في لحظة محورية بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يتصاعد الغضب الشعبي إزاء فشل حكومته في منع الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر، مما يثير تساؤلات حول مستقبله السياسي.  

 

ووفقا لما نشرته نيويورك تايمز، على الرغم من اجتيازه العديد من الخلافات في الماضي، بما في ذلك مزاعم الفساد وانتقادات الإصلاح القضائي، يواجه نتنياهو الآن رد فعل عنيفًا.

وتؤدي الانتقادات الموجهة إلى طريقة تعامله مع حرب غزة إلى تفاقم التحديات، مع تزايد السخط داخل حكومته وبين أولئك الذين يؤيدون استبداله.

 

يعترف المحللون بأن مكانة نتنياهو الحالية لدى الجمهور الإسرائيلي وصلت إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق. ومع ذلك، فإن التعامل مع تعقيدات النظام البرلماني الإسرائيلي وديناميكيات الحرب المستمرة لا يقدم سوى القليل من السبل المباشرة للإطاحة به.

 

شهدت الأسابيع الأخيرة تحول الوقفات الاحتجاجية على الضحايا إلى احتجاجات ضد قيادة نتنياهو. وقد تطورت الدعوات المطالبة بالمحاسبة بشأن الإخفاقات الاستخباراتية التي سبقت هجوم حماس إلى حملة تطالب باستقالته. وحتى داخل حزبه، الليكود، هناك أصوات انشقاق، وهدد أحد أعضاء الائتلاف اليميني المتطرف بإسقاط الحكومة.

 

زادت الولايات المتحدة، وهي حليف مهم لإسرائيل، من الضغوط على نتنياهو لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين في غزة. ومع دخول الصراع مرحلة جديدة مع انهيار الهدنة التي استمرت سبعة أيام، يسعى نتنياهو بنشاط إلى إيجاد حل، مع الأخذ في الاعتبار خيارات مثل الاغتيال المحتمل للزعيم الأعلى لحركة حماس في غزة، يحيى السنوار.

 

أعرب نتنياهو، في بيان أصدره الجمعة، عن التزامه بـ"تدمير حماس". وبحسب ما ورد، فقد دفع بشكل خاص إلى قيام الجيش باغتيال السنوار، الذي يعتقد أنه العقل المدبر لهجمات 7 أكتوبر. ويرى نتنياهو في ذلك خطوة استراتيجية لإقناع الجمهور الإسرائيلي بتحقيق نصر كبير على حماس، وهو ما قد يؤدي إلى إنهاء الحرب.

 

ومع ذلك، فإن المحللين السياسيين يشككون في أن اغتيال السنوار وحده يمكن أن يعكس تماما موجة الغضب الشعبي. ويعتقد أنشيل فيفر، وهو كاتب عمود في صحيفة هآرتس، أن نتنياهو مر تاريخياً عبر الفضائح، لكن الوضع الحالي يشكل تحدياً كبيراً.

 

تحولت المشاعر العامة ضد نتنياهو في الأسابيع الأخيرة. وكشف استطلاع أجرته صحيفة "معاريف" أن 30% فقط من المستطلعين يعتقدون أن نتنياهو هو الأفضل لرئاسة الوزراء، بينما يفضل 49% منافسه السياسي، بيني غانتس.

 

في ظل النظام متعدد الأحزاب في إسرائيل، يحتاج الائتلاف إلى 61 مقعدا على الأقل في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا لتشكيل الحكومة. ويشغل ائتلاف نتنياهو حاليا 74 مقعدا، مما يجعل سيناريو الإطاحة الناجح معقدا. إن انشقاق الأعضاء أو التصويت الناجح لحجب الثقة عن مرشح بديل هو الوسيلة الأساسية للإطاحة به.

 

يعترف أفيف بوشينسكي، المستشار السياسي السابق لنتنياهو، بالدعوة واسعة النطاق لاستقالة نتنياهو لكنه يسلط الضوء على التحديات التي تواجه استبداله. ويشير إلى أنه بينما يناقش بعض أعضاء الليكود تشكيل حزب جديد، فإن المشهد السياسي الحالي لا يحبذ مثل هذه الخطوة.

 

تحولت المشاعر السياسية الإسرائيلية نحو اليمين منذ 7 أكتوبر، مما يجعل من المحتمل أن يفوز في أي انتخابات مستقبلية مرشح يميني يُنظر إليه على أنه قائد عسكري قوي.

