جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-19@04:36:35 GMT

لعبة الأمم

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

لعبة الأمم

 

 

محمد بن حمد المسروري

"لعبة الأمم".. في نسختها المتجددة في ثَوْبِ كبش يرتديه ثعلب، ما زالت دول أوروبا الاستعمارية، وبزعامة أمريكا الوارث العنصري للرؤية الاستعمارية التي كانت وما برحت تقودها الأفعاء المتوحشة (بريطانيا)، وإن تخفت خلف جناح المتهور القوي (راعي البقر) الأمريكي، هل سمعتم أو علمتم لها صوتًا طوال الأحداث الأخيرة في فلسطين وغيرها من الدول العربية والإسلامية؟!! إنها أفعى المكائد ومخزن الدسائس والمكر والخداع، وحدها من تصنع المكائد وتتخفى خلف الجدران، هذا العمل معلوم للكافة أنه من طباع الأفاعي السامة، التي لا تظهر إلا حين الإيذاء ثم تختفي، ابحثوا عن الإنجليز وراء كل أزمات العالم وحروبه، ستجدونها صاحبة الخيوط الأساسية في لعبة الأمم، والشواهد كثيرة عبر تاريخها الاستعماري البغيض، وما دويلة إسرائيل إلا صنيعة لدولة بريطانيا من قبل وعد بلفور ومن بعده، وتبعتها بالضرورة دول أوروبية أخرى منها ما هو منافس؛ مثل: فرنسا وألمانيا وإسبانيا والبرتغال، ومنها ما هو طفيلي يقتات على ما تركه المتسيدون الأوروبيون على بلدان العالم الأخرى، ومنها على وجه الخصوص بلاد العرب والمسلمين متخذين من اللغة العربية والإسلام هدفا معلنا وأساسيا لحروبهم الصليبة ضد بلدان العالم العربي والإسلامي، والأهداف غير المعلنة هي:

1- مصادرة القرار العربي والإسلامي.

2- التمكن من الثروات الطبيعية التي تحتويها الأراضي العربية والإسلامية.

3- الحرب على الثقافة وعلى مصادرها لجعل قشور ثقافة الغرب المسيطر على العالم؛ بُغية إنهاء الانتماء الثقافي لأوطانهم.

4- بث الفتنة بين المجتمعات العربية والإسلامية، لتمكين المستعمر الاوروبي من التوسط بداية ثم الأمر بالإكراه على سماع ما يملى عليهم.

5- ربط الاقتصاد الوطني للعالم العربي والإسلامي بذيل الأفعى ونظرائها الأوروبيين.

6- استكمال السيطرة الكاملة على الأرض والبشر ومصادر الرزق، إلا بما تجود به دول الاستعمار الأوروبي.

ومن تلكم المنطلقات المعلومة وغيرها -بما يستحدث- تزعمت مجموعة أشرار الإنجليز وخريجي سجونها فيما عرف تاليا بالولايات التحدة الامريكية المشهد في العصر الحديث من "لعبة الأمم".

كشفتها بكل وضوح كتائب القسام في غزة الصمود والنضال، ما كان يُحاك من مؤمرات ضد الأمة العربية والإسلامية، فإلي جانب الانتصارات المتعددة التي كسبتها المقاومة الفلسطينية في غزة التي حددها أحد الإعلاميين المصريين، هناك انتصار كبير جدا حدوده أبعد عن التوقعات بكثير، حققته غزة على أكبر دولة في العالم: الولايات المتحدة الأمريكية، عندما أعلن رئيسها -جو بايدن- أن حماس "علمت بخطتنا التي كنا نعمل عليها مع شركائنا الآخرين بعمل خط يربط الهند عبر الأراضي الفلسطينية ودول أخرى اإى أوروبا، وكنا على وشك الإعلان عنها)، وبطبيعة الواقع تم إفشال المشروع الذي كان يهدف أساسا لضرب (خط الحرير الصيني والغاز الروسي)، انتصار حققته حماس غزة ضد أكبر دولة في العالم، أكان ذلك في علمها أم لم يكن، فإنه نصر من الله أطاح بالنسخة الجديدة من "لعبة الأمم" التي تديرها وتتبناها أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية من خلال دويلة إسرائيل التي زرعوها عنوة لتنبت في غير مكانها وأرضها؛ لأنهم في الواقع مجرد شتات من أقوام وعناصر لا رابط بينهم إلا الاستيلاء على أملاك الآخرين، والسيطرة على دورهم ومقدساتهم لتُنْسَب من ثم لمحتل جاء ببنظال عتيق ليتزعم عناصر من سفهاء أوروبا ومجرميها والمرتزقة من كل طينة ويابس.

