عربي21:
2025-02-16@13:02:33 GMT

تعليق على تجديد بقاء القوات التركية في ليبيا

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

بعد مناقشته طلبا من الرئيس طيب أوردغان، وافق البرلمان التركي على تمديد بقاء القوات التركية على الأراضي الليبية، غرب البلاد، لعامين إضافيين. وبرر أوردغان طلبه بالحاجة لحماية المصالح الوطنية، واتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد المخاطر الأمنية التي مصدرها جماعات مسلحة غير شرعية في ليبيا، وكذلك تهديدات الهجرة، وأيضا تقديم المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الليبيون، وباستثناء الفقرة الأولى المتعلقة بحماية المصالح الوطنية، فإن مبررات الرئيس التركي لاستمرار بقاء القوات التركية في الغرب الليبي لا مسوغ لها على الإطلاق.



ومعلوم أن قرار تمديد بقاء الوجود التركي العسكري يشكل عاملا من عوامل التأزيم في البلاد التي يتصارع فيها أطراف محلية تدعمهم قوى إقليمية ودولية، غير أن معارضة الوجود التركي لا تخلو من شبهة وقلة اتزان، ذلك أن من يتصدون بشدة للوجود التركي العسكري على الأراضي الليبية لا يرون حرجا في الوجود العسكري الروسي متمثلا في قوات فاغنر، برغم الاختلاف في ظروف الوجودين وشرعيته.

وعندما تكون مقاربة الوجود الأجنبي العسكري في البلاد خاصعة لأبجديات الصراع والمناكفة السياسية  ستفقد بالقطع قيمتها، وهذا هو واقع الحال في ليبيا، فكيف سيكون موقف من يعارضون الوجود التركي في الغرب الليبي مقنعا لداعميه وهو ينظرون أن خصومهم يصمتون عن القوات الاجنبية في مناطقهم في الشرق والجنوب.

تركيا تسللت عسكريا إلى الغرب الليبي في ظروف شديدة التعقيد، ذلك أن حكومة الوفاق واجهت تهديدا مباشرا بهجوم قوات حفتر المدعومة بالمال والسلاح إقليميا ودوليا، فلم يكن أمامها خيار إلا التسليم بتوقيع اتفاقية هي أقرب إلى الدفاع المشترك.

لا يمكن فصل الوجود التركي عن النزاع القائم والإخفاق في الوصول إلى تسوية تنهي الصراع الراهن، وعندما يصبح طرف إقليمي أو أكثر حاضرا في أجندة التفاوض وضاغطا لأجل تمرير متطلبات بعينها ضمن الاتفاق سيكون مجافي للحكمة والمنطق أن تطلب من الخصم السياسي التجرد الكامل وتجاهل عناصر الدعم الداخلية والخارجية التي تجعله يدافع عما يراه مصلحة عامة وموقفا سليما.قوات الفاغنر الروسية بالصوت والصورة شاركت في الهجوم على العاصمة خلال عامي 2019-2020م ووصلت إلى مدى لا يتجاوز 10 كم عن مركز العاصمة، فكيف يكون هذا مبررا ومقبولا فيما يصبح الاستعانة بالاتراك لصد هذا الهجوم خيانة وعمالة وتسليم البلاد للغزاة كما تكرر على لسان مسؤولين ونشطاء سياسيين وإعلاميين وغيرهم.

الوجود الأجنبي ينبغي أن يكون مرفوضا من قبل الجميع وتجاه كل الدول دون استثناء، أما اعتبار طرف إقليمي أو دولي نصير ومسموح له أن يتدخل عسكريا ويمد حليفه بالسلاح والخبرة ويكون هذا مبررا حتى لو كان وجوده على حساب المصلحة الوطنية، ثم يقال للطرف النقيض أنك خائن لأنك استعنت بطرف إقليمي أو دولي لصد عدوان لا غطاء شرعي ولا قانوني ولا سياسي ولا اجتماعي له، فهذا منطق مختل وموقف مهزوز يحتاج إلى مراجعة.

دخلت تركيا إلى الغرب الليبي وصار لها وجود عسكري هناك وصار هذا الوجود مقبولا ومبررا لأن هناك طرفا من أطراف الصراع هدد العاصمة والغرب الليبي ولا يزال، ولم يلجم ويكبح جماح طموحه إلا الوجود والدعم التركي لقوات الغرب، وما لم ينته التهديد بشكل قطعي وحاسم وفق عملية سياسية ناجحة وضمانات كاملة تشتمل على اتفاق يخرج كل القوات الاجنبية من البلاد دون استثناءات ويمنع اللجوء للقوة والسلاح في حال الخلاف، فإنه من غير المنطقي ولا الممكن إقناع الطرف الذي يشعر بالتهديد بسلامة موقف المعارضين للوجود التركي في الغرب الليبي.

وأخيرا لا يمكن فصل الوجود التركي عن النزاع القائم والإخفاق في الوصول إلى تسوية تنهي الصراع الراهن، وعندما يصبح طرف إقليمي أو أكثر حاضرا في أجندة التفاوض وضاغطا لأجل تمرير متطلبات بعينها ضمن الاتفاق سيكون مجافي للحكمة والمنطق أن تطلب من الخصم السياسي التجرد الكامل وتجاهل عناصر الدعم الداخلية والخارجية التي تجعله يدافع عما يراه مصلحة عامة وموقفا سليما.

