منظمة حقوقية تدعو لتوفير حماية دولية للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن شهادات الأسرى المُحررين من النساء والأطفال عن التنكيل الذي يتعرضون له في السجون تدق ناقوس الخطر وتدعو إلى التحرك العاجل من أجل انقاذ الأسرى من أيدي عصابات همجيه لا ترحم ولا تبالي بأي قوانين أو شرعة دولية .
وأوضحت المنظمة في تقرير لها اليوم السبت أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، أن 240 أسيرًا فلسطينيًا تم إطلاق سراحهم في صفقات تبادل منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ الجمعة الماضية 24 نوفمبر / تشرين الثاني 2023، منهم 71 أسيرة و169 طفلًا، مضيفة أن هؤلاء الأسرى المحررين سردوا وقائع مرعبة ومروعة يتعرض لها الأسرى يوميًا، تضاعفت حدتها مع حرب الإبادة الجماعية التي شنها الاحتلال على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ونقل التقرير عن الأسيرة المُحررة لمى خاطر ـ من سجن الدامون ـ قولها "إنها اقتيدت وهي مقيدة ومعصوبة العينيين إلى غرفة التحقيقات حيث حقق معها ضابط من المخابرات هددها بالاغتصاب بالاشتراك مع 20 جنديًا -قال إنهم برفقته بالغرفة وقت التحقيق ـ،كما هددها بحرق وقتل أبنائه وقال إنه مستعد لقتل 50 ألف طفل فلسطيني ليشفي غليله، وأضافت لمى أن جميع الأسيرات تعرضن للضرب بصورة متكررة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، مع حرمانهم من الخروج من الزنازين سوى ربع ساعة يوميًا للحمام -مرة واحدة فقط-، وأحيانًا كن يمنعن من ذلك.
ونبهت خاطر إلى وجود ما لا يقل عن 10 أسيرات من قطاع غزة، تم اعتقالهن قبل الهدنة بيومين، وبينت أنهن أكثر من تعرضن للإذلال والمهانة والتعذيب النفسي والجسدي، مضيفة أن الاحتلال اعتقلهن بعد فصلهن عن أطفالهن بصورة انتقائية اثناء تهجير السكان من الشمال عبر شارع صلاح الدين باتجاه الجنوب كما تم نزع حجاب تلك الأسيرات داخل السجون وإعطائهم زي خاص لتمييزهن عن باقي الأسيرات.
من جهتها أكدت الأسيرة المحررة عهد التميمي على وجود أسيرات من قطاع غزة، ولفتت إلى المعاناة التي يتعرضن إليها هن وجميع الأسيرات في السجون، مضيفة إلى أن الاحتلال هددها شخصيًا بقتل والدها الأسير إذا حاولت التحدث للإعلام أو نقل ما يجري داخل السجون.
أما الأسيرة المُحررة هنادي الحلواني فقالت في شهادتها إن الأسيرات "يعشن كابوسًا بعيد عن أعين العالم"، وروت تفاصيل مرعبة عما مرت به أثناء فترة احتجازها الأخيرة هي وبقية الأسيرات اللاتي كن معها في نفس المكان.
وقالت الحلواني إنها تعرضت للصعق بالكهرباء والضرب المبرح في جميع أجزاء جسدها، فضلًا عن الإذلال والإهانة عبر البصق على وجهها، ورمي القمامة عليها، وتهديدها بالاغتصاب والتحرش الجنسي والتحدث معها بعبارات مهينة وألفاظ بذيئة.
وأضافت الحلواني أن الاحتلال تعامل بطريقة مجردة من أي إنسانية، ولم يراع أي ظروف لأي أسيرة، بعضهن كن حوامل، والبعض الآخر كان قد أجرى للتو عمليات جراحية لكن ذلك لم يمنع قوات الاحتلال من تعريضهن لإيذاء بدني ونفسي، بالإضافة إلى المداهمات المتكررة للزنازين والاعتداء على الأسيرات بقنابل الغاز المسيل للدموع، وسحب كافة الامتيازات التي حصل عليها الأسرى والأسيرات بعد سلاسل الإضرابات على مدار الأعوام الماضية.
