الرؤية- محمد الهيملي

أكد عدد من رواد الأعمال وأصحاب المشاريع أن صدور المرسوم السلطاني السامي رقم 84/2023 بإعادة تنظيم بنك التنمية العماني، يأتي لتعزيز دور البنك في النمو الاقتصادي الشامل في ظل النهضة المتجددة التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المُعظم -حفظه الله ورعاه- وحرصا على دعم قطاع الأعمال لا سيما القطاعات الاقتصادية الواعدة، وتيسير جميع السبل لإنجاح المشروعات الاستثمارية ذات القيمة المضافة لأصحاب وصاحبات الأعمال بما يسهم في رفع وتيرة التنويع الاقتصادي ونمو الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عُمان.

وأصدر جلالة السلطان مرسومًا سلطانيًا ساميًا بإعادة تنظيم بنك التنمية العماني، لتتضمن مواد المرسوم تعديل مسمى بنك التنمية العماني إلى "بنك التنمية" على أن يصدر وزير المالية اللائحة التنفيذية للنظام المرفق والقرارات اللازمة لتنفيذه.

وقد اشتمل نظام بنك التنمية على تعزيز رأس مال البنك ليكون 500 مليون ريال عُماني، وتحديد مبلغ التمويل المقدم للمقترض بـ 5 ملايين ريال عُماني لكل مشروع مع إمكان زيادته إلى 7.5 ملايين ريال عُماني لبعض المشروعات النوعية، إضافة إلى القروض الميسّرة التي يقدمها البنك دون عائد لصغار المستثمرين على أن يكون تقديم القروض لغرض تمويل المشروعات في المجالات المتعلقة بالقطاعات والأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالخطط التنموية.

وتقول خلود العلوية- صاحبة مؤسسة شهد ينقل للتجارة- إنها تخصصت في مجال إدارة الأعمال بجامعة صحار، لتبدأ مشروعها الخاص بعد التخرج من المنزل، وهو عبارة عن صالون نسائي بنظام الحجز، ليتطور المشروع بعد ذلك وتستأجر محلا مخصصا كصالون نسائي، موضحة: "رأس مال الذي بدأت به كان 100 ريال تقريبا، وكان لشراء المستلزمات، وبدأت مشواري في ريادة الأعمال عام 2016، وواجهتني الكثير من التحديات سواء قوة المنافسة في سوق العمل بنفس المجال أو التحديات المالية، إلا أنها استطاعات التغلب على كل هذه التحديات".

وتعبر العلوية عن سعادتها بصدور المرسوم السلطاني بإعادة تنظيم بنك التنمية، قائلة: "أتمنى أن تكون التسهيلات أسهل من السابق فيما يتعلق بالقروض لأصحاب الشركات والمشاريع، لأنني واجهت الكثير من التعقيدات والشروط التي تجبر أصحاب المشاريع على التخلي عن مشاريعهم لعدم قدرتهم على الحصول على قرض، لكن بعد صدور المرسوم السلطاني أعتقد أن الأمور سوف تكون أسهل وسوف يتشجع الكثير من الشباب على البدء في تنفيذ المشاريع الصغيرة والمتوسطة والدخول إلى عالم التجارة".

ويذكر أحمد الفارسي- صاحب شركة ناشئة في مجال الإنتاج فني- أن تجربته في مجال العمل الحر كانت شغفا وحبا في التصوير قبل أن تكون تجارية، لافتًا إلى أنه بدأ في جمع رأس مال المشروع لشراء أدوات ومعدات التصوير من خلال التعاقد مع أصحاب الأعمال بمختلف المجالات، ليستثمر العائد بعد ذلك من هذا العمل في تطوير وتحسين الأدوات التي يستخدمها.

ويدير أحمد الفارسي شركة الإنتاج بنفسه، ويقول: "ما يميز الشركة في مسألة تقديم الأعمال أنها تقدم للعميل الجودة العالية بسعر لا يشمل نسبة الفوائد العائدة لإيجار المكان ورواتب الموظفين وغير ذلك لأن العمل يتعامل مع صاحب الشركة الذي يقوم بتنفيذ العمل بنفسه، وتجربتي في مجال الإنتاج الفني ليست وليدة اليوم بل هي ممارسة مستمرة ومحاولات كثيرة لفهم السوق واكتساب الخبرة".

