رئاسة «COP28» و«بلومبرغ» الخيرية تفتتحان قمة «العمل المناخي الوطني»
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
دبي- وام
عقدت رئاسة «COP28» ومؤسسة «بلومبرغ» الخيرية، الجمعة، أول قمة للقادة المحليين في مؤتمرات الأطراف، ما يمثل مرحلة جديدة من«احتواء الجميع والتكامل في برنامج عمل مؤتمرات الأطراف».
وكانت قمة «COP28» للعمل المناخي الوطني قد عُقدت خلال القمة العالمية للعمل المناخي في مؤتمر الأطراف «COP28» واستضافها الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف «COP28»، ومايكل بلومبرغ، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بطموحات وحلول المناخ ومؤسس مؤسسة «بلومبرغ» الخيرية، بمشاركة مجموعة من القادة العالميين من مختلف أنحاء العالم.
وركّزت القمة، التي جمعت أكثر من 450 مشاركاً من أكثر من 60 دولة، بينهم أكثر من 250 رئيس بلدية ومدينة، على تحقيق تكامل أكبر في أربعة موضوعات أساسية هي إحداث نقلة نوعية في التمويل المناخي المحلي، وتكامل المساهمات المحلية لتعزيز العمل المناخي العالمي، وتسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاعات الطاقة المحلية، وتعزيز المرونة والتكيف المناخيان على المستوى المحلي.
وأكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تعمل رئاسة «COP28» على بناء جسور التعاون مع كافة الدول لتحقيق التكاتف المطلوب وتوافق الآراء اللازم للوصول للأهداف العالمية المناخية والتنموية.
وقال: إن القمة تشكل إنجازاً رائداً جديداً لـ«COP28» ومحطة مهمة في جهود رئاسة المؤتمر من أجل استضافة مؤتمر الأطراف الأكثر احتواءً للجميع، خاصةً مع تركيز القمة على إبراز الدور المهم لقادة العمل المناخي الوطني في مختلف الدول في جميع أنحاء العالم من أجل الحد من الانبعاثات، ومعالجة تداعيات تغير المناخ، وتعزيز جهود بلدانهم الهادفة لتحقيق التقدم المنشود في العمل المناخي، كما أعرب عن سعادته بلقاء عديد من رواد العمل المناخي الوطني خلال القمة.
ومن بين المتحدثين الذين شاركوا في قمة «COP28» للعمل المناخي الوطني أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، وماروس سيفكوفيتش نائب رئيس المفوضية الأوروبية، وشيه تشن هوا المبعوث الصيني الخاص بشأن تغير المناخ، وجون كيري المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون تغير المناخ، ورؤساء بلديات دبي، وباريس، وريو دي جانيرو، وطوكيو، وبوغوتا، ومقاطعة كوازولو ناتال، وماكاتي.
وشهدت قمة «COP28» للعمل المناخي الوطني، أطلاق رئاسة المؤتمر لمبادرة «التحالف من أجل الشراكات متعددة المستويات عالية الطموح» (CHAMP)، والتي تم تطويرها بالتشاور مع القادة المحليين والأطراف المعنية، وهي مبادرة رائدة توصي بعملية جديدة للقادة المحليين والإقليميين للمساهمة في تطوير مساهمات محدّثة وطموحة ومحددة وطنياً. وأقرت المبادرة 62 حكومة وطنية تهدف إلى تعزيز التعاون على المستوى الوطني والمحلي لوضع نهج جديد شامل طموح لتجديد المساهمات المحددة وطنياً، كما توفر «CHAMP» آلية لجمع أفضل الأفكار الخاصة بالعمل المناخي على المستوى المحلي، وتهدف أن تكون الجولة القادمة من وضع الأهداف المناخية الوطنية أكثر طموحاً واحتواءً للجميع.
