مؤسسة الطرق وصندوق صيانة الطرق يحييان ذكرى الشهيد ويكرمان أسر الشهداء
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
الثورة نت|
نظمت المؤسسة العامة للطرق والجسور، وصندوق صيانة الطرق اليوم، فعالية خطابية بالذكرى السنوية للشهيد، وتكريم أسر الشهداء من منتسبي المؤسسة والصندوق.
وفي الفعالية عبر نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال لشؤون الخدمات والتنمية الدكتور حسين مقبولي، عن الاجلال والإكبار لكل شهداء الوطن الذين رووا بدمائهم الطاهرة ثرى اليمن وجادوا وضحوا بأرواحهم دفاعا عن الأرض والسيادة وفي مقدمتهم الرئيس الشهيد صالح الصماد.
وأشار إلى أهمية إحياء الذكرى السنوية للشهداء العظماء الذين كان لهم الفضل بعد الله تعالى في الانتصارات التي تحققت وماتزال تتحقق لليمن على كافة المستويات.
وأوضح الدكتور مقبولي أن الشهداء صدقوا ما عاهدوا الله عليه وباعوا أنفسهم والله اشترى منهم مقابل عطاء جزيل ومكانة رفيعة لا تليق إلا بهم ولا يبلغها إلا من سار على دربهم وسلك مسلكهم في درب الجهاد ضد قوى الطاغوت والإجرام من الغزاة المحتلين ومن تحالف معهم وقاتل في صفهم.
وأكد أن إحياء ذكرى الشهيد وإبراز عظمة الشهداء وتضحياتهم وتكريم ورعاية أسرهم والعناية بروضات الشهداء وتعهدها بالزيارة، هو أقل ما يجب تقديمه لهؤلاء العظماء الخالدين الذين قدموا أرواحهم من أجل أن يعيش الشعب اليمني عزيزا كريما وآمنا ومستقرا.
ولفت نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال إلى أن ما تنعم به المحافظات الحرة من استتباب للأمن هو ثمرة من ثمار تضحيات الشهداء التي ستظل محل تقدير واهتمام الدولة بكل أجهزتها ومؤسساتها والتي لا يمكن التفريط بها من باب الوفاء لأهل الوفاء.
وجدد التأكيد بأن الحكومة لن تالوا جهدا في دعم ورعاية أسرهم تقديرا لعظيم تضحياتهم التي سطروها خلال مسيرتهم الجهادية الحافلة بالبطولة والبذل والعطاء.. مؤكدا التطلع إلى شراكة مجتمعية في هذا الجانب.
ولفت الدكتور مقبولي إلى أهمية السير على خطى الشهداء من خلال المضي في رفد الجبهات بالمقاتلين وقوافل العطاء والمدد حتى يتحقق النصر ويتم تطهير كافة الأراضي اليمنية من الغزاة والمحتلين.
من جانبه أشار رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للطرق والجسور المهندس عبدالرحمن الحضرمي إلى دلالات إحياء الذكرى السنوية للشهيد للوقوف أمام عظمة الشهادة والمكانة الرفيعة التي وعد الله بها الشهداء في ضيافته عز وجل.
وأكد أن الشهداء هم من أسسوا المداميك القوية لبناء اليمن وصنع مستقبله المأمول بعيدا عن الوصاية والهيمنة الخارجية التي كانت تمارس عليه طيلة العقود الماضية.
واعتبر المهندس الحضرمي الاهتمام بأسر الشهداء وتكريمها ورعايتها لفتة بسيطة أمام ما قدمه الشهداء من تضحيات وعطاء ليعيش الوطن عزيزا كريما.. لافتا إلى أن الجهاد والشهادة في سبيل الله هي عنوان عزة وكرامة الأمة.
وأفاد بأن الشعب اليمني الذي صمد لنحو تسع سنوات في مواجهة العدوان والحصار الأمريكي السعودي الإماراتي أصبح اليوم رقما صعبا ويتصدر الشعوب بمواقفه المشرفة في الدفاع عن قضايا الأمة ومقدساتها وفي المقدمة القضية الفلسطينية.
واستنكر رئيس المؤسسة المواقف المخزية للأنظمة المطبعة مع العدو الصهيوني تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية وجرائم يندى لها الجبين وتدمير شامل للمنشآت الخدمية وحصار ظالم وحرمان من كل الاحتياجات الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية دون ان تحرك تلك الدول والأنظمة المحسوبة على العروبة والإسلام ساكنا.
وأعلن عن تبرع المؤسسة العامة للطرق وصندوق صيانة الطرق بمبلغ 14 مليون ريال لدعم صمود أبناء الشعب الفلسطيني في غزة ودعما لعمليات القوات المسلحة اليمنية ضد العدو الصهيوني.
فيما تطرق المهندس إبراهيم الشريف في كلمة المناسبة الاستعداد والجهوزية لكافة منتسبي المؤسسة للمضي قدما خلف القيادة الثورية في كل ما تتخذه من خيارات لإسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي.
وأوضح أن معركة الجهاد المقدس ضد أعداء الأمة مسؤولية تقع على عاتق الجميع ما يحتم على كل شعوب وأبناء الأمة الاستعداد والمساهمة الفاعلة في أداء هذا الواجب وفقا للخيارات والوسائل المتاحة.
وفي نهاية الفعالية قام الدكتور مقبولي ورئيس المؤسسة ونائب رئيس صندوق صيانة الطرق المهندس نبيل المؤيد، بتكريم أسر الشهداء من منتسبي المؤسسة والصندوق.
