عادت الاتهامات للعائلة المالكة البريطانية بالعنصرية إلى واجهة الأحداث في بريطانيا هذا الأسبوع، إثر ترجمة كتاب يزعم أن الملك تشارلز، وأميرة ويلز كاثرين ميدلتون، هما العضوان الغامضان في العائلة المالكة اللذان ناقشا المخاوف بشأن لون بشرة طفل الأمير هاري وميغان ماركل، قبل ولادته، بحسب ما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

ولفتت الصيحفة إلى أن المزاعم ظهرت في الترجمة الهولندية، لكتاب بعنوان "نهاية اللعبة: داخل العائلة المالكة وصراع النظام الملكي للبقاء". ولكن سرعان ما تم سحب الكتاب من قبل الناشرين الذين قالوا إن الأسماء ظهرت فيه عن طريق الخطأ. ومع ذلك، كشفت معظم الصحف والإذاعات البريطانية الكبرى الأسماء، الجمعة الماضية.

وكانت ماركل دوقة ساسيكس "الملونة" -حسب الصحيفة- أشارت في مقابلة مع الإعلامية الأمريكية الشهيرة أوبرا وينفري، العام 2021، إلى مخاوف وتكهنات تم تداولها بين أفراد العائلة المالكة حول مدى سواد بشرة طفلها هي والأمير هاري، قبل أن يُولد، بيد أنها رفضت كشف أسماء هؤلاء الأفراد، لكون أمر كهذا سيلحق بهم الكثير من الضرر، حسب تعبيرها.

كذلك رفض الأمير هاري تسمية الأفراد الذين أثاروا مخاوف حول لون بشرة "أرتشي" الذي رزق به الزوجان العام 2019.

قصر باكنغهام رفض التعليق على النسخة الهولندية لكتاب "نهاية اللعبة داخل العائلة المالكة"، بينما ظهر مؤلفه أوميد سكوبي، الذي كتب في وقت سابق مجلدًا كاملاً يبدي فيه تعاطفه مع ماركل والأمير هاري، عبر شبكة "بي بي سي" البريطانية، ونفى بشدة أن يكون التسريب مجرد حيلة دعائية، مؤكداً أن الكتاب الذي قام بتأليفه وتحريره، لم يتضمن ذكر أي أسماء، على حد قوله.

الناشرون الهولنديون "زاندر" قالوا إنهم سيقومون بسحب الكتاب مؤقتًا من رفوف المكتبات، أما الإصدارات الأخرى منه باللغة الإنجليزية، فسيصار إلى حجبها لأسباب قانونية، على حد قولهم.

وكان الصحفي الهولندي المتخصص في شؤون العائلات المالكة "ريك ايفرز" نشر مقطع فيديو للنسخة الهولندية من الكتاب أشار فيه إلى الصفحات التي تم ذكر أسماء أفراد العائلة المالكة فيها.

الصحف البريطانية امتنعت في البداية عن نشر المزاعم التي تم تداولها سريعًا عبر الإنترنت بخصوص أسماء أفراد العائلة المالكة البريطانية المتهمين بالعنصرية، خوفاً من الوقوع تحت طائلة قوانين التشهير البريطانية، إلا أن مقدم البرامج الحوارية، بيرس مورغان، ذكر في مطلع هذا الأسبوع اسمي العضوين الملكيين اللذين أطلقا تعليقات عنصرية بحق طفل الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل.

وحذت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) حذوه، وبعد ذلك، تداولت غالبية المواقع الإخبارية البريطانية الخبر. وفي رده على المزاعم، قال قصر باكنغهام إنه سيدرس جميع الخيارات في أعقاب نشر الأسماء.

الأمير هاري لم يذكر قضية العنصرية في سرده لسيرته الذاتية المطولة التي عرضت في مسلسل وثائقي من 6 حلقات على منصة "نيتفلكس" يكشف عن ملابسات قصة تخلّي دوق ودوقة ساسكس عن واجباتهما الملكية.

وأثناء ترويجه لكتاب يتناول سيرته الذاتية مطلع هذا العام، سُئل هاري عن مزاعم العنصرية في عائلته، إلا أنه نفى بشدة أن يكون هو أو زوجته، وصفًا عائلة "وندسور" بالعنصرية، موضحًا أنه وبحكم تجربته الخاصة وما فهمه، "هناك فرق بين العنصرية والتحيز اللاواعي، فالأمران مختلفان"، بحسب اعتقاده.

ويعتقد السير "تريفور فيليبس" المؤلف البريطاني والرئيس الأسبق لهيئة المساواة وحقوق الانسان التابعة للحكومة البريطانية، أن هذه المزاعم "مجرد تفاهات وهراء لا أساس له"، وأضاف أنه لا توجد طريقة لمعرفة سياق التعليقات المزعومة، وما إذا كانت صدرت عن سوء نية بالفعل.

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن رد فعل الملك تشارلز على الضجة الأخيرة، اتسم حتى اللحظة، بالصمت والهدوء، علماً أن الادعاءات السابقة بالعنصرية لم تلحق أي ضرر بمكانة الملك لأن الكثيرين في بريطانيا ينظرون إليها بعين الشك، في وقت ما تزال فيه شعبيته قوية والدعم للملكية البريطانية قوي أيضًا.

