علِّمُوهم.. إنها فلسطين!
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
حاتم الطائي
◄ "طوفان الأقصى" نقطة تحوُّل تاريخية في مسار انتزاع الحق الفلسطيني من طغاة الأرض
◄ الاحتلال يواصل المذابح بالأسلحة المُحرَّمة دوليا لتنفيذ مخطط التطهير العرقي
◄ الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية يؤكد أن النصر قادم لا محالة
لم تكن الملحمة التاريخية "طوفان الأقصى" في صبيحة السابع من أكتوبر المجيد لعام 2023، مجرد عملية نوعية تفرّدت بها المقاومة الفلسطينية وحققت من خلالها نصرًا مظفرًا على العدو الصهيوني، وجعلته يتجرع مُرّ الهزيمة النكراء، لكنها أيضًا مثلت نقطة تحول تاريخية وغير مسبوقة في مسار الحق الفلسطيني الذي لا يقبل المساومة أو التفاوض، الحق في الأرض، والحق في إقامة الدولة المستقلة على كامل التراب الوطني، والحق في العودة، والحق في إطلاق سراح الأسرى.
ومع رفض العدو الإسرائيلي الغاشم، تمديد الهدنة وتنفيذ وقف دائم لإطلاق النار، عاود ممارسة جرائمه البشعة؛ فبمجرد انقضاء الهدنة، سارع بإطلاق القذائف وإسقاط الصواريخ، وللأسف هذه المرة بقنابل شديدة التدمير، محرّمة دوليًّا، ومنها القنابل الخارقة للتحصينات، وهي قنابل من نوع BLU-109، أرسلت الولايات المتحدة منها 100 قنبلة على الأقل، وهي قنابل خارقة للتحصينات تزن الواحدة منها 2000 رطل، مما يؤكد الضلوع الأمريكي في المذابح التي يرتكبها الاحتلال، ويُثبت مدى الضرورة القصوى لتقديم كل من تورط في هذه المذابح وهذا التطهير العرقي بحق شعب فلسطين الأعزل، للمحكمة الجنائية الدولية.
لكن ورغم ما سبق، نستطيع القول إن المقاومة الفلسطينية وبصمودها الأسطوري، وشجعاتها في خوض المعارك، وفي المقدمة معركة السابع من أكتوبر المجيدة، وهي درة تاج المقاومة وأم المعارك الفلسطينية البطولية، فقد نجحت في إنهاء عقود من التنازل المستمر دون مقابل، فبينما كانت الولايات المتحدة ومن ورائها الغرب، يلوّحون بـ"جزرة السلام"، كان الكيان الإسرائيلي المُستعمِر يضرب بعصاه الغليظة في كل الأراضي الفلسطينية، غير مكترث بأي مسار تفاوضي؛ بل أمعن في تَسُلُّطِهِ وعَنْجَهِيَّتِهِ، ضاربًا عرض الحائط بالمواثيق الدولية والقانون الإنساني العالمي، مُتجاهِلًا تمامًا قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة وحتى الاتفاقيات التي وقعها وكانت مُلزمة عليه.. بينما كان الشعب الفلسطيني الذي يعاني الظلم الفادح منذ أكثر من 75 عامًا، يبكي شهداءَه يومًا بعد الآخر، ويُلملم جراحه علّه يتجاوز المحن والنكبات. إلّا أنه في ظل هذه المعاناة، أظهر بسالةً منقطعة النظير، فتحمّل ويلات الاحتلال البغيض، وصَبَرَ على الأذى الشديد الذي لحق به، بينما أرضه تُغتَصَب منه، ومنازله تُهدَم أمام عينيه، ويُزج بهم خلف قضبان السجون أسرى لدى الاحتلال اللعين، انتقامًا من المحتل لشجاعتهم ونضالهم الشريف.
ولكن.. وبعد طوفان الأقصى، تغيرت الآية، وتبدلت المعادلة، وانقلبت الموازين، لتستقيم على حقيقتها، فظهر لنا هذا الجيش الاحتلالي الاستعماري البربري في أضعف صوره، والتي تبيّن بعد ذلك أنها الصورة الطبيعية له، فهو جيش أوهن من بيت العنكبوت، وأضعف مما كُنا نعتقد، فهذا الجيش لا يحتاج لجيش مثله لإلحاق الهزيمة به، بل فقط لعشرات أو مئات المقاتلين الأشداء، أمثال أبطال كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس وغيرهم من الفرسان النبلاء الذين ركع أمامهم جنود الاحتلال وسقطوا بكل سهولة أسرى في أيديهم.
