ألوان الطيف وأُفْق العمل
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
عائض الأحمد
لم يعد الوقت والمكان يسمح بالقوة، فالعقل والعمل وكثيرا من الذكاء هما الوقود الحقيقي للبقاء، القوى بحكمة يسبقة الذكاء بفطنة لأنها مفتاح العلم والمعرفة، وليست وليدة موقف وردة فعل سريعة على حدث ما تستطيع تجاوزة أنيا، ثم تخفق فيما بعد ذلك.
يقول علماء النفس وخبراء "سيكلوجيته" بأن تأثير العاطفة وإيحاء الألوان أو تمازجها معا يشعرك بالفضول وتحريك مايسمى بالأثر المباشر أو غير المباشر أحيانا على حالتك النفسية والعقلية، وكل هذا له علاقة بطريقة تفكيرك الإبداعي أو العاطفي كما وأنها قد تثير مشاعر الفرح أو الحزن وقد تصل إلى الأمراض العضوية، فما بالك بكل آثارها النفسية على قراراتك وابداعك وطريقة تفكيرك.
من هنا يأتي حديث القوة ونقضية لون أبيض كبياض الثلج يسر الناظرين كمالا وبهجة يشع بها نورا يضئ قلوب العارفين ببواطن الامور وليس بظاهرها الباسم وباطنها الأكثر قسوة ونفور من نفسه وخلانه في يوم حشد ظن أن يأتوا فرادا فأتوه جماعة، يحلفون بعمره وهو يستوطنهم بغربة لم تفارقه نسبا أو عرقا عجز علم الوراثة الحديث عن تحديد هويته وصفاته ومن أيهما أقوى أم أذكى، مستعينا بخداع الألوان البصري وأثرة الجلي على رؤية الأشياء حسب ألوانها قربا أو بعد .
كل هذا يفسر لك معنى وجودك وحيلتك المعرفية كما تفعل ألوان الطيف، حين تشعرك بذلك الفراغ الروحي المتجرد من الأفكار المسبقة ذات الصبغة المحددة بأحكام مطلقة جلنا يجزم بصحتها ثم نعلم بعد حين بسقوط القناع ومتلاء العقل الباطن بمدخلات ليست من الواقع في شئ.
الآن فقط ستعلم بأن العقل عبارة عن لون والذكاء فضاء أوسع والقوة عكس كل هذا فختر أيهما شئت بعيدا عن كل ماسبق، وإن أردت حقا فقف هنا ودع كل هذة الكلمات خلف ظهرك، وحذر أن تنظر خلفك فستجد من يتربص بك ويدعوك الى حفلته الفاخرة متعددة الألوان فتشبث بما يروق لك ودع الباقي لمستحق أخر يراها بعين طبعة و ترضي شغه.
ختاما:
الإيمان أساس كل ماتعتقده.
شئ من ذاته:
الشمس والقمر لن يجتمعان حتى قيام الساعة.
ظاهرك يفضح كل ماتخفيه، لن يصح قولها إلا لمن زاره العشق يوما، وتدثر بردائين، أحدهما يخفية عن الآخر، وسترة هتكا لعشق طفولته وأحلام صباه، حديث المساء لا يعنيك أذا ضاقت بك الدنيا وحتضنك صدرها العاشق.
نقد:
بعد كل هذة السنوات أستطيع القول بأن الاكتفاء مسألة وقت، فالشغف ليس بالشئ السهل استدعائه.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
د. ندى عصام تكتب: العبادات في عصر الذكاء الاصطناعي
في عالمنا المعاصر، حيث تتسارع وتيرة التطورات التكنولوجية بشكل غير مسبوق، أصبحت التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ولم يتوقف تأثيرها عند حدود الحياة العملية فقط، بل امتد ليشمل الجوانب الروحية والعبادية أيضًا، ويُعتبر الذكاء الاصطناعي (AI) أحد أبرز ملامح هذه الثورة التكنولوجية، حيث يوفر أدوات ووسائل مبتكرة يمكن أن تُحدث تغييرًا جذريًا في كيفية تعلم المسلمين لعباداتهم وممارستها.
إن العبادات في الإسلام، مثل الصلاة، والصوم، والزكاة، والحج، تحمل معاني عميقة ودلالات روحية سامية، وتعليمها بشكل صحيح يُعد أمرًا بالغ الأهمية لكل مسلم.
لذا، فإن دمج الذكاء الاصطناعي في هذا السياق يمكن أن يُعزز من فهم العبادات، ويسهل على الأفراد التعلم والممارسة بطريقة تتناسب مع احتياجاتهم الخاصة.