ولفتت الحلواني إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تزايد كبير في عدد الأسيرات الجديدات، وكان يقابل هذا بتكدس كبير في الزنازين، وتقليل واضح في الموارد من الألبسة، والأطعمة الرديئة بالفعل، والوقت المسموح به خارج الزنازين للحمامات، بل أضافت أن البعض كان يمنع تمامًا من الذهاب للحمام لأيام، مع فرض عزلة تامة عن الجميع، بما فيهم الأسيرات في الزنازين المجاورة.
بالإضافة إلى شهادات الأسيرات، فإن ما نقله الأطفال المحررون يكشف واقعًا مروعًا لا يتصوره عقل فقد أكدوا أنهم وباقي الأسرى يتعرضون للضرب الوحشي باستمرار الذي أدى بالفعل إلى مقتل ستة أسرى منذ أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كما يتعرضوا للتجريد من الملابس والتجويع والإهمال الطبي، فضلًا عن سماعهم ألفاظًا نابيه وشتمهم باستمرار من قبل جنود الاحتلال، كما تم تهديهم بإعادة الاعتقال إذا ما تحدثوا عما حدث لهم خلال الأسر.
وأشارت المنظمة إلى أن الاحتلال وقبيل الإفراج عن الأسرى قام بمداهمة منازلهم وهدد الأهالي أنه في حال الاحتفال سيتم اعتقال أفراد الأسرة وتم طرد الأطقم الصحفية وتفريق الضيوف ووصل الأمر إلى قيام الاحتلال بمصادرة علب الحلويات التي توزع في مناسبات الإفراج عن الأسرى.
ونوهت المنظمة أن الاحتلال مستمر في حملات الاعتقال فعدد من تم اعتقالهم خلال أيام الهدنة ومنهم نساء وأطفال أعلى بكثير ممن أفرج عنهم في صفقات التبادل، فالاحتلال يجد نفسه مطلق اليد في الأراضي المحتلة ويستطع فعل ما يشاء في ظل الصمت الدولي المريع.
واستهجنت المنظمة التغطية الإعلامية الغربية لعمليات التنكيل والقمع في السجون فعلى الرغم من مقتل ستة أسرى في السجون لم تكترث لما يحدث في السجون، بل عمدت إلى التركيز على مشكلة الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة وعندما يفرج عن أطفال ونساء من الجانب الإسرائيلي يتم الإشارة إلى العمر والجنس أما الفلسطينيون الذين أفرج عنهم من نساء وأطفال يشار إليهم فقط بأنهم سجناء.
وشددت المنظمة على ضرورة قيام الجهات الدولية المعنية بشكل عاجل باتخاذ إجراءات لحماية الأسرى فإتمار بن غفير رسم منذ توليه منصب الأمن سياسة للتنكيل بالأسرى، بل وأشرف شخصيا على عمليات قمع في السجون جرى خلالها ضرب الأسرى ورش غرفهم بالغاز ويخشى إن استمرت هذه السياسة أن يسقط عدد أكبر من القتلى في صفوف الأسرى.
وصباح أمس الجمعة، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية مصرية واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية حيث استهدفت مناطق متفرقة شمال ووسط وجنوب القطاع، أسفرت عن سقوط 178 قتيلا و589 جريحا حتى مساء الجمعة، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وجاءت الهدنة بعد حرب مدمرة تشنها إسرائيل على قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال فلسطيني اسرى احتلال فلسطين أوضاع سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تشرین الأول أن الاحتلال فی السجون قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
غزة تحتفل بتحرير 183 فلسطينيا من سجون الاحتلال
خان يونس (الأراضي الفلسطينية) «وكالات»: وصل إلى قطاع غزة أكثر من مائة من المعتقلين الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل اليوم ضمن المرحلة الخامسة من تبادل الأسرى، والذين نقلوا على الفور إلى مستشفى بخان يونس لإجراء فحوصات طبية.
