أطلق الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة العنان لجميع أنواع العنف، بما فيه تدمير التراث الثقافي، وهو ما يعد "جريمة ضد الإنسانية"، بحسب كاريت عطية في مقال بصحيفة "ذا واشنطن بوست" الأمريكية (The Washington Post) ترجمه "الخليج الجديد".

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، تخللتها هدنة لمدة 7 أيام، وخلّفت 15 ألفا و207 شهداء فلسطينيين، وأكثر من 40 ألفا 652 جريحا، أغلبهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحنية و"أزمة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.

كارين تابعت أنه "كان هناك غضب عالمي كبير بشأن القصف الإسرائيلي للمستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين، لكن أحد جوانب القصف الإسرائيلي التي لا يتم الحديث عنها كثيرا هو تدمير التراث الثقافي: الوثائق والآثار والتحف".

وأضافت أنه "في 19 أكتوبر، دمرت الغارات الجوية الإسرائيلية جزءا من كنيسة القديس بورفيريوس للروم الأرثوذكس، بينما كان أربعمائة شخص يحتمون بالداخل، وقُتل 18 مسيحيا فلسطينيا. وهذه الكنيسة بنيت في القرن الثاني عشر، ويُعتقد أنها ثالث أقدم كنيسة في العالم".

كارين أردفت أنه "في 27 أكتوبر، أدان الاتحاد الدولي للصحفيين هدم ضريح في جنين (شمال الضفة الغربية المحتلة)، حيث قُتلت الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عقلة بالرصاص العام الماضي، على الأرجح على يد جندي إسرائيلي".

و"في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أظهر مقطع فيديو جرافة إسرائيلية في الضفة الغربية وهي تهدم نصب تذكاري للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات (1929-2004)"، كما زادت كارين.

اقرأ أيضاً

القسام تعلن تدمير 18 دبابة وآلية إسرائيلية في غزة منذ الصباح (فيديو)

آلاف الوثائق التاريخية

و"على موقع إكس، نشرت الكاتبة والمترجمة لينا منذر ترجمة لبيان مطبعة ومكتبة المقداد، جاء فيه: "مطبعة ومكتبة المقداد، واحدة من أقدم المطابع في غزة. خسرت الملايين (جراء قصف إسرائيلي): مطابع وكتب ومعدات. الجهود التراكمية لعائلتي بأكملها: أمي وأبي وإخوتي. ذهبت في لحظة"، بحسب كارين.

واستطردت: "وهذا الأسبوع، تم تدمير المكتبة العامة الرئيسية في غزة والأرشيف المركزي (جراء غارة جوية إسرائيلية في أواخر نوفمبر الماضي). وذكرت بلدية غزة أن آلاف الوثائق التاريخية تم إتلافها عمدا".

ودعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافية (اليونسكو) إلى "التدخل وحماية المراكز الثقافية وإدانة استهداف الاحتلال لهذه المرافق الإنسانية المحمية بموجب القانون الإنساني الدولي".

وهي تحاول حبس دموعها، تحدثت بيسان عودة، مخرجة فلسطينية  من غزة، على موقع "إنستغرام" عن تدمير الأرشيف قائلة إنه كان يحتوي على وثائق عمرها أكثر من 100 عام.

وتابعت: "الآن، حرفيا ليس لدينا أي شيء.. المستقبل مجهول، والحاضر دُمر، والماضي لم يعد ماضينا.. هل تتخيل أنهم يفعلون كل هذه الأشياء لتدمير عمقنا؟".

اقرأ أيضاً

فايننشال تايمز: تدمير حماس بعيد المنال.. والأفضل البحث عن استقرار غزة

ازدواجية غربية

و"بموجب اتفاقية اليونسكو لعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، فإن الممتلكات الثقافية محمية بموجب القانون الدولي"، كما لفتت كارين.

وتابعت: "يرى باحثون منذ فترة طويلة أن التدمير المتعمد للتراث الثقافي هو عمل إبادة جماعية، يمكن مقارنته بقتل وتهجير الناس؛ لأنه يؤدي، على حد تعبير أحد الفلاسفة السياسيين، إلى "خسارة الشعب نفسه".