والجدير بالذكر، يمكن أن تُستخدم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تطوير برامج تعليمية تفاعلية تساعد الأفراد على تعلم كيفية أداء العبادات بشكل صحيح، على سبيل المثال، هناك تطبيقات تتخصص في تعليم الصلاة، حيث تقدم شروحات مرئية وصوتية توضح كيفية أداء كل ركعة، مع توجيهات حول كيفية قراءة الآيات والأدعية هذه التطبيقات غالبًا ما تستخدم تقنيات التعرف على الصوت، مما يتيح للمستخدمين التفاعل بشكل مباشر مع البرنامج، وتصحيح الأخطاء أثناء أداء الصلاة، هذا النوع من التعلم العملي يُعتبر فعالًا بشكل خاص، حيث يتيح للمستخدمين فهم العبادات بصورة أعمق، ويعزز من تجربتهم الروحية.
واستناداً لما سبق، يُعزز الذكاء الاصطناعي من إمكانية تخصيص المحتوى التعليمي وفقًا لاحتياجات الأفراد والفئة العمرية المستهدفة، كما يمكن للأنظمة الذكية تحليل بيانات المستخدمين لتحديد المجالات التي يحتاجون فيها إلى تحسين، مثل فهم أحكام الصوم أو تعلم كيفية إخراج الزكاة، هذا التحليل الدقيق يمكن أن يُنتج خططًا تعليمية مخصصة، مما يضمن أن يتلقى كل فرد التعليم الذي يناسب مستواه واحتياجاته، وعلى سبيل المثال يمكن لنظام الذكاء الاصطناعي أن يقترح موارد إضافية أو دروسًا تفاعلية بناءً على أداء المستخدم، مما يساعده في تعزيز معرفته وفهمه.
ولتسليط الضوء على تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) في تعليم العبادات، تعتبر هذه التقنيات تجربة غامرة للمستخدمين، فيمكنهم زيارة المساجد أو أداء مناسك الحج في بيئة افتراضية، هذه التجارب لا تُعزز فقط من المعرفة العملية، بل تساعد أيضًا في تحفيز المشاعر الروحية والارتباط الشخصي بالعبادات، وعلى سبيل المثال يمكن للمستخدمين تجربة الطواف حول الكعبة أو أداء الصلاة في المسجد الحرام، مما يضفي طابعًا واقعيًا على التعلم ويعزز الفهم الروحي للعبادات.
ومع كل هذا التطور، لا تخلو هذه التكنولوجيا من التحديات والاعتبارات الضرورية، أحد أهم هذه التحديات هو التأكد من دقة المعلومات المقدمة، يُعد التعليم الديني أمرًا حساسًا، لذا يجب أن تكون المصادر المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي موثوقة ومتوافقة مع التعاليم الإسلامية، كما ينبغي أن تكون هناك معايير واضحة لضمان أن المحتوى لا يتعارض مع القيم الإسلامية الأساسية، وتخضع للمراقبة والإشراف الديني مثل الأزهر الشريف.
تحدٍ آخر يتعلق بالخصوصية والأمان، إذ يجب حماية بيانات المستخدمين وضمان عدم استخدامها بشكل غير مصرح به، وفي عالم تتزايد فيه المخاوف بشأن الأمان الرقمي، يجب على المطورين والشركات العاملة في هذا المجال أن يضعوا معايير صارمة لحماية المعلومات الشخصية.
علاوة على ذلك، يجب أن يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة مكملة للتعليم التقليدي، وليس بديلاً عنه، لا يزال دور المعلمين والمرشدين الدينيين ضروريًا، حيث إن التعليم الروحي يتطلب تفاعلًا إنسانيًا وفهمًا عميقًا للمعاني والمقاصد. لذا، يجب أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتعزيز هذه التجربة، بدلاً من استبدالها.
في الختام، يُعتبر الذكاء الاصطناعي رفيقًا جديدًا في رحلة تعليم العبادات الإسلامية، حيث يمكن أن يسهم في تعزيز الفهم والممارسة الصحيحة للعبادات بطرق مبتكرة وفعالة، ومن خلال دمج هذه التكنولوجيا مع المعرفة الدينية، يمكننا تعزيز التجربة الروحية للمسلمين، مما يجعل رحلة الإيمان أكثر غنى وعمقًا، ومع الاستمرار في تطوير هذه الأنظمة يجب علينا التأكيد على أهمية القيم الإسلامية في كل خطوة من خطوات هذا التطور، لتكون النتيجة تجربة تعليمية شاملة ترتقي بالفرد وتنمي علاقته بالله عز وجل.