قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن المجتمع الدولي فشل مجددًا في الضغط على دولة الاحتلال للجم جماح حرب إبادة مكتملة الأركان تهدف إلى تطهير غزة عرقيًا وتصفية القضية الفلسطينية من خلال إيقاع أكبر عدد من الضحايا المدنيين والدفع باتجاه هجرة قسرية من القطاع.

وأضافت المنظمة في بيان لها اليوم السبت أرسلت نسخة منه لـ "عربي21": "إن استئناف دولة الاحتلال أمس الجمعة حرب الإبادة ضد المدنيين في قطاع غزة المحاصر، تسبب في يومه الأول في مقتل 178 مدنيًا وإصابة أكثر من 700 آخرين ومواصلة تدمير البنية التحتية ومنازل المدنيين فيما تبقى من القطاع، ليواصل عداد الضحايا من المدنيين الارتفاع، وذلك بعد أسبوع واحد من هدنة إنسانية هزيلة".



وأكدت المنظمة أنه وقبل تثبيت الهدنة الإنسانية وطوال 48 يومًا من القصف المتواصل، قُتل أكثر من 16,000 مدني فلسطيني أغلبهم من النساء والأطفال، وجرح أكثر من 37,000 مدنيًا، بالإضافة إلى تشريد حوالي77% من سكان القطاع، لكن كل ذلك لم يكن سببًا كافيًا للمجتمع الدولي لوقف حرب الإبادة بشكل كامل وإنقاذ أكثر من مليوني إنسان من مصير مظلم.

وأضافت المنظمة أن استئناف العدوان ضد سكان القطاع المثخنين بالجراح يأتي في ظل شح المواد الغذائية والوقود، فما تم إدخاله خلال أيام الهدنة لم يكن كافيًا في حدوده الدنيا، كما أن المنظومة الصحية تعاني من انهيار شبه كامل، إذ لم تصل الإمدادات الطبية اللازمة في ظل المراقبة المشددة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على هذه الإمدادات التي تدخل من معبر رفح .

 كما يأتي في ظل مناشدات من قبل الطواقم الطبية وعمال الإغاثة بضرورة توفير المساعدات بهدف إنقاذ النظام الصحي بعد إعلان وزارة الصحة الفلسطينية عن انهياره بسبب الحصار والاستهداف الإسرائيلي المتواصل، وبهدف انتشال جثث آلاف الضحايا الذين لا زالوا عالقين تحت الأنقاض خاصة في الجزء الشمالي من قطاع غزة، ولا يزال عدم توفر الآليات اللازمة يحول دون انتشالها.

وأكدت المنظمة أنه رغم أن الهدنة الإنسانية التي امتدت طوال أسبوع واحد وكانت بمثابة فرصة للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، إلا أن المجتمع الدولي تعامى مجددًا وغض الطرف عن جرائم الحرب والمجازر التي مارسها جيش الاحتلال طوال أيام ما قبل الهدنة، ولم تتحرك مؤسساته بأي صورة فاعلة قد تصل لمحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين، وكنتاج طبيعي استأنف الاحتلال مجازره في اليوم الأول بعد انهيار الهدنة.

كما انتقدت المنظمة استمرار الحصار على قطاع غزة من الجانب المصري رغم أن الهدنة شكلت فرصة مواتية لكسره، إلا أن النظام ظل منصاعًا لإرادة دولة الاحتلال وداعميها وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، واستمر في خنق سكان القطاع ومضاعفة الأوضاع الإنسانية الكارثية.

وقالت: "إن ازدواجية المعايير الصارخة التي تمارسها دول غربية والخرس الرسمي في مواجهة جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية وتعزيز الإفلات التام من العقاب لقادة الاحتلال، هي أسباب مباشرة في غطرسة الاحتلال وإقدامه على إنهاء الهدنة الإنسانية ليستمر في مخططاته القاسية بقتل أكبر عدد من السكان وتهجير البقية الباقية".

وأضافت: "بينما تخرج بعض تصريحات المسؤولين الغربيين نتاج الضغط الشعبي داعية إلى ضرورة إيقاف قتل المدنيين، فإن الموقف الرسمي ظل محجمًا حتى عن المطالبة بوقف إطلاق للنار بشكل كامل، كما تستمر شحنات الأسلحة والصفقات العسكرية بين هذه الدول ودولة الاحتلال".

وناشدت المنظمة المجتمع الحقوقي والمدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء حول العالم الضغط على حكوماتهم من أجل إلزام الاحتلال بوقف حرب الإبادة وإيجاد آلية فعالة لمحاسبة قادة الاحتلال على الجرائم التي ارتكبوها.