ويبين الفارسي أن المرسوم السلطاني السامي بإعادة تنظيم بنك التنمية العماني، وتقديم القروض بدون عائد لأصحاب المشاريع الصغيرة، سوف يفتح الباب أمام الكثير من الشباب العماني لتطوير أعمالهم واستقطاب عدد كبير من الباحثين عن عمل للبدء في تنفيذ مشاريعهم والمنافسة في سوق العمل بما يقدمونه من خدمات ومنتجات".

من جهته، يرى خلفان الطوقي- المحلل الاقتصادي- أن اللائحة الجديدة ستكون متوافقة مع الأهداف الوطنية لخطة 2040، مشيرا إلى أن القرض الذي كان يمنح في السابق كانت قيمته مليون ريال عماني كحد أقصى، بينما في التعديل الجديد للائحة بنك التنمية أصبح القرض الممنوح 5 ملايين ريال وفي بعض الحالات تصل القيمة إلى 7.5 مليون ريال، بفضل زيادة رأس مال البنك إلى 500 مليون ريال.

ويتابع قائلاً: "لا عذر لمن يريد أن يبدأ عمله الخاص بعد صدور هذا المرسوم، وكل ما يحتاجه الشباب القيام بدراسات الجدوى قبل التقدم بطلب القرض، وأيضاً بنك التنمية يقدم هذا النوع من الدراسات لأصحاب العمل الحر ورواد الأعمال، كما أن الإجراءات أصبحت سهلة للغاية ويمكن الانتهاء من الكثير من المعاملات من خلال شبكة الإنترنت بفضل حلول الرقمنة للخدمات الحكومية.

يشار إلى أن المركز الوطني في استطلاع للرأي نشر في مايو عام 2020م، قال إن 4 من كل 5 من الشباب الباحثين عن عمل- بنسبة 78%- لديه الرغبة في دخول مجال ريادة الأعمال وتأسيس مشروعه التجاري الخاص، إذ تزيد هذه النسبة قليلاً بين الذكور عن الإناث بـ80% و76% على الترتيب.

وأوضح الاستطلاع إلى أن النسبة الأكبر من الشباب الباحثين عن عمل يفضلون قطاع التجارة والبيع بالتجزئة إذا تسنى لهم افتتاح مشروعهم التجاري، مقابل 8% يفضلون المشاريع المنزلية والأعمال الحرفية التقليدية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي: أهمية التعاون بين الجامعات ومجتمع الصناعة لدعم التنمية

شهد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، افتتاح النسخة الثالثة من المنتدى الاقتصادي الذي تنظمه جامعة النهضة بالتعاون مع جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، تحت عنوان «رؤية اقتصادية نحو تحفيز النمو التجاري والاستثماري في القارة الإفريقية .. من مصر إلى إفريقيا».

حضر المنتدى الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، والدكتور حسام الملاحي، رئيس جامعة النهضة، والأستاذ ياسر صبحي، نائب وزير المالية للسياسات المالية، والدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، بالإضافة إلى عدد من السفراء وممثلي الدول الإفريقية، والأكاديميين والخبراء الاقتصاديين، وأعضاء مجلسي النواب والشيوخ، ورجال الصناعة ورواد الأعمال.

تعزيز التبادل الاقتصادي 

ورحّب الدكتور أيمن عاشور بضيوف المنتدى من ممثلي الدول الإفريقية، مؤكدًا التزام مصر بدعم التعاون الاقتصادي والتجاري مع دول القارة، بما يسهم في تحقيق تنمية مستدامة تعود بالنفع على شعوبها.

وأوضح أن المنتدى يعكس أهمية العمل المشترك لمواجهة التحديات واستثمار الفرص الواعدة، لافتًا إلى أن القارة الإفريقية على أعتاب نهضة اقتصادية كبرى تتطلب شراكات إستراتيجية لتحقيق النمو المستدام.

وأشار الوزير إلى أن التعليم العالي والبحث العلمي يمثلان أساس التنمية المستدامة، حيث تُعد الجامعات محورًا لإعداد الشباب لسوق العمل وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال، مضيفا أن القارة الإفريقية تُعد الأكثر شبابًا عالميًا، حيث يمثل الشباب دون 25 عامًا حوالي 60% من سكانها، ما يجعل الاستثمار فيهم فرصة للتقدم والتنمية.

وأكد الوزير أن الجامعات المصرية تشهد تطورًا كبيرًا في مختلف المسارات التعليمية، بما يشمل الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية، إضافة إلى أفرع الجامعات الدولية والمعاهد، موضحا أن منظومة التعليم العالي المصرية ترحب بجميع الطلاب الوافدين، حيث تستضيف 43,824 طالبًا إفريقيًا من 39 دولة، بما يمثل 44% من إجمالي الطلاب الوافدين في مصر.

