صحيفة صدى:
2024-07-10@01:20:28 GMT

اقتصاديات النفايات ثروات مهدرة !!

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

اقتصاديات النفايات ثروات مهدرة !!

ذكر الناقد الاجتماعي فانس باكار في كتابه “صانعو النفايات” أن المؤرخين قد يشيرون إلى وقتنا هذا بأنه عصر نَبْذ النفايات .

إن كثيراً من المواد الخام التي تدخل في الاقتصاديات الصناعية تخرج من الطرف الآخر كنفايات .

ورغم أن النفايات أو القمامة ليست أكبر ولا أخطر فئة من فئات المواد المبدّدة في الدول الصناعية، إلا أنها بالتأكيد مؤشر للتبذير .

كما أن السلع التي تؤول في نهاية الأمر إلى قمامة يسهم في الكثير من النفايات الأخرى التي تولدها المجتمعات الصناعية.

فعلى حين يبدو أن كثافة استعمال المواد تتناقص في الإنتاج الصناعي، إلا أن التنامي المستمر في تولد النفايات الصلبة يوضح أنه يتزايد على الأرجح في قطاع السلع الاستهلاكية وعلى ذلك فالمجتمعات التي ترغب في تحسين الكفاية الإجمالية لمواردها قد يكون من الأفضل لها أنّ توجه عنايتها إلى خفض ناتجها من القمامة .

والأكوام المتراكمة من القمامة قد تكون سمة مميزة لكل دول السوق الصناعية. وفي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أوضحت 14 من الدول الأعضاء التي لديها بيانات متاحة أن هناك زيادات في تولد النفايات الصلبة للفرد الواحد.

يقول جون يونج : التصنيع والنمو الاقتصادي لم يؤديا إلى حدوث زيادات في القمامة فحسب، بل وإلى تغيرات في خصائصها .

وعلى حين يظل الورق والكرتون عادة هما أكبر مكونين لنفايات البلديات الصلبة في الدول الصناعية فإن أنواعاً أخرى من النفايات تتزايد بسرعة أعلى.

فالألمونيوم والبلاستيك ومواد أخرى جديدة نسبياً يتزايد إحلالـها محل المواد التقليدية مثل الزجاج، والفولاذ والألياف الصناعية .

كذلك فإن كثيراً من السلع الاستهلاكية الحديثة تحتوي على مواد سُمِّية قد تثير مشكلات في التخلص منها، فالبطاريات الكهربائية تحتوي على فلزات ثقيلة مثل الرصاص والزئبق، والمكانس الكهربائية المنزلية والمبيدات الحشرية، تحتوي غالباً على كيماويات خطرة .

وتتفاوت مقادير القمامة الناتجة تفاوتاً واسعاً في أنحاء العالم وتوضح بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لسنوات منتصف الثمانينات أنّ الفرد الأمريكي والكندي يوّلد من القمامة ضعف ما يولده الفرد في أوربا الغربية أو اليابان .

وتكمن أعظم هُوّة في تولد القمامة بين العالمين الصناعي والنامي . ورغم أن القمامة لا تنفرد بها الدول الغنية، إلا أنها تتولد هناك على نطاق مختلف .

وفي الدول النامية، نجد أن النفايات ترف لا يتاح إلا للأقلية الثرية . وإعادة الاستعمال وإعادة الدوران أسلوبان للحياة، والكثيرون يعيشون على النبش في قمامة الأغنياء بحثاً عن فتات قيّم .

ويتشارك كثير من الدول الصناعية في انتهاج تصرف رسمي تجاه القمامة، يسمى تسلسل إدارة النفايات . ويتضمن ذلك قائمة من الخيارات الإدارية ترتب فيها الأولويات: الخفض من المنبع أي تجنب توليد القمامة، وإعادة الاستعمال المباشر للنواتج وإعادة الدوران، والحرق، ثم استخدام المقالب كملاذ أخير .

ويقر برنامج البيئة هذا التسلسل كما تقره جماعات المواطنين وكثير من قادة الصناعات .

وللأسف، فإن الممارسة قد سارت في اتجاه مضاد تماماً للمبدأ فمعظم الحكومات تواصل التركيز على الإدارة بدلاً من خفض النفايات . وعندما تواجهها أزمات النفايات، فإنها تجنح إلى تمويل خيارات إدارة النفايات بنسبة عكسية لموضعها في التسلسل، حيث ترقى درجة إلى أعلى على السلم، من استخدام المقالب إلى الحرق .

ختاماً أقول: إنّ الـمسار السلس للمواد يتيح للمجتمعات فرصة لحل مشكلات القمامة دون وجود مخاطر بيئية جديدة . إنه ينقلنا تجاه الهدف المرتجى، وهو كما وصفه شوماخر : أقصى درجة من الرفاهية بأقل قدر من الاستهلاك .

للتواصل : [email protected]

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

الإمارات تواصل إغاثة أهالي قطاع غزة

غزة (الاتحاد، وام)

أخبار ذات صلة كير ستارمر: الدولة الفلسطينية حق لا يمكن إنكاره موافقة فلسطينية على مفاوضات دون وقف إطلاق نار دائم

في إطار دعم دولة الإمارات العربية المتحدة المستمر للأسر الفلسطينية النازحة، وَزعت بذراعها الإنسانية «الفارس الشهم 3» مواد غذائية على آلاف الأسر النازحة، التي تُعاني ويلات الحرب وعدم دخول المساعدات وشُح الأسواق من الطعام والمواد الأساسية وأسعارها المرتفعة، في خطوة إنسانية هدفها التخفيف من معاناتهم، في ظل الحرب وما ترتب عليها من نتائج إنسانية كارثية. وقدمت عملية «الفارس الشهم 3»، مجموعة من المواد الغذائية، تحتوي على الدجاج والخضراوات الطازجة والخُبز والتمور والطرود الغذائية للمحتاجين من العوائل النازحة في مدينة خان يونس. ووصل عدد المُستفيدين من الحملة الإغاثية 9 آلاف مُستفيد، حيث وصلت إليهم حملة توزيع المواد الغذائية التي تسعى من خلالها إلى إغاثة النازحين وتخفيف معاناتهم، في وقت تجد فيه العائلات صعوبة كبيرة في الحصول على الطعام؛ نظراً للظروف المأساوية التي تسيطر على القطاع المنكوب.
وتسعى دولة الإمارات إلى الوصول لأكبر عددٍ من النازحين، لتقديم المساعدات الإنسانية لهم، لإسعاف الوضع الكارثي في قطاع غزة، بعد توقف دخول المساعدات إليهم، ما تسبب في ارتفاع احتمالات مجاعة حقيقية تصيب سكان القطاع كافة، وفق تقديرات لمنظمات إغاثية دولية.
وبلغ إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة للشعب الفلسطيني الشقيق، 33000 طن من الإمدادات العاجلة نقلت عبر 395 رحلة جوية و1243 شاحنة، وثلاث سفن رست في ميناء العريش قبل نقل حمولتها إلى قطاع غزة. 
وحملت السفينة الأولى 4016 طناً من المساعدات الإغاثية والطبية، فيما حملت السفينة الإغاثية الثانية 4544 طناً من المساعدات، بينما تضمنت السفينة الثالثة 4630 طناً من المواد الإغاثية.

مقالات مشابهة

  • معاناة نساء غزة مع تراكم النفايات جعلهن يبتكرن طرقًا بديلة لاستخدامها
  • اقتصاد اللاجئين وإعادة بناء الحياة (٢)
  • هل تم نقل خامات من التكية المولوية؟.. وما سر زيارة الـ 17 دقيقة؟| "الفجر" تنفرد
  • بن حبتور: الموقع الجغرافي لليمن وما يمتلكه من ثروات تسهم في تعزيز مكانته داخل وخارج الإقليم
  • دبي تكشف عن جدارية فنية احتفاءً بشهر يوليو خالٍ من البلاستيك
  • أستاذ بحوث بيئية: ضرورة تغيير نوع الوقود بالقطاع الصناعي للحد من الاحترار العالمي
  • مدبولي: مصر تمتلك ثروات طبيعية وبشرية تجعلها قادرة على استكمال مسيرتها
  • الإمارات تواصل إغاثة أهالي قطاع غزة
  • «تدوير».. أنشطة صيفية من أجل بيئة مستدامة
  • النفايات والمياه العادمة .. كارثة صحية تعمق معاناة غزة / شاهد