مدير "شؤون الأحداث" لـ"الرؤية": العقوبات البديلة ضرورية لإصلاح الأطفال الجناة وتعزيز الانتماء الوطني
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
◄398 إجمالي أعداد الأحداث في السلطنة
◄ تترك للقاضي اختيار التدبير المناسب للحدث
◄ يجب مراعاة المصلحة الفضلى للطفل وعمره واستيعابه
◄ أهمية إشراك المجتمع في تأهيل الأحداث ودمجهم بالمجتمع
الرؤية - سارة العبرية
أكد فهد بن زاهر الفهدي مدير دائرة شؤون الأحداث بوزارة التنمية الاجتماعية، أن من أبرز التحديات التي تواجهها مجتمعات دول العالم زيادة الجرائم والمخالفات بين الأفراد بما فيهم فئة الأطفال المراهقين، وهو ما يطلق عليه "جنوح الأحداث" وذلك لمن يرتكب مخالفة في سن أقل من 18 عاماً أو حسب العمر المحدد في كل دولة، الأمر الذي يستوجب خضوع هذا الحدث إلى الخضوع لإجراءات عقابية وفق القوانين والتشريعات.
وحول مفهوم جنوح الأحداث، أوضح الفهدي: "وفقًا لقانون مساءلة الأحداث العُماني (30/2008)، فقد عرّف الحدث على أنه كل ذكر أو أنثى لم يكمل الثامنة عشرة من العمر، وعرّف الحدث الجانح بأنه كل من بلغ التاسعة ولم يكمل الثامنة عشرة من العمر وارتكب فعلاً يُعاقب عليه القانون"، مشيرا إلى أنه تبعًا للإحصائيات الصادرة من وزارة التنمية الاجتماعية في سلطنة عُمان لعام 2022م، فقد بلغ إجمالي أعداد الأحداث في مختلف محافظات سلطنة عُمان حوالي 398 حدثا، منهم 40 حدثًا معرضًا للجنوح، و358 حدثًا جانحًا.
الإجراءات العقابية البديلة
وذكر مدير دائرة شؤون الأحداث أن العقوبات البديلة هي مجموعة البدائل غير التقليدية التي تصدر بحكم جزائي بالنسبة للجُناة الذين تثبت إدانتهم في جرائم، وذلك بإخضاعهم لمُعاملة عقابية يحدد نوعها في الحكم بغية تأهيلهم وإصلاحهم، بما يتناسب مع مرحلة الطفولة والمراهقة، مثل إخلاء السبيل المشروط والعقوبات المالية كالغرامات والأمر بمصادرة الأموال أو نزع الملكية والعقوبات الشفوية كالتوبيخ والتحذير.
وأضاف مدير دائرة شؤون الأحداث بوزارة التنمية الاجتماعية: "في حالة إذا كان الحدث قد أتم الخامسة عشرة من عمره وقت ارتكابه فعلًا معاقبًا عليه تطبق عليه العقوبات المقررة عدا عقوبة السجن؛ فيعاقب بالإيداع في دار الملاحظة الاجتماعية والتوجيه الاجتماعي ومؤسسة رعاية الفتيات مدة لا تتجاوز نصف الحد الأقصى للعقوبة الأعلى المقررة لذلك الفعل ودون التقيد بالحد الأدنى لتلك العقوبة، وفيما إذا كانت الجريمة مما يُعاقب عليه بالقتل فتكون العقوبة الإيداع في الدار مدة لا تتجاوز عشر سنوات".
وبيّن أنَّه يجوز لمحكمة العدالة الإصلاحية للطفل أو اللجنة القضائية للطفولة إيداع الطفل في إحدى المستشفيات المتخصصة إذا كان مصابًا بمرض يستوجب ذلك للمدة التي يحددها المستشفى المودع فيه الطفل بالرجوع إلى حالته الصحية، وإيداع الطفل في إحدى مؤسسات أو جمعيات الرعاية الاجتماعية التابعة للوزارة المعنية بشؤون التنمية الاجتماعية أو المعتمدة من قبلها، لافتاً إلى أنه إذا كان الطفل من ذوي الإعاقة يكون الإيداع في مركز مناسب لتأهيله، كما يتم إلزام الطفل بالمشاركة في بعض الأنشطة التطوعية، وللطفل الحق في اختيار النشاط الذي يرغب بالمشاركة فيه، ويجوز لمحكمة العدالة الإصلاحية للطفل أو اللجنة القضائية للطفولة تكليف الطفل الذي تجاوز سنه خمس عشرة سنة ميلادية كاملة بالقيام ببعض الأعمال دون مُقابل للمنفعة العامة بموافقته ولمدة لا تتجاوز سنة، وإلزام الطفل بالبقاء لفترة لا تقل عن ساعتين ولا تزيد على اثنتي عشرة ساعة في اليوم الواحد في نطاق جغرافي محدد يحظر عليه الخروج منه.
