي قدم نماذج ترفيهية لامست العقل والقلب والوجدان، إلى جانب عروض مسرحية وغنائية وشعرية، ما أسهم في تقديم أصوات غنائية جديدة من شباب المنطقة، لتتبناهم مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية في إنتاج أعمال فنية بلغة الهوسا في قادم الأيام.
(2)
برامج حملة الستة عشر يوماً لمكافحة العنف ضد المرأة، تأتي بتنفيذ من مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية وبشراكة مع مؤسسة تنمية الأطفال ووحدة مكافحة ضد المرأة بولاية النيل الأبيض ودعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، شراكة استراتيجية قد تسهم في إحداث تغيير جذري في واقع النساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة عبر الفنون في المستقبل.
(3)
ومن أجل (المناصرة عبر الفنون)، وتنفيذا لشعار حملة الستة عشر يوماً لمكافحة العنف ضد المرأة كانت نخبة من المشتغلين بالفنون المسرحية يبدعون في تقديم عرضين مسرحيين مميزين، تجاوب مع الحضور من سكان منطقة (خور أجول)، وناقشت الأعمال المسرحية المقدمة ناقشت قضايا العنف الأسري وواقع تعليم الفتيات في الولاية أو عموم مناطق السودان، عروض أسهمت في رفع الوعي بأهمية نبذ العنف المبني على النوع ومكافحة العنف ضد المرأة ومناصرة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة وحثهم على ضرورة الأهتمام بتعليم البنات، ذلك لأن الحملة لهذا العام إتخذت شعارا ينادي بتعليمهن وهو (فلنتحد جميعا لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات في الحرب والسلم)
(4)
حن الصغار العانو ويلات الحرب
نحن العيال الأصلو ما عرفو اللعب
نحن النفوس الملَت الخوف والضرب
و نحن الهموم الغطَت آمال القلب
هكذا كان الشاعر الطيب عمر الطيب، يرسم بريشة الأطفال لوحة مضيئة، أضاف عليها الموسيقي إيهاب جعفر لحنا مميزا، لوحة عنوانها الأبرز السلام والأمن والمحبة والعيش الكريم ونبذ العنف، تطبيقا لرسائل حملة الستة عشر يوماً لمكافحة العنف ضد المرأة ومناصرة قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة ومراعاة حقوق الأطفال وحمايتهم من دوي المدافع في مناطق الحرب.
قسمتنا إننا نتولد زمن المظالم والحريق
و قدرنا نتحرم الأمان والأسره والبيت والصديق
ما لينا إيدين في الحصل و لا حتي بنشجَع فريق
و منانا زي لمح البصر العافيه ترجع للفريق
(5)
من واقع الناس وأحلامهم في غد أفضل وبأعمال فنية، كان الموسيقار السوداني العالمي دكتور عاصم الطيب يمضي في إنجاز مشروعات إبداعية تناقش قضايا الحقوق والحريات، وصولاً إلى العيش في بلد يسع الجميع بسلام ومحبة ووئام.
عاصم الذي يحمل رسائل التسامح ليمضي في تقديمها في فعاليات داخلية وخارجية وهو الذي أنجز عديد الأغنيات المصورة (سوداني اسمراني) الذي بث على منصات إعلامية مختلفة، هذا إلى جانب مشروعات جمالية ينفذها في الفترة المقبلة، وهو ذاته الذي جاءنا في ولاية النيل الأبيض ملبيا لدعوة مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية، لتقديم عروض موسيقية ضمن برامج حملة الستة عشر يوماً لمكافحة العنف ضد المرأة، تلك الأعمال التي قدم منها نماذج بلغة الهوسا في هذه الفعالية بمنطقة (خور أجول).