كما حثت المنظمة على ضرورة ممارسة النظام المصري دوره في الإشراف على معبر رفح الحدودي والتعجيل في إخلاء الجرحى والكف عن السماح لقوات الاحتلال الإسرائيلي بانتهاك السيادة المصرية من خلال التحكم بالمعبر، إذ لم يخرج عبر المعبر للعلاج خارج القطاع إلا عدد ضئيل من بين عشرات آلاف الجرحى، وسجلت شهادات عديدة عن موت عدد من الجرحى أثناء الانتظار على المعبر. وقد قدرت الأمم المتحدة أن السلطات المصرية سمحت بخروج 131 جريحًا فقط، من بين عشرات آلاف الجرحى، في الفترة بين 2 و9 من نوفمبر/تشرين الثاني الفائت.

وفي ذات السياق مُنعت الفرق الطبية من الدخول لتخفيف المعاناة التي يعيشها الجرحى، ولم يسمح إلا بإقامة مستشفيين ميدانيين في جنوب قطاع غزة، في حين تظل مناطق وسط القطاع وشماله بحاجة ملحة لفرق ومساعدات طبية عاجلة في ظل ازدياد أعداد الضحيات بسبب نقص الرعاية الطبية.

وجددت المنظمة دعوتها أنظمة الدول العربية والإسلامية بالتوقف عن دور المتفرج على ما يحدث من مجازر والاستجابة لمطالبات الشعوب بقطع كافة العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، والعمل بشكل جماعي لإيقاف حرب الإبادة ضد المدنيين في غزة.

وصباح الجمعة، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية مصرية وأمريكية، استمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

ومنذ انتهاء الهدنة واستئناف الحرب الإسرائيلية، هاجم الجيش ما يزيد على 400 هدف في جميع أنحاء قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، وفق بيان للجيش الإسرائيلي السبت.

وجاءت الهدنة بعد حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلّفت 15 ألفا و207 قتلى و40 ألفا و652 مصابا، حتى ظهر السبت، إضافة لدمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة الفلسطينية العدوان الموقف احتلال فلسطين غزة عدوان موقف سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حرب الإبادة أکثر من

إقرأ أيضاً:

الإعلام الحكومي ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة في قطاع غزة