وكان مئات الفلسطينيين وأقارب المعتقلين المحررين في استقبالهم أمام مستشفى «غزة الأوروبي» في خان يونس، حيث رفع عدد منهم أعلاما فلسطينية، ورددوا هتافات منها «بالروح بالدم نفديك يا أسير، بالروح بالدم نفديك يا فلسطين»، وكان عشرات الأطفال ضمن المستقبلين أيضا.
وأفرجت حماس اليوم عن 3 رهائن إسرائيليين أمضوا 16 شهرا محتجزين في قطاع غزة، بينما أفرجت إسرائيل عن 183 معتقلا فلسطينيا في خامس عملية تبادل منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وقال هاني سكين: «هذا يوم سعيد أن تحرر مجموعة أخرى من السجون، لكن كلنا حزن وألم لبقاء آلاف الأسرى في السجون» مشيرا إلى «أن الأسرى يواجهون ظروفا إنسانية قاسية في السجون الإسرائيلية من تعذيب وتنكيل وإهمال طبي».
ونقل المحررون الفلسطينيون في حافلتين وصلتا اليوم، تواكبهما العديد من المركبات التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي، إلى قطاع غزة.
وخرج أحد المفرج عنهم من شباك الحافلة وهو يرفع علامة النصر ويسأل أحد مستقبليه «كيف أهلي هل ما زالوا أحياء؟ هل هناك شهداء من العائلة» ورد عليه أحد أقاربه «إنهم جميعا بخير».
وعلى وقع أغان فلسطينية عبر مكبر للصوت، أطلقت العديد من النساء الزغاريد بينما كان المعتقلون ينزلون من الحافلة إلى داخل المستشفى.
وقال محمد (27 عاما) أحد المفرج عنهم «أحوال السجون صعبة ومرعبة، الأسرى في سجون الاحتلال يعانون من أقسى الظروف، حياة الحيوانات في الشوارع أفضل من ظروف السجن، طالما الاحتلال في غزة، أنا خائف، في أي وقت يمكن أن يعتقلونا».
وأوضح محمد الذي فضل عدم ذكر اسم عائلته، والذي أمضى أربعة أشهر في سجن عوفر حيث أعتقل من مدرسة إيواء للنازحين في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة: «إننا صدمنا بحجم الدمار، غزة مدمرة، في كل مكان أكوام ركام» وتابع «خلال فترة الاعتقال منذ ستة أشهر، لا نعرف أي معلومات أو أخبار عن الحرب في غزة، تعتيم إعلامي كامل». وبدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير بعد أكثر من 15 شهرا على اندلاع الحرب المدمّرة. وينص على الإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة في مقابل معتقلين فلسطينيين في سجون إسرائيل، تزامنا مع وقف العمليات القتالية.
ويتضمن اتفاق الهدنة ثلاث مراحل، على أن تشمل المرحلة الأولى الممتدة على ستة أسابيع الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة في مقابل 1900 معتقل فلسطيني. وتمت إلى الآن أربع عمليات تبادل شملت الإفراج عن 18 رهينة و600 معتقل، وقالت سناء طافش (30 عاما) إنها تنتظر منذ الفجر أمام مستشفى الأوروبي لاستقبال شقيقها، عبدالله الذي أفرج عنه اليوم.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي اعتقل شقيقها في مطلع أبريل العام الماضي من مدرسة للإيواء في منطقة الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وتابعت «مرت عشرة أشهر، كأنها عشرة أعوام». وقال محمود (44 عاما) الذي استعاد حريته أيضا «لا أستطيع التصديق أنني ما زالت حيا، لا استطيع تصديق أنني أعانق زوجتي وأولادي مجددا».
وأضاف: «كل يوم ضرب وشتائم وتعذيب بدون أي سبب» لافتا إلى أن المحققين الإسرائيليين «كانوا يسألون عن الانتماء لحماس أو هل نعرف شيئا عن المقاومة، وكنا نجيب أن لا علاقة لنا بأي فصيل، معظم المعتقلين اعتقلوا ظلما وبدون أي مبرر».