(6)
يمه ازيك ..كيف قيلتي
مشتاقين والله كتير
كيف احوالك وانت هناك
رفت عيني ودمعي مطير
جد مشتاق لي ونستك يمه
وقولة ولدي صباح الخير
انا مسكون بي ريدك لسه
وبيك ونست قبايل الطير
الغيمات طرني ادينك
مهمومات بي راحة الغير
شاي المغرب كم واحشاني
جوطة البيت والدنيا عصير
وانت تكوركي اتفضلو جوه
قومي ا بنيه وسوي عصير
وانا بتمطق كلما طريتك
وبهبش قلبي القرب يطير
هي لوحات أدبية رصينة يرسمها الشاعر إبراهيم جابر على وجوه الناس هنا في منطقة (خور أجول)، لوحة مستمدة من بيئة محلية، وبعامية سودانية تتزين بالفصيح من لغة الضاد، ما أحدث التجاوب من الحضور مرددين معه كل مقاطع الشعر التي قدمها في الأمسية التي خصصتها كل الخير لسكان منطقة (خور أجول)، وذلك لكونها قصائد جاءت تحمل بين حروفها نكهة القهوة وطعم الزنجبيل وعبق (ريحة البن)، ذلك البرنامج الذي كان إبراهيم جابر أحد نجومه والذي بث على الفضاءات الرقمية المختلفة في سنوات ماضية.
هو ذاته الذي يمضي (بتفاصيله الصغيرة) في مسيرته الأدبية، مقدما نصوصه تلامس العقول والقلوب
يااااا مستكه
شفتي التفاصيل الصغار
بالليل معارك مهلكه ..!
يا المستكه ... يا ريحة الوطن العزيز
الفرقونا ..
اريتو كان الانجليز!
اريتو كان كفار قريش
تهمونا شفشفنا النبيذ
يا حليوة يا دمي اللذيذ
الفرقونا ..
اتنين غلاااااااد
سجم الولاد ... واخوهو عاد
ارم ذات الرماد
خلو الكنوز الفي البلاد
واتشاكلو
في دكوة وحلة عكوة
وشطة خدرا وهردبيس
مربطات في كيس
كان فيهو دقة قنقليس ..!
يا حسرة الوطن العزيز ...!
(7)
وتسعى مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية في إنجاز أشكال إبداعية تناقش قضايا حقوق الإنسان ومناهضة كل أشكال العنف والتمييز السلبي، لإحداث تغيير جذري في واقع النساء والأطفال، كهذا العمل الغنائي الموسوم (الصوت الضائع)، والذي صاغه الشاعر الطيب عمر الطيب ووضع لحنه إيهاب جعفر، والذي ينتج فنيا عبر المؤسسة ويقول :
أنا بتمني الناس تتجرد تنظر للبت نظره سليمه
ما يتمييز نوع ناس أحمد و في الزحمة تضيع ألف فهيمه
ياريت لو نزرع في الأتنين إنو الإنسان ثروه وقيمه
شان يتبلور مفهوم راقي و يبقي العالم أمة عظيمه
(8)
وضمن مشروع (التغيير عبر الفنون)، تمضي مؤسسة كل الخير الطوعية للتنمية في تنفيذ مشروعات مستقبلية وتتعلق بالدعم النفسي للأطفال وبناء السلام الإجتماعي بهدف إحداث تغيير جذري عبر الفنون، من خلال أعمال موسيقية وأغنيات مصورة، من هذه المقاطع من عمل فني قادم، قد يحدث التغيير المنشود في قادم الأيام
كل الخير
سلام يا بلد الخير
اهو كل الخير
جاكي ... ولاقاكي .. بلا تاخير
جيناكي عيال .. سمحين وعدال
وبنات نايرات .. أدوك شبال
جوكي الأطفال .. وشليل في البال
يا خدرة ويانعة ... في عين تربال
كم تاجر قال .. ريدك راس مال
يا درقة وسيف ... عمة وشوتال
يا بت امي ... يا ريحة الخال
ريدك دمي .. وقلبي الشغال
siddigelbashir3@gmail.com
//////////////////
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: ذوی الإعاقة عبر الفنون
إقرأ أيضاً:
كيف أصبحت إيران أقرب صديق لطالبان؟
كابل- جاءت زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى كابل، أواخر يناير/كانون الثاني الماضي، لتعبّر عن نقطة تحول في العلاقات الثنائية بين طهران وحكومة طالبان. وكان عراقجي أبرز مسؤول إيراني يزور أفغانستان، معلنا أن "فصلا جديدا في العلاقات" معها قد فُتح.