إذا سقط مشروع "الهند أوروبا" وهذا ما أغضب الحزب الهندي العنصري الحاكم حاليا لدولة الهند، وجعله يقف مؤيدا للاحتلال الإسرائيلي في تدمير وقتل أطفال ونساء وشيوخ غزة، والحال ليست ببعيدة عن اليابان التي قدمت المساعدات للمحتل الصهيوني فأصبح هؤلاء شركاء في "لعبة الأمم" المستحدثة؛ إذ الجميع شركاء في مؤامرة الأفعى.

ولأنها "لعبة الأمم" ضد كل ما هو عربي ومسلم، فعلينا أن نتنبه جيدا في قراءاتنا للحسابات اللاحقة؛ فلا يجب أن تذهب هدرا دماء 20 ألف فلسطيني من غزة وحدها، عدا المئات من الضفة الغربية، لقد قبلت دولة الصهاينة مبدأ الهدنة المؤقتة على مضض؛ لأنها فشلت فشلا ذريعا في تحقيق أي من أهدافها المعلنة، وأضحت عاجزة حتى عن حماية كيانها المدجَّج بأكبر ترسانة أسلحة في العالم أمام صمود الإيمان العميق بالله عز وجل لرجال حماس وذراعها الضارب "كتائب القسام".

قبلت دولة الشر، وتدفق الفلسطينون إلى غزة جنوبها وشمالها بعكس رغبة متطرفي الصهيونية ومن والاهم وهم كثر، ليقولوا للعالم أجمع لا ثم لا لنكبة أخرى، بل إلى انتصارات قادمة حتى تحرير الأرض من أدناسكم، وما ذلك على الله بعزيز.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«القاهرة الإخبارية»: اللجنة الوزارية العربية الإسلامية زارت 14 دولة لبحث مسألة غزة

تحدثت آية السيد مراسلة قناة «القاهرة الإخبارية» من عمّان، عن تفاصيل اجتماع اللجنة الوزارية العربية الإسلامية بشأن غزة ولبنان، قائلة: «من المتوقع أن يتم تنظيم مؤتمر صحفي بعد هذه الاجتماعات من أجل الخروج بالتوصيات التي ستأتي من هذا الاجتماع».

اللجنة الوزارية ستتجه إلى نيويورك للمشاركة في الأسبوع رفيع المستوى

وأضافت آية السيد، خلال مداخلة مذاعة على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن العديد من التوصيات ستخرج من اجتماع اليوم، بعد ذلك ستتجه اللجنة الوزارية إلى نيويورك للمشاركة في الأسبوع رفيع المستوى حول الدورة الـ29 للجمعية العامة للأم المتحدة.

وأشارت إلى أنّ اللجنة الوزارية كان لها العديد من التحركات منذ نشأتها في نوفمبر من العام الماضي، على سبيل المثال زارت اللجنة 14 دولة للبحث في مسألة غزة كان آخرها إسبانيا في الأسبوع الماضي.

تحركات اللجنة الوزارية تهدف إلى وقف إطلاق النار

وأوضحت أن جميع التحركات التي تم اتخاذها من قبل اللجنة تهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة ومحاولة تسهيل دخول قدر اكبر من المساعدات الإنسانية للقطاع، مشيرة إلى أنه من المتوقع الحديث عن ما حدث في جنوب لبنان بالأمس خلال اجتماع اليوم، ذاكرة أن الأردن أعربت عن تضامنها مع لبنان وأنها تسعى لضمان أمن استقرار وسيادة لبنان.

مقالات مشابهة

  • الجاليات العربية والإسلامية تسجل حضورا كبيراً في ذكرى المولد النبوي بصنعاء
  • الإمارات ترحب باعتماد الأمم المتحدة مشروع قرار حول فلسطين
  • نائب أمير حائل : الخطاب الملكي يعكس الرؤية الحكيمة ومنهج المملكة الثابت بالقضايا العربية والإسلامية
  • الإمارات ترحب باعتماد الأمم المتحدة للقرار الذي تقدمت به فلسطين
  • اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية تعقد اجتماعًا تنسيقيًا في الأردن
  • اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية والإسلامية المشتركة غير العادية بشأن التطورات في قطاع غزة تعقد اجتماعاً تنسيقياً في الأردن
  • «القاهرة الإخبارية»: اللجنة الوزارية العربية الإسلامية زارت 14 دولة لبحث مسألة غزة
  • الخارجية : إن الجمهورية العربية السورية، التي عانت على مدى ال ۱۳ سنة الماضية، من حرب كونية هدفت لتدمير دولتها وكسر إرادة شعبها بذريعة ادعاء الغرب الكاذب بحماية الديمقراطية وتعزيزها من خلال ممارساته الإرهابية المماثلة لتلك التي مارسها الصندوق الوطني للديمق
  • الشرقي.. دور سياسي بارع في اللقاءات العربية والدولية
  • 14 دولة خليجية وعربية في النسخة الثانية من مشروع "السفراء الشباب"