لذلك نقول بأعلى صوت ومن أعماق القلب.. عَلِّمُوا أولادكم وكل إنسان حُر في هذا العالم، أن الاحتلال الصهيوني هو أضعف جيش في العالم، وأن الكيان الإسرائيلي ليس سوى مجموعة من المرتزقة والعصابات الإجرامية والميليشيات الجبانة، تستهدف العُزل والمدنيين، وتخشى وتخاف من مواجهة أي بطل من أبطال المقاومة، وأن هذا الاحتلال الصهيوني هو الوجه الآخر للاستعمار الإمبريالي الغربي، لكنه هذه المرة استعمار سُكَّاني، يسعى لاقتلاع الإنسان صاحب الأرض من جذوره التي تعلق بها، على مر التاريخ، ويمارس تطهيرًا عرقيًا غير مسبوق.
علّموهُم أن فلسطين أرض عربية منذ فجر التاريخ، مهما تعاقب عليها سكانوها، وأن الشعب الفلسطيني المناضل صاحب هذه الأرض دون سواه، وأن الحق الفلسطيني لا يموت.
علّموهُم أن القدس مدينة السلام، أرض فلسطينية عاش الأجداد فيها قرنًا وراء قرن، وهي مسرى النبي محمد، ومهد النبي عيسى، وكانت وستظل الأرض المقدسة التي بارك الله حولها.
علّموهُم أن المقاومة ليست إرهابًا؛ بل هي حق مشروع لاستعادة الأرض والدفاع عن العرض والشرف، وأن المقاومين "رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا".
علّموهُم أن غزة هي أرض العزة والاستبسال، منبع الكرامة، ومصنع الرجال.. هي الشوكة الحادة في خاصرة العدو، وهي الأرض العصيّة على الاحتلال، مهما تكالب عليها العدو البربري الغاشم، ومهما أمطر عليها عشرات الأطنان من المتفجرات، ومهما هددتها حاملات الطائرات العملاقة أو الغواصات النووية العابرة للمحيطات والبحار.. ستظل غزة أبيّة حُرّة أبد الدهر.
علّموهُم أن المقاطعة الاقتصادية بمثابة سكين حادة في قلب الاستعمار الغربي والرأسمالية الجشعة، وأن التصنيع الوطني هو طوق النجاة ووسيلة الانعتاق من هيمنة المُستعمِر القديم الجديد.
علّموهُم أن الشعوب الحرّة تخرجُ في الشوارع لنُصرة الحق، حتى ولو ضد حكوماتها وأنظمتها، وأن الحرية لا تُقدّر بثمن. وما المسيرات المليونية التي اجتاحت العالم سوى صورة بهية عكست صحوة الضمير العالمي، الذي ظن المجرمون أنهم لن يهُبُّوا لنجدة إخوة الإنسانية.
علّموهُم أن الإنسان للإنسان سندٌ وعضدٌ، وأن القيم الإنسانية تتخطى حدود العقيدة والعرق والانتماء، وأن الدفاع عن حق الإنسان في الحياة، سلوك نبيل وتصرف راقٍ، فلا يُشترط أن تكون من نفس الديانة أو العرق أو الأرض، كي تدافع عن المظلوم، أو تُندد بالظالم وتُطالب بمعاقبته. فقط يجب أن تكون إنسانًا وحسب.
علّموهُم أن شعب عُمان الأبي كان وما زال وسيظل خير داعم للقضية الفلسطينية، وما المظاهرات العفوية التي خرجت بالآلاف في أنحاء وطننا العزيز، إلّا تعبير صادق عن هذا الدعم وتلك المؤازرة.
علّموهُم أن الدبلوماسية العُمانية لم يهدأ لها بال، ولن يهدأ، قبل أن تعود الحقوق لأصحابها، وأن السياسة الخارجية لعُمان كانت واضحة وجلية لا تقبل التأويل ولا التفسير، وأنها منذ اليوم الأول عكست المشاعر العروبية الأصيلة مصداقًا لـ"أوفياء من كرامِ العربِ"، وأنها كانت الأشد وطأة على العدو، في بياناتها ودعمها ومؤازرتها.