عقب ذلك افتتح نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال لشؤون الخدمات والتنمية ورئيس المؤسسة العامة للطرق ونائب رئيس صندوق صيانة الطرق معرض الشهداء من منتسبي المؤسسة والصندوق.
واطلعوا ومعهم عدد من مدراء العموم في المؤسسة والصندوق على ما يحتويه المعرض من صور للشهداء الأبرار الذين جادوا بأرواحهم دفاعا عن الوطن في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: طوفان الاقصى المؤسسة العامة للطرق صیانة الطرق الشهداء من
إقرأ أيضاً:
الشهيد القائد وسيكولوجية الجماهير
محمد الجوهري
في كتابه الشهير “سيكولوجية الجماهير”، تحدث “غوستاف لوبون”، الفيلسوف والمؤرخ الفرنسي الشهير، عن أهمية القيادة الواعية وضرورتها للجماهير، وكيفية تعاملها معها. وأكد أن القائد الفعلي هو الذي يدرك طبيعة الروح الجماعية ويستطيع توجيهها نحو أهداف إيجابية ومستدامة، وأن تجاهل الجماهير لتلك القيادة قد يؤدي إلى كوارث على المستويين الفردي والجماعي.
ومن المسلم به أن أغلب كوارث الأمة كانت بسبب انحراف في مفهوم القيادة، وتخلي الناس عن القائد الذي يعبر عن روح الجماهير وقضاياها العادلة. ولم نرَ قيادة قط تهتم بأمر الأمة إلا تلك الآتية من بيت رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، فهي النموذج المعبر عن المفاهيم النبيلة، كالحرية والعدالة والمساواة، وهي قيم مستمدة من الدين الإسلامي الحنيف. لكنها لم تجد سبيلاً في أوساط الأمة بعد وفاة الرسول، فكانت النتيجة هي الانحطاط الكبير للمسلمين، وهيمنة أعدائهم على الإنسانية كلها، وما الكيان الصهيوني إلا رمزٌ لسيطرة قوى الشر على العالم أجمع.
والشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، كان نموذجاً للقيادة التي تؤمن بأن الرسالة الإلهية كانت من أجل إنقاذ البشرية، وأن القائد المثالي هو من يهتم بأمر الأمة ويدافع عنها ويقدم حتى نفسه شهيداً في سبيل الله ونصرة المستضعفين، لأنه كان قائداً بحجم الأمة الإسلامية قاطبة، فحمل همومها كلها واتجه لمعاداة أعدائها الفعليين، حسب التوجيهات الإلهية والمنهج القويم.
ولأنه كذلك، فقد تحول السيد حسين نفسه إلى رمزٍ من رموز الحق، حتى بعد شهادته، وأصبح في حد ذاته علماً يفرز الناس إلى فريقين: حق صريح وباطل صريح. وهكذا كان كل الأنبياء والآمرين بالقسط من قبله، ولم يكن بدعاً من الهداة المهتدين، بل متمماً لمسيرتهم العظيمة، وناصراً لأهل الحق والمظلومين أينما كانوا.
ولأن أعلام الهدى يخاطبون الناس بلغة القرآن، فقد ترجم السيد حسين القرآن إلى واقعٍ عملي، وكشف مضامين الواقع من القرآن نفسه، فأعاد للكتاب الكريم قيمته في نفوس الناس، بعد أن رأوا فيه منهجاً عملياً يخاطب الحياة بكل مواقفها، وهو ما لم يتحقق على يد الدعاة المزيفين في زمن السيد حسن، وإن كثروا وضجت بهم المنابر والساحات.
مقولاته الخالدة “إن وراء القرآن من أنزل القرآن” هي عبارة فلسفية عميقة جداً، فالكتب التي بين أيدينا هي من مؤلفات بشر قضوا قبل سنوات وانتهى بذلك تأثيرهم في الحياة، أما القرآن فهو باقٍ لأن من أتى به يتولى رعاية من يعمل به. فهو كتاب حي يخاطب البشر في كل مواقفهم وتحركاتهم، ويظهر الواقع للمتبصرين فلا يضلون، سواءً في هذا العصر أو سائر العصور السالفة والمقبلة، وأنَّى لكتابٍ آخر أن يعطينا كل هذه البصائر، ومن هنا برزت حكمة السيد التي هي امتداد لنور الله عز وجل.
أضف إلى ذلك، أن الشهيد القائد، رضوان الله عليه، كسر كل الأصنام التي جمدت الأمة، سواءً ما كان منها على شكل كتب أو أسماء أو كيانات، وكانت سبباً في جمود المسلمين وتخاذلهم عن نصرة دينهم. ويكفي أن صرخته اليوم قتلت هيبة الطغاة بكل أشكالهم، وتجلت في الميدان كعصا موسى أو معول إبراهيم الذي حطم أصنام عصره. فكل ما يتعارض مع الصرخة ومشروعها هو من صنع اليهود، ولو كان على شكل عقائد باطلة.
إن القيادة الواعية، مثل تلك التي جسدها الشهيد القائد، تعتبر قادرة على توجيه الجماهير نحو المصير الأفضل. من الضروري أن نتذكر دائماً أن القيم النبيلة هي التي يجب أن تقودنا، وأن نتعلم من تجارب الماضي لنستشرف مستقبلاً مشرقاً. فلنستمر في السعي نحو تحقيق العدالة والحرية، ولنجعل من شهدائنا، مثل السيد حسين، قدوة لنا في العمل من أجل الحق والمظلومين.