عربي21:
2025-02-05@17:32:05 GMT

تعليق على تجديد بقاء القوات التركية في ليبيا

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

بعد مناقشته طلبا من الرئيس طيب أوردغان، وافق البرلمان التركي على تمديد بقاء القوات التركية على الأراضي الليبية، غرب البلاد، لعامين إضافيين. وبرر أوردغان طلبه بالحاجة لحماية المصالح الوطنية، واتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد المخاطر الأمنية التي مصدرها جماعات مسلحة غير شرعية في ليبيا، وكذلك تهديدات الهجرة، وأيضا تقديم المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الليبيون، وباستثناء الفقرة الأولى المتعلقة بحماية المصالح الوطنية، فإن مبررات الرئيس التركي لاستمرار بقاء القوات التركية في الغرب الليبي لا مسوغ لها على الإطلاق.



ومعلوم أن قرار تمديد بقاء الوجود التركي العسكري يشكل عاملا من عوامل التأزيم في البلاد التي يتصارع فيها أطراف محلية تدعمهم قوى إقليمية ودولية، غير أن معارضة الوجود التركي لا تخلو من شبهة وقلة اتزان، ذلك أن من يتصدون بشدة للوجود التركي العسكري على الأراضي الليبية لا يرون حرجا في الوجود العسكري الروسي متمثلا في قوات فاغنر، برغم الاختلاف في ظروف الوجودين وشرعيته.

وعندما تكون مقاربة الوجود الأجنبي العسكري في البلاد خاصعة لأبجديات الصراع والمناكفة السياسية  ستفقد بالقطع قيمتها، وهذا هو واقع الحال في ليبيا، فكيف سيكون موقف من يعارضون الوجود التركي في الغرب الليبي مقنعا لداعميه وهو ينظرون أن خصومهم يصمتون عن القوات الاجنبية في مناطقهم في الشرق والجنوب.

تركيا تسللت عسكريا إلى الغرب الليبي في ظروف شديدة التعقيد، ذلك أن حكومة الوفاق واجهت تهديدا مباشرا بهجوم قوات حفتر المدعومة بالمال والسلاح إقليميا ودوليا، فلم يكن أمامها خيار إلا التسليم بتوقيع اتفاقية هي أقرب إلى الدفاع المشترك.

لا يمكن فصل الوجود التركي عن النزاع القائم والإخفاق في الوصول إلى تسوية تنهي الصراع الراهن، وعندما يصبح طرف إقليمي أو أكثر حاضرا في أجندة التفاوض وضاغطا لأجل تمرير متطلبات بعينها ضمن الاتفاق سيكون مجافي للحكمة والمنطق أن تطلب من الخصم السياسي التجرد الكامل وتجاهل عناصر الدعم الداخلية والخارجية التي تجعله يدافع عما يراه مصلحة عامة وموقفا سليما.قوات الفاغنر الروسية بالصوت والصورة شاركت في الهجوم على العاصمة خلال عامي 2019-2020م ووصلت إلى مدى لا يتجاوز 10 كم عن مركز العاصمة، فكيف يكون هذا مبررا ومقبولا فيما يصبح الاستعانة بالاتراك لصد هذا الهجوم خيانة وعمالة وتسليم البلاد للغزاة كما تكرر على لسان مسؤولين ونشطاء سياسيين وإعلاميين وغيرهم.

الوجود الأجنبي ينبغي أن يكون مرفوضا من قبل الجميع وتجاه كل الدول دون استثناء، أما اعتبار طرف إقليمي أو دولي نصير ومسموح له أن يتدخل عسكريا ويمد حليفه بالسلاح والخبرة ويكون هذا مبررا حتى لو كان وجوده على حساب المصلحة الوطنية، ثم يقال للطرف النقيض أنك خائن لأنك استعنت بطرف إقليمي أو دولي لصد عدوان لا غطاء شرعي ولا قانوني ولا سياسي ولا اجتماعي له، فهذا منطق مختل وموقف مهزوز يحتاج إلى مراجعة.

دخلت تركيا إلى الغرب الليبي وصار لها وجود عسكري هناك وصار هذا الوجود مقبولا ومبررا لأن هناك طرفا من أطراف الصراع هدد العاصمة والغرب الليبي ولا يزال، ولم يلجم ويكبح جماح طموحه إلا الوجود والدعم التركي لقوات الغرب، وما لم ينته التهديد بشكل قطعي وحاسم وفق عملية سياسية ناجحة وضمانات كاملة تشتمل على اتفاق يخرج كل القوات الاجنبية من البلاد دون استثناءات ويمنع اللجوء للقوة والسلاح في حال الخلاف، فإنه من غير المنطقي ولا الممكن إقناع الطرف الذي يشعر بالتهديد بسلامة موقف المعارضين للوجود التركي في الغرب الليبي.

وأخيرا لا يمكن فصل الوجود التركي عن النزاع القائم والإخفاق في الوصول إلى تسوية تنهي الصراع الراهن، وعندما يصبح طرف إقليمي أو أكثر حاضرا في أجندة التفاوض وضاغطا لأجل تمرير متطلبات بعينها ضمن الاتفاق سيكون مجافي للحكمة والمنطق أن تطلب من الخصم السياسي التجرد الكامل وتجاهل عناصر الدعم الداخلية والخارجية التي تجعله يدافع عما يراه مصلحة عامة وموقفا سليما.

والخلاصة هي أن الوجود الأجنبي، المرفوض قطعا، يتغذى على طفيليات النزاع ويتوسع وفقا للمساحات التي يوجدها الصراع، وأن ازدواجية المعايير تزيد الطين بلة وتعمق من التدخل الخارجي في الأزمة الليبية أكثر فأكثر، وأن ثقة الليبيين ببعضهم وتغليبهم للمصلحة العامة على مصالحهم الخاصة وتوصلهم إلى اتفاق عادل وشامل سيكون هو الوسيلة لإنهاء الوجود الاجنبي في البلاد ولا استثناء لتركيا في ذلك.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ليبيا تركيا ليبيا تركيا علاقات رأي مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة رياضة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الوجود الترکی الغرب اللیبی

إقرأ أيضاً:

تعليق الطيران في مطارات روسية بسبب هجوم أوكراني بمسيرات

قال مسؤولون روس اليوم الاثنين إن هجوما بطائرات مسيرة شنته أوكرانيا خلال الليل تسبب في اندلاع حريق في منطقة أستراخان الروسية، وأدى إلى تعليق الرحلات الجوية في عدة مطارات.

وقال إيغور بابوشكين، حاكم منطقة أستراخان في جنوب روسيا، عبر تطبيق تلغرام: "حاولت القوات المسلحة الأوكرانية تنفيذ هجوم بطائرات مسيرة على أهداف تقع في المنطقة، بما في ذلك منشآت الوقود والطاقة".

وأضاف أن سقوط طائرة مسيرة أدى إلى اندلاع حريق، ولم تقع إصابات.

من جهتها، قالت وكالة النقل الجوي الروسية (روسافياتسيا) إنها علقت الرحلات الجوية من مطارات أستراخان وقازان ونيجنكامسك وساراتوف وأوليانوفسك لضمان السلامة.

حرائق ناجمة عن هجوم روسي في خاركيف (الأناضول) تبادل الاتهامات

وتبادلت كييف وموسكو اتهامات أمس الأحد بقصف مدرسة يستخدمها مدنيون ملجأ في مدينة تحتلها أوكرانيا في منطقة كورسك الروسية، حيث يدور قتال منذ 6 أشهر.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن 4 أشخاص قتلوا في هجوم روسي "بقنبلة جوية موجهة" السبت على مدرسة في سودجا، المدينة الرئيسية التي تسيطر عليها كييف في منطقة كورسك الروسية.

وأضافت أن "قصف المدنيين بقنابل هو أسلوب يُميّز المجرمين الروس! حتى عندما يكون المدنيون سكانا محليين، من الروس".

وأكدت القوات الجوية الأوكرانية أن 4 آخرين أصيبوا بجروح خطرة وأنه تم انتشال 80 شخصا من تحت الأنقاض.

إعلان

ولم تعلن روسيا حصيلة للقتلى، إلا أنها اتهمت كييف باستهداف المدرسة متحدثة عن "جريمة لا تغتفر".

وأعلن المحققون الروس فتح تحقيق جنائي بحق قائد أوكراني يعتقدون أنه كان وراء الهجوم.

وأوردت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن "القوات المسلحة الأوكرانية ارتكبت جريمة حرب أخرى بشن ضربة صاروخية موجهة على مدرسة داخلية في سودجا".

واتهمت أوكرانيا القوات الروسية مرارا بقصف مبنى المدرسة الذي يُستخدم ملجأ.

في أغسطس/آب 2024، شنت كييف هجوما مباغتا في منطقة كورسك وسيطرت على عشرات المواقع، بينها مدينة سودجا التي كان يقطنها نحو 6 آلاف شخص قبل بدء القتال.

واستعادت القوات الروسية منذ ذلك الوقت معظم الأراضي التي خسرتها، لكن المعارك مستمرة وما زال مئات المدنيين محاصرين ومعزولين في مناطق سيطرة كييف، مما يثير استياء أقاربهم.

واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا السبت بقصف "مواطنيها المدنيين"، ونشر على شبكات التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا يظهر مبنى به أضرار جسيمة، إضافة إلى جريح ممدد على الأرض.

وكتب زيلينسكي على منصة إكس: "دمروا المبنى في وقت كان يضم فيه عشرات المدنيين. إن القنابل الروسية تدمر المنازل الأوكرانية بالطريقة نفسها. وحتى ضد مواطنيه المدنيين، يستخدم الجيش الروسي تكتيكات مماثلة".

مفاوضات محتملة

وبينما تدخل الحرب في أوكرانيا عامها الرابع في فبراير/شباط الجاري، تتزايد احتمالات إجراء مفاوضات بين موسكو وكييف، في وقت يُنظر فيه إلى عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بوصفها نقطة تحوّل محتملة في الحرب.

وأمس الأحد، أشار مبعوث الرئيس الأميركي إلى أوكرانيا كيث كيلوغ إلى أنه سيتعيّن على كل من كييف وموسكو تقديم تنازلات لإنجاح أي مفاوضات لإيجاد حل للحرب الدائرة.

وقال الفريق المتقاعد كيلوغ، الذي عاد أخيرا من زيارة أجراها لأوكرانيا، في مقابلة أجرتها معه فوكس نيوز: "أعتقد أن الجانبين سيقدمان القليل من التنازلات".

إعلان

وأضاف كيلوغ أن الرئيس الأوكراني "أشار بالفعل إلى أنه سيخفف من حدة موقفه"، مؤكدا أنه سيتعين أيضا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "التخفيف من حدة مواقفه أيضا".

وكان الرئيس الأميركي انتقد المَبالغ التي أنفقتها الولايات المتحدة لمساعدة أوكرانيا، ولكنه تبنّى أيضا نبرة صارمة تجاه موسكو التي هدّدها بعقوبات إضافية في الأسابيع الأخيرة.

وأعلن بوتين الشهر الماضي أن بلاده مستعدة للتفاوض لإنهاء النزاع في أوكرانيا، لكنّه استبعد تواصلا مباشرا مع نظيره الأوكراني زيلينسكي، معتبرا إياه رئيسا "غير شرعي".

مقالات مشابهة

  • طقس العراق اليوم: أجواء معتدلة في الوسط وممطرة في الغرب والشمال مع فرص لتساقط الثلوج
  • بعثة الاتحاد الأوروبي: اللجنة الاستشارية خطوة مهمة في العملية السياسية التي تقودها ليبيا
  • الظهور الأول.. تعليق محمد فاروق على مشاركة كهربا مع الاتحاد الليبي
  • وزير الخارجية التركي: العلاقات المصرية التركية باتت أقوى من أي وقت مضى
  • موعد خروج القوات الأميركية من العراق يزداد غموضًا وسط متغيرات إقليمية متسارعة
  • زيلينسكي يعترف بهول الخسائر التي تكبدتها قواته 
  • «زيلينسكي» يناشد دعم الغرب: لا أعرف أين ذهبت «200 مليار دولار» التي خصصتها أمريكا
  • العالم في حالة حرب.. هذه بؤر التوتر التي يتجاهلها الغرب
  • تعليق الطيران في 5 مطارات روسية
  • تعليق الطيران في مطارات روسية بسبب هجوم أوكراني بمسيرات