علّموهُم أن عُمان هي الدولة الأولى في العالم التي دعت إلى تقديم قادة الاحتلال إلى المحكمة الجنائية الدولية لمعاقبتهم على جرائمهم ضد الإنسانية، وجرائم الإبادة الجماعية التي مارسها هذا الاحتلال الهجمي المتوحش.
علّموهُم أن الحقَ أحقُّ أنْ يُتَّبَع، وألّا نخشى في الله لومة لائم، وأن نقول الحق ولو على رقابنا، وأن نصدح به في كل المحافل، محليًّا وإقليميًّا ودوليًّا، ولا حقَ أحق من القضية الفلسطينية، فهي القضية التي تأبى النسيان، وترفض الزوال، وتُعاند المحو المُتعمّد من الذاكرة.
علّموهُم أن فلسطين ستظل في قلب كل عُماني وعربي وكل شريف يعيش على ظهر هذا الكوكب، وأن فلسطين هي قضية الإنسانية في المقام الأول والأخير، والدفاع عنها دفاع عن الإنسان وحقه في الحياة الكريمة، دون ذل أو هوان أو خذلان.
علّموهُم أن الدفاع عن المقدسات هو الشرف الأول الذي ليس فوقه شرف، وهو الواجب المُقدس الذي لا يقبل التخلِّي عنه أو التنكُّر له.
علّموهُم أن "طوفان الأقصى" قد كشف عورات دُعاة الديمقراطية والذين يزعمون الدفاع عن حقوق الإنسان، وأن الإعلام الغربي قد وقع في مُستنقع العار والخسة والنذالة، بعدما تبنّى الأكاذيب الصهيونية على أنها حقائق دامغة لا تقبل الطعن، وأن هذا الإعلام الغربي كان سببًا في تغييب العقول في مناطق عدة حول العالم، لكنه ما لبث أن افتضح أمره وانكشف ستره، وأدرك مئات الملايين حول العالم حقيقة الاحتلال الإسرائيلي الدموي العنصري المُجرِم.
علّموهُم أننا سنظل نصدح بالحق في كل مكان وبأعلى صوت، وسنحرص على أن تصل كلماتنا إلى كل بقاع الأرض، صوتًا وصورةً وكتابةً، ولن تحدنا حدود، ولن يحول بيننا وبين مناصرة فلسطين أي مانع.
تحيا فلسطين.. تحيا الإنسانية!
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
سكان غزة يتشبثون بأرضهم.. والرئاسة الفلسطينية: فلسطين ليست للبيع
عواصم "رويترز" "د ب أ": بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، اجتاحت رياح عاتية وأمطار غزيرة القطاع في الساعات الأولى من صباح اليوم لتغمر المياه الخيام التي تؤوي الأسر النازحة وتتمزق الأغطية البلاستيكية التي تغلق فتحات المنازل المهدمة.
لكن سكان غزة قالوا إن إعلان ترامب عن خطط سيطرة الولايات المتحدة على القطاع وتهجيرهم لم يزدهم إلا إصرارا على البقاء.
وقال قاسم أبو حسون وهو يقف تحت المطر بين المنازل المهدمة والطرق المدمرة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة "برغم المأساة اللي إحنا عايشين فيها، برغم الأجواء الماطرة، الأجواء التعيسة جدا في المنخفض، الناس قاعدة في العراء".
وعادت عائلة أبو حسون إلى منزلها المدمر بمجرد سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير بعد أن أمضت شهورا نازحة في أماكن أخرى باتجاه شمال القطاع. وليس لدى العائلة أي نية للمغادرة مرة أخرى.
وقال لرويترز "هذا ما يدل على أنه الناس متمسكة في بلدها، الناس متمسكة في أرضها. الناس متمسكة في كل شيء، في ذرة رمل في غزة".
وفي الليلة التي أعقبت إعلان ترامب الصادم، أيقظت العاصفة الأسر من نومها ومزقت الخيام المؤقتة المصنوعة من البلاستيك والأقمشة. ولجأ السكان إلى التخلص من المياه التي غمرت الخيام باستخدام أوعية بلاستيكية صغيرة.
وفي الصباح التالي أمر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الجيش بإعداد خطة للسماح "بالخروج الطوعي" للسكان من غزة.