والخلاصة هي أن الوجود الأجنبي، المرفوض قطعا، يتغذى على طفيليات النزاع ويتوسع وفقا للمساحات التي يوجدها الصراع، وأن ازدواجية المعايير تزيد الطين بلة وتعمق من التدخل الخارجي في الأزمة الليبية أكثر فأكثر، وأن ثقة الليبيين ببعضهم وتغليبهم للمصلحة العامة على مصالحهم الخاصة وتوصلهم إلى اتفاق عادل وشامل سيكون هو الوسيلة لإنهاء الوجود الاجنبي في البلاد ولا استثناء لتركيا في ذلك.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ليبيا تركيا ليبيا تركيا علاقات رأي مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة رياضة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الوجود الترکی الغرب اللیبی

إقرأ أيضاً:

العثور على 55 جثة لمهاجرين جنوبي ليبيا

أعلنت السلطات في ليبيا انتشال 11 جثة لمهاجرين غير نظاميين، ليصل العدد إلى 55 في 3 مقابر جماعية عُثر عليها خلال أسبوع جنوب شرقي البلاد.

وقال جهاز الإسعاف والطوارئ فرع الكفرة، التابع لحكومة الوحدة الوطنية بالعاصمة طرابلس، في بيان، إنه انتشل 11 جثة لمهاجرين غير نظاميين.

وأضاف أنه بالجثث المنتشلة يصل العدد إلى 55 جثة، اكتشفها جهاز الهجرة غير الشرعية في مقبرة جماعية بمنطقة الكفرة، الخاضعة لسيطرة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

مشاهد تحصلت عليها الأحرار تظهر انتشال 11 جثة اليوم من المقبرة الجماعية المُكتشفة جنوب #الكفرة، يُرجّح أنها تعود لمهاجرين غير نظاميين، حسب جهاز الإسعاف والطوارئ pic.twitter.com/ZpePnTk4cW

— قناة ليبيا الأحرار (@LibyaAlAhrarAR) February 13, 2025

وتوقع البيان أن يكون العدد الإجمالي 74 جثة، لافتا إلى أن جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية نفذ عملية مداهمة، أنقذ خلالها أرواح عدد كبير من المهاجرين بالصحراء.

والجمعة الماضي، أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة الموازية بشرقي البلاد اكتشاف مقبرة جماعية في مزرعة بمنطقة أجخرة جنوب شرق ليبيا، تضم 19 جثة.

وبعدها بيومين، أعلن النائب العام الصديق الصور "تحرير" 76 مهاجرا غير نظامي، وانتشال 28 جثة لآخرين من سجن بمدينة الكفرة، تديره "منظمة إجرامية تمتهن الاتجار بالبشر".

تُعرب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها البالغ إزاء اكتشاف مقبرتين جماعيتين في #ليبيا في أعقاب مداهمات نفذتها قوات أمنية تابعة للجيش الوطني الليبي على مواقع للاتجار بالبشر. ففي 7 فبراير، تم اكتشاف مقبرة جماعية في مزرعة بمنطقة أجخرة في الواحات، تحتوي على 19 جثة، وفي 8… pic.twitter.com/GynKx79Hx6

— UNSMIL (@UNSMILibya) February 12, 2025

إعلان

وقد أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن "قلقها البالغ إزاء اكتشاف مقبرتين جماعيتين بليبيا في أعقاب مداهمات نفذتها قوات أمنية على مواقع للاتجار بالبشر".

ودعت البعثة الأممية، في بيان على منصة إكس، إلى إجراء تحقيق كامل في المقبرتين الجماعيتين، وتقديم مرتكبي الجرائم إلى العدالة.

وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة أعربتا عن إدانتهما لاكتشاف تلك المقابر، وذلك في بيانات منفصلة بشأن الوقائع تلك.

كما قالت المنظمة الدولية للهجرة، الاثنين الماضي، إن بعض الجثث التي عُثر عليها في مقبرتين جماعيتين في ليبيا "تحمل آثار طلقات نارية".

وتنشط في مدن ومناطق جنوب شرقي ليبيا "عصابات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر"، لأنها مناطق حدودية مع الدول الأفريقية التي تعد المصدر الأول للمهاجرين الفارين من بلادهم نحو أوروبا.

وتوجد في ليبيا حكومتان، إحداهما معترف بها دوليا وهي حكومة عبد الحميد الدبيبة، ومقرها العاصمة طرابلس، وتدير منها غرب البلاد بالكامل.

أما الثانية فهي حكومة أسامة حماد، وكلفها مجلس النواب، ومقرها بمدينة بنغازي، وتدير شرق البلاد بالكامل ومدن في الجنوب.

مقالات مشابهة

  • متمردو حركة إم23 المدعومة من رواندا يدخلون بوكافو في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية
  • بعد تدخل الدبيبة، قناة ليبيا الرياضية تستعيد حقوق بث الدوري الليبي وتعتذر للجماهير
  • الكشف عن الوحدة السرية الجديدة التي ستقود حرب الظل الروسية ضد الغرب
  • المصالح المتوازنة!!..العراق يرفع حجم الصادرات التركية إلى (30) مليار دولار سنوياً وتسهيلات اقتصادية مقابل بقاء قواتها في العراق وتخفيض المياه عنه
  • سقوط الأسد يغيّر الأولويات: تريث وصمت حيال الوجود الأمريكي بالعراق
  • واشنطن تحذّر أوروبا بشأن بقاء القوات الأميركية في القارة
  • الترجمان: تصريحات غوتيريش والتدخل الدولي لن تُغير المشهد الليبي
  • تغييرات جديدة في تجديد العلامات التجارية في ليبيا: رسوم أعلى ومتطلبات معقدة
  • العثور على 55 جثة لمهاجرين جنوبي ليبيا
  • لبنان يجدد رفضه بقاء القوات الإسرائيلية بعد انتهاء الهدنة