واعتبر مراقبون الزيارة بمثابة اعتراف إيراني غير مباشر بحكومة طالبان. وبعد عودته إلى إيران، انتقد عراقجي ما أسماه "رُهاب طالبان" في بلاده، وأكد أنه لا ينبغي النظر إلى الحركة كعدو.
وحسب مصادر في الخارجية الأفغانية، فإن الجانب الإيراني قال إن الملف الأفغاني في طهران نُقل من قنوات أمنية واستخباراتية إلى الدبلوماسية.
في السنوات الماضية، ومع تزايد التقارب بين حكومة طالبان وإيران، كان التصور السائد هو أن العلاقات بين الطرفين ستكون تكتيكية ومؤقتة، وبعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان ستتبنى طهران نهجا مختلفا تجاه حركة طالبان في أفغانستان.
وبعد 3 سنوات من حكم طالبان، توسعت العلاقات بين الجانبين بشكل كبير، مع مؤشرات على أن علاقات إستراتيجية يتم تشكيلها بين البلدين.
كانت إيران رغم إدراكها لحساسية الأمر لدى طالبان، تدعو باستمرار إلى تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان، لكن حكومة مسعود بزشكيان أزالت هذا الاشتراط من جدول أعمال محادثاتها مع طالبان. ثم، وعلى عكس التوقعات، اتخذت الحكومة الإيرانية الجديدة خطوات جادة في العلاقات مع حركة طالبان تمثلت بزيارة وزير خارجيتها إلى كابل.
إعلانوفي هذا السياق، يقول رئيس دائرة الشؤون السياسية بالخارجية الأفغانية ذاكر جلالي، إن الهدف من زيارة عراقجي هو إيصال رسالة واضحة أن العلاقات ستكون طبيعية بين البلدين، وستُدار من قبل القنوات الدبلوماسية.
وأوضح جلالي، للجزيرة نت، أن الوفد الإيراني ناقش كافة المواضيع المهمة مع الجانب الافغاني مثل التجارة، والمياه، وقضية اللاجئين؛ حيث طالبت الحكومة الأفغانية من الإيرانيين التريث في إعادتهم، لأن الأمر يحتاج إلى وقت لترتيب استقبالهم في أفغانستان.
علاقات جوهريةشهدت العلاقة بين إيران وحركة طالبان توترا شديدا في الماضي، حتى أن إيران عزمت شن غزو عام 1998على أفغانستان بسبب مقتل دبلوماسيين إيرانيين في مدينة مزار شريف شمال أفغانستان.
ورغم مشكلة طالبان الأساسية مع إيران بشأن أهدافها الإستراتيجية في المنطقة، تشير التطورات الأخيرة إلى تحول جوهري في العلاقات بين كابل وطهران، حيث وصلت العلاقات الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والأمنية بين الجانبين إلى مرحلة يمكن أن نسميها "إستراتيجية"، وفق محللين.
ونشأت العلاقة بين طالبان وإيران أثناء الوجود الأميركي في أفغانستان، وقدمت لطالبان الأسلحة والدعم الاستخباراتي، وأقامت علاقات قوية مع بعض القادة. والآن، رغم التباين الأيديولوجي مع إيران، فإن الحركة تحتاج إلى طهران بسبب عزلتها الدولية وطرق التجارة المحدودة.
يقول الباحث السياسي نجيب كريمي للجزيرة نت "نظرا للعلاقات المتوترة بين طالبان وباكستان، فإن إيران أصبحت تتمتع بأكبر قدر من النفوذ على حكومة طالبان، ولديها علاقات قوية مع دائرة قيادة طالبان والقادة العسكريين البارزين، ويحتاج كل واحد الآخر، والقاسم المشترك بينهما هو شكل علاقتهما بالولايات المتحدة".