 

مع تجمع المئات في ساحة الرهائن في تل أبيب، حيث أصبحت الاحتجاجات والحداد على الأفراد المختطفين أمراً شائعاً، انقسمت الآراء. وبينما يلوم البعض نتنياهو على الإخفاقات التي أدت إلى محنة الرهائن، يشكك آخرون في جدوى استبداله أثناء الصراع.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: نتنياهو حماس

إقرأ أيضاً:

عاجل | ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي: المجلس السياسي الأمني يصدق على أهداف الحرب لتشمل إعادة سكان الشمال لبيوتهم

وسعت إسرائيل الأهداف المعلنة لحرب غزة لتشمل تميكن السكان الإسرائيليين في الشمال من العودة إلى مساكنهم، وذلك رغم التحذيرات الأميركية من توسيع الحرب.

وذكر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن مجلس الوزراء الأمني المصغر وافق على القرار.

وجاء ذلك بعد يوم من اجتماع وزير الدفاع الإسرائيلي الإسرائيلي يوآف غالانت مع المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين لبحث التطورات على الحدود الإسرائيلية مع لبنان، في ظل تصاعد الخلاف داخل حكومة الاحتلال بشأن توسيع العملية العسكرية في لبنان.

وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن غالانت اجتمع مع هوكشتاين في محاولة أخيرة لمنع حدوث تصعيد كبير على الجبهة الشمالية، وأفادت بأن غالانت قال للمبعوث الأميركي إن العمل العسكري هو السبيل لإعادة سكان الشمال.

وأفادت أيضا بأن هوكستين قال لغالانت إن معركة واسعة ضد لبنان لن تعيد الأسرى وستعرض إسرائيل للخطر.

وأضافت أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن فرصة التوصل إلى تسوية في لبنان، من دون وقف إطلاق النار في غزة، ضئيلة.

من جانبه، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للمبعوث الأميركي إن تل أبيب تقدر دعم واشنطن، لكنها ستفعل ما يلزم لإعادة السكان شمالا وحماية أمنها، مضيفا أنه لا يمكن إعادة السكان إلى الشمال دون تغيير جذري في الوضع الأمني.

وكان هوكشتاين وصل إلى إسرائيل في وقت سابق أمس الاثنين، وبعد وصوله إلى تل أبيب، أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي نظيره الأميركي لويد أوستن، في اتصال هاتفي، أن فرص التوصل إلى تسوية تنهي المواجهات مع لبنان تتلاشى مع استمرار حزب الله في ربط نفسه بحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية خلال الأيام الماضية أن واشنطن تريد منع اندلاع حرب قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وزادت في الأيام الأخيرة الدعوات في إسرائيل لشن حرب على حزب الله في لبنان، بالتزامن مع تصاعد هجماته الصاروخية على مستوطنات الشمال بينها ما لم يسبق إخلاؤها من المستوطنين.

وبينما تحاول واشنطن التوسط في اتفاق تهدئة بين إسرائيل ولبنان، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في العاشر من يوليو/تموز الماضي إن حماس تفاوض عن نفسها وبالنيابة عن كل الفصائل الفلسطينية، وما تقبل به حماس نقبل به جميعا.

مقالات مشابهة

  • «يعكس إحباطا من نتنياهو».. نيويورك تايمز تعلق على عدم زيارة بلينكن لـ إسرائيل
  • “نيويورك تايمز” عن محللين: الهجوم الإلكتروني الإسرائيلي على لبنان بلا تأثير استراتيجي
  • صحيفة “نيويورك تايمز” عن محللين: الهجوم الإلكتروني الإسرائيلي على لبنان بلا تأثير استراتيجي
  • حماس تستهجن تحوير وسيلة إعلام عربية مقابلة مشعل مع "نيويورك تايمز"
  • حماس تستهجن تحوير وسيلة إعلام عربية حوار معشل مع صحيفة "نيويورك تايمز"
  • جيش الاحتلال والشعب الإسرائيلي غاضبون من نتنياهو.. ماذا فعل؟
  • مقال بنيويورك تايمز: القضية التي أصبح فيها أقصى اليمين الإسرائيلي تيارا سائدا
  • ‏خالد مشعل لصحيفة نيويورك تايمز: نرفض المقترحات الأمريكية والإسرائيلية لإدارة غزة من دون حماس
  • ‏خالد مشعل لصحيفة نيويورك تايمز: حماس لن تخرج من قطاع غزة
  • عاجل | ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلي: المجلس السياسي الأمني يصدق على أهداف الحرب لتشمل إعادة سكان الشمال لبيوتهم