غير أن تشارلز تصدر عناوين الأخبار لأسباب أخرى، وذلك عندما ظهر في قمة المناخ (كوب 28) مرتديًا ربطة عنق مزينة بالعلم اليوناني. وكان رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أثار الاستياء عندما ألغى اجتماعاً هذا الأسبوع في اللحظة الأخيرة مع رئيس الوزراء اليوناني.

مسؤولو القصر البريطاني حاولوا التقليل من أهمية إظهار تشارلز تضامنه مع الزعيم اليوناني، زاعمين أن ربطة العنق ليست إلا واحدة من "تشكيلة ملابس الملك الحالية".

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: العائلة المالکة الأمیر هاری

إقرأ أيضاً:

إريتريا تنفي الاتهامات بالتورط في النزاع الإثيوبي وتحذر من طموحات أديس أبابا

رفض وزير الخارجية الإريتري، عثمان صالح، الاتهامات التي أشارت إلى استعداد إريتريا لدخول صراع جديد مع إثيوبيا، مؤكدا أن وراء هذه الاتهامات أهدافا سياسية ترمي إلى تحميل إريتريا مسؤولية الأزمات الداخلية الإثيوبية.

وأوضح الوزير الإريتري في إحاطة صحفية أن أبرز الاتهامات الموجهة لبلاده تدور حول زعزعة الاستقرار الإقليمي، إذ زعم البعض أن إريتريا تستعد للحرب ضد إثيوبيا.

كما قال إن الاتهامات تطرقت إلى "اتفاقية بريتوريا" بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تيغراي، إضافة إلى تصريحات بشأن طموحات إثيوبيا للحصول على منفذ إلى البحر. واعتبر صالح هذه الادعاءات محاولة لتحميل إريتريا مسؤولية مشكلات إثيوبيا الداخلية، في وقت تواجه فيه إثيوبيا تحديات سياسية كبيرة.

وفي ما يتعلق بنشاط القوات الإريترية في الأراضي الإثيوبية، أكد عثمان صالح أن القوات الإريترية قد تمت إعادة نشرها على الحدود المعترف بها دوليا بين إريتريا وإثيوبيا فور انتهاء النزاع في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وأوضح أن الادعاء بأن القوات الإريترية لا تزال في الأراضي الإثيوبية هو محض افتراء، يروج له أفراد من جبهة تحرير شعب تيغراي، الذين يرفضون قرار لجنة الحدود الإريترية الإثيوبية الذي تم التوصل إليه عبر آلية قانونية دولية ووافق عليه الطرفان بشكل نهائي.

 

إريتريا أكدت أنه لا مصلحة لها من التدخل في الشؤون الداخلية لإثيوبيا المجاورة (الجزيرة)

وفي ما يخص الاتفاقية الموقعة في بريتوريا بين الحكومة الإثيوبية وجبهة تيغراي، أكد صالح أن إريتريا لا تعتبر نفسها طرفا فيها ولا ترغب في التدخل في الشؤون الداخلية لإثيوبيا.

إعلان

واعتبر الوزير أن تصريحات ربط إريتريا بهذه الاتفاقية هي مجرد افتراءات، وأكد أن إريتريا ترفض أي محاولة لتوريطها في النزاع الإثيوبي الداخلي.

وعن الطموحات الإثيوبية للحصول على منفذ إلى البحر، عبّر صالح عن استغرابه من استمرار إثيوبيا في السعي لتحقيق هذه الطموحات التي وصفها بأنها "قديمة وغير واقعية".

وأكد عثمان صالح أن إريتريا ترفض أي محاولة لزعزعة الوضع الراهن أو المساس بسيادتها على أراضيها، كما دعا المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغط على إثيوبيا لوقف هذه الطموحات التي تضر بالأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.

وفي ختام إحاطته، أكد وزير الخارجية الإريتري أن حكومة إريتريا تلتزم بتسوية القضايا الإقليمية عبر الحوار والتفاهم المشترك، رافضة أي تصعيد عسكري. وأعرب عن رغبة بلاده في تعزيز علاقاتها مع جميع دول المنطقة بما يسهم في تحقيق السلام والاستقرار الإقليمي.

مقالات مشابهة

  • الأمير هاري في ورطة.. هل يتم ترحيله من أمريكا بسبب كذب في وثائق التأشيرة؟
  • البنداوي يرد على الاتهامات.. العلاقات العراقية السورية تحكمها المصالح الوطنية
  • اتهامات بالعنصرية: تحرك عاجل من الاتحاد الفرنسي ضد لديشامب
  • إريتريا تنفي الاتهامات بالتورط في النزاع الإثيوبي وتحذر من طموحات أديس أبابا
  • عبدلي يرد على اتهامات الصحافة الفرنسية بشأن كسر الصيام
  • روسيا وأوكرانيا تتبادلان الاتهامات بعد مكالمة بوتين وترامب
  • دون رد عسكري من الحركة.. حماس تُحمل إسرائيل مسؤولية انهيار هدنة غزة
  • ديشامب متهم بالعنصرية بسبب الجزائريين.. والاتحاد الفرنسي يتحرك
  • الإساءة لصورة المغرب تلاحق مسلسلاً رمضانياً يعرض على MBC5
  • قال انها مزاعم مضللة : مصدر سعودي ينفي دعم الضربات الأمريكية ضد الحوثيين