وقال الفهدي إن الهدف الأساسي من استبدال العقوبة الحبسية بالعقوبات غير السالبة للحرية هو إصلاح المحكوم عليه وحمايته من الأذى وتقديم خدمة لمجتمعه؛ إذ إن العقوبات البديلة تعزّز قيمة التسامح والانتماء وتحقق مبادئ الشراكة الاجتماعية والمصلحة العامة، ولا تفكك الروابط الأسرية للمُدان، بالإضافة إلى إشراكه في خدمة المجتمع.
مسؤولية المجتمع
وأكد الفهدي أنه يجب تعزيز مشاركة المجتمع فيما يخص شؤون العدالة الجنائية وخصوصًا للأحداث، بهدف إثارة شـعور المجتمع بالمسؤولية تجاه الجناة، والمشاركة في إعادة دمج الجُنـاة فـي المجتمع، وهو الأمر الذي يساهم في الحد من وصمة العار التي تلاحق المحكوم عليهم بالسجن.
ويرى الفهدي أن اتخاذ العقوبات الحبسية كتدبير إلزامي دون اللجوء إلى التدابير البديلة يمس حق الفرد في الحرية، بالإضافة إلى الآثار السلبية الأخرى مثل اكتظاظ السجون وتدهور العلاقات بين السجناء، كما أن اللجوء المفرط إلى الاحتجاز يسلب المحتجز حق الحياة الأسرية الطبيعية ويؤثر سلبًا على تماسك أفراد الأسرة، ناهيك عن وصمة العار التي تلاحقه وتلاحق أبناءه.
المبادئ القانونية
ويؤكد الفهدي أنه من الأفضل عدم تخصيص تدبير مُعين لجريمة معينة فيما يخص الأحداث، على أن تترك للقاضي السلطة التقديرية لاختيار التدبير المناسب لكل حدث بما يعرف بتفريج العقاب، لأنه إذا لم يكن التدلبير مناسبا لظروف الحدث فقد يجنح الحدث إلى الانحراف نتيجة شعوره بالإحباط، ولذلك فإنَّ التشريعات الحديثة أتاحت مجموعة من التدابير أمام القاضي بما يتلاءم مع ظروف الحدث وعمره ومستوى إدراكه.
وذكر أن المعايير التي تساهم في اختيار التدبير الملائم تتمثل في قناعة القضاة بقدرة التدبير على الإصلاح، ومدى قدرة العقوبة أو التدبير على تحقيق آثار تعود على الحدث والمجتمع بالنفع، ومدى تقبل المجتمع للتدابير، ومطابقة العقوبة لتعاليم الشريعة والقانون وحقوق الإنسان وبما يحفظ كرامة الحدث، لافتًا إلى أن المادة (40) من اتفاقية حقوق الطفل نصت على "أنه لابد من اختيار ترتيبات مختلفة من أوامر الرعاية، والإرشاد، والإشراف، والمشورة، والاختبار وغيرها من البدائل الرعائية المؤسسية لضمان معاملة الأطفال بطريقة تلائم رفاههم وتتناسب مع ظروفهم وجرمهم على السواء".
وشدد الفهدي على ضرورة مراعاة مصلحة الحدث والحفاظ على حمايته وإصلاحه مع مراعاة خصوصية المرحلة العمرية للأحداث عند اختيار التدابير المناسبة، لافتًا إلى وجود تحديات متعلقة باختيار وتطبيق التدابير البديلة ومنها: عدم وجود محددات قانونية واضحة في التشريع العُماني بآلية تنفيذها كآلية المراقبة الإلكترونية لأنها تحتاج لنظام مخصص ومتابعة مخصصة ويتطلب مشاركة عدة مؤسسات وإدارات لتطبيقها، وأيضًا قد تنتهك حرمة الحياة الخاصة للأسرة والفرد.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ما الفرق بين تأخر النطق ومشكلات اللغة لدى الأطفال؟
تُعد مراحل تطور اللغة والنطق من أهم المحطات في نمو الطفل، حيث تعكس قدرته على التواصل والتعبير عن احتياجاته وأفكاره. ومع ذلك، يختلف توقيت اكتساب هذه المهارات من طفل لآخر، مما يجعل بعض الآباء يتساءلون عما إذا كان تأخر طفلهم طبيعيا أم يحتاج إلى تدخل. لذلك يمكن أن يساعد فهم الفروقات، بين النطق واللغة ومعرفة العلامات الدالة على وجود تأخير، على اتخاذ الأبوين الخطوات المناسبة لدعم طفلهم وضمان تطوره بشكل سليم.
كيف يختلف النطق عن اللغة؟النطق: هو التعبير اللفظي عن اللغة، ويتضمن تشكيل الأصوات والكلمات (النطق السليم).
اللغة: هي إعطاء وتلقي المعلومات، وتتضمن الفهم والتفاهم من خلال التواصل اللفظي وغير اللفظي والكتابي.