وخلال كلمتها، قالت آن هيدالغو، عمدة باريس: «أتوجه بالشكر لأنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، وللدكتور سلطان الجابر، رئيس «COP28»، ولمايك بلومبيرغ، لالتزامهم بتقديم الدعم المطلوب لرؤساء المدن، حيث إن تحقيق أهداف اتفاق باريس، تتطلب مساهمتهم الفاعلة، وما تحقق خلال هذه القمة يمثل نجاحاً كبيراً، وأنا أدعو جميع زملائي إلى الانضمام إلينا».
وأوضح التقرير التجميعي للحصيلة العالمية الصادر هذا العام، الحاجة إلى التعجيل برفع سقف الطموح المناخي وتحسين العمل المتعدد المستويات. وكانت أكثر من 1000 مدينة قد اشتركت في حملة «السباق نحو الصفر» التابعة للأمم المتحدة، بالتزام جماعي لخفض الانبعاثات يبلغ 1.4 غيغا طن سنوياً بحلول عام 2030. ويعتبر «تحالف من أجل شراكات متعددة المستويات عالية الطموح» حافز لتعزيز هذه المساهمات ولتسريع العمل المحلي.
ويمثل التحالف من أجل الشراكات متعددة المستويات عالية الطموح «CHAMP»، طريقة جديدة تحتوي الجميع لتشكيل المساهمات الطموحة المحددة وطنياً والقابلة للتنفيذ. وسيعمل مؤتمر الأطراف القادم، على تشجيع الدول لدعوة حكوماتها المحلية من أجل إعداد وتقديم خطط مناخية كمدخلات للمساهمات المحدثة والمحددة وطنياً.
ودعماً لهذا النهج، أعلن مايك بلومبرغ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بطموحات وحلول المناخ، عن التزام جديد بقيمة 65 مليون دولار، ضمن خطوة تهدف لتعزيز دعمه طويل الأمد للعمل المناخي المحلي، لخفض الانبعاثات في جميع أنحاء العالم. وبدعم من مؤسسة «بلومبرغ» الخيرية، سيوفر التمويل دعماً بالغ الأهمية لشبكات المدن الرائدة، وتوسيع نطاق البحوث وتوفير البيانات، وتعزيز القدرة على تمويل المناخ المحلي. وبهذا الإعلان يرفع مايك بلومبرغ قيمة التزاماته بدعم المدن لخفض الانبعاثات إلى أكثر من 650 مليون دولار.
وقال مايك بلومبرغ: «في عام 2015 وبعد عقود من التهميش، حضر رؤساء البلديات مؤتمر الأطراف في باريس ودعوا القادة المحليين للتوقيع على اتفاق عالمي للمرة الأولى. وفي هذا العام ولأول مرة، تمت دعوة القادة المحليين والإقليميين رسمياً للمشاركة في الجلسات النقاشية وهذا دليل على استمرار رفع سقف طموح المدن وتطلعها المتواصل نحو التطور».
وتأتي القمة بعد ثماني سنوات من قمة المناخ للقادة المحليين التي عقدها مايك بلومبرغ وآن هيدالغو، على هامش مؤتمر الأطراف «COP21». وللاحتفال بهذه المناسبة، أصدرت مؤسسة «بلومبرغ» الخيرية تقرير جديد بعنوان: «قيادة العمل المناخي المحلي من باريس إلى دبي»، والذي يوضح التقدم التاريخي الذي حققته المدن والأقاليم ويحدد الخطوات اللازمة لمزيد من الطموح والشراكة في سبيل تسريع العمل المناخي قبل عام 2030.
وواصل مايك بلومبرغ، قائلاً: «يُدرك القادة المحليون أن خفض الانبعاثات يمثل عاملاً محفزاً للنمو الاقتصادي وتحسين الصحة العامة، كما يرى الكثير من القادة أن الانتقال إلى أنظمة طاقة خالية من الانبعاثات يتيح المزيد من فرص التمويل. إن قمة «COP28» للعمل المناخي الوطني تُمثل فرصة لتعاون القادة الحكوميين من جميع المستويات ولإقامة شراكات جديدة ومواصلة الاضطلاع بدور ريادي».
كما ضمت قمة العمل المناخي الوطني العديد من حلقات النقاش والملاحظات من القادة العالميين والمحليين.