وقال عبد الغني، وهو أب لأربعة يعيش مع أسرته وسط أنقاض منزلهم الذي دمرته إسرائيل في مدينة غزة "يبدو إنه الطقس كمان ضدنا، بس لا الطقس ولا ترامب ولا إسرائيل راح يقدروا يطلعونا من أرضنا".
وقال لرويترز في رسالة نصية "ما راح نبيع أرضنا لمطور عقارات؟ صحيح إنه احنا جوعانين ونازحين بلا بيوت وحالتنا صعبة لكن ليس عملاء، وإذا صحيح يريد يساعد خليه ييجي يبني لنا واحنا هنا في مكاننا".
وفي إسرائيل، ذكرت القناة 12 أن خطة كاتس ستشمل خيارات الخروج من القطاع عن طريق المعابر البرية، بالإضافة إلى ترتيبات خاصة للمغادرة بحرا وجوا.
وتهجير الفلسطينيين من أكثر القضايا حساسية في الشرق الأوسط. ويشكل التهجير القسري للسكان تحت الاحتلال العسكري جريمة حرب ومحظور بموجب اتفاقيات جنيف لعام 1949.
وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) باسم نعيم لرويترز إن تصريح كاتس لم يكن مفاجئا وكان يهدف إلى "التغطية على دولة فشلت في تحقيق أي من أهدافها في الحرب على غزة".
وتقول إسرائيل إنها تهدف إلى القضاء على حماس التي أشعل الهجوم الذي شنته في السابع من أكتوبر 2023 أحدث موجة من الصراع. ولكن منذ سريان وقف إطلاق النار قبل ثلاثة أسابيع، استعاد مقاتلو حماس سيطرتهم على القطاع.
وفي الوقت نفسه، عاد مئات الألوف من الفلسطينيين النازحين داخل غزة إلى منازلهم، وخاصة في الجزء الشمالي من القطاع الذي تحول بالكامل تقريبا إلى أنقاض. وقال نعيم إن هذا دليل على تشبث الفلسطينيين الشديد بالأرض.
وتابع "مشاهد شعبنا وهو يقف لأيام في البرد الشديد على شارع الرشيد ينتظر بفارغ الصبر العودة إلى دياره التي أجبرته إسرائيل بالقوة والموت على مغادرتها، هو خير دليل على تمسك شعبنا بأرضه".
وأضاف نعيم "إن كانوا صادقين فيما يدعون، فليرفعوا الحصار الخانق عن غزة وليفتحوا المعابر، وسيصدمون بأن حجم العائدين الى غزة أكبر من المغادرين رغم الدمار الكبير".
وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل على غزة عقب الهجوم أدت إلى مقتل أكثر من 47 ألف فلسطيني على مدى 16 شهرا الماضية. كما أثارت الحملة اتهامات لإسرائيل بارتكاب الإبادة الجماعية وجرائم حرب.
ولا يزال وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، التي تستمر المرحلة الأولى منه ستة أسابيع، صامدا إلى حد بعيد. وتم إبرام الاتفاق بوساطة من مصر وقطر وبدعم من الولايات المتحدة. لكن احتمالات التوصل إلى تسوية دائمة بعد المرحلة الأولى غير واضحة.
إجماع عربي
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم على الإجماع العربي لرفض مخططات تهجير سكان قطاع غزة من أرضهم والتمسك بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
جاء ذلك خلال اجتماع أبو الغيط مع رئيس الوزراء ووزير الخارجية الفلسطيني محمد مصطفى في مقر الجامعة بالقاهرة حيث بحثا أحدث المستجدات بعد وقف إطلاق النار في غزة وبدء تدفق المساعدات إلى القطاع.
وقال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي في بيان إن اللقاء "تناول الوضع الفلسطيني الراهن في ضوء التهديدات التي تتعرض لها القضية، ولا سيما سيناريو التهجير المرفوض عربيا ودوليا".
وأضاف أن أبو الغيط ومصطفى "أكدا على الإجماع العربي على رفض المساس بثوابت القضية الفلسطينية، وأهمها بقاء الشعب على أرضه، وعدم سلبه حقه في تقرير مصيره".
وأشار المتحدث إلى أن اللقاء شمل عرضا موسعا ودقيقا من رئيس الوزراء الفلسطيني بشأن "خطط وبرامج التعامل مع الوضع الكارثي في غزة من أجل تنفيذ الإغاثة العاجلة والتعافي المبكر، توطئة لإعادة الإعمار".