الشراكة الاقتصادية
وصل حجم التجارة الرسمية لطالبان مع إيران إلى أكثر من 4 مليارات دولار أميركي في العام الأخير. ولم تتجاوز هذه العلاقة خلال عقدين ماضيين بين طهران وكابل ملياري دولار، بسبب تأثّر العلاقات الاقتصادية بين أفغانستان وإيران بالعقوبات الأميركية، وبما أن إيران كانت تخضع لعقوبات اقتصادية دولية شديدة، فقد كانت أفغانستان حذرة في علاقاتها مع طهران.
إعلانوقال المتحدث باسم وزارة التجارة الأفغانية عبد السلام جواد للجزيرة نت، إن صادرات إيران غير النفطية إلى أفغانستان وصلت العام الماضي إلى أكثر من 3 مليارات دولار، وهو ما يمثل نموا بنسبة 80% عن العام السابق. وتشير المحادثات الجارية بين الجانبين إلى أن توسيع العلاقات التجارية سيستمر.
على العكس من ذلك، يقول جواد إن العلاقات التجارية بين طالبان وباكستان تراجعت إلى ما دون 700 مليون دولار، بعد أن بلغت بين أفغانستان وباكستان خلال الحكومة السابقة أكثر من 2.2 مليار دولار بين 2017 و2018.
ويرى خبراء الشأن الأفغاني أن إيران لعبت دورا مهما في تقليل اعتماد طالبان على الموانئ الباكستانية عبر خط السكك الحديدية وميناء تشابهار الإيراني، لأن علاقات طالبان مع باكستان تدهورت، وتحاول كابل توسيع علاقتها التجارية مع الهند، لذا تهتم بميناء تشابهار.
إلى جانب التعاون الوثيق مؤخرا بين المستشارين العسكريين للحرس الثوري الإيراني وكبار شخصيات طالبان، تم تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الجانبين.
ويركز هذا التعاون بشكل أساسي على مكافحة تنظيم الدولة والمخدرات وعصابات التهريب. وأكد وزير الدفاع الأفغاني الملا يعقوب مجاهد، في تصريح صحفي، أهمية العلاقات الاستخباراتية وتبادل المعلومات خلال لقاء مع وزير الخارجية الإيراني.
بينما يقول مصدر -فضّل عدم ذكر اسمه- في الداخلية الأفغانية للجزيرة نت، "إن طالبان وإيران تواجهان بشكل مشترك النفوذ والتدخل الغربي".
ويقول الباحث السياسي رحيم اندر للجزيرة نت "تشعر إيران بالقلق إزاء التهديد الذي تشكله الجماعات المسلحة في سيستان وبلوشستان؛ وتعتقد أنها تحظى بدعم طالبان، ويبدو أن الحركة تحاول ضبطها إلى حد ما".
إعلان اختلافات صعبةرغم توسع العلاقات بين طالبان وإيران، فإن هناك تحديات في العلاقة بين الجانبين، أهمها مشكلتا المياه واللاجئين، وحق إيران في نهر هلمند.
وتتهم السلطات الإيرانية طالبان بعرقلة تدفق المياه إلى إيران، وتعتقد أنها بموجب اتفاق 1972 لها الحق في 820 مليون متر مكعب سنويا من نهر هلمند، إلا أن بناء أفغانستان للعديد من السدود أدى إلى خفض تدفق المياه إلى إيران. وأدى إلى تفاقم أزمة نقص المياه في سيستان وبلوشستان.
وانتقلت العلاقات بين طالبان وإيران من المرحلة التكتيكية إلى المرحلة الإستراتيجية. وتُعد زيادة التبادل الاقتصادي والتعاون الاستخباراتي وانخفاض التوترات السياسية علامات على هذا التحول.
ورغم ذلك، لا تزال التحديات مثل قضية المياه واللاجئين وبناء الجدار مع أفغانستان أيضا قائمة ويمكن أن تؤثر مستقبلا على العلاقات بين البلدين.