ما تأخر النطق أو اللغة؟تختلف مشكلات النطق عن مشكلات اللغة، لكنها غالبا ما تتداخل. على سبيل المثال:
قد يكون لدى الطفل -الذي يعاني من تأخر في اللغة- قدرة جيدة على نطق الكلمات، لكنه يستطيع فقط تركيب كلمتين معا. وقد يستخدم الطفل -الذي يعاني من تأخر في النطق- الكلمات والعبارات للتعبير عن الأفكار، ولكنه يكون صعب الفهم.
إذا لم يظهر الطفل استجابة للأصوات أو لم يبدأ في إصدارها، فمن الضروري مراجعة الطبيب على الفور (شترستوك) علامات تأخر النطق أو اللغةإذا لم يظهر الطفل استجابة للأصوات أو لم يبدأ في إصدارها، فمن الضروري مراجعة الطبيب على الفور. ومع ذلك، قد يجد الآباء أحيانا صعوبة في تحديد ما إذا كان الطفل بحاجة إلى مزيد من الوقت لاكتساب مهارة معينة في النطق أو اللغة، أم أن هناك مشكلة تستدعي القلق.
إعلان علامات تدعو إلى استشارة الطبيب:في عمر 12 شهرا: لا يستخدم إشارات مثل الإشارة بالأصبع أو التلويح وداعا.
في عمر 18 شهرا: يفضل الإشارات على التعبير بالأصوات للتواصل.
في عمر 18 شهرا: يجد صعوبة في تقليد الأصوات. ويجد صعوبة في فهم الطلبات اللفظية البسيطة.
في عمر سنتين:
يستطيع فقط تقليد الكلام أو الحركات، ولا ينتج كلمات أو عبارات بشكل تلقائي. يكرر بعض الأصوات أو الكلمات، ولا يمكنه استخدام اللغة الشفوية للتواصل بما يتجاوز احتياجاته الفورية. لا يستطيع اتباع التعليمات البسيطة. لديه نبرة صوت غير عادية (مثل صوت خشن أو أنفي). إذا كان حديث الطفل أقل وضوحا مما هو متوقع لعمره: فمن المفترض أن يتمكن الآباء ومقدمو الرعاية الأساسيون من فهم نحو 50% من كلام الطفل عند بلوغه عمر السنتين، و75% عند بلوغه عمر 3 سنوات.بحلول عمر 4 سنوات، يجب أن يكون حديث الطفل مفهوما في الغالب حتى من قبل الغرباء.
أسباب تأخر النطق واللغةقد يكون تأخر النطق بسبب مشاكل في الفم، مثل مشاكل في اللسان أو الحنك.
قِصر لجام اللسان (الطية تحت اللسان) مما يحد من حركة اللسان.
يعاني العديد من الأطفال -الذين لديهم تأخر في النطق- من مشاكل في المحركات الفموية، حيث تواجه المناطق المسؤولة عن النطق في الدماغ صعوبة في تنسيق الشفاه واللسان والفك لإنتاج الأصوات.
وقد تؤثر مشاكل السمع أيضا على النطق. لذا يجب أن يخضع الطفل لاختبار سمع إذا كانت هناك مشكلة في النطق.
وقد تؤثر التهابات الأذن المزمنة على السمع، لكن إذا كان السمع طبيعيا في إحدى الأذنين، فإن تطور النطق واللغة يتم بشكل طبيعي.
كيف يتم تشخيص تأخر النطق أو اللغة؟إذا كان هناك احتمال لمشكلة، من المهم رؤية اختصاصي نطق ولغة فورا. ويمكن العثور على المختص بشكل مباشر أو من خلال إحالة من مقدم الرعاية الصحية.
ويقوم اختصاصي النطق واللغة بتقييم ما يفهمه الطفل (اللغة الاستقبالية). وما يمكن للطفل قوله (اللغة التعبيرية). وتطوير الأصوات ووضوح الكلام. وفحص حالة الفم والعضلات (كيف يعمل الفم واللسان والحنك معا للنطق والأكل والبلع). وبناء على النتائج، قد يُوصي المختص بالعلاج.
إعلان كيف يساعد علاج النطق؟يعمل اختصاصي النطق مع الطفل لتحسين مهارات النطق واللغة، كما يوجه الآباء حول كيفية المساعدة في المنزل.
كيف يمكن للآباء المساعدة؟التركيز على التواصل: تحدث مع طفلك، وغنِّ، وشجعه على تقليد الأصوات والإشارات.
القراءة لطفلك: ابدأ القراءة منذ أن يكون الطفل رضيعا باستخدام كتب مناسبة لعمره.
استخدام المواقف اليومية: تحدث عن الأنشطة اليومية. وقم بتسمية الأطعمة في المتجر، واشرح ما تفعله أثناء الطهي أو التنظيف، وأشر إلى الأشياء في المنزل.
اجعل الأمور بسيطة وتجنب "لغة الأطفال" وتسمية الأشياء بأسماء طفولية بديلة.
التعرف على التأخر في النطق أو اللغة وعلاجه مبكرا هو أفضل نهج. وإذا كانت لديك أي مخاوف، يجب التواصل مع الطبيب لتقديم الخدمات العلاجية المناسبة.