وكان رئيس الوزراء الفلسطيني قد التقى الأربعاء بوزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي الذي أكد دعم مصر للحكومة الفلسطينية وخططها الإصلاحية مع مواصلة الجهود الإقليمية والدولية للوصول إلى حل سياسي دائم وعادل من خلال تنفيذ حل الدولتين.
وأعلنت مصر والأردن في وقت سابق رفضهما لمقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باستقبال سكان قطاع غزة الذي وصفه بأنه "مكان مدمر".
فلسطين ليست للبيع
قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، الخميس ، إن فلسطين بأرضها وتاريخها ومقدساتها ليست للبيع، وهي ليست مشروعا استثماريا، وحقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتفاوض وليست ورقة مساومة.
ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية ( وفا) اليوم عن أبو ردينة قوله إن "شعبنا الفلسطيني الذي قدم التضحيات الجسام دفاعا عن حقوقه الوطنية المشروعة، وحفاظا على قراره الوطني المستقل الذي تمثله منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، لن يتنازل عن شبر من أرضه سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين".
وأضاف أن "الشعب الفلسطيني وقيادته لن يسمحا بتكرار نكبتي 1948 و1967، وسيفشلان أي مخطط يهدف إلى تصفية قضيته العادلة عبر مشاريع استثمارية مكانها ليس في فلسطين ولا على أرضها".
وأشار إلى أن "الرد العربي والدولي على مخططات الإدارة الأمريكية بتهجير الفلسطينيين، أثبت أن العالم جميعه يتكلم بلغة واحدة نابعة من الشرعية الدولية والقانون الدولي، فيما تتكلم الإدارة الأمريكية وحدها لغة مختلفة، كما أن هناك أصواتا أمريكية وأعضاء كونجرس، وأصواتا إسرائيلية تعتبر أن هذا المشروع غير قابل للتنفيذ".
وجدد أبو ردينة التأكيد على أن "تحقيق السلام والأمن والاستقرار ينبع من فلسطين وتحديدا من عاصمتها القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية، وليس من أي مكان آخر، ولا بأي قرار من أحد".
وأشار إلى أن "الرئيس محمود عباس ثمن في بيان رسمي، مواقف الدول العربية والدولية الرافضة لدعوات التهجير أو الضم"، مؤكدا أنه "لا بديل عن حلول سياسية على أساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، من أجل سلام دائم ومستقر يحقق الأمن والاستقرار لدول المنطقة".
طلب عاجل
وجه رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي، الخميس ، نداء عاجلا إلى المؤسسات الدولية والجهات المعنية بضرورة التدخل الفوري لتوفير 40 ألف خيمة ووحدة إيواء لسكان مدينة رفح في جنوب قطاع غزة ، الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى بعد الدمار الهائل الذي لحق بمنازلهم جراء العدوان الإسرائيلي.
وأكد الصوفي ، في بيان نشرته البلدية على صفحتها بموقع فيسبوك اليوم ، أن "الأوضاع الإنسانية في رفح كارثية، حيث يبيت عشرات الآلاف من المواطنين في العراء، وسط ظروف جوية قاسية من أمطار ورياح عاتية زادت من معاناتهم، واقتلعت الخيام المهترئة التي يحتمون بها".
وأشار إلى أن الأرقام الأولية تفيد بأن نحو 90% من الوحدات السكنية في المدينة طالها الدمار، فيما تعرضت حوالي 52 ألف وحدة سكنية للتدمير بنسب متفاوتة.
وأوضح رئيس البلدية أن رفح، التي أصبحت مدينة منكوبة، لم تعد قادرة على استيعاب سكانها المتضررين في ظل غياب حلول إيوائية مستدامة، مما يستدعي استجابة دولية عاجلة لإنقاذ السكان من خطر التشرد والمجاعة والأمراض.
وناشد الصوفي كافة الجهات الدولية والإنسانية للقيام بمسؤولياتها الأخلاقية والقانونية تجاه سكان رفح، والعمل على توفير مستلزمات الإيواء الأساسية، بما يضمن الحد الأدنى من الحياة الكريمة للنازحين الذين يعانون أوضاعا مأساوية غير مسبوقة.