صحيفة صدى:
2025-02-07@06:58:57 GMT

اقتصاديات النفايات ثروات مهدرة !!

تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT

اقتصاديات النفايات ثروات مهدرة !!

ذكر الناقد الاجتماعي فانس باكار في كتابه “صانعو النفايات” أن المؤرخين قد يشيرون إلى وقتنا هذا بأنه عصر نَبْذ النفايات .

إن كثيراً من المواد الخام التي تدخل في الاقتصاديات الصناعية تخرج من الطرف الآخر كنفايات .

ورغم أن النفايات أو القمامة ليست أكبر ولا أخطر فئة من فئات المواد المبدّدة في الدول الصناعية، إلا أنها بالتأكيد مؤشر للتبذير .

كما أن السلع التي تؤول في نهاية الأمر إلى قمامة يسهم في الكثير من النفايات الأخرى التي تولدها المجتمعات الصناعية.

فعلى حين يبدو أن كثافة استعمال المواد تتناقص في الإنتاج الصناعي، إلا أن التنامي المستمر في تولد النفايات الصلبة يوضح أنه يتزايد على الأرجح في قطاع السلع الاستهلاكية وعلى ذلك فالمجتمعات التي ترغب في تحسين الكفاية الإجمالية لمواردها قد يكون من الأفضل لها أنّ توجه عنايتها إلى خفض ناتجها من القمامة .

والأكوام المتراكمة من القمامة قد تكون سمة مميزة لكل دول السوق الصناعية. وفي منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أوضحت 14 من الدول الأعضاء التي لديها بيانات متاحة أن هناك زيادات في تولد النفايات الصلبة للفرد الواحد.

يقول جون يونج : التصنيع والنمو الاقتصادي لم يؤديا إلى حدوث زيادات في القمامة فحسب، بل وإلى تغيرات في خصائصها .

وعلى حين يظل الورق والكرتون عادة هما أكبر مكونين لنفايات البلديات الصلبة في الدول الصناعية فإن أنواعاً أخرى من النفايات تتزايد بسرعة أعلى.

فالألمونيوم والبلاستيك ومواد أخرى جديدة نسبياً يتزايد إحلالـها محل المواد التقليدية مثل الزجاج، والفولاذ والألياف الصناعية .

كذلك فإن كثيراً من السلع الاستهلاكية الحديثة تحتوي على مواد سُمِّية قد تثير مشكلات في التخلص منها، فالبطاريات الكهربائية تحتوي على فلزات ثقيلة مثل الرصاص والزئبق، والمكانس الكهربائية المنزلية والمبيدات الحشرية، تحتوي غالباً على كيماويات خطرة .

وتتفاوت مقادير القمامة الناتجة تفاوتاً واسعاً في أنحاء العالم وتوضح بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية لسنوات منتصف الثمانينات أنّ الفرد الأمريكي والكندي يوّلد من القمامة ضعف ما يولده الفرد في أوربا الغربية أو اليابان .

وتكمن أعظم هُوّة في تولد القمامة بين العالمين الصناعي والنامي . ورغم أن القمامة لا تنفرد بها الدول الغنية، إلا أنها تتولد هناك على نطاق مختلف .

وفي الدول النامية، نجد أن النفايات ترف لا يتاح إلا للأقلية الثرية . وإعادة الاستعمال وإعادة الدوران أسلوبان للحياة، والكثيرون يعيشون على النبش في قمامة الأغنياء بحثاً عن فتات قيّم .

ويتشارك كثير من الدول الصناعية في انتهاج تصرف رسمي تجاه القمامة، يسمى تسلسل إدارة النفايات . ويتضمن ذلك قائمة من الخيارات الإدارية ترتب فيها الأولويات: الخفض من المنبع أي تجنب توليد القمامة، وإعادة الاستعمال المباشر للنواتج وإعادة الدوران، والحرق، ثم استخدام المقالب كملاذ أخير .

ويقر برنامج البيئة هذا التسلسل كما تقره جماعات المواطنين وكثير من قادة الصناعات .

وللأسف، فإن الممارسة قد سارت في اتجاه مضاد تماماً للمبدأ فمعظم الحكومات تواصل التركيز على الإدارة بدلاً من خفض النفايات . وعندما تواجهها أزمات النفايات، فإنها تجنح إلى تمويل خيارات إدارة النفايات بنسبة عكسية لموضعها في التسلسل، حيث ترقى درجة إلى أعلى على السلم، من استخدام المقالب إلى الحرق .

ختاماً أقول: إنّ الـمسار السلس للمواد يتيح للمجتمعات فرصة لحل مشكلات القمامة دون وجود مخاطر بيئية جديدة . إنه ينقلنا تجاه الهدف المرتجى، وهو كما وصفه شوماخر : أقصى درجة من الرفاهية بأقل قدر من الاستهلاك .

للتواصل : [email protected]

المصدر: صحيفة صدى

إقرأ أيضاً:

بحوث الاقتصاد الزراعي يناقش اقتصاديات انتاج القطن في مصر

يعتبر القطن المصري من مصادر الثروة الزراعية الهامة بمصر ويحتل مركز هاما في التصدير، حيث يعد من المحاصيل التصنيعية الهامة، وتقوم عليه العديد من الصناعات مثل صناعة الغزل والنسيج والزيوت والصابون والعلف الحيواني، بالإضافة إلى استيعابه للعديد من العمالة ما بين الزراعة والتصنيع. أما في القطاع التجاري فأنه يساهم بقدر كبير في نشاطه فيما يتعلق بخدمات البيع والشراء والتمويل والنقل والتخزين وغيرها من الخدمات والعمليات التي يستلزمها إنتاج وتسويق وتصدير القطن.
وفى ضوء توجيهات  علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بضرورة الوقوف على التحديات التي تواجه القطاع الزراعي المصري ومواجهتها وإيجاد حلول لها، وتحت رعاية  الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، وتحت إشراف  الدكتور عبدالوكيل محمد ابوطالب القائم بأعمال مدير معهد بحوث الاقتصاد الزراعي، نظم معهد بحوث الاقتصاد الزراعي ورشة بعنوان: "اقتصاديات إنتاج القطن في مصر" بوحدة بحوث القليوبية التابعة للمعهد. 
وقد استهدفت ورشة العمل والتي حاضر فيها  الدكتورة دعاء سمير محمد وعلق  عليها الدكتور سمير عطية عرام رئيس بحوث متفرغ بالوحدة البحثية بالقليوبية، دراسة الوضع الراهن للقطن المصري ومنافسته في أهم أسواقه الخارجية، وذلك من خلال التعرف على الوضع الحالي لإنتاج واستهلاك والتجارة الخارجية للقطن في مصر والعالم، والتعرف على أهم الدول المنتجة والمصدرة والمستوردة للقطن في العالم، والتعرف على أهم الدول المستوردة لأهم أصناف القطن المصري، وتقييم أثر السياسات المتبعة على كل من كفاءة استخدام الموارد الزراعية، ربحية المنتجين الزراعيين، أسعار الموارد الإنتاجية، مستلزمات الإنتاج الزراعي أسعار خدمات الموارد البشرية والأرضية، وصافي عوائد النشاط الإنتاجي لمحصول وكذلك عمل التجمعات الزراعية وتوحيد مساحة القطن وذلك لإحلال الميكنة محل العمالة البشرية.

مقالات مشابهة

  • ماذا تعرف عن المحكمة الجنائية الدولية التي عاقبها ترامب؟
  • “مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
  • ما هي الدول الأوروبية التي تعاني أكثر من غيرها من مشاكل التركيز والذاكرة؟
  • طالبان تدعو الدول الداعمة للعدالة للوقوف بوجه قرار ترامب ضد غزة
  • مصر تُجدد موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية وإعادة إعمار غزة
  • «تمسكت بحقوق شعبنا».. فلسطين ترحب بمواقف الدول التي رفضت التهجير والضم
  • بحوث الاقتصاد الزراعي يناقش اقتصاديات إنتاج القطن في مصر
  • بحوث الاقتصاد الزراعي يناقش اقتصاديات انتاج القطن في مصر
  • روسيا: واشنطن تواصل نهج الاستعمار ونهب ثروات الشعوب
  • وكيل صحة البحيرة يترأس اجتماعًا لمتابعة منظومة النفايات الطبية الخطرة