غزة - صفا نشر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تحديثًا لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ410. وقال المكتب الإعلامي، في تصريح وصل وكالة "صفا"، يوم الثلاثاء، إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3838 مجزرة، منذ بدء العدوان على القطاع. وأوضح أن هناك 54,972 شهيدًا ومفقودًا، من بينهم 11,000 مفقودٍ، و43,972 شهيدًا ممن وصلوا إلى المستشفيات. وأضاف أن هناك 17,492 شهيدًا من الأطفال، بينهم 211 طفلًا رضيعًا وُلِدوا واستشهدوا في حرب الإبادة الجماعية، و825 طفلاً استشهدوا خلال الحرب وعمرهم أقل من عام. وأشار إلى أن 1369 عائلة فلسطينية قتل الاجتلال جميع أفرادها ومسحها من السجل المدني. وذكر أن 41 استشهدوا نتيجة سو التغذية ونقص الغذاء والمجاعة، فيما بلغ عدد الشهداء من النساء 11,979، ومن الطواقم الطبية التابعة لوزارة الصحة 1054 شهيدًا. وتابع أن عدد شهداء الدفاع المدني بلغ 86 شهيدًا، وعدد الصحفيين بلغ 188 شهيدًا، فيما قتل الاحتلال 706 من رجال شرطة وتأمين مساعدات، وارتكب 141 جريمة استهداف لرجال شرطة وتأمين مساعدات. وبين أن الاحتلال (7) أقام مقابر جماعية داخل المستشفيات، فيما تم انتشال 520 شهيدًا من 7 مقابر جماعية داخل المستشفيات. وحسب الإحصائية، فإن (104,008) من الجرحى والمصابين وصلوا إلى المستشفيات،من بينهم (398) جريحًا ومُصابًا من الصحفيين والإعلاميين. ولفت المكتب الإعلامي إلى أن 70% من الضَّحايا هم من الأطفال والنساء، مشيرًا إلى أن الاحتلال استهدف (204) مراحز للإيواء والنزوح في القطاع. وذكر أن (10%) فقط من مساحة قطاع غزة يطلق عليها الاحتلال "مناطق إنسانية"، فيما يعيش (35,060) طفلًا بدون والديهم أو بدون أحدهما. وأفاد بأن (3,500) طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء. وبين أن (196) يومًا على إغلاق آخر معبر في قطاع غزة، مبينًا أن هناك (12,400) جريح بحاجة للسفر للعلاج في الخارج، فيما يواجه (12,500) مريض سرطان الموت وبحاجة للعلاج. وأضاف أن هناك (3,000) مريض بأمراض مختلفة يحتاجون للعلاج في الخارج، فيما هناك (1,737,524) مصابًا بأمراض معدية نتيجة النزوح، و(71,338) حالة عدوى التهابات الكبد الوبائي بسبب النزوح. ووفق الإحصائية، فإن هناك (60,000) سيدة حامل تقريبًا مُعرَّضة للخطر لانعدام الرعاية الصحية، و(350,000) مريض مزمن في خطر، بسبب منع الاحتلال إدخال الأدوية. وأشار المكتب إلى أن الاحتلال اعتقل (6,400) مواطنًا من قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية، وهناك (319) حالة اعتقال من الكوادر الصحية (تم اغتيال 3 أطباء منهم داخل السجون)، و(40) حالة اعتقال صحفيين ممن عُرفت أسماؤهم. وأفاد بوجود (2) مليون نازح في قطاع غزة، و(100,000) خيمة اهترأت وأصبحت غير صالحة للنازحين. وأفاد بأن الاحتلال دمر منذ بداية الحرب (208) مقرات حكوميةٍ، و(131) مدرسة وجامعة بشكل كلي، و(346) بشكل جزئي. وأوضح أن الاحتلال قتل (12,700) طالب وطالبة خلال الحرب، و(785,000) طالب وطالبة حرمهم من التعليم. وحسب المكتب الإعلامي، فإن (754) معلمًا وموظفًا تربويًا في سلك التعليم قتلهم الاحتلال خلال الحرب، و(141) عالمًا وأكاديميًا وأستاذًا جامعيًا وباحثًا أعدمهم الاحتلال. وبين أن الاحتلال دمر (815) مسجدًا بشكل كلي، و(151) مسجدًا بشكل بليغ بحاجة إلى إعادة ترميم، كما دمر واستهدف (3) كنائس، و(19) مقبرة دمرها بشكل كلي وجزئي من أصل (60) مقبرة. وقال إن الاحتلال سرق (2,300) جثمان من العديد من مقابر قطاع غزة. وأضاف أن الاحتلال دمر (160,000) وحدة سكنية بشكل كلي، و(83,000) وحدة غير صالحة للسكن، و(193,000) جزئيًا. وألقى الاحتلال (86,600) طن متفجرات على قطاع غزة منذ بدء الحرب، فيما أخرج (34) مستشفى عن الخدمة، و(80) مركزًا صحيًًا. ووفق المكتب، فإن الاحتلال استهدف (162) مؤسسة صحية، و(134) سيارة إسعاف، كما دمر (206) مواقع أثرية وتراثية. وذكر أن الاحتلال دمر (3,130) كيلو متر أطوال شبكات الكهرباء، و(125) عدد محولات توزيع الكهرباء الأرضية المدمرة، كما دمر (330,000) متر طولي شبكات مياه، و(655,000) متر طولي شبكات صرف صحي، و(2,835,000) متر طولي شبكات طُرق وشوارع. وأفاد بأن الاحتلال دمر (39) منشأة وملعبًا وصالة رياضية، و(717) بئر مياه دمرها وأخرجها عن الخدمة. وبين أن نسبة الدمار في قطاع غزة بلغت (86%)، وقدرت الخسائر الأولية المباشرة لحرب الإبادة الجماعية بـ(37) مليار دولار. 

مقالات مشابهة

  • إعلام غزة الحكومي ينشر إحصائيات حرب الإبادة في اليوم 410
  • منظمة حقوقية تتهم العراق بتنفيذ إعدامات غير قانونية بناء على محاكمات جائرة
  • الإعلام الحكومي ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة في قطاع غزة
  • الاحتلال بنسف مباني ببيت لاهيا.. 46 يومًا من الإبادة والتهجير القسري شمالي القطاع
  • منظمة حقوقية تشيد بتعويض الإيزيديين المتضررين من داعش: لكن الخطوة ليست كافية
  • منظمة التعاون الإسلامي تدين استمرار جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة
  • منظمة قطر الخيريه تنفذ بكسلا برنامج توزيع سلال للايتام المكفولين عبر المنظمة
  • حماس: مجـ.زرة بيت لاهيا استمرار لحرب الإبادة والانتقام من المدنيين العزل
  • حماس: المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال بقصف بناية سكنية على رؤوس ساكنيها في بيت لاهيا؛ إمعان في حرب الإبادة والانتقام من المدنيين العزل
  • 44 يومًا وجرائم الإبادة والحصار لا تتوقف شمالي القطاع