وأوضح أنه علم للتو أن «عمي وزوجته وأولاده استشهدوا في قصف إسرائيلي» في خان يونس، وقال: «كيف نفرح وفي كل شبر في غزة شهيد أو جريح، ودمار وخراب».
ثلاثة أسرى إسرائيليين
وفي أجواء من الانضباط، عرضت حركة حماس اليوم ثلاثة أسرى إسرائيليين أمام كاميرات العالم قبل تسليمهم للصليب الأحمر وسط حشود غفيرة في دير البلح في وسط قطاع غزة.
وخرج الأسرى محاطين بعناصر من كتائب عزّ الدين القسّام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأثارت وجوههم الشاحبة وملامحهم الهزيلة صدمة في إسرائيل، خصوصا بعد مقارنة حالهم الراهنة بصورهم المنتشرة . وبعد 15 شهرا من الحرب، نجحت المقاومة الفلسطينية الباسلة في الصمود فحماس لم تصمد في وجه الهجمات الإسرائيلية فحسب، بل نجحت أيضا في ترتيب صفوفها والحفاظ على انضباطها وقدرتها على زرع الخوف في النفوس، وكان حضورها اللافت اليوم في الصورة التي تريد أن تعكسها لإسرائيل وللمجتمع الدولي والرأي العام الفلسطيني، أكان في غزة أو الضفّة الغربية المحتلّة.
وحضّرت تفاصيل عرضها الأخير بعناية منذ ساعات الصباح الأولى، وكلّ شيء كان جاهزا عند الثامنة، قبل ثلاث ساعات تقريبا من الإفراج عن الرهائن.
وتمهيدا للإفراج عن الدفعة الخامسة من الرهائن، نُصبت منصّة وسط ساحة مستطيلة مكشوفة بالكامل ركنت حولها سيارات بلون الحركة، وضبطت الحشود التي تكاثرت أعدادها على مرّ الساعات خلف طوق ضربه عناصر من كتائب عزّ الدين القسام بلغ عددهم حوالي مائتين بحسب مصدر مقرّب من الحركة.
وقال المصدر من دون الكشف عن هويّته «سُمح للسكان بمتابعة الحدث لكنهم حصروا في منطقة محدّدة.
لكن السلطات الإسرائيلية لم تكن تتوقّع مشهدا مثل ذلك الذي عرض أمام كاميرات العالم اليوم.
ففوق المنصّة التي نصبت حولها رايات حركة المقاومة الإسلامية، ترفرف أعلام فلسطينية، وفي محيطها خلف الطوق الذي ضربه عناصر الحركة ركنت مركبات وسائل الإعلام التي نشرت كاميراتها على السطوح.
ومن مكبّر للصوت، يصدح صوت زاجر يمتثل لتعليماته عناصر الحركة ببزّاتهم العسكرية وشاراتهم ونظّاراتهم السوداء وستراتهم الواقية من الرصاص وأسلحتهم المتطوّرة، فيتأهّبون وينقلون السلاح من كتف إلى آخر ومن القدم إلى الصدر.
واختلفت البنادق الهجومية من مقاتل إلى آخر، فإمدادات حماس بالأسلحة متنوّع المصادر من بينها قطع مختلفة وغنائم حرب تمّ الاستيلاء عليها من الجيش الإسرائيلي.
وبعد 15 شهرا من الحرب، يبدو المستقبل واعدا للحركة التي يلتصق أطفال بمقاتليها يظهر عليهم خوف ممزوج بإعجاب.
وزفت امرأة ستينية المقاتلين بالورود، قبل أن تصل ثلاث مركبات للجنة الدولية للصليب الأحمر إلى الساحة عبر مسلك ضيّق فسحته لها الحشود على أنغام أغنية ثورية صدحت من مكبّرات الصوت.
ثم اعتلى مسؤول من الحركة المنصة ليتلو كلمة، وتولّى مسؤولان في اللجنة الدولية للصليب الأحمر توقيع المعاملات الإجرائية. وفي الأسفل، علّقت صورة لنتانياهو حملت شعاره «النصر المطلق» بالعبرية، ثم جاء دور الرهائن في العرض المضبوط الإيقاع فوصلت الرسالة.