في مجال البحث العلمي، أشار الوزير إلى تصدر مصر الدول الإفريقية في الإنتاج العلمي وفق تصنيف سيماجو لعام 2023، ومشاركتها في مؤسسات بارزة مثل NAASAC وشبكة العلوم الإفريقية، إضافة إلى تصدرها القارة في عدد مراكز الإبداع والابتكار بـ11 مركزًا، وفقًا لمؤشر الابتكار لعام 2024. كما أطلقت مصر مبادرات لدعم تصنيفات الجامعات، مثل الكشاف العربي لإدراج المحتوى العربي، وتسعى لتوسيع التجربة لتشمل الأدبيات الفرنسية للدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية.

 

وأكد أن الشراكة مع دول القارة الإفريقية تمثل محورًا أساسيًا في استراتيجية تدويل التعليم العالي التي أطلقتها مصر في مارس 2023، مشددًا على أهمية التعاون بين الجامعات ومجتمع الصناعة لدعم التنمية المستدامة.

كما أعرب عن تقديره لجهود جامعة النهضة في تنظيم المنتدى الذي يعزز التعاون الأكاديمي والاقتصادي بين الدول الإفريقية، متمنيًا أن تسفر جلساته عن توصيات عملية تسرّع التكامل الاقتصادي للقارة.

وأكد الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، أهمية المنتدى في رسم خارطة طريق للتعاون الاقتصادي مع دول القارة الإفريقية، مشيرًا إلى جهود التنمية بالمحافظة التي تمتلك موقعًا جغرافيًا مميزًا وعددًا كبيرًا من الكيانات الصناعية.

تعزيز الشراكات الاقتصادية

وأشار الأستاذ ياسر صبحي، نائب وزير المالية للسياسات المالية، إلى أهمية تعزيز الشراكات الاقتصادية لمواجهة التغيرات العالمية، مع التركيز على تحقيق الاستقرار الاقتصادي وزيادة معدلات النمو ودعم القطاع الخاص.

وأكد الدكتور حسام الملاحي، رئيس جامعة النهضة، أن المنتدى يمثل منصة إستراتيجية تجمع الأكاديميين والخبراء وممثلي الحكومات ورجال الصناعة، بما يسهم في تعزيز التعاون بين مختلف الأطراف لتحقيق التكامل والتنمية المستدامة.

وأشاد الدكتور يسري الشرقاوي، رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، في كلمته بالتنسيق المتزايد مع دول القارة الإفريقية خلال الفترة الأخيرة، تحت شعار إفريقيا للأفارقة، داعيًا إلى استثمار الموارد الإفريقية لتحقيق رفاهية شعوب القارة.

ومن جانبه، أوضح الدكتور أحمد الخضراوي أن القارة الإفريقية تمتلك موارد كبيرة، وهي من أكثر المناطق نموًا في العالم ولكن تواجه تحديات كبيرة خاصة في البنية التحتية وضعف النمو التجاري مما يؤكد أهمية المنتدى هذه كمنصة للحوار وتعزيز مكانة إفريقيا في الاقتصاد العالمي، مقدمًا الشكر إلى شركاء المنتدى والحضور.

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم العالي: أهمية التعاون بين الجامعات ومجتمع الصناعة لدعم التنمية
  • تجديد الثقة في اللواء دكتور محمد عقل سكرتيرا عاما مساعدا لشمال سيناء
  • رأس وفد المملكة في “ورشة العمل رفيعة المستوى”.. وزير التجارة: تبنّى العالم المتزايد للرقمنة أحدث تحولاً في موثوقية التجارة
  • الاثنين.. بدء أعمال"المنتدى الاقتصادي العماني الكويتي"
  • الزكواني يكشف لـ"الرؤية" عن التطورات الجديدة في عالم الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على قطاعات الأعمال
  • بن يحيى: “لا يوجد أيّ سبب للقلق والتعادل أمام الشلف يحمل الكثير من الإيجابيات”
  • بن يحيى:”لايوجد أي سبب للقلق .. التعادل أمام أولمبي الشلف يحمل الكثير من الإيجابيات”
  • غدا.. مواجهةٌ قوية للمنتخب العماني أمام “الأزرق” الكويتي في افتتاح خليجي 26
  • غدا.. مواجهةٌ قوية للمنتخب العماني أمام الكويت في افتتاح خليجي 26
  • كأنه حقيقة.. فنان يطوّع الذكاء الاصطناعي لينشئ عالمًا من الصور ساحر وغريب