وخلال حديثها حول تحديات توفير التمويل الكافي لدعم مشروعات المناخ المحلية، أفادت أبيغيل بيناي رئيسة مدينة ماكاتي بالفلبين: «لم تتمكّن الفلبين والدول الأخرى من الحصول على التمويل الذي تحتاج إليه على المستوى الوطني، بالإضافة لحاجتها إلى التمويل على مستوى المدن، وأنا آمل بتحقيق ذلك تحت قيادة الدكتور سلطان الجابر والتعاون المشترك بين الأمم المتحدة، ومؤسسة بلومبرغ الخيرية، ومؤتمر الأطراف COP28».
وسيتم تخصيص اليوم الثاني من قمة العمل المناخي الوطني لاستوديو ابتكارات رؤساء البلديات، حيث سيتلقى أكثر من 150 رئيس بلدية من جميع أنحاء العالم أدوات لتمكين الشباب في مجتمعاتهم من المشاركة في تصميم وإنتاج وإدارة سياسات استراتيجيات المناخ.
وسيتضمن اليوم الثاني أيضاً سلسلة من الجلسات الجانبية التي تركز على موضوعات مهمة مثل الانتقال المنظم والمسؤول والعادل في مجال الطاقة، وتمويل البنية التحتية المستدامة، والصحة، والتكيف والمرونة، وإصلاح بنك التنمية المتعدد الأطراف ودور الطبيعة.
وقد أقرَّت 62 دولة بمبادرة تحالفات من أجل شراكة متعددة المستويات عالية الطموح وهي الإمارات العربية المتحدة، وألبانيا، وأندورا، وأنتيغوا وبربودا، وأرمينيا، وأذربيجان، وجزر البهاماس، وبنغلاديش، وبلجيكا، والبرازيل، وبروناي، وبلغاريا، وكندا، وتشاد، وتشيلي، وكولومبيا، وكوستاريكا، وساحل العاج، والدانمارك، وجمهورية الدومينيكان، والسلفادور، وإستونيا، وإسواتيني، وإثيوبيا، وفرنسا، وألمانيا، وغانا، وغواتيمالا، والمجر، وإيطاليا، واليابان، والأردن، وكيريباتي، ولبنان، وليسوتو، ومولدوفا، ومنغوليا، والمغرب، وهولندا، ونيكاراغوا، ونيجيريا، والنرويج، وباكستان، وبالاو، وبابوا غينيا الجديدة، وباراغواي، والفلبين، وبولندا، والبرتغال، ورواندا، وصربيا، وسيشيل، وسيراليون، وكوريا الجنوبية، وسريلانكا، وتركمانستان، وأوكرانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، واليمن، وقيرغيزستان، وكينيا، وبوتان.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات العمل المناخی الوطنی العام للأمم المتحدة مؤتمر الأطراف أنحاء العالم على المستوى أکثر من من أجل
إقرأ أيضاً:
أول وزيرة لشؤون الشعوب الأصلية في البرازيل لـ«الاتحاد»: «إعلان الإمارات» خريطة طريق للحفاظ على المناخ
محمد غزال (برازيليا)
أكدت سونيا غواجاجارا، أول وزيرة لشؤون الشعوب الأصلية في البرازيل، سعي بلادها للاستفادة من تجربة الإمارات الناجحة في استضافة مؤتمر الأطراف «COP28»، في ظل استعداداتها لاستضافة «COP30» المزمع عقده في بليم بالبرازيل عام 2025، مشيرة إلى أن مؤتمر الأطراف الذي عقد في الإمارات شهد إنجازات بارزة في تمويل المناخ، والعمل المناخي.
وأشادت غواجاجارا في مقابلة حصرية مع «الاتحاد» في برازيليا، بإنجازات الإمارات في مؤتمر COP28، خاصةً إنشاء صندوق التمويل العالمي و«إعلان الإمارات» التاريخي الذي يُعدّ إحدى النتائج الرئيسية لقمة المناخ.
وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أعلن خلال مؤتمر «COP28» إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم، والذي صمم لسد فجوة التمويل المناخي، وتيسير الحصول عليه بتكلفة مناسبة، ويهدف إلى تحفيز جمع واستثمار 250 مليار دولار بحلول عام 2030.
وحول أهمية الصندوق، قالت سونيا غواجاجارا: «يمثل صندوق التمويل العالمي فرصة كبيرة لضمان حصول الدول الأكثر ضعفاً على الموارد اللازمة لمواجهة تغيّر المناخ. هذه خطوة مهمة نحو العدالة العالمية، ويجب على البرازيل المشاركة بنشاط في هذه العملية، بالإضافة إلى السعي للحصول على تمويل مباشر للشعوب الأصلية».
إعلان الإمارات
وأشادت الوزيرة البرازيلية «بإعلان الإمارات» خلال مؤتمر «COP28»، والذي حدد خريطة طريق واضحة للحفاظ على هدف الوصول إلى 1.5 درجة مئوية، ويتضمن إشارة غير مسبوقة للتخلي عن الوقود الأحفوري في أنظمة الطاقة بطريقة عادلة ومنظمة ومتكافئة في هذا العقد الحاسم لتمكين العالم من الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
وقالت الوزيرة إن «التوافق يمثل التزاماً جماعياً لزيادة الطموح المناخي وتعزيز العدالة الاجتماعية، وإن تداعياته على العمل المناخي العالمي عميقة، حيث يمكن أن تساعد في ضمان عدم ترك أي شخص خلف الركب في التحول في الطاقة».
وبما يتعلق بالدروس التي يمكن أن تتعلمها البرازيل من الإمارات، أشارت غواجاجارا إلى أهمية حشد الدعم من المجتمع المدني والقطاع الخاص والهيئات الحكومية لتأكيد أهمية العمل المناخي.
وقالت سونيا غواجاجارا إن هناك مجالاً واسعاً للتعاون بين البرازيل والإمارات، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة وحماية البيئة، مشيرة إلى أنه يمكن للبلدين أيضاً تبادل الخبرات في مجالات حماية التنوع البيولوجي، وتطوير شراكات تعزز التقنيات المستدامة والاقتصاد الحيوي.
استضافة «COP30»
وأضافت الوزيرة «إن تجربة إشراك أصحاب المصلحة من قطاعات عدة، وتعزيز الحلول المبتكرة، ستكون حاسمة لمعالجة الأزمات البيئية التي نواجهها».
وبينما تستعد البرازيل لدورها كدولة مضيفة لـ COP30، أكدت الوزيرة ضرورة الانتقال السلس من COP28 إلى COP30. وأضافت أن ذلك يتطلب إجراء حوارات مبكرة وعمليات شاملة تسهل تبادل الخبرات بين الحدثين، مع ضمان تمثيل المجتمعات التقليدية والشعوب الأصلية. وقالت: «يجب أن يركز COP30 على تحويل الوعود المقدمة إلى إجراءات ملموسة، باستخدام التجارب الناجحة لتنفيذ سياسات تعطي الأولوية للاستدامة والعدالة للشعوب التي تعيش في وئام مع الطبيعة».
وتعتقد غواجاجارا أن الدول النامية ستلعب دوراً حيوياً في تشكيل أجندة «COP30»، وقالت: «يجب أن تكون هي الجهات الفاعلة في المناقشات، حيث إن تجاربها وتحدياتها أساسية لبناء حلول فعالة للأزمة المناخية، وستحتاج إلى دعم من الدول المتقدمة للبقاء في طليعة حماية البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي. ويجب علينا حماية أولئك الذين هم أفضل حراس للحياة على كوكب الأرض».
وأكدت الوزيرة أن التزام البرازيل بالعمل المناخي قوي، وجذوره في الدفاع عن حقوق الإنسان والبيئة عميقة. وقالت «رسالتنا واضحة.. نحن مستعدون للقيادة من خلال أمثلة للعدالة المناخية، وحماية الغابات، وتعزيز حقوق الشعوب الأصلية، بينما نسعى لتحقيق انتقال عادل ومستدام في مجال الطاقة».