ومنتقدةً ازدواجية غربية، قالت كارين: "في العام الماضي، عندما بدأت روسيا غزوها الشامل لأوكرانيا (مدعومة من الغرب بقيادة الولايات المتحدة)، قمت أنا والعديد من الآخرين بدق ناقوس الخطر بشأن تدمير التراث الثقافي ونهب الآثار على يد الجنود الروس".

وأردفت: "في ذلك الوقت، كانت المنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية تجري مناقشات وتشكل فرق عمل لمحاولة المساعدة في إنقاذ الممتلكات الثقافية الأوكرانية وتقديم الدعم للباحثين الأوكرانيين.. لكن لا يوجد الكثير من هذا الحراك على نطاق التراث الثقافي الفلسطيني".

وأضافت أنه "من المفهوم أنه وسط الفظائع التي ارتُكبت على مدى أكثر من 50 يوما الماضية، أنه قد لا يُنظر إلى الحفاظ على الأشياء والمباني بنفس أهمية حماية حياة الأبرياء".

"لكن الحفاظ على الثقافة والتاريخ جزء لا يتجزأ من حماية الشعب وروحه، وإذا استمرت إسرائيل في تدمير التراث الثقافي في غزة دون عقاب، فإن البشرية جمعاء ستخسر"، كما ختمت كارين.

اقرأ أيضاً

ن.تايمز تشكك برواية إسرائيل لقصف المستشفى المعمداني.. وتحقيق يكشف تعمد قصف كنيسة الروم الأرثوذكس بغزة

المصدر | كارين عطية / ذا واشنطن بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: تدمير غزة تراث ثقافي إسرائيل جريمة ضد الإنسانية فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزير الطيران الأسبق: شاركت في تدمير 7 دبابات للعدو وقتل قائد «لواء مدرع».. ولم تنجح دبابة إسرائيلية في العبور من «ممر سدر».. (حوار)

أكد اللواء مهندس حسين مسعود، وزير الطيران المدنى الأسبق، أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة، أن قوات الصاعقة المصرية ضربت أعظم ملاحم البطولة والفداء خلال الفترة من 6 أكتوبر وحتى 19 أكتوبر فى تنفيذ مهمة التصدى للواء مدرع إسرائيلى، موضحاً أنه شارك فى تلك العملية، وتم خلالها قتل قائد اللواء المدرع الإسرائيلى ومفرزة الأمن و7 دبابات، مؤكداً أنهم نجحوا فى مهمتهم ولم تنجح أى دبابة إسرائيلية فى العبور من ممر «سدر» لإجهاض محاولة منع عبور قواتنا المسلحة إلى سيناء.. وإلى نص الحوار:

كنت أحد أبطال القوات المسلحة خلال حرب أكتوبر المجيدة، وشاركت فى عمليات التصدى للمدرعات الإسرائيلية، فما أبرز ذكرياتك عنها؟

- شاركت فى حرب أكتوبر المجيدة ضمن صفوف القوات الجوية، وكنت حينها برتبة نقيب مهندس، وأعمل على الطائرات الهليكوبتر، كنا نعمل مع القوات الخاصة من صاعقة ومظلات، حيث كانت الصاعقة تقوم بعمليات إبرار من الأرض للأرض، بينما كنا نعمل مع المظلات على إسقاط القوات فى المناطق الصعبة.

هل يمكنك إخبارنا عن إحدى العمليات التى شاركتم فيها؟

- كنت موجوداً فى سرب مكلف بنقل قوات الصاعقة من خليج السويس إلى خلف خطوط العدو، كانت مهمتنا تنفيذ كمين لقوات العدو لإعاقة تقدمهم المدرع، ومنعهم من إجهاض عمليات عبور رجال قواتنا المسلحة الباسلة من غرب قناة السويس إلى سيناء، وأُصيبت الطائرة التى كنت على متنها، واضطررت لإكمال المهمة مع قوات الصاعقة، تم تنفيذ الكمين بنجاح يوم 11 أكتوبر، وعدنا إلى مواقعنا يوم 19 أكتوبر.

لكن التصدى للواءات المدرعة كان من المخطط أن يتم فور العبور لمدة 18 ساعة فقط.

- هذا أمر حقيقى، لكن تأخر الجيش الإسرائيلى فى استدعاء قوات الاحتياط أدى إلى تأخر وصول دباباتهم من يوم 6 إلى يوم 11 أكتوبر.

وما أبرز نتائج هذا الكمين؟

- تم التصدى للواء إسرائيلى مدرع، وأُصيب وقُتل قائد هذا اللواء، كما تم تدمير مفرزة الأمن للعدو، و7 دبابات أخرى، وتوقف العدو عن العبور، وبدأوا فى سحب خسائرهم، وكانت هناك مناورات من الجانب الإسرائيلى وقوات الصاعقة المصرية للعبور، لكن لم تنجح دبابة أو مدرعة إسرائيلية واحدة فى العبور من «ممر سدر»، طوال فترة الحرب.

كنتم تواجهون الدبابات وأنتم مشاة.. هل كنتم خائفين؟

- لم يكن هناك خوف، كنا ننتظر هذا اليوم منذ سنوات طويلة للأخذ بثأر هزيمتنا فى حرب 1967، وكانت الروح المعنوية عالية جداً، والأداء كان على مستوى راقٍ، فعلى الرغم من استشهاد بعض زملائنا، لكن الروح القتالية كانت دائماً عالية، وتم استدعاؤنا وعدنا، وبعض زملائنا من رجال الصاعقة عادوا لاستكمال مهامهم مرة أخرى لتصفية ما عُرف بـ«الثغرة».

وما رأيك فى معركة «الثغرة»؟

- هى كانت بمثابة «موضوع إسرائيلى دعائى».

ماذا تقصد بذلك؟

- لم يكن ليجلس الإسرائيليون على طاولة المفاوضات لو كان لديهم أمل بأن «الثغرة» ستستمر، فالقوات الإسرائيلية الموجودة فيها كانت «محاصرة»، ويتم تصفيتها، ولا يوجد إمداد أو تموين لهم.

ماذا عن ملف الطيران المدنى الذى كنت تتولى مسئوليته؟

- لم تتوقف رحلة طيران واحدة، وتعاونا مع وزارة السياحة لاستقدام وفود من الخارج للتأكيد على أن مصر آمنة، كما تم تكليفنا بإجلاء 90 ألف مصرى من ليبيا، لكننى طبقت فى الإخلاء ما تعلمته فى القوات الجوية.

مثل ماذا؟

- كانت الأراضى الليبية فى فوضى شديدة، وكانت طائراتنا من الممكن أن تُضرب على الأرض، فكنا نضع طائرتين على الأرض، وأخريين تنقلان الركاب، واثنتين فى الهواء، وتم تنفيذ المهمة على أكمل وجه، كما عاصرنا تحدى الانتخابات ونقل المشرفين على اللجان الانتخابية وأتممنا مهامنا على أكمل وجه.

مقالات مشابهة

  • هيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية تختتم ورشة “التعريف بالتراث الثقافي غير المادي” بالتعاون مع هيئة التراث
  • وزارة الثقافة تطلق مشروع توثيق عناصر التراث الثقافي غير المادي في الأحساء
  • الصورة في حفظ التراث الثقافي.. ندوة بمعرض كتاب الرياض
  • معرض الرياض الدولي للكتاب يناقش دور الصورة في حفظ التراث الثقافي.. صور
  • معرض الرياض الدولي للكتاب يناقش دور الصورة في حفظ التراث الثقافي وأهمية الصور التاريخية
  • وزير الطيران الأسبق: شاركت في تدمير 7 دبابات للعدو وقتل قائد «لواء مدرع».. ولم تنجح دبابة إسرائيلية في العبور من «ممر سدر».. (حوار)
  • حزب الله يؤكد تدمير 3 دبابات ميركافا إسرائيلية
  • حزب الله: تدمير 3 دبابات إسرائيلية من نوع ميركافا بصواريخ موجهة
  • "حزب الله" يعلن تدمير ثلاث دبابات ميركافا إسرائيلية في بلدة مارون الراس جنوب لبنان
  • «تسويق التراث الثقافي» دورة تدريبية للعاملين بالآثار.. اعرف الشروط