وجه رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، كلمة في عيد الاتحاد الـ52، أكد فيها أن عيد الاتحاد هو مناسبة لبث روح التحدي والطموح في الأجيال الجديدة لتصنع مجدها وتضع بصمتها في صفحات كتاب الوطن، وأن نجاحات الدولة هي ثمرة جهد وعمل دؤوب.

وفيما يلي نص كلمة رئيس الدولة: "إن الثاني من ديسمبر  (كانون الأول) من أغلى الأيام، لأنه اليوم الذي اجتمعت فيه القلوب قبل الأيادي لبناء هذا الوطن، واجتمعت فيه الإرادة الصادقة بفضل ما أنعم الله به على هذه الأرض الطيبة وشعبها الأصيل من رجال لا يجود الزمان بمثلهم كثيراً، وهو اليوم الذي خطّ فيه المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه حكام الإمارات "رحمهم الله" أول سطر في قصة الإمارات، الدولة والشعب والقيادة والنهضة الحضارية.

إنجازات طموحة

إن عيد الاتحاد هو مناسبة لبث روح التحدي والطموح في الأجيال الجديدة لتصنع مجدها وتضع بصمتها في صفحات كتاب الوطن، كما صنع السابقون مجدهم وتحدوا ظروفهم وتركوا لنا هذا الإرث الثري الذي نعتز به، وهو مناسبة لتعرف هذه الأجيال أن ما حققناه من نجاحات تنموية هو ثمرة جهد وعمل دؤوب على مدى سنوات طويلة، وأن مسؤوليتنا جميعاً الحفاظ عليها وتعزيزها.
في عيد الاتحاد نستذكر، بكل تقدير وامتنان، ما قام به المؤسس وإخوانه حكام الإمارات رحمهم الله، من إنجاز تاريخي يوم الثاني من ديسمبر عام 1971، ونجدد العزم على صون الأمانة والحفاظ على راية الإمارات عالية خفّاقة ورمزاً لوطن يشق طريقه إلى الأمام بثقة وإيمان.
الإخوة والأخوات والأبناء،
لقد حققنا إنجازات حضارية كبيرة خلال العقود الماضية، لكننا نمضي بإذن الله وتوفيقه إلى إنجازات أكبر وأكثر طموحاً، ونسير نحو مستقبل أكثر إشراقاً وأملاً ورخاءً، هذا المستقبل نصنعه الآن ونعمل من أجله اليوم قبل الغد.
وبينما نمضي إلى الأمام لتحقيق طموحاتنا التنموية الكبرى، نحيي كل يد تبني وكل عقل يفكر، من أجل نهضة الإمارات وتقدمها، ونعتز بإخواننا المقيمين الذين يعيشون معنا على هذه الأرض الطيبة بكرامة وعزة ويقدمون إسهامات مقدرة في مسيرتنا التنموية.
ونحن ندخل عاماً جديداً من عمر دولتنا، فإننا نحتاج اليوم إلى تدبُر دروس يوم الثاني من ديسمبر (كانون الأول) 1971، وأهم هذه الدروس أنه مهما عظم التحدي فإنه يمكن تجاوزه بالعزيمة والإصرار والعمل الجاد والثقة بالنفس والقدرات، وأن الإنسان هو الأساس والمحور لأي عمل حقيقي لصنع التقدم، وأن الإخلاص والإيثار لأجل الوطن هو الذي يحقق المنجزات، وقبل كل ذلك أن الوحدة وائتلاف القلوب والولاء للوطن، هي الأسس الراسخة التي أقام عليها زايد وإخوانه صرح دولتنا، وهي القاعدة المتينة لكل ما حققناه خلال العقود الماضية وكل ما سنحققه خلال العقود المقبلة، بإذن الله تعالى.

الفضاء

الإخوة والأخوات والأبناء،
حققت الإمارات خلال 2023 إنجازاً حضارياً تاريخياً يُضاف إلى سجل إنجازاتها على مدى الأعوام الماضية لدعم التنمية وخدمة العلم والبشرية، وهو نجاح ابنها رائد الفضاء سلطان النيادي في القيام بأطول مهمة عربية في الفضاء.
ومن خلال هذا الإنجاز أكدت دولة الإمارات أنها تعتبر أبناءها ثروتها الحقيقية قبل أي مصدر آخر للثروة، وأن العلم طريقها الرئيس لصنع المستقبل الأفضل الذي تطمح إليه، فالإمارات دولة لا تتوقف عن السير إلى الأمام في جميع مجالات التنمية، لأنها تؤمن بأن التوقف عن السير لا يعني الثبات في المكان ولكنه يعني التراجع إلى الخلف.
الإخوة والأخوات والأبناء،
يأتي عيد الاتحاد هذا العام بينما تستضيف الإمارات أكبر حدث دولي حول البيئة والمناخ وهو مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) بحضور عالمي رفيع المستوى، في تأكيد للمصداقية التي تحظى بها الدولة على الساحتين الإقليمية والدولية، ودورها البارز في خدمة القضايا العالمية وفي مقدمتها قضية التغير المناخي، وسجلها الثري في دعم الاستدامة منذ عهد الشيخ زايد، رحمه الله.
إن شاء الله تعالى سيبقى أثر هذا المؤتمر عالقاً في الأذهان بوصفه أحد أهم المؤتمرات حول المناخ على المستوى العالمي، وستعمل دولة الإمارات بالتعاون مع شركائها على الخروج بنتائج تصب في مصلحة الجميع.

السلام والحوار

ستواصل الإمارات سياستها الخارجية القائمة على دعم التعاون والسلام والحوار، وتعزيز التضامن والعمل الجماعي الدولي في مواجهة التحديات العالمية المشتركة، ومد يد العون والمساندة للدول والمجتمعات الفقيرة، وبناء الشراكات التنموية الإيجابية مع مختلف الدول والتجمعات الإقليمية والعالمية.
وعملت الدولة من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي في عامي 2022 و2023 على تجسيد هذا المعنى عبر جهودها ومبادراتها التي تصب كلها في دعم السلام العالمي. ولعبت دوراً أساسياً في اعتماد مجلس الأمن الدولي في شهر يونيو الماضي قراره التاريخي حول التسامح والسلام والأمن الدوليين، والذي أقر للمرة الأولى بأن خطاب الكراهية والتطرف مصدر لعدم الاستقرار وزيادة النزاعات حول العالم.
أصبحت الإمارات في قلب كل تحرك إيجابي من أجل التنمية والتعاون على المستويين الإقليمي والدولي، وقد كان انضمامها إلى مجموعة "بريكس"، بدءاً من 2024، تأكيداً للثقة الدولية التي تحظى بها وتجسيداً لنهجها في دعم العمل الجماعي الدولي لمصلحة الازدهار لجميع شعوب العالم.

توجهات

الإخوة والأخوات والأبناء، نعلن اليوم التوجهات العامة للاتحاد لعام 2024، وندعو إلى تكامل القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية ومختلف شرائح مجتمع الإمارات لتبني هذه التوجهات والعمل عليها في العام المقبل من خلال مختلف المشاريع والبرامج والمبادرات والأدوات.
الشخصية الإماراتية ركيزة أساسية تمثل مجتمعنا. فالإماراتيون لا يمثلون أنفسهم فحسب، بل يمثلون وطنهم وصورته وسمعته والانطباع الذي يؤخذ عنه.
ندعو جميع الإماراتيين والجهات المعنية إلى العمل معاً خلال العام المقبل على ترسيخ سمات الشخصية الإماراتية والتعريف بها محلياً وعالمياً.
نريد أن يرى العالم اعتزازنا بهويتنا الوطنية الأصيلة مثلما يرى انفتاحنا على مختلف الثقافات في العالم. نريد أن تكون القيم العائلية الراسخة في مجتمعنا عنواناً مستمراً لنا نحن الإماراتيين، تقاربنا، تكاتفنا، علاقاتنا الاجتماعية، برنا بالوالدين، احترامنا للآخرين، و"السنع" الذي توارثناه جيلاً بعد جيل.
وفي المؤسسات، نريد أن تكون أخلاقيات العمل سمة مميزة للإماراتيين، الإخلاص والتفاني، بذل أقصى الجهود للإنجاز، احترام الوقت، والحفاظ على الموارد.

تقدم ونجاح

الإمارات دولة تبحث عن الجديد، وأفراد مجتمعها هم المحرك الأساس في التقدم والنجاح والدخول في المضامير الجديدة للتنمية، والتعلم المستمر هو وقود هذا المحرك الذي يقود وطننا إلى الأمام.
التعلم والتأهيل النوعي لا يتوقفان عند مرحلة معينة أو عمر محدد، ولا يقتصران على المدارس والجامعات، بل هما دأب مستمر على امتداد حياة الإنسان، وفي مختلف الأماكن حتى في المجالس والمؤسسات.
التعلم المستمر يقود الإنسان إلى النجاح والارتقاء بنفسه، والإسهام في تقدم محيطه ومجتمعه والبشرية، ونجاح أي إماراتي أو مقيم هو إضافة إلى نجاح دولة الإمارات.
ندعو جميع الجهات المعنية إلى العمل خلال العام المقبل على تحويل التعلم المستمر إلى مهارة راسخة في مجتمعنا. نريد أن يكون التعلم المستمر مسعى لكل الإماراتيين والمقيمين في دولة الإمارات، وأن يصبح مجتمع الإمارات مركزاً للتعلم الذي لا يعترف بالوقت ولا المكان، وموطناً لاكتساب المهارات الجديدة خاصةً مهارات المستقبل التي تفتح لدولة الإمارات آفاقاً جديدة من التقدم.

الاستدامة

إن الاستدامة ليست بالمسعى الجديد للإمارات، بل هي متأصلة في مجتمعنا منذ القدم، فرضتها الظروف الصعبة التي عاشها أجدادنا، والتي كانت تتطلب منهم تبنيها في مختلف مناحي الحياة.
واستمر هذا النهج عند تأسيس الاتحاد، فكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان" رحمه الله " راعياً للاستدامة التي أصبحت متجذرة في جميع توجهات الدولة.
ينتهي عام الاستدامة في دولة الإمارات في نهاية 2023، لكن الاستدامة باقية في ثقافتنا وممارساتنا والجوانب المختلفة للحياة في وطننا.
ندعو جميع الجهات للاستمرار في برامجها ومبادراتها المعنية بالاستدامة خلال العام المقبل. ونحرص على مواصلة النهج الذي ورثناه من القائد المؤسس، ونريد أن يواصل أفراد المجتمع تبني ممارسات الاستدامة المتعددة، وعلى المستوى العالمي، ستواصل الإمارات دورها في حشد جهود جميع الأطراف الفاعلة لدعم العمل البيئي المشترك وحماية الحياة والحفاظ على الموارد للأجيال القادمة.
الإخوة والأخوات والأبناء،
العالم يتغير بوتيرة سريعة، والعلم يتطور بشكل أسرع، والدول تتسابق نحو التنمية، وفي هذا السباق سيكون التعليم هو رهاننا للتقدم، فمكاننا في المستقبل سيحدده التعليم، ومكانتنا بين الدول سيبنيها التعليم، والظفر بثمار التنمية والتطور لن يقرره سوى التعليم. نحث جميع الجهات المسؤولة والأطراف المعنية على العمل معاً خلال العام المقبل، لتطوير التعليم بشكل ملموس.
نريد أن نخطو أهم خطوة تاريخية في تطوير تعليمنا، ونبتكر مفاهيم جديدة تتجاوز الأساليب التقليدية القائمة، وتفتح آفاقاً واسعة أمام جيل الشباب لاختصارِ المسافات على دروب العلم والمعرفة. وأن تضع المؤسسات المعنية المعلمين في صميم العمل على هذه الخطوة، وتوحيد الجهود وتنسيقها ليكون التعليم الرهان في سباقنا نحو التقدم.


في هذه المناسبة الوطنية الغالية، أبارك لإخواني الحكام وأولياء العهود ونواب الحكام وشعب الإمارات الوفي، وأدعو الله تعالى أن يحفظ بلادنا ويديم عزتها ورفعتها، وكل عام وأنتم بخير.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة عيد الاتحاد رئيس الدولة خلال العام المقبل الثانی من دیسمبر دولة الإمارات عید الاتحاد إلى الأمام نرید أن

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء الياباني الجديد إيشيبا يدعو إلى انتخابات خلال الأيام القادمة

قال رئيس الوزراء الياباني المقبل شيجيرو إيشيبا اليوم الاثنين الموافق 30 سبتمبر، إنه سيدعو إلى إجراء انتخابات عامة في 27 أكتوبر بعد فوزه في أحد أكثر الانتخابات زعامة على الإطلاق للحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم.

ووفق لوكالة "رويترز"، سوف تحدد هذه الانتخابات، التي ستجرى قبل عام من موعدها الأصلي وقبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر، الحزب الذي سيسيطر على مجلس النواب، وسوف يجتمع المشرعون هناك غدا لتأكيد تعيينه رئيسا للوزراء.

وقال إيشيبا في مؤتمر صحفي عقده في مقر الحزب الليبرالي الديمقراطي في طوكيو "من المهم أن يحكم الشعب على الإدارة الجديدة في أقرب وقت ممكن، وبدأ اليوم اختيار المسؤولين الحكوميين والحزبيين الذين سيتنافسون معه في الانتخابات العامة المقبلة.

هبوط الأسهم اليابانية أكثر من 4% في التعاملات المبكرة مع ارتفاع الين

فيما هبطت الأسهم اليابانية أكثر من 4% في التعاملات المبكرة اليوم، مع ارتفاع قيمة الين وارتفاع سندات الحكومة اليابانية ردا على فوز إيشيبا الذي ينظر إليه باعتباره من صقور السياسة النقدية بالزعامة.

وزراء مرشحين في حكومة اليابان الجديدة

وقال مصدران مطلعان على التعيينات لرويترز في وقت سابق إن من بين المرشحين المتنافسين حتى الآن في سباق القيادة كاتسونوبو كاتو وزيرا للمالية ويوشيماسا هاياشي سيبقى في منصب كبير أمناء مجلس الوزراء، وهو منصب محوري يتضمن دور المتحدث الأعلى للحكومة.

وقال المصدران اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما لأنهما غير مسموح لهم  بالتحدث إلى وسائل الإعلام، مؤكدين تقارير إعلامية سابقة، إن تاكيشي إيوايا، وهو حليف وثيق لإيشيبا ووزير دفاع سابق، سيتولى منصب وزير الخارجية، بينما سيعود جين ناكاتاني إلى وزارة الدفاع، وهو المنصب الذي شغله في عام 2016.

وقال مصدر منفصل إن يوجي موتو، وهو وزير دولة سابق، سيتولى مسؤولية وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة.

لكن ساناي تاكايتشي، المحافظة المتشددة التي تغلب عليها بـ 215 صوتًا مقابل 194 يوم الجمعة الماضية في أقرب انتخابات قيادية منذ ما يقرب من سبعة عقود، لم تكن ضمن اختياراته.

وقد يؤدي غياب تاكايتشي إلى صعوبة قدرة إيشيبا على إدارة مجموعة حاكمة متوترة تعاني من أزمات أدت إلى إضعاف الدعم الشعبي لها.

وقال هيروشي شيراتوري، أستاذ العلوم السياسية بجامعة هوسي في طوكيو، إن التقارير الإعلامية التي تفيد بأن تاكايتشي رفض منصباً قد تشير إلى ضعف في قاعدة دعم إيشيبا، وهو ما قد يسبب له مشاكل في المستقبل.

واختار إيشيبا منافسا آخر له، وهو شينجيرو كويزومي، كرئيس لحملته الانتخابية، إلى جانب رئيس الوزراء السابق يوشيهيدي سوجا، وهو من أنصار كويزومي، والذي يشغل منصب نائب رئيس الحزب الجديد، وانضم إليه الاثنان في مؤتمره الصحفي اليوم.

يذكر أن إيشيبا (67 عاما) فاز في انتخابات زعامة الحزب الليبرالي الديمقراطي في محاولته الخامسة بدعم قوي من أعضائه العاديين، ومع ذلك، يعتبره العديد من زملائه البرلمانيين مثيراً للمشاكل بسبب تحديه المتكرر لسياسة الحزب، وفي يوم الجمعة قبل جولة الإعادة في الانتخابات ضد تاكايتشي، اعتذر لمشرعي الحزب الليبرالي الديمقراطي عن سلبياته.

مقالات مشابهة

  • رئيس الدولة: الإمارات تولي اهتماماً خاصاً بالابتكار والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
  • رئيس الدولة يستقبل طلبة الإمارات المتميزين المشاركين في”يوم المخترع ” بإندونيسيا وأولمبياد الاقتصاد الدولي بهونغ كونغ
  • رئيس الدولة يستقبل طلبة الإمارات المشاركين فييوم المخترع بإندونيسيا وأولمبياد الاقتصاد الدولي بهونج كونج
  • 10 ديسمبر.. موعد الجمعية العمومية لانتخابات اتحاد الكرة
  • اتحاد الكرة يعلن عقد جمعية عمومية لانتخاب مجلس جديد .. ديسمبر المقبل
  • أغلى أنواع الأرز في العالم.. أسراره وفوائده التي ستدهشك!
  • رئيس الدولة: التعليم عماد التنمية وروح التقدم وأساس البناء
  • عبدالله آل حامد: “اليوم الإماراتي للتعليم” يجسد المكانة التي يحظى بها العلم في فكر محمد بن زايد
  • رئيس الوزراء الياباني الجديد إيشيبا يدعو إلى انتخابات خلال الأيام القادمة
  • ‏عــاجــل - مصادر لـ الحدث العربية: الشخص الثاني الذي قتل مع نضال عبد